كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقالت :
"كلا , اين ستضعها ؟"
فجاء رده ناعماً:
"سأعلقها في مكتبي ."
وشعرت بهزة سعادة . لم يكن لغريغوري رأي في انتاجها , بل كان يقول صراحة ان صورها ينقصها الشعور ..... ورفض ان تعرض شيئاً منها .
قالت منذرة :
"ربما يتغير رأيك حين تراها ."
فقال :
"لن اغير رأيي."
منتديات ليلاس
لماذا كان يريد لوحة لها معلقة حيث يستطيع رؤيتها باستمرار ؟ هل لتذكره بأنه يمتلكها ؟ وابعدت هذه الفكرة ,فمهما كانت عينا ليون , كان يبتسم بأخلاص صادق أعجبت به , فالناحية العاطفية من طبيعته شيء قائم بذاته , ادت قوتها الى نبذ النوايا الطيبة التي كانت لديه حين عول على الزواج منها .
وكان لنكثه بوعده , وعدم اكتراثه لمشاعرها , أسوأ الاثر على رأيها فيه . ومع ذلك كانت موقنة بأنه في جوهره رجل صالح , تستطيع ان تعتمد عليه وتركن اليه .
سارا ببطء الى حيث تركت هيلين منشفة الشاطىء , فالتقطها ليون وساعدها على ارتدائها, ثم ارتدى إزاره . ولم يكن على الشاطىء سوى افراد قلائل من الفندق , يستمتعون بالشمس . وتساءلت هيلين :
"أترى زوجها كان يعرف ان زوجين يشغلان مائدة قريبة من مائدتهما في الفندق , راحا يراقبان رعايته لها باهتمام ؟"
قال :
"ارفعي رأسك! "
فأطاعت ... واضطربت عيناها إزاء تألق الشمس . ومست أصابعه عنقها , ثم هز رأسه وابتسم لها في حنان وقال :
"لو لم يكن هناك من يراقبنا لقبلتك ! "
ذهبا في اليوم التالي الى لارنكا , وراحا يتمشيان على الشاطىء وتناولا بعض المرطبات في مقهى صغير تحت النخيل , ثم استقلا السيارة الى البحيرة المالحة الكبيرة , التي ترتادها الطيور الموسمية . واعجبت هيلين بهذه الطيور فقال ليون :
"من حظنا ان نراها , فسترحل قبل نهاية الشهر ."
وابتسم لها مضيفاً :
" كنت ادرك ان هذا المكان سيروق لك . والان , أتودين ان نتوغل في الجبال ؟"
وشاب صوتها شيء من الشغف وهي تقول :
"نعم يا ليون . هل نحن بعيدان عن ليفاكارا . أتمنى رؤية النساء تقمن بأعمالهن الحرفية وأود شراء بعض منتجاتهن , اذا أمكن ."
قال: منتديات ليلاس
"هذا ممكن طبعاً , لست مضطرة لأن تسأليني ياهيلين ."
وصلا الى قرية جبلية صغيرة , تصنع فيها منتجات , لاسيه ليفكاريتيكا ذات الشهرة العالمية . فاشترى ليون أغطية للموائد ومناشف ومناديل وثوباً مطرزاً بشكل فخم , مزين الصدر, والاكمام بأرق الدانتيل .
وشهقت هيلين إزاء ثمنه , وقالت :
"إنه باهظ ..... والابيض يناسبني ."
فتلفت ليون حوله قائلاً :
"حقاً , الابيض يلائمك ."
ودعتها صاحبة المتجر الى التجربة .... وهزت هيلين رأسها , لكن ليون ألح . كان الثوب مناسباً لها تماماً , وجميلاً , وحبست أنفاسها اذ رأت صورتها في المرآة , وهتفت :
"إنه جميل جداً .... ولكن الثمن غال جداً ."
فقال ليون :
"لاشيء يعتبر غالياً لك ياعزيزتي ."
ثم أردف بصوت خافت :
"ألم نقل أننا سنسعد ؟"
وعاد يقول :
"هل انت سعيدة ياهيلين ؟"
كانت في صوته رجفة , وراح يتأمل محياها متلهفاً في انتظار الجواب وارتعشت ابتسامة على شفتيها الجمليتين , وقالت بصوت خافت وبحة :
"نعم يا ليون ....إنني سعيدة ...."
نهاية الفصل الخامس
|