لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


شيريليزا و القسم الخطير (تحمسوا معاي بالرواية الفانتازية)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذه روايتي الفانتازية الأولى و أتمنى أنها تعجبكم أطمح بأن أجعلها ترقى لتصبح مثل ملحمة (سيد الخواتم ) إن شاء الله

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-10, 07:59 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207656
المشاركات: 11
الجنس ذكر
معدل التقييم: Aornalios عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Aornalios غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Jded شيريليزا و القسم الخطير (تحمسوا معاي بالرواية الفانتازية)

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذه روايتي الفانتازية الأولى و أتمنى أنها تعجبكم

أطمح بأن أجعلها ترقى لتصبح مثل ملحمة (سيد الخواتم ) إن شاء الله و أتمنى أنكم تستمتعوا مع مغامرات الفتاة (شيريليزا) ... الله أعلم كم تعبت و أنا أكتب و أفكر بالخيال الذي سأضعه بها لذا رجاء أتمنى أنكم تردون برأيكم و نقدكم البناء -رجــاء- ، و إذا لم تستطيعوا أن تكتبوا رأيكم أو نقدكم لسبب ما فبإمكانكم قول كلمة شكرا


و أرجو تقييم الرواية بما تستحق فقط لا أكثر و لا أقل ... و إن شاء الله راح أكمل معاكم الرواية لكن أريد تشجيع و أجعلوني متحمس لإكمالها ... فعدم إبداء رأيكم يحبطني ....


تحياتي أخوكم أورناليوس ..

 
 

 

عرض البوم صور Aornalios  

قديم 16-12-10, 08:17 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207656
المشاركات: 11
الجنس ذكر
معدل التقييم: Aornalios عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Aornalios غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Aornalios المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الفصل الأول
في اليوم الثلاثون من الشهر السادس من سنة 10281 فيريوسي كانت أجواء مدينة (نور الضياء) جميلة جدا و مائلة إلى الهدوء تقريبا
ممزوجة بنشاط سكانها للتحضير لعيد "مينرنو اي ميرلو" الذي سيصبح في الغد و الذي يحتفلون به سكان مدينة (نور الضياء) كل سنة
و في أحد شرفات قصر مدينة (نور الضياء ) ذو المرمر الأحمر يجلس هناك رجل على أحد الكرسيين الفاخرين الذين أمام المنضدة ,و هو في الثلاثينات من عمره قد بدا على وجهه نمو اللحية السوداء و يضع على رأسه عمامة فاخرة ذات لون ابيض مزركشة بفصوص و سلاسل رقيقة من الذهب و مزخرفة بخيوط حريرية ذات لون أحمر و هي متناسقة جميلة من كل النواحي و يتوسط هذه العمامة من الأمام جوهرة كريستالية لونها مائل للذهبي و على ذلك الرجل بدله ديباجية مليحة لونها ابيض و مزركشة بخيوط الذهب و خيوط حمراء و فصوص جوهرية بحرفية و فن و قد بدا على هذا الرجل التوتر و الإضطراب و الشرود في فكره , و قد أتى من خلفه صوت امرأة
و فيه نبرة التبشير يقول : سيدي !!.. سيدي !! يا صاحب الجلالة !!

قال الملك (جانشاه) ملتفتا لـلجارية و هو منشد إليها : نعم ؟؟ بشريني !! , ما الذي جرى ؟؟!

قالت الجارية و الابتسامة تعلو وجهها : أبشر أيها الملك السعيد , أن زوجتك قد أنجبت لك أميرة من الحِسان !!

تسأل الملك (جانشاه) و قد بدا عليه الهدوء من توتره قليلا : حسنا , و إمرأتي
ما الذي جرى لها ؟؟

قالت الجارية لملكها (جانشاه) : أن مولاتي بتمام الصحة و العافية يا سيدي
و إنها تنشدك بالذهاب إليها لترى أبنتك و تكحل عينك بها !!.

قال (جانشاه) الملك بفرح و سرور و قد نزلت الراحة على قلبه : حسنا .. حسنا , أذهبي أنتي الآن لتكملي عملك .


- أمرك يا مولاي . هكذا أجابت الجارية على سيدها قبل ذهابها .

و حمد الملك (جانشاه) الله و شكره على سلامةزوجته و على الابنة
التي رزقها الله له.

و بعد ذلك ما كان من أمر الملك (جانشاه) إلا التحرك و القيام من مكانه و هو سعيد متلهف لرؤية زوجته الأوروبية الشقراء (باثيلدا( , و ظل يمشي بسرعة
ابتداء من حجرة الجلوس التي بها الشرفة التي كان جالس فيها
إلى ممر مفروش و على حائطه السكري لوحات و تحف خلابة معلقة
عليه , إلى حجرات ثلاث خلف بعض مفروشات بأثاث ملكي فاخر مليح
و قد كان الخدم و الجواري يؤدون أعمالهم و آخرون ينتظرون الأوامر
كالعادة و قد كان كان بين الحجرات الثلاث الواسعة مدرجات صغيرة
تحوط كل حجرة على حدا و من ثم تعدى هذه الحجرات الثلاث أو بالأحرى القاعات الثلاث و من ثم دخل بزقاق ملتوي مفروش بأحسن
الأثاث و التحف و كان بأمامه ثلاث أبواب ذهبية خالصة و مزخرفة بحرفية
و فن و الباب الذي على يمين الملك (جانشاه) يؤدي إلى ممر مستقيم , فيه أبواب كل باب يؤدي إلى غرفة , فسلك الملك (جانشاه) الباب الذهبي الذي على يده اليمين ليدخل إلى ذلك الزقاق المستقيم و يفتح ثالث باب على يساره .

ليجد سرير برونزي فاخر ذو أعمدة طوال عليه خامة ذات لون أصفر فاتح و هي شبه شفافة و هي مطرزة بشكل جميل موضوعة على أعمدة السرير العالية , و قد كان السرير بعيد عن (جانشاه) نسبيا على بعد خمسة و عشرون ذراع تقريبا , و هذا من كبر الحجرة التي كانت مؤثثة بأحسن ما يكون من الأثاث الفاخر المختص بغرفة النوم و قد كان هناك شرفة طويلة مفتوحة تتطاير شراشفه البديعة إلى الخارج و يظهر من خلالها السماء الليلية البديعة بنجومها و شهبها و البدر الساطي من خلف الغيوم الخفيفة حوله , و قد كان هناك خزانات طويلة فاخرة من الأبنوس المطعم بالزمرد و الياقوت و الألماس و الذهب بفن و احترافية و تناسق و قد كان هناك منضدة مستطيلة من الخشب المصقول عليها قارورة للحبر و بها ريشة مائلة و بجانبها ورقة جلدية , و قد كانت هذه المنضدة قريبة من الشرفة , و قد كان فوق السرير المليح تجويف قبة كبيرة و عالية تتدلى من وسطها
ثرية من الشموع كبيرة و ذات شكل فخم ....


فهب الملك (جانشاه) على زوجته (باثيلدا) و التي كانت نائمة على السرير و هي تحتضن أبنتها , و تتوسط الجواري اللاتي يساعدنها و يخدمنها على تقديم لها الحساء الحار و تجفيف عرقها الذي على وجهها الجميل و هناك منهم من يجلسن تحت السرير على المدرج المرمري الأبيض الصغير الشبه دائري الذي يحوط سريرها الفاخر .




***


فقال الملك (جانشاه) بتلهف و شوق : عزيزتي .. عزيزتي (باثيلدا) , كيف هو حالك يا بدر البدور ؟؟

" فمد يده للطفلة و أنتشلها من حضن أمها و حرك شعرها الخفيف وهي تضع
أحدى أصابع يدها اليمنى بفمها , فقبلها على رأسها بكل رحمة و حنان "

فردت الملكة (باثيلدا) ذات الشعر الأشقر المنسدل على كتفها و هي مستلقية على السرير بإرهاق : أنا بخير يا عزيزي , لما أنت خائف علي بكل هذا القدر يا تاج الملوك ؟؟

" و للوهلة اومئت (باثيلدا) للجواري بالانصراف "

قال الملك (جانشاه) : و كيف لا أخاف على درتي الفريدة التي لا يوجد نفسها
لا في مغارب أورادس و لا في مشارقها .

"ثم أخذ منديلا ذهبي كان على منضدة ملتصقة بالسرير فمسح جبينها , و من
ثم قبلها برقة على جبينها تليها قبلة على خدها الرقيق و حرك غرتها إلى يمينها .
فابتسمت له و احمرت وجنتيها و بدا عليها الخجل . "

فقال لها و هو يبتسم : ما أجمل هذه الابتسامة , التي لو طلت من على غيوم أورادس لأشرقت أورادس بنورها و كسرت نور الشمس .

فضحكت (باثيلدا) قليلا و قالت : ما بالك يا (جانشاه) , غدوت تتغزل بي , هل نسيت أننا لم نسمي أبنتنا !! .

قال (جانشاه) مبتسما : أوه , صحيح نسيت هذا الأمر !!. و لكن أنا لا ألام




فأن عندي مشكلة عويصة !!.

قالت (باثيلدا) منشدة إلى زوجها متسائلة : و ما هي هذه المشكلة يا عزيزي ؟؟


نظر إليها الملك بغموض و قال : لكن مشكلتي ليس لها حل !!!

توترت (باثيلدا) و تنهدت بخوف من كلام زوجها ذو الوجه الذي بات لا تعلوه ابتسامة و قالت بشدة : حسنا !! و لكن ما هي ؟؟ قل لي , فأنك أقلقتني
يا (جانشاه) !!

قال الملك : و لكن !!

قالت (باثيلدا) : ماذا ؟!!

قال الملك (جانشاه) : أنتي قلتي لي أني نسيت أن نسمي أبنتنا صح ؟

قالت : صح ..

قال الملك (جانشاه) و الابتسامة تعلوا وجهه : إذا و لما تلومينني و أنا عندي بدر من بدور السماء البهية نازل في قصري !! و لم ينزل بدر على أورادس غيره قط !! و هو أمامي الآن !! و البدر الذي عندي يجعل الناظر إليه
يسكر من جماله و ينسيه أي شيء !! .

ضحكت (باثيلدا) من كلام زوجها و أحمرت وجنتيها بشدة و ظهرت مع
ضحكتها قمازتين جميلتين و شاركها الضحك زوجها الماكر !

قالت (باثيلدا) و قد زال عنها توترها الذي لم يمضي له سوى ثواني معدودة و هي تبتسم : اوه , يا إلهي يا أيها الحاكم المجيد لقد وترتني و جعلتني أضن أن عندك مصيبة ما .

أكملت قائلة : كل هذا الجمال فيني يا عزيزي , أنك لم تبقي شيئا للعذارى .
قال (جانشاه) ضاحكا : بل هذا الوصف كله لا يليق بحسنك و لا بقدك و اعتدالك ! فإنك بعيني كالضبي و الغزلان .

قالت (باثيلدا) و الابتسامة تعلوا وجهها : حسنا , ماذا تريد أن نسمي أبنتك الآن ؟؟

" فحركت يديها نحو أبنتها التي بيدي أبوها بإشارة تعني أعطني الفتاة !,
فأعطاها الملك جانشاه الفتاة جاعلا أمها تحتضنها "

قال الملك (جانشاه) : و لما لا تسمي أنتي أبنتك ؟؟

قال (باثيلدا) : حسنا , و لكن قل لي أسم و أنا سـأقول واحد و الذي يعجبني
أختاره لها أذا أردت ذلك يا أيها الحاكم المجيد .

قال (جانشاه) : حسنا . هممم ... أريد أن أختار أسم .. (شيريهان) !!

أكمل قائلا : ما رأيك به (باثيلدا) ؟؟

قالت (باثيلدا) : أنه جميل و لكن أنتظر لكي أفكر بأسم أخر ..

قال (جانشاه) : حسنا , خذي راحتك .

قالت (باثيلدا) بعد لحظات من التفكير : همم .. أعتقد أن أسم (ليزا) جميل
أيضا و لكن قد أعجبني أسم (شيريهان) أيضا , لذا أنا محتارة أختار هذا أو ذاك !!

قال الملك (جانشاه) : إذا لنسميها (ليزا) فإنه مليح يا عزيزتي .


قالت (باثيلدا) مقاطعة : لا أنتظر , لقد طرأت علي فكرة عجيبة , و هي
دمج الأسمين !! .

قال الملك متسائلا : و كيف ذلك ؟؟

قالت (باثيلدا) : إذا أسمينها بـ(شيريليزا) , نكون قد دمجنا بداية (شيريهان)
مع (ليزا) , و هذا الأسم أعتقد غير معروف و مليح .

قال (جانشاه) : أجل أنه أسم جميل بل رائع يا حبيبتي .

قالت (باثيلدا) و هي ناضرة إلى إبنتها و هي تمسح برأسها الصغير و الملك ينظر إليهما برحمة و إستعطاف : إذا ها .. أنتي يا (شيريليزا) .

"فقبلت الأم خد أبنتها برقة"

قال (جانشاه) لزوجته الشقراء : إذا أنا ذاهب لأعلم (ناشر الأخبار) بنشر خبر ولادتك فتاة و لجعل أهل المدينة يحتفلون في الغد بمولد أبنتي مع إحتفالهم بعيد " مينرنو اي ميرلو " و لتصبح الفرحة فرحتين !!...


قالت الزوجة (باثيلدا) الحسناء : حسنا يا عزيزي .

و من ثم أستدار الملك (جانشاه) للباب ولميكمل خمس خطوات
إلا و صوت زوجته يناديه بتنهد يقول : توقف يا أيها الملك السعيد !!


قال لها الملك (جانشاه) بحب : نعم يا عزيزتي , ماذا تريدين ؟

تنهدت (باثيلدا) له و بدت مترددة بوضوح : همم .. في الحقيقة ...

فسكتت لثواني ..

فقال الملك (جانشاه) و عليه أبتسامة صغيرة و هو يحدق لـ(باثيلدا) : الحقيقة .. ماذا ؟؟ ماذا تريدين أن تقولي ؟؟

قالت (باثيلدا) ذات العينان الزرقاوان : أريد أن أقول لك شيء لكن أنني منحرجة نوعا ما !!

قال (جانشاه) متسائلا : و هل تحرجين من زوجك ؟؟ ... إذا في قلبك شيء تريدين قوله فقوليه !!

قالت الملكة (باثيلدا) : حسنا .. و لكن تعال و أجلس هنا .. لكي أقول لك ما في بالي , يا أيها الملك السعيد !!

"و قد أشارت إلى كرسي ذو لون أحمر فاخر بجانب المنضدة الأبنوسية التي بجانب سريرها "

أستجاب (جانشاه) لأمرها .. و قال : ها أنا جلست .. الآن ماذا تريدين ؟

" كانت الأم تنضر إلى ابنتها (شيريليزا) "

- و قد أخرجت أنفاسها الكثيرة دفعة واحدة ثم أدارت وجهها إلى زوجها ..

قالت رادتا على كلام زوجها : أن الذي شاغل بالي أنه .. هو أنني كنت أملتا أني سأنجب بكرا ولد بدلا من بنت و أردت أن تفرح به لأنه هو و أبنأه سيحملون أسمك ... و قد أحسست بالضيق بأني لم أنجب ولد بكرا بدلا ابنتنا هذه !! فأنه إذا أصبح عندنا ولدا فسوف يرثك في الحكم أتوافقني الرأي ؟؟ و في الحقيقة هذا الذي في قلبي و قد أبحته لك !

" نظر إليها (جانشاه) بنظرة توحي على الحكمة و قد أستنشق الهواء ثم أخرجه لمدة أستغرقت ثانيتان !!"

قال لها (جانشاه) و الأبتسامة تعلو وجهه : و لكن (باثيلدا) هل معنى هذا أنك تكرهين أنجاب البنات؟؟

قالت (باثيلدا) : بالطبع لا . و أنا لا أكره (شيريليزا) فهي قطعة من جسدي , و لكن ما أعنيه هو أن أنجاب

بكرا ذكر أفضل برأيي .

قال (جانشاه) و هو ممسكا بيد أبنته الصغيرة التي بحضن أمها : و لكن انا أخالفك الرأي تماما .. صحيح أنه شائع أنجاب

الطفل الأول ولدا عند أغلب الحكام ... و لكن أنا احمد ربي الذي رزقني النعمة سواء كانت فتاة أم فتى .. و أنا معك أن

أنجاب الفتى مهم لإبقاء نسلي يستمر .. ولكن أن لم تنجبي فتى لنا الأن فإن شاء الله ستنجبيه لاحقا يا عزيزتي ..

قالت الملكة باثيلدا : أن رأيك سديد يا ملك (نور الضياء) الحكيم ..

- قالتها و هي تبتسم لزوجها .

قال (جانشاه) بحنان لزوجته : حسنا ... يا عزيزتي هل تريدين أن تقولي شيئا أخر لي الأن ؟؟

قالت (باثيلدا) : لا أريد سوى سلامتك و راحت بالك يا حبيبي ..

قال (جانشاه) : حسنا .. حان الوقت لأعلم ناشر أخبار مدينة نور الضياء .. عن أبنتي .. لكي يقيموا لها سكان مدينتي أحتفالا ..

فقام الملك من مقعده و أستدار للباب الخشبي الفاخر المزخرفة و المرصع به أحلى الأحجار الكريمة فمشى مباشر إليه و مسك بمقبضه النحاسي ثم سحب و خرج ...


فحينما خرج ملك مدينة (نور الضياء) من حجرة نوم زوجته ذهب إلى القاعة الطويلة التي بها عرشه و التي هي مبلطة بالسيراميك السـُكري و مفروشة بأحسن السجاجيد , و التي يقيم بها المقابلات مع أكابر البلدان و الحكماء و البلغاء و الشعراء ..

- وصل الملك (جانشاه) إلى تلك القاعة و جلس على عرشه ذو اللون الخشبي المحروق و الذي كان عليه طبقة قماش أحمر سميكة مزخرفة باللون الذهبي و قد كانت يدا هذا الكرسي الملكي من الذهب الخالص و على مقدمة كلتا اليدان ياقوتتان حمراوان و قد كان بجانب عرشه الفخم على اليمين مقعد مختلف عنه و لكنه تفرد بجماله و هو أصغر من عرش الملك بقليل , و أما على شمال العرش فقد كانت تركن هناك سيدة عجوز واقفة أمامها مرمر مستطيل طويل بني مائل للأصفر فاتح و يصل طوله إلى نصف طول أجسامنا و يتدرج حجمه من الأسفل و هو أكبر جزء و يصغر حجمه تدريجيا إلى الأعلى ليناسب البلورة السوداء التي على قمته و التي هي محاطة بخط سميك ذهبي من وسطها , و قد كان الحرس و العبيد منتشرون بإنتظام في القاعة الكبيرة الطولية الفخمة و بين العواميد المرمرية الصفراء الفاتحة , بينما كان هناك جواري حسان آتيات من بلاد الشام و الهند و الصين و من مصر و من الإمبراطورية البرانسولية الأوروبية التي تعرف بجواريها الشقر الملاح و قد كن الجواري يجلسن حول عرش الملك و الكرسي الذي بجانبه و حول مكان وقوف تلك السيدة العجوز ذات الملامح القاسية و لكن بعيد قليلا عنهم و تحتهن سجاجيد حمراء آتية من بلاد الهند و حولهن مطارح و وسائد يتكئن عليها من كل صنف و لون جميل و كن موزعات بكل القاعة على شكل مجموعات و هن يتمايلن و يجلسن جلوس الضبي و الغزلان , و قد كان بأعلى كل عامود من عواميد القاعة الضخمة معلق هناك خمس شموع بمقبض ذهبي مزخرف , بينما كان خلف عرش الملك على بعد خمسة عشرة ذراع مدرج شبه دائري يتكون من درجتين فقط و بعد ذلك المدرج سور أسود مطعم بالفضة و يبدو خلفه أن هناك رأس شجرة ذات أورق ذهبية و هي مأتية من كوكب السحر (مناليس) و عليه عصافير قمة في الجمال لهم ريش طويل في الخلف و على رأسهم ثلاث ريشات و ألوانهم البرتقالي و الذهبي , و يبدو أن جذع الشجرة الذهبية وجذورها مزروع بالأسفل في قاعة تحتية بإمكانك أن تراها إذا طللت من ذالك السور الأسود للأسفل ! , و خلف تلك الشجرة زجاج مجوف و هو كبير طويل طوله على إرتفاع القاعة و يتخلله عواميد نحيلة ذهبية بين كل عامود و أخر عشرون ذراع , و يبدوا من ورأه القمر المشرق الكبير و الذي يكتسب هذا الحجم فقط في مدن تعد على الأصابع في كوكب أورادس و منهم مدينة (نور الضياء) ويحوطه غيوم بيضاء شفافة و في أطراف السماء يبدو أن هناك الكثير من النجوم المتلئلئة و الشهب الخلابة, و بالتأكيد يستطيع أي أحد أن يرى هذا المنظر الجميل حتى و لو كان بعيد عن تلك الشرفة الزجاجية , و لكن يشترط أن يكون في القاعة بالطبع ! , و بما أن المقابلات الملكية تعتبر من أهم الأمور التي تحدث في هذه القاعة فقد كان أمام عرش الملك على بعد عشرة أذرع صفة أرائك خشبية أبنوسية مرصعة بالذهب , مرتصة بجانب بعضها البعض على اليمين و على الشمال , و قد كانت كل أريكة تسع ثلاثة رجال و أمام كل أريكة منضدة صغير جميلة و قد كانت هذه المناضد الأبنوسية على أشكال الورد ألجوري و على سطحها طبقة من زجاج دائري محفوف باللون الذهبي , و على طول تلك القاعة ثريات ضخمة كبيرة مملؤة بالشموع المضيئة و أضخم ثــُرية كانت فوق عرش الملك و التي كانت بقبة ضخمة مرسوم عليها سماء بها طيور حمراء مذيلة كأنها طيور العنقاء !!



- و عندما دخل الملك على قاعة الحكم بهيبته و وقاره نظرت إليه تلك العجوز ذات البلورة السوداء التي أمامها , فأنحنت لملكها فقاموا الجواري و أنحنوا له مع العبيد و الحرس كالمعتاد حتى جلس بعرشه و أبتسم لتلك السيدة و قال لها هامسا بعد أن أنتهوا من الأنحناء : كيف هو حالك يا (واندي بيل) الكشافة ؟


قالت العجوز (واندي بيل) كما يدعونها و الأ بتسامة تعلوا وجهها : أنني بأفضل حال , و لكن هل من الممكن أن أسألك سيدي ؟
قال لها الملك (جانشاه) : أجل , بكل تأكيد !!
قالت (واندي) ذات الشعر الأشقر الذي بان عليه الشيب و الخشم الطويل المتدلي : أنني يا سيدي قلقة على زوجتك , هل هي بخير ؟ و ما هو المولود هل هو ذكر أم أنثى ؟

قال الملك (جانشاه) : أن المولود بنت و قد أسمينها بـ(شيريليزا) , و أن زوجتي بخير و الحمد لله ..

قالت (واندي بيل) ذات الظهر المعكوف مبتسمة بفرح لملكها : مبروك .. مبروك عليكم يأيها الملك السعيد بــ(شيريليزا) , تتربى بعزكم إن شاء الله , و الحمد لله على سلامة زوجتك , و أني والله يا أيها الملك الحكيم أني سعيدة لكم .

قال الملك (جانشاه) : أن هذا من طيبتك يا (واندي) , و أشكرك على أهتمامك ..

و أقترب إلى أذنها أكثر و همس قائلا : هل فعلتي الذي بيني و بينك ؟

قالت (واندي) بضحكة ماكرة : هيهي .. يا سيدي , بالطبع .. أنه عملي , و لا
توصي حريصا أبدا .. هي هي هي !!

قال (جانشاه) مبتسم : إذا .. بما أنك وجدتي الطعام خالي من الذي في بالي و بالك فأمري بأحضاره حالما أقول لك ..

قالت (واندي) : أمرك .. يا سيدي !!

قالت (واندي) بعد لحضات من الصمت : سيدي .. أظن أنك نسيت أن تعلم ناشر الأخبار بنشر خبر إنجاب زوجتك لـ(شيريليزا) .

قال (جانشاه) لساحرته الكشافة : كلا , أن هذا سبب وجودي .. هنا يا
(واندي بيل) !!

قالت (واندي بيل) التي قد لبست شيء في أطراف أصابعها اليسار و هو شيء كالأضفر و لكنه حاد و هو ذهبي : أسفة يا سيدي .. حسبتك نسيت .

قال (جانشاه ) : لا بأس بذلك ..

قال الملك (جانشاه) لأحد الحرس صارخا : يا (فرهاد) ..
قال الجندي (فرهاد) بصوت قوي : نعم .. سيدي .
قال الملك و قد أشار له بيده اليمنى : تعال إلى هنا .
قال الجندي (فرهاد) و قد لبى أمر سيده وو قف أمامه بينه و بين الملك المدرج المكون من ثلاث درجات : أوامرك .. يا أيها الملك السعيد ؟

قال (جانشاه) بحزم :اذهب إلى أعلى البرج السابع و أطرق الباب على
مقصورة ناشر أخبار المدينة و قل له أن الملك يريدك .
قال الجندي ملبيا : حاضر .. سيدي .
- فجرى الجندي إلى باب القاعة العملاق المليح و قد أصدر قليل من الصدى من رجليه الراكضتين بالقاعة .
و بعد نصف ساعة من الزمان أتى الجندي و معه الرجل المطلوب ..
و بعد نصف دقيقة من المشي , قد أقترب الناشر من الملك (جانشاه) , و قد أمر (جانشاه) الجندي بمتابعة عمله .

فقال ناشر أخبار مدينة (نور الضياء) للملك : أهلا يا مولاي .. بماذا تأمرني يا أيها الحاكم المجيد ؟
قال الملك : أهلا بك يا (جيحون) .. أنني أريدك أن تنشر لي خبرا بالمدينة و سأعطيك عليها مكافئة .. بعد أن تنفذها .
قال (جيحون) : بتأكيد سأفعل ما تطلب يا سيدي حتى و لو بدون أي مكافئة ,
و لكن عفوا , أين سيدتي (باثيلدا) فأنني لا أرها .. جالسة على مقعدها ؟!

" و قد أشار (جيحون) إلى الكرسي المليح الذي بجانب الملك (جانشاه) , بينما عينا
(واندي) المجعدتان لا تقادران (جيحون) " ..


فأعربت العرافة (واندي بيل) عن رغبتها بالتكلم بدلا من الملك , بإشارة كانت بينها و بين الملك , و قد أومئ الملك بدوره لها تاركا لها المجال للتكلم ..
فقالت لـ(جيحون) بابتسامة تعلوا وجهها ذو التجاعيد : أن الملكة يا ناشر الأخبار قد ولدت فتاة لتوها , لذلك
و بطبيعة الحال هي محتاجة الآن للنوم و الراحة , و أقول لك نيابة عن سمو الملك شكرا للسؤال , و قد ندهك الملك لكي تنشر له خبر مولد الأميرة التي أطلقوا عليها أسم (شيريليزا) ..
قال (جيحون) : أها ... مبروك لك يا أيها الملك الطيب على هذه الأميرة و تتربى بعزك إن شاء الله , و سوف نرى ملكتنا جالسه في مقعدها كالسابق بعد سلامتها إن شاء الله ..
قال (جيحون) هذا الكلام و هو ينظر للملك , ثم حول نظره لـ(واندي بيل) ...
فقال (جيحون) لها : و أمهليني الوقت يا سيدتي , لأجهز الورقة التي سأكتب عليها الخبر و أبلغ رجالي لنشر الخبر الليلة إن شاء الله ..
أكمل (جيحون) ناظرا للملك قائلا : و لكن يا مولاي , هل تريد أن أقول لأهل المدينة أن يبدو في مراسيم الاحتفال الليلة أو غدا ؟؟
قال الملك (جانشاه) : فليكن الليلة التحضير للاحتفال و غدا إن شاء الله سيبدأ الاحتفال بابنتي مع عيد "مينرنو اي ميرلو"
إلى أن ينتهي العيد بعد خمسة أيام .. و سأظهر مع أبنتي و مولاتك في الليل قبل موعد ظهور الجنية بقليل ..
أكمل الملك (جانشاه) قائلا : و لتخبر أهل المدينة بأن لهم هدايا كما أن للعيد هدايا و عطايا مني لشعبي ...
قال (جيحون) بابتسام و طاعة : كما تأمر .. يا سيدي ..
و أنصرف (جيحون) لتأدية الأوامر التي عليه , و لا يزال ضرب رجله بالأرض يصدر صدأ منخفض جدا إلى أن خرج من الباب القاعة الكبير ..
نظرت العرافة ذات العينان الخضراوان لملكها و همست : هل يمكنني أن أذهب يا سيدي لأرى الأميرة (شيريليزا) .. فأنني أحب الأطفال .
قال (جانشاه) : أجل بالتأكيد .. و لكن لا تكثري النظر إليها لكي لا تخاف فتبكي ..
فضحك (جانشاه) على (واندي) ..
قالت (واندي) بغضب : أنني كنت في يوم من الأيام .. من أجمل نساء (اورادس) يا سيدي .. كما أنني لست مخيفة ..
أنني أستطيع بوصفة سحرية صغيرة .. أن أمشي بأحد الحارات و أجعل الرجال يقعون بالأرض من جمالي ..
ثم نفخت العرافة (واندي بيل) من فمها الهواء من الغضب ..
و أنفجر الملك على كلامها ضحكا و قال : أنني أمزح معك يا (واندي) ..
قالت (واندي) و هي واثقة من نفسها ,: هم , أعلم ذلك .. أنني لا أحتاج
لبرهان !!
و ضلت ماشية إلى الباب الذي على يسار عرش الملك و الذي على بعد خمسة و عشرون ذراع , فاختفت (واندي بيل) بعد دخولها لذلك الباب الخشبي ذو المقبض اللؤلؤي ..
و ما زال الملك يقهقه عليها و هو ينظر إلى الجواري و العبيد الذين قد أعربوا عن ابتساماتهم و ضحكاتهم ..
و في مكان أخر في أعلى أحد أبراج القصر ذو المرمر الأحمر , في الغرفة الحجرية المفروشة بالسجاد الأحمر و و التي فيها منضدة عليها الكثير من الأوراق الجلدية وهناك الكثير من الكتب الباهتة المصفوفة بجانب بعضها البعض في خزانة الكتب التي بجانب المنضدة على بعد بضعة أذرع و في أحد الرفوف كان مصطف هناك عدد ليس بالقليل من قوارير الحبر على عكس باقي الرفوف المملؤة من الكتب , و بدا أن أحد أدراج المنضدة الخشبية كان مفتوح و يبدو من أنه مخصص لريش الكتابة , لكثرة ريش الكتابة الذي فيه ...


كان هناك رجل يلبس سترة صفراء خفيفة على الصدرية , و كانت مفتوحة من الأمام و تصل إلى منتصف ظهره , و قد كان يشد وسطه بحزام أحمر من الكتان و كان يلبس سروال أصفر داكن فضفاض واسع و قد كان خفه ذو لون ذهبي , و عليه عمامة متواضعة , وقد جلس هذا الرجل في ذاك الكرسي الخشبي الذي يقابل المنضدة و تسلح بريشة بيضاء كانت موضوعة على طرف المنضدة المربعة و غطسها بقليل من الحبر و سحب له ورقة جلدية جديدة ثم نضر من خلال الشرفة الصغيرة التي أمامه إلى البدر المشع و هو يفكر و يستلهم ما سيكتب لنشر خبر مولد الأميرة (شيريليزا) , و بعد لحضات .. شرع في الكتابة بتلك الريشة ..

كالأتــــــــــــي :-


اليوم هو الخملادس و هو الثلاثون من الشهر السادس من سنة 10281 من الأعوام الفيريوسية

نحيطكم علما أيها السادة و السيدات بأن في هذا اليوم قد ولد لصاحب السمو الملك (جانشاه) بن (شهرمان) الكريم و السخي كما يعرف

عنه , أميرة قد أطلقوا عليها صاحبي السمو أسم (شيريليزا) , و لذا نعلمكم بأن هناك احتفاء في يوم الغد على مولد الأميرة الجديدة و هذا

يوافق أول أيام أحد أهم الأعياد في مـــدينة (نور الضياء) ألا و هو عيد "مينرنو اي ميرلو" كما أنه سيستمر الاحتفاء بالأميرة إلى أن تنتهي أيام العيد , كما أن هنالك هدايا و عطايا وفيرة من الملك السعيد (جانشاه) بن (شهرمان) لكم يا أيها الشعب العزيز في الغد ........




و هنا توقف (جيحون) عن الكتابة بعد أن لمح البدر الذي أمامه بنظرة ..



و بدا عليه أنه نسى شيء و قال لنفسه بهمس و صوت خافت جدا : أوه , صحيح , قد أنساني الشيطان الملعون ..


ثم كتب بتلك الريشة البيضاء على تلك القطعة الجلدية لإكمال الكلام الذي قد كتبه :

كما ندعوكم يا سكان مدينة (نور الضياء) بأن تتجهزوا الليلة و تعليق الزينة على بيوتكم للاحتفال بمولد الأميرة (شيريليزا) و عيد "مينرنو اي ميرلو" بداية من الغد



و بعدها كتب في أخر الصفحة على اليسار :-


و الحاضر يعلم الغائب

و تمنياتنا لكم يا سكان مدينة (نور الضياء) بتمام الصحة و العافية و قضاء و قت ممتع في العيد و الاحتفال ..




و بعد ذلك خرج (جيحون) من حجرته و معه القطعة الجلدية التي كفتها في أحد جيوبه و نزل من خلال الدرج اللولبي , و قد كانت حجرة (جيحون) هي أعلى حجرة بالبرج السابع للقصر , و بعد عشرون درجة من النزول للأسفل وصل (جيحون) إلى باب على اتجاه يده اليمنى , ففتحه و وجد حجرة واسعة فيها رجلين , دخل عليهم (جيحون) و قال لهم : هيا يا رفاق أن عندنا الليلة خبر لننشره .

قالوا له : حاضر .. سيدي .

و في الواقع أن هذان الرجلين من عبيد الملك الذين أعطاهم لــ(جيحون) لمساعدته بأمور نشر الأخبار , و قد كان (جيحون) متواضعا لهم و يعتبرهم كأصدقاء , إلا أنهم يحترمونه أشد احترام .

و دخلوا هذان الرجلين لتبديل ملابسهم في حجرة أخرى صغيرة , و كان بابها موازي لمقعد (جيحون) الذي قد جلس عليه , و قد كان بابها على يسار على بعد بضعة أذرع , و بدا من تلك الحجرة الصغيرة سريرين من الخشب , و عندما انتهوا العبدين

خرجوا من حجرتهم الصغيرة و اتجهوا إلى إحدى زوايا الحجرة الواسعة و أخذ كل واحد منهم من تلك الزاوية طبلة كبيرة مع

عصاتيها و وضعوا حبلها السميك حول أعناقهم , و بعد ذلك قال أحدهم لــ(جيحون) : لقد انتهينا .. يا سيدي .

قال (جيحون) لهم متسائلا : حسنا .. و لكن هل لديكم من سائل ملكة جن (ينبوع الخلود) الإخباري ؟؟

قال أحد العبدين و هو مشيرا إلى خزانة أبنوسية كانت على بعد عشرة اذرع منه : أجل أنه في تلك الخزانة !.

قال (جيحون) : جيد , و كم قارورة عندكم ؟

قال أحدهم : لدينا الكثير من القوارير التي بحجم اليد .

قال (جيحون) : إذا , أعطني واحدة منهم .

قال أحد العبدين : أمرك .. سيدي .


ففتح باب الخزانة المزخرفة و بدا آن هناك رفوف بها الكثير من هذا السائل ذو اللون الأبيض المائل للذهبي , كانت القوارير

مصطفة بجانب بعضها البعض و هي فعلا بحجم اليد كما قال العبد , فأخذ العبد واحدة منها و أعطاها لـ(جيحون) .

نضر (جيحون) إلى تلك القارورة برفعها بيده اليسرى إلى فوق و لفها و التمعن بالسائل .


قال (جيحون) ناشر الأخبار : إذا .. هيا نذهب يا رفاق .

فأطاعوا العبدين طلبه , فخرجوا هـؤلأ الرفقاء من الحجرة الواسعة ,و ظلوا ينزلون بذلك الدرج الذي ينيره

الشموع ذات المقابض الذهبية بينما كان (جيحون) يتكئ على سور الدرج الذهبي الذي على يساره , إلى أن وصلوا لأسفل البرج و حينها كان مقابلهم باب خشبي كبير عند يمينه و شماله شمعدانات ذهبية تنير المكان و مسك (جيحون) مقبض الباب

الذهبي ثم سحب الباب و خرج مع رفاقه ...



إلى تلك الساحة المغطاة بالأعشاب المهذبة , و قد كان أمام (جيحون) على بعد مائتان ذراع مباشرة أشجار مليحة ذات لون أحمر جميل مرتصة بجانب بعضها البعض و تحتها أنواع الورود الخلابة التي تنتقل بينها الفراشات , و كانت الأشجار الحمراء مرتصة بسور القصر المرمري الأحمر و كان على السور الحجري سياج مزخرف أسود يتخلله نبات العليق , و كان القصر

محاط بأحواض دائرية من الورود , كما أن يخيم على المدينة الليل إلا أن أنوار النجوم و البدر المشع و أنوار المدينة و القصر

جاعل للمدينة نور و رؤية واضحة للماشي بها , و قد كان على يسار (جيحون) على بعد أربعين ذراع مدرج كبير جدا من المرمر البني المائل للاصفرار و الذي يصل إلى بوابة قاعة الملك الرائعة بحجمها الكبير , و قد بدا أن على يمين و على شمال

المدرج المرمري أسدين ضخمين من الذهب الخالص .


فأتجه (جيحون) إلى اليمين مباشرة و كان هناك خمس حصن مربوطة بوتد من حديد و ثاني واحد كان يأكل من

حشيش و أعشاب الأرض و كانت ورائهم شجرة متوسطة الحجم صفراء أغصانها فوق تلك الخيل و لكنه عالية , يسود تلك الشجرة الظلام .

فأخذ كل واحد منهم فرس و امتطاها , و ألتف (جيحون) تحت تلك النجوم البراقة متجه إلى البوابة التي تؤدي إلى خارج حرم القصر الرائع و هو يتقدم العبدان , و قد كانت البوابة على بعد ليس بقليل منه و كان أمام البوابة التي تؤدي للخارج بوابة القصر المرمري الأحمر , بين البوابة التي تؤدي للخارج و مدرج القصر بلاط رخامي ذو لون بني , فخرج (جيحون) من تلك



البوابة ممتطيا جواده و يتبعه العبدان و من ثم بعد خروجه أنعطف لليسار و سكان المدينة ينظرون له و للعبدين الذين هم ورائه , فأصبح سور حرم القصر على اليسار و بيوت السكان على اليمين , و التي هي ذات لون لؤلؤي كونها مبنية من عصارة اللؤلؤ , بما أن (نور الضياء) المدينة الثانية من البلدان العربية التي تبنى بيوتها و مبانيها من عصارة اللؤلؤ بعد حرقة و تمييعه بدلا من الطين !!



واصل (جيحون) جريه على الفرس بينما يلحقه العبدان و هو يشق طريقه من بين الناس و من الناس من يبتعد عن طريقهم , و قد تعدوا امرأة في الأربعينات من عمرها و هي تشد غلامها نحوها عن طريق الخيل الجارية ..



و بعد فترة من الجري بين سور حرم القصر و بين بيوت السكان البيضاء اللون , وصل (جيحون) إلى زاوية متكونة من جدار حرم القصر و جدار سور المدينة , عليها مصطبة كبيرة طولها يصل إلى أربعة أذرع و هي من الحجر , فنزل (جيحون) من فرسه و كذلك العبدان و هم يلحقانه فصعد على المدرج الذي يؤدي إلى أعلى تلك المصطبة الحجرية التي قد تساقطت عليها أوراق الشجرتين الحمراء و الصفراء التين بأقصى الزاوية و قد كان ينير المكان الشمعدانات المعلقة على جدران الزاوية ...





كانت المصطبة شبه دائرية و قد بدا العبدان بالضرب على الطبلتين على تلك المصطبة بأقوى ما يمكنهم لجمع الناس إليهم , و بعد أن تقدمت إليهم حشود من الناس و هم يتهافتون و يتساءلون فيما بينهم توقف العبدان من الضرب بالطبل , تقدم (جيحون) من بينهما إلى تلك القاعدة العمودية التي تصل إلى نصف جسمه , عليها إناء ذهبي منقوش في بطنه طائر كالبلبل بلون أسود , فأخذ (جيحون) القارورة ذات السائل الأبيض الممزوج بلون ذهبي بشكل غريب و التي قد ربطها بحزامه , ففتحها أمام الحشود التي أمامه و صب ما بها بداخل الإناء الذهبي , فأعطا القارورة الفارقة لأحد العبدان ليدسها عنده , فأخرج الورقة الجلدية التي معه و بدا يصرخ قائلا و تحته الإناء الذي به السائل :




اليوم هو الخملادس و هو الثلاثون من الشهر السادس من سنة 10281 من الأعوام الفيريوسية




نحيطكم علما أيها السادة و السيدات بأن في هذا اليوم قد ولد لصاحب السمو الملك (جانشاه) بن (شهرمان) الكريم و السخي كما يعرف عنه , أميرة قد أطلقوا عليها صاحبي السمو أسم (شيريليزا) , و لذا نعلمكم بأن هناك احتفاء في يوم الغد على مولد الأميرة الجديدة و هذا يوافق أول أيام أحد أهم الأعياد في مدينة نور الضياء ألا و هو عيد "مينرنو اي ميرلو" كما أنه سيستمر الأحتفاء بالأميرة إلى أن تنتهي أيام العيد الخمس , كما أن هنالك هدايا و عطايا وفيرة من الملك السعيد (جانشاه) بن (شهرمان) لكم يا أيها الشعب العزيز في الغد ..





و ندعوكم يا سكان مدينة (نور الضياء) بأن تتجهزوا الليلة بأن تعلقوا الزينة على بيوتكم للاحتفال بمولد الأميرة (شيريليزا) و عيد "مينرنو اي ميرلو"




ثم نضر إلى أخر الجلدة فقال بصوت عال و هو ينضر للناس :



و الحاضر يعلم الغائب





و تمنياتنا لكم يا سكان مدينة (نور الضياء) بتمام الصحة و العافية و قضاء وقت ممتع في العيد و الاحتفال .





توقف (جيحون) هنا عن الكلام ثم مسح الناس بنضرة سريعة و هو يطوي القطعة الجلدية و يدسها في أحد جيوب صدريته , فحول نضره إلى ذلك الإناء المملوء بالسائل فتمتم عليها قائلا : " نمرني ان شو فيرديو "



فأنطلق من الأناء شعلة بيضاء مذهبة بعد أن تكونت من السائل , فنزلت إلى الأسفل تحت أقدام أحد الحشود و الناس ينظرون و لم تبدا على وجههم الدهشة فأختفت تلك الشعلة البيضاء داخل البلاط الحجري , و الناس ينظرون إلى ذلك الموضع



متسائلين : يا ترى أين ذهبت تلك الشعلة الأخبارية ؟؟




و بعد فترة من التساؤل , أنطلق من وسط المدينة في ذلك المكان البعيد عن الزاوية الشعلة البيضاء و قد ألتف الناس ينظرون إليها و هي ترتفع و ترتفع بسماء المدينة و كلما أرتفعت أزداد حجمها و هي تشق الغيوم الخفيفة الداكنة و تنير السماء أكثر , بعد برهة و بعد أن تعالت في تلك السماء عن المدينة



تفجرت بطيور صغيرة بطنها أبيض و ظهرها مذهب فأنتشرت هذه الطيور التي لا تعد من كثر عددها في السماء بشكل عشوائي نازلة إلى المدينة , و الصغار بكل أنحاء المدينة يتهافتون و هم فرحة سعيدين بهذا المنظر و الذي



قد بدا كأنه ألعاب نارية قد فـُجرت عليهم للتو ..




فقد نزلت واحدة مثلا بينما يصدر منها صوت كالدلافين و هي نازلة كباقي الطيور بسكة بعيدة عن الزاوية التي ألقي بها الخبر و هذه السكة بها أناس جالسون و أناس يمشون و محلات مفتوحة و أخرى مغلقة



من بين البيوت , فتعلق الطائر الذي كأنه البلبل بالهواء من بين هؤلاء الناس و تغير شكله إلى كورات نورانية صغيرة متعلقة في الهواء و أنضار الناس تحملق إليها بينما يصدر منها صوت كصوت (جيحون) يقول الخبر الذي قد القي منذ فترة قصيرة بالزاوية الأخبارية , بعد أنتهاء الصوت و إنقطاعه نزلت تلك الكرات النورانية بالأرض مختفية عن الأنظار , بينما



تهافت الناس بفرح و سرور عن الأحتفال من بين تلك البيوت اللؤلؤية اللامعة من القمر المشع و النجوم البهية .




و هذا حال باقي الطيور فمنها من يقول الخبر بسكة ما و منها من يدخل على شرفات البيوت و يفشي الخبر هناك و منها من يدخل المحلات , و هم يطيرون بين السكك و البيوت مصدرين صوتا كصوت الدلافين , و هكذا أنتشر خبر مولد الأميرة الجديدة (شيريليزا) في مدينة (نور الضياء) العظيمة و فرح الناس أشد فرح للملك فهم لا يلامون بذلك فهو من أطيب حكام المدينة و أكرمهم و هو ليس بشرير قاسي القلب , و قد جعل الناس سواسية فهو يحكم بالعدل إذ أنه يعاقب من يتكبر على الفقراء و يعاملهم بقسوة , و هو أيضا لا يحب أن يرد من طلبه مال مثلا و خصوصا إذا كان فقيرا , فكيف لا يحبونه و هو طيب معهم ؟؟ أنهم حقا لا يلامون إذا فرحوا من أجله ..


بعد ما تجهزت البيوت بالزينات و الفرحة تملئ قلوب أغلب السكان , كما تغمر الفرحة قلوب صغارهم و هذا واضح من وجوههم البشوشة الضاحكة و هم ينتظرون الهدايا و العطايا , في اليوم التالي من بعد إشراق شمس (نور الضياء) و عندما أخذت البلابل بالتغريد بأعذب النغم والألحان , و بعد أن رفرفت الطيور المليحة فوق البيوت اللؤلؤية و حول القصر المهيب في ذاك الصباح الدافئ , بدا الناس صباحهم بالمعايدة و التبريكات و زيارة الأقارب و الأصحاب , و أعطاء الهدايا للأطفال و الصغار و ترى مجموعات من الأطفال هنا و هناك بالمدينة يلهون و يتسلون بأنواع الألعاب , و بعد هذا الصباح المفعم بالفرحة و البهجة , أسدلت ستائر الليل من بعد أن تربعت شمس الأصيل بعرشها على مدينة (نور الضياء) فتلئلئت البيوت أثر النجوم البهية و التي أصبحت بكامل جمالها و لا أقلل من حضور القمر الرائع تلك الليلة , و بدا الناس و كأنهم يتحرون أمور لتحدث !!


قال الملك (جانشاه) و هو يعلو عرشه بالقاعة للعبيد بأن يخرجوا و يفتحوا أبواب سور القصر ليدخلوا الناس إلى حديقة القصر الرائعة بكبرها و أتساعها لتضييفهم بـمناسبة العيد و مولد الأميرة (شيريليزا) بينما كانت أمامه أمه جالسة على مقعد من المقاعد الأمامية و هي تتحدث مع (واندي بيل) التي كانت على يمينها و هي ممسكة بعصا خشبية طويلة بيمينها و على يسار الملك تجلس الملكة (باثيلدا) التي أخذت لتوها أبنتها من الجارية التي كانت تحملها بينما يسدل القمر على القاعة أنواره من خلف الزجاج الهائل الذي يتقدمه عند أسفله رأس تلك الشجرة الذهبية بطيورها المميزة , ثم أن العبيد أجابوا بالسمع و الطاعة لمولاهم فأسرعوا متجهين إلى ذلك الباب الأبنوسي الذي كان منذ حين خلفهم , فبعد خروج العبيد الذين لا يقلون عن الخمسة و عشرون نفر تعدوا الأسدين الذهبيين راكضين إلى بوابة السور الحديدية المزخرفة و التي كانت تتوسط شمعدانات كبيرتان على شكل يد إنسان تضيئان ما حولهما , فتحوا العبيد تلك البوابة السوداء ليصرخ أحدهم على السكان قائلا لهم بأنه قد حان لهم بالسماح بالدخول للحديقة , بينما وقف أربعة عبيد بانتظام لتضييف الناس , فذهب باقي العبيد لإعلام الناس الذين لم يستطيعوا سماع هذا الأمر بأنهم باستطاعتهم دخول الحديقة إذا ارادو ذلك , ثم أن السكان حالما سمعوا بذلك شرع من أراد الدخول بالدخول و هم يتمتمون بفرح و سعادة فيما بينهم , و كان الناس متحلين بأحسن حلة لديهم حتى الفقراء لبسوا أحسن ما عندهم و لو بدا عليهم قديم و مخيوط في بعض الأماكن , حملقت عيون السكان على الزينة الملكية المزينة بالجدار و الأشجار الحمراء و رأوا أحواض الورود ذات الرائحة الزكية و من جملة ما رأوا مناضد أبنوسية فاخرة طولية ممدودة على طول السور بينما كانت


هذه المناضد التي عليها أطباق فضية تفوح منها رائحة ما لذ و طاب من الأكل و الشراب مـُرتصة بالقريب من سلسلة أحواض الشجر , و كذلك حملقت عيون الناس على تلك السجاجيد الكثيرة و المتشكلة بأنواع الألوان و التي يتخللها البعض من الحرير , و على كل سجادة أنية فضية مذهبة من جملة ما عليها إبريقين ذوي شكل طولي واحد به قهوة و الأخر به شاي بالزعفران اللذيذ , و في أنية أخرى بجانبها مكسرات و حلو و تمر ذو السمسم , بينما تتوسط هذه الآنية مع سجادتها وسائد متنوعة منقوشة بفن , و يشرف على كل سجادة جارية مليحة تبهج الناظرين , احتلت كل مجموعة سجادة من السجاجيد , جلس الناس يتسمرون و يضحكون , و هم يتسمعون إلى الفرقة الغنائية العازفة بالموسيقى الشرقية , فدخلت رجال و نساء ذوي الألعاب البهلوانية لتمتيع الناس و قد شرعوا بألعابهم المسلية على وسط البلاط الحجري الوسيع الذي يقسم الحديقة و الذي يؤدي لباب قاعة القصر ، و هم يتحرون خروج الملك و الملكة و رفقتهم المعتادة , و بينما يجرون الأطفال الصغار حول الجموع و هم فرحة يتسلون , نفخوا العبيد الأربع بالأبواق أثنان منهم بإقصى يمين سور الشرفة المستديرة و التي هي تتوسط القصر بحجمها الكبير و أثنان أخرين بأقٌصى شمال الشرفة ، فخرج الملك و معه الملكة حاملة أبنتها ذات الشعر الأسود و أمه (بدر العصور) مع العرافة (واندي بيل) مع عمه (جلمود) ذو الوجه المبتسم و أبنه (مروان) كما بدا أن مستشار و ساحر (جلمود) من بين جموع الوزراء و أكابر البلاد الذين وراء الملك ، و بدا الملك يحيي و يبتسم للناس و الجموع الذين تهافتوا له من تحته و هو من خلف سور الشرفة فجلس هو و الملكة مع أمه و (واندي بيل) مع عمه و أبنه بالصفة الأولى من المقاعد و أمامهم منضدة مستطيلة كبيرة عليها مكسرات و حلو وأباريق مع فناجينها و بعد أن جلس الملك جلسوا الوزراء بمقاعد مصطفة خلفه و بدا أن هناك كرسي أخر الصفة الأولى لم يجلس عليه أحد و مقعد أخر بين الملك و (واندي بيل) بدا خاليا بينما كانو كراسي و مقاعد خلف الوزراء الجلوس بدت فارغة أيضا , تهافت الناس و صغارهم محيين الملك و الملكة ذات التاج الذهبي البراق ، و بعد فترة بسيطة من التسامر و من بعد أكل أشهى المكسرات و شرب ألذ الشراب , أتى من خلف الملك صوت مع صوت قرع أرجل يقول : مبارك لك هذه الفتاة يا ملك نور الضياء .


فحيا (جمال الدين) جميع الجلوس فردوا عليه بمثلها بأوجههم المبتسمة .


قال الملك قائما لـ(جمال الدين ) الذي أصبح أمامه معانقا إياه : أهلا بك يا صديقي , بوركت يا ( جمال ).


بدت على أوجههم الأبتسامات , فبادر الملك قائلا : كيف هو حالك يا (جمال) , و لما أطلت الغياب و قطعت بيننا الأخبار؟


قال (جمال الدين) : أنني بخير الحمد لله , و في الحقيقة قد كان عندي عمل كثير يتوجب علي فعله في الوزارة و قد أشغلني أيضا الإجتماع الأخير لوزارتي و الذي يتكلم عن القوانين الجديدة إذ أطلنا الحوار !


قال (جانشاه) الذي ما زال واقفا مبتسما : حسنا , أليس هناك شيء جديد من المدائن الأزيريوسية ؟


لا ليس هناك شيء حتى الأن و الأمور بأحسن حال .


قالها (جانشاه) بينما هو يجلس على الكرسي الفارغ أٌقصى الصفة الأولى من المقاعة .


-أعتقد أني في بدايت الحفل يا صديقي الملك



قالها (جمال) رافعا صوته للملك من ضجة الناس الذين بالأسفل وصوت الغناء .



أجل من حسن حضك .



قالها الملك (جانشاه) لـصديقه (جمال الدين) رافعا صوته هو الأخر



و بعد فترة من النقاش و الحوار و سماع الغناء و أعذب الألحان , أتجه الملك ناحية العجوز (واندي بيل) هامسا له : أعتقد أن الوقت قد حان , لتفعلي ما عليكي .





حسنا سيدي فأنا تحت أمرك


قالتها (واندي) مبتسمة , فأبتسم لها الملك بإبتسامة توحي على الرضا.



فأخذت عصاها الطويلة الخشبية بيدها اليسرى من يدها اليمنى فقربت يدها اليمنى إلى وجهها و تمتمت عليها قائلة : دنارس أ فلينث



فضهر ببطن يدها المجعدة مكان عرش الملك و قمة الشجرة الذهبية فأقتربت الصورة إلى الشجرة الذهبية رويدا .. رويدا إلى أن وضحت تلك الشجرة بيدها و إقترب أكثر من يدها و قالت في تلك الشجرة ذات الطيور الكثيرة التي تتلون من الأصفر إلى البرتقالي و التي هي مذيلة


و عليها ثلاث ريشات على رأسها : هيا .. هيا قمن و أحملن الهدايا و وزعنها على سكان المدينة .. هيا .



و في تلك الأُثناء في قاعة العرش رفرفن الطيور من تلك الشجرة الذهبية و رحن يغردن في تلك القاعة الخالية من غير العبيد و الجواري فطرن مخلفات غبار ذهبي متجهات إلى صحون سعف النخيل المملؤة بالهدايا و الأكياس المخملية المحشوة المسطرة على يمين و على شمال القاعة فعندما أقتربن من تلك السلال تحولن من بعد تكون غبار ذهبي إلى نساء جميلات عليهن حلة من الذهب الأحمر تميزهن عن غيرهن فمشين يتمايلن كأنهن الغزلان و كل واحدة حملت سلة واحدة و أتجهن إلى باب القاعة فتحولن إلى طيور كسابق عهدهن من بعد حملهن لتلك السلال التي تلاشت مع تحولهن , فطرن إلى خارج القصر و الناس الجلوس يحملقون إليهم و إلتفن حول القصر و هن كثيرات العدد غبارهم الذهبي يتساقط منهم بإنسيابية , بينما تعدين زجاج القاعة الخلفي الطويل و هن يلمحن الجواري البشريات و العبيد من خلف الزجاج فأصبحوا موازين لأعلى القصر و هم يواجهون المدينة المشعة بالأنوار تحت تلك النجوم البراقة , فأكملن طريقهم من بعد ما لمحهم الملك و من معه من الجالسين و هن طائرات من فوقه تجاه اليسار منتشرات بالمدينة , فتحولن من بعد هبوطهن على المدينة


رويدا .. رويدا إلى نساء حاملات سلال و هن يوزعن على الأطفال المتهافتين الفرحون أكياس مخملية صغيرة و أخرى كبيرة من السلال.


فأخذ فتى يقول إلى أصدقاءه بعد أن فتح كيسه : أنظروا أنظروا ماذا أخذت .. لقد أخذت حلة جديدة مطرزة .


قالها و هو فرح يضحك , بينما فتاة أخرى تقول للفتيات


أللائي حولها : هيهي , لقد أخذت ثلاث قطع ذهبية و خاتم ذو جوهرة حمراء يا فتيات .


قالت أخرى بعد أن أطلقت زفرة تعبر عن غيضها : يا إلهي , أنني حقا تعيسة الحظ و لا يخرج لي إلا أبخس شيء .


فقد خرج لها مجرد قفازين مطرزين من القطن ..


فسمعتها أحدى النساء اللائي يوزعن الهدايا و هي بالقرب منها فأعطتها كيسين أخرين و هي تبتسم لها , و لكن ياللأسف لم يظهر لتلك الفتاة تعيسة الحظ ما رغبته و هو خاتم ذهبي ذو لؤلؤة سوداء كالذي عند أحد صديقاتها ..



فبعد أنتهاء عمل الجاريات من توزيع الهدايا تحولن إلى طيور ذهبية مذيلة جميلة مخلفين خلفهم غبار سحري و الأطفال سعداء يصفقون لهذا المنظر المبهر , فرجعن إلى القصر على تلك الشجرة الذهبي ..



و بعد أن لمحهم الملك و بعد أن عرف أنهم أنتهو قال الملك و الموسيقى تملاء المكان للعبد (فرهاد) بأن ينزل للقاعة و يأمر الجواري البشريات بحمل باقي الهدايا و توزيعها على الحضور الذين لم يأخذوا أي هدية بعد ، سمع (فرهاد) كلام الملك و فعل ما أمر به , بعد برهة من الزمان لمح الملك الجواري اللائي يحملن السلال و هن خارجات


من القاعة من تحته و قد شرعن بالتوزيع .



و لفت أنتباه الملك من الألعاب البهلوانية التي كانت أمامه رجل و امرأة , الرجل ينفخ فيخرج من فمه جسم تنين بلا أجنحة و له يدين فقط في المقدمة و المرأة تنفخ فيخرج من فمها جسم طائر عنقاء , فأمرت المرأة العنقاء بالطيران بالتنين إلى فوق فأخرج الرجل من جيبه شيء و جعله على شكل دائرة على ذلك الطريق الحجري فأشتعلت بالنيران بعد أن تمتمت عليها المرأة بكلمات غير مسموعة , فأوقع الطائر التنين على الحلقة النارية بعلو تسعون ذراع , فأرتطم التنين بالأرض محدثا صوتا مدويا و لكن لم يتأُثر أي شيء خارج الحلقة و كأن شيئا لم يكن فصاح صيحة رعب و ألم ..



و الناس خائفون منه و بنفس الوقت منشدون للتنين و لما حدث له , فلما دققوا النظر إلى داخل الحلقة لم يروا شيئا فتهامسوا فيما بينهم إلى أين ذهب يا ترى ؟ و كذلك الملك مثل حالهم و هو من على الشرفة !



ثم أتت سحابة سوداء فوقهم فجأة و خرج منه تنين أحمر طائر و قد أخرج صوتا مروعا و هو يزئر , و ما زال يزئر حتى أرعب الناس إلى النخاع إلى درجة أخافت المدربة التي قالت أن لونه الأخضر تحول إلى اللون الأحمر و هذا يعني أننا فقدنا سيطرة عليه , فقمن النساء بالصراخ من الخوف ، و فجأة و بلا سابق إنذار نزل عليهم بينما طار طائر العنقاء في الأفق بعد صيحاته الوجلة ، و أقترب التنين من الناس أكثر و هو يزئر و يصرخ


بينما دب بقلب الملك الرعب خوفا على نفسه و مدينته من هذا الوحش و إلتفت إلى (واندي) التي لا زالت تنظر إلى ذلك الوحش و هي لم تتحرك من مكانها و لا يبدو أنها خائفة أصلا منه ! , أتى الملك (جانشاه) صيحة من الملكة (باثيلدا) : ما الذي نرأه يا (جانشاه) هل هذا علم أم حلم ؟


قال : لا , بل علم .



وقد بدت أن تغرورق عيون الملكة لولا أن التنين تفجر ليتحول إلى عصافير مغردة لطيفة في السماء




يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Aornalios  
قديم 16-12-10, 08:21 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207656
المشاركات: 11
الجنس ذكر
معدل التقييم: Aornalios عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Aornalios غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Aornalios المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

سأضع البارت الجديد بعد قليل .... ، .... و أريد أن أقول لكم شيء قبل أن أَضعه و هو ...

______

يحكى في قديم الزمان أنه ولد فتاتان من حجرين كبار و هاتان الفتاتان أختان في الأساس
ولكنهن ليسن كغريهن من الفتايات لأنهما كان بداية و مولد طاقتين جديدتين على العالم أجمع
و كان أسم الأولى ذات الشعر الأٍسود (السحر) و الأخرى الشقراء (السوريل)


إلا أن السحر و السوريل كانتا محبتين لبعضهما البعض إلا أنهم أصبحتا عدوتين لبعض من مخالفتهما الكثيرة و مع مرور الوقت أزداد العداء و أرادت كل من الأخرة القضاء على أختها و الإنتقام منها
.....


و مع مرور الوقت أكتشفت كل واحدة منهن أنها ليست طبيعية بأن السحر أكتشفت أن عندها طاقة
أٍسمتها على أسمها و هي (السحر) و الأخرى كذلك أسمت طاقتها الخارقة ب(السوريل)


إلا أنهن لم ينتقمن من بعض بتاتا ولكن يقال أنهن متن على هذه الحال إلا أن بعض الناس يقولون
هاتين الفتاتين لم يمتن لأنهن إذا متن ستنقطعان طاقتي السحر و السوريل من العالم أجمع لذا تقول الأسطورة أنهن أختفين إلى مكان مجهول ...


و لكنتبقى طاقتيهما منتشرتا بأنحاء العالم ألا و هما (السحر) و (السوريل)
و هاتين الطاقتين الخارقتين متشابهات جدا جدا

إلا أن فرقيهما بأن لغة السوريل تختلف عن لغة السحر
و أن السوريل يستطيع مستخدمه أن يسخره للخير و الشر
و لكن السحر لا يعمل إلا مع الشر فقط و به تتنوع أنواع الشرور


_____



أتمنى أن الأسطورة ألي أخترعتها حلوة و ممهدة على أن يكون السحر رمز للشر بروايتي
و السورييل رمز أقرب له الخير

و بما أني وضعت هذي الأٍسطورة إلى قصتي ، فسوف أغلب الساحرة (واندي بيل) إلى (سوريلية)
و ليست ساحرة ....

 
 

 

عرض البوم صور Aornalios  
قديم 16-12-10, 08:24 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207656
المشاركات: 11
الجنس ذكر
معدل التقييم: Aornalios عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Aornalios غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Aornalios المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

*** فضحك الملك و من معه فتعالت أصوات التصفيق من كل شهود هذا الإستعراض المخيف نوعا ما ، بينما ضحكت المدربة مع رفيقها و انحنوا للملك مع طائر العنقاء و التنين الأخضر بعد أن تكونوا من تجمع تلك العصافير على بعضها فباشروا غيرهم من البهلوانيين اللعب .
فألتفت الملك ناحية (واندي بيل) و قال : لم ألاحظ عليك يا (واندي) أي خوف من التنين الثائر .
هيهي أنني سوريلية ذات باع طويل في هذه الأمور كما أني لا أخاف من هذه الخدع التي سبق و رأيتها مرارا و تكرارا في بلادي البرانسولية.
ألقت (واندي) هذه الكلمات و هي واثقة من نفسها بينما تملأها الحكمة .
رد عليها الملك : اها ، هكذا إذا !.
*** و عند إنهاء الملك جملته انطفئت النجوم أعلاهم مختفيتا عن أنظار الناس تماما ، فتوقف الغناء بعدها فجأة ، و أنطفئت أنوار المدينة ما عدا نور القصر ، فأصبح السكون سيد الموقف ، و إذ بومضة مشعة بعيدة و هي ساقطة من السماء مخلفتا ذيلا فضيا يشع بتلك السماء المظلمة ، و بعد ثواني معدودات و الناس يترقبون شيئا ليحدث سمعوا ألحان يليها غناء من ناحية تلك الومضة الساقطة ، يوضح و يقترب ذلك الغناء كلما تقدم الوقت فوصلت إلى مسامع سكان مدينة (نور الضياء) و مسامع الملك و من معه بطبيعة الحال هذه الكلمات :
Afnios nory surils Elaiona Elforna

Lsriow ahrina der tolarin tolaro ternala

Arima sy mure Fy Elsu Ay tels Elsainos Sharpatra

So nor althiaa Elsaiala bshual , falin Elfrnasa

Lrioses dy asmey nory voses Surer Elfieala

Surs falemy slio nory Eldoroly Elsowaia

Bsfair Ay frony salimar yusl varlo Elralia
و يعني :
أتيـــــنا من بعثرات *** الزمــان المتنـــاثرة

لنـــــحيي عقدا قد *** تلونـــاه تلاوة مترافقة
عقدا كان بين فخر الإنس *** و تاج الملــوك شارباترة
في نور الضياء المبــادرة *** بجمالها ، جاذبة الأشاوسـة
لؤلؤية قد استشــرقت *** من سيوف شمسها المجاهرة
شموس طهرت سماها *** من الدناسة الفاجرة
بعدلها و قوة ضيائها *** أشعلت رؤس الطواغية

***مع مرور الوقت و إستمرار الغناء ذو اللغة الغير بشرية ، بعد أن أختفت تلك الكرة المشعة لمدة خمس ثواني ظهر بالأفق نور واضح ناحية سقوط الومضة يأتيهم و يقترب من مدينة (نور الضياء) رويدا .. رويدا إلى أن بان من النور أشكال أجسام تشبه أجسام البشر و هي براقة لامعة تشع بنور هادئ بينما يمتطون دواب بدا منها الناهور و الألور و الجدي الدري و هذه مخلوقات جن الكواكب و النجوم ، ولكن مهلا أن تلك الأجسام معلقة بالسماء أجل أنها تقترب و هي معلقة بالسماء .
*** أن الناهور كائن نصفه الأمامي يشبه طائر العنقاء و له بالخلف ذيل طويل لامع كذيل عرائس البحر و له زوجين من الأجنحة الشامخة بينما ليس له أي أرجل و له قرن صغير ظريف بينما كان أعلى رأسه ثلاث ريشات مائلات إلى الأمام و بين منقاره و قرنه نقش على شكل نجمة بجانبها هلال و كان منقوش على جسمه أيضا نجوم و كواكب بينما تنوع جسمه باللون الرمادي ، الفضي و الأبيض له القدرة على الطيران و السباحة و قد كان هذا الكائن مسلسل حول رقبته بقلائد منقوشة على أشكال نجمات صغيرة و كواكب ، و أما الألور هو كائن جزئه الأعلى يشبه الوشق ولكن أضخم بينما كان الشعر الغزير يملئ رأسه كرأس الأسد و له على رأسه قرن زجاجي كالبرق منقوش على جبهته قمر و شمس له أرجل كأرجل الحصان و يكسوها الريش و له ذيل كذيل الحصان الأصيل و لكنه من الريش و هو متناسق الشكل لونه كالشفق الأزرق له المقدرة على الطيران بلا أجنحة و السفر دبوبا على اليابسة أيضا ، و الجدي الدري هو أضخم من الجدي العادي جدا و يتنوع لونه من البني إلى الأصفر الفاتح و اللون السكري و عليه درر بأنحاء جسمه متنوعة و متناسقة الألوان قرونه فضية ضخمة لامعة و يستطيع هذا الكائن الطيران بلا أجنحة أيضا و السفر على الأرجل و هو رمز للسلام عند جن الكواكب و النجوم و جن ينبوع الخلود في كوكب أورادس كما يتميز هذا الكائن بالذكاء و الحسن .

قال الملك (جانشاه) و هو فرح ناظرا إلى تلك الأجسام التي تشبه أجسام البشر و هم على دوابهم محلقون : أعتقد أن رفقتنا من الجن قد أتوا .
قالت الملكة (باثيلدا) : أجل أنهم بالكاد جان الكواكب و النجوم ، أنني حقا متعجبة لما لم يأتو السنتين الفائتتين بالعيد !.
قالت (واندي بيل) بغباء و أبتسامتها تعرب عن أسنانها ذات الفن التشكيلي : هيهي .. أرجو أنهم أتوا لي ببعض قماش الجن الجميل !!
همست أم الملك (بدر العصور) لـ(واندي) : أتمنى ذلك ، ولكن أخاف أن يروكِ هؤلاء الجن الجميلين فيتراجعوا من أعطائك أي شيء ..
قالت (واندي) بحنق و غباء : لماذا ، هل سيخافون من قواي السوريلية مثلا ؟
سمعت (واندي) ضحكة مكتومة لـ(مروان) أبن عم الملك ، فلمحته بحنق و قالت بنفسها ماذا يضحك هذا الفتى الأحمق ، و لكنها ألتفتت لــ(بدر العصور) التي فرغت من ضحكها الخفيف و ما زال على وجهها إبتسامة خفيفة لتسمعا تقول : أخشى أن هناك أسواء من قواك السوريلية !!.
قالت (واندي بيل) و قد فهمت ماذا تقصد سيدتها و صديقتها (بدر العصور) : حقا ؟! ، أعرف أني عجوز ذات وجه بشع لكن هذا لا يعني أن روحي كذلك.
قالت (بدر العصور) مبتسمة لها : لا تغضبي علي يا (واندي) أنني أردت أن أمازحك فقط يا صديقتي العزيزة .
نظرت (واندي) لـ(بدر العصور) بطرف عينها اليمنى : همم .. أجل ، على غير المعتاد .
فضحكت (بدر العصور) بضحكة خفيفة عليها ثم نظرت نحو الجن الذين قد أقتربوا أكثر و هم محلقون.
*** كان يتوسط و يتقدم قافلة الجن تلك التي لا يقل جنها عن ستون جني عربة بيضاء ضخمة منقوش عليها كواكب و نجوم و مكتوب أعلاها كلمات بلغة الجن ، كان يجر تلك العربة ثلاثة من الألور خلف أربعة من الناهور بالأمام ، عند وصول قافلة الجن عند أبواب مدينة (نور الضياء) الضخمة نزل الجن من على دوابهم بينما كان فوقهم أحجار كروية طائرة كانت تتبعهم ، يشع منها النور و من بينها أشكال على شكل أهلة و كواكب درية لامعة ، و كانت هي إحدى الأشياء التي تجعل تلك القافلة الطائرة تلمع و تشع بنور صافي هادئ و دافئ يحبه القلب و يستطيع أن ينعم صاحبه بنومة هنيئة بسببه .

*** كانوا أولئك مُراقبين من طرف سكان المدينة الذين يستطيعون رؤيتهم و من الجالسين بتلك الشرفة الملكية المطلة من القصر ، طرقت إحدى الجواري على باب العربة ، بينما ينبعث منها صوت إرتجاج زينتها و هي ماشية محلقة و كأنها تمشي على اليابسة بينما كانت تركن ناهورها بالقرب من العربة البيضاء .
*** فتحت باب العربة بعد طرقها له بينما كانت تحمل معها ذلك الدلو الدري ذو الزخرفة الغريبة و هي لابسة عبائة فضية منقوش عليها أشكال كواكب و نجوم و عليها تاج أبيض ناعم مستدير على رأسها كباقي أفراد قافلة الجن الطائرة .
*** أزداد جسم الجارية نورا و إشعاعا و هي منحنية إثر الضياء الخارج من العربة الذي يليه بروز طرف لعصائة بيضاء ، فبانت كلها ليتضح أنها طويلة يلتف حولها شيء مثل جسم الحية ذو لون رمادي ، لكن رأسه و الذي هو يحتل أعلى العصا رأس جدي و بدا أن لون رأسه متدرج من الرمادي ليصبح ذو لون أبيض ما عدا قرنيه الفضيتين و هو مفتوح الفم لفوق يقبض بين فكيه جوهرة زرقاء درية يحوط تلك الجوهرة دخان أبيض شبه شفاف كأنه غيوم مصغرة .
*** كانت تلك العصا الطويلة لملكة الجن (شارباترة) التي نزلت لتوها ، أتى من خلفها أثنان من حراس الجن لكي يقفوا على يمينها و شمالها كان لتلك الملكة وجه بيضاوي حسن الملامح ،لها أذنان مرتدان للخلف مدببان كباقي الجن الذين معها ، و لها جديلة تضعها على صدرها يتدرج لونها من الأسود إلى الفضي مربوطة بعقد على شكل نجمة و هلال كانت متحلية بزينة واضح أنها أجمل زينة قافلة الجن تلك ، كانت ترتدي عبائة بيضاء مزخرفة بفن متقن و كالعادة كان نقش شعار جن النجوم و الكواكب موجود على عبائتها ألا و هو مجموعة من كواكب و أخرى من نجوم ، كان يتربع على قمة رأس الملكة (شارباترة) تاجها الفضي الفاخر ذو الكوكبين و الشمس ، توجهت تلك الملكة الجنية إلى مدينة (نور الضياء) مع الجن الذي معها بعد تركهم لدوابهم و للعربة عائمين بالهواء عند بوابة المدينة التي تنار رويدا رويدا بسبب النور الذي تبثه قافلة الجن الماشية في الهواء و هم لا يزالون يغنون بأغانيهم العذبة ، كان هناك سوريليين من الجن في أخر القافلة يتناولون عصيهم الطويلة و هم يعملون كحراس !.
*** بدوا الجن من فوق سكان المدينة طوال بشكل ملحوظ و هم معلقون بالهواء و الناس يحملقون أعينهم نحوهم و قد أنارت مدينة (نور الضياء) بسبب أجسام الجن التي فوقها .
*** كن جواري الجن يحملن معهن جعب حريرية ذات لون رمادي بدت خفيفة المحتوى و لكنها ذات أهمية لهم.. أهمية للجن ! فنحن لا نعرف ما يحوون !! لذا الزمن كفيل بأن يبين لنا ما أهمية تلك الجعب !!! ؛ كان هناك جواري أخريات يحملن دلووا درية و أشياء تبدو مثلها , بينما كان بعض حراس الجن كالذين بجانب الملكة يحملون بين يديهم عامودا طويل من فضه يحوطه جسم تنين رأسه كان هو أعلى العامود الفضي كان يخرج من فك التنين لهيب أزرق يتوسط كوكب و ثلاث نجمات ..

*** توقفت الملكة (شارباترة) من المشي ، فتوقف خلفها باقي الجن و هم مصطفين بإنتظام و كانو قريبين من بوابة سور القصر بحيث أنهم مقابلين للشرفة الملكية فتوقف غنائهم العذب عند هذه الجملة :
Lesory vaoly Ay Da mivi Elsu Eldoria
و تعني :
لـنمــــسي عليكم *** يا درر النـــاس النادرة

*** كانت الملكة (شارباترة) تبتسم للملك و من معه و هي تمسحمهم بنظرة من عينيها الزرقاوتين البديعتين , فحياها الملك مبتسما فردت له التحية و هي تبدأ قولها بصوتها الموسيقي بــ : أميولر-فنارنو –دا-نايا-أي-مالر
(Amyoler Fnarno da Naia Ay Maler) .
و تعني بلغة الجن ( مرحبا يا أيها الملك و أيها الناس) ، كان هناك قليلا من أولاد سكان المدينة في أحدى الزواية و كان منهم ولد يقول لهم مؤشرا سبابته نحو الملكة الجنية : إنها الملكة (شارباترة) !! ، إنها ملكة الجن يا رفاق . نظروا الأولاد إلى فوق و الذين هم بدو غير منتبهين للقافلة التي فوق المدينة بتاتا بما أنهم كانوا نيام !! أنهم في واقع الأمر من الصعاليك الذين لا يهتمون للإحتفالات !! .
*** لمحتهم الملكة (شارباترة) بنظرة توحي على الرضا فأبتسموا لها بوجوه تدل على برائتهم , فقالت الملكة الجنية ناظرة إلى الملك و الملكة البشريين : عيد "مينرنو أي ميرلو" سعيد عليكم يا ملوك و سكان مدينة (نور الضياء) العزيزة على قلوبنا نحن جن الكواكب و النجوم ، لكنها ليست أعز من أحد مؤسيسيها المعروف بالشجاعة و النخوة , و ليست أعز من ملكها الذي يضرب بعدله المثل و لا الملكة (باثيلدا) طيبة القلب ذات الحكمة و البال الطويل . فأحنا الملك و الملكة رأسيهما قليلا و هم جلوس على عرشيهما إجلالا و إحتراما للملكة (شارباترة) .
*** أبتسمت لهم الملكة الجنية و قد أحبتهم أكثر كما راقو لها فأكملت قائلة بحكمة : سلمتم يا شموس لم تعرف الأقطار مثلها من قبل , و مبارك لكم الأميرة (شيريليزا) , أنني اسأل الله لها نشأة هنيئة و رعاية كريمة فلقد أتيت لها بجديين دريين محملين بأنواع هدايا الجن , كما أني أتمنى أن لا ترد هداياي لها .
وضع الملك كفه اليمنى على صدره و أنحنى قليلا لها تعبيرا عن شكره للملكة (شارباترة) .
*** نظرت تحتها ماسحتا السكان بأنظارها و الذين هم قد ذهلوا بجمال الموكب و جمال الملكة (شارباترة) و بنورهم الذي أنار المدينة الضخمة بأكملها , فقالت بضحكة لم تُزل عنها هيبتها ناضرتا لهم : و طبعا لم أنسى سكان مدينة نور الضياء الأعزاء فلقد أتيت من ديارنا بهدايا كثيرة لكم و لأطفالكم أيضا ..
فتهافتوا أطفال المدينة فرحين و هم يصفقون : هيــه...هيــه !!
***فرحت الملكة الجنية لأصوات الأطفال كما أبتسم الملك (جانشاه) و الملكة (باثيلدا) أيضا من كرم الملكة الجنية , لمحت الملكة (شارباترة) الملك (جانشاه) و هو يحاور حارسه (فرهاد) و حالما أنتهى بادر الحارس بالتكلم للملكة (شارباترة) رافعا صوته لها : أن الملك يسألك بأن تنزلي لتستريحي على عرشك ، يا مولاتي .
و قد أشار إلى ذلك العرش الفضي ذو الخامة الزرقاء قائلا : هنا يا سيدتي الملكة (شارباترة) .
ردت عليه الملكة (شارباترة) بهدوء و رزانة : حسنا أيها العبد المطيع , و لكن ليس قبل أن أوزع الهدايا على بني أدم .
فألتفتت خلفها نحو جواريها و عبيدها و قالت لهم بلغتها الجنية : ديوليا دوري فان مالر أي دون فيلر تر ياتوس
(Diolia Dory fan maler ay don filer ter yatos ) .
و تعني : ( وزعوا الهدايا على السكان و لا تنسوا أولئك الأولاد )

قالتها و قد أشارت نحو الأولاد الصعاليك الذين قد أبتسمت لهم منذ قليل .
فنزلوا الجواري و العبيد الذين أمرتهم منحنين لها تقديرن و إجلالا . فأكملت قائلة : دون فيلر ري تين أول سوير تير سكوار شوان تامريل
. ( Don Filer Ry ten Aol Swer Ter Skowar Showan tamrel )
و تعني : ( لا تنسوا أن تدخلوا إلى الحديقة لكي تجلسوا بعد إنتهائكم )
عندما أنتهت من حديثها لهم نزلوا إلى تحت إلى المدينة متفرقين عن بعض لتلبية أوامر ملكتهم (شارباترة) و كأنهم نور تلاشيء ليتفرق إلى قطع من النور تتجول في المدينة ، و لكن مهلا !! .. أن هؤلاء الجواري و العبيد الجنيون تقلص حجمهم رويدا رويدا إلى أن لامست أقدامهم يابسة المدينة ليصبح حجمهم كحجم البشر ، فباشر الجنيون عملهم بطبيعة الحال ، و لكن بعد نزولهم لم يتبقى من الموكب الطائر إلا الملكة (شارباترة) واقفة بهيبتها و وقارها و هي تتوسط حرسها الأثنان, و سوريليون الجن الذين كانوا يعملون لها كحرس بطاقتهم السوريلية , و الذين كانوا بأخر القافلة قد تقدموا لها ليصبحوا قريبين منها فأومئت لهم بأن يتبعوها , نزلت تلك الملكة المعلقة في الهواء بشموخ إلى تلك الشرفة الملكية و تغلص حجمها لتصبح بحجم البشر هي و السوريليون الحكماء إلا الحارسين الذين على يمينها و شمالها فقد وقفوا على يسار و شمال الشرفة طائرين بحجمهم الشامخ الذي لم يتغير .
و لم يبقى بمكانهم الذين كانوا طائرين به إلا تلك الأشياء الصغيرة البراقة المنيرة التي على أشكال أهلة و أقمار و شموس و كواكب قبل أن يمضي عليهم أقل من دقيقة لتتبخر مخلفتا دخاننا في الهواء ليختفون من الوجود .
لامست رجلي الجنية بلاط الشرفة الملكية واحدة تلو الأخرى , قبل أن يفعلوا السوريليون نفسها ليجلسوا بالمقاعد الخلفية أخذت الجنية ذات الجديلة الفضية الموضوعة على صدرها تصافح الملك و الملكة و أم الملك (بدر العصور) ، فألتفت خلفها لتنظر إلى المدينة المظلمة إلا من نور القصر و القمر و أنوار الجن الذين يتحركون بأزقتها و بين مساكنها يؤدون ما قيل لهم ، فقالت للملك و الملكة (باثيلدا) : سأجعل مدينتكم منيرة الأن و لكن بواسطة أشياء الجن لباقي أيام العيد و حينما أرحل سأجعل أمور الأنوار عندكم ترد كطبيعتها ، سأنيره بأشياء الجن بالليل فقط و أما النهار فهو لم أغير به شيء بمدينتكم لأني أستطيع التحكم بالنجوم فقط و لكي أجعلكم تعيشون جوا مختلفا و ليطبع مجيء عندكم ذكرى جميلة و غريبة عليكم .
قال الملك (جانشاه) : أجل . أفعلي ما تريدين فنحن نريد أن نعيش أجواء مختلفة مثل ما قلتي .
نظرت الملكة الجنية مرة أخرى إلى الأفق فتمتمت بكلمات غريبة و هي تشير بعصايتها البيضاء إلى الأرض فخرج من الأرض نور ذهبي هادئ من تحت أقدام السكان ليصعد إلى السماء و هو على أشكال نجوم و كواكب كالأشياء المنيرة التي التي تبخرت منذ قليل ، و توقفت بعد أن أصبحت على أرتفاع بعيد من المدينة و الناس ينظرون إلى هذا المنظر البديع ، فكانت طبقة كثيرة أستطاعت أن تنير المدينة بأكملها و كأن المدينة بعز النهار ، فألتفتت ملكة الجن للملك و من معه مبتسمة : ها قد إنتهيت .. ما رأيكم الأن .
ثغر فاه الملك من جمال ما رأى ، و بادرت الملكة (باثيلدا) قائلة : أعتقد أن ما فعلتيه شيء بديع و عجيب و سوريلي للغاية ، و هذا واضح من وجه الملك و تهافت الناس تحتنا يا أختاه .
فضحكت قليلا ، فأنتبه الملك من شكله الغير لائق به فتنحنح معدلا من وضعه قائلا : أجل أن زوجتي محقة في الواقع أنه شيء مهول بجماله و أن قلت خلاف ذلك فأنا بالكاد أكذب ،.
ألقت (واندي بيل) من دون قصد : أجل بالتأكيد تكذب .
سمعها الملك و لمحها بحنق ، لم يخرج من فاه (واندي) التي أنبت نفسها من هذا الكلام المهلك إلا : هيهي .. هي !!.
فضحكت الملكة (باثيلدا) و ملكة الجن مع والدة الملك (بدر العصور) على ردت فعل السوريلية الغبية .
و لكن الملكة (شارباترة) بادرت متنحنحة قائلة : سلمتم يا أحبائي على هذا المديح أني لم أفعل شيء ذات أهمية و لكنني أحاول أسعادكم بمجيئي إليكم .
قالا الملك و الملكة : و أنتي بالفعل تفعلين.
قال الملك : و لكنني أتسائل لما لم تفعلي هذا من قبل بزيارتك الماضية .
ردت (شارباترة) : لأنني لم أكن أعلم بطريقة فعلها يا أيها الملك ..
*** أبتسمت لهم الجنية فنظرت إلى (شيريليزا) و لكنها صعقت برأسها أجل أنها فعلا أحست بشيء غريب برأسها ، و كأن شيء كالبرق دخل بمخها و لكنها لم تبد لأحد أي شيء و لم يحسوا بأمرها , ولكن مع هذا أحست بأنها تحبها , قد بدا أيضا أنها تخفي شيء عنها فتبادلت نضراتها بينها و بين أمها الشقراء الممسكة بها بحنان و حب , تنحنت الملكة (شارباترة) قبل أن تجلس : امم .. هل لي بأن أحمل طفلتك الجميلة قليلا .. و أتمتع بمداعبتها ووجها الحسن يا (باثيلدا) .
و هنا بدأو الموسيقيين بالعزف و الغناء بألحانهم الجميلة .
ردت (باثيلدا) بإبتسامة عريضة مجاملة : أجل .. بالطبع أنها كأبنتك .. خذيها .
أعطت (باثيلدا) أبنتها ذات الشعر الأسود لــ(شارباترة) فأخذتها و جلست على عرشها المخصوص لها فأخذت تداعبها قليلا و هي تضع سبابتها اليمنى على فم الأميرة (شيري) و تقبلها على جبهتها و ما زالت تداعبها إلى أن لمحت دوابها أنها ما زالت طائرة في الأفق عند بوابة المدينة ألتفتت إلى الملك قائلة : يا ملك نور الضياء هل لي بأن أحضر دوابي ليستريحوا بفناء قصرك ؟
قال الملك (جانشاه) بإحترام لها : أجل بكل تأكيد , فلتأمري جواريك و عبيدك بإحضارهم للفناء .
قالت (شارباترة) : لا , بل أنا سأتي بهم .
تعجب الملك و قال : ماذا؟! , أنكِ ملكة تقومين بسموك و تذهبين لتأتي بكل هذه الدواب لوحدك !.
قالت الملكة الجنية ضاحكة : بلى , و لكن من قال لك أني سأقوم أصلا .
قال الملك : إذا كيف ستأتين بهم ؟
قالت : أنتضر قليلا لتنظر كيف سأجلبهم .
ترك الملك تفعل ما تريد , و بعد لحضات أتت تلك الأفواج من الدواب المتلئلئة تتقدمها العربة سابحة في الهواء نحوهم إلى أن تعدت سور القصر و قبل أن تصدم بالشرفة أنعطفت و دارت حول القصر فلمحت أعين الدواب زجاج القاعة البراق فهبطوا رويدا رويدا على فناء القصر الواسع و ركنت عربة الملكة بدوابها عند أحد شجر الفناء المعمر و أستراحت حيوانات الجن تلك بفناء القصر ! .

*** حدث كل هذا بينما كانت ملكة الجن مغلقة عينيها و هي تتمتم بكلمات خافتة غير مفهومة فسكتت , و قالت مبتسمة : قد تمت المهمة .
قال الملك متسائل : و كيف فعلت هذا ؟ هل هذا سوريل ؟ .
ردت : كلا , بل هذا أحد قدرات الجن الكامنة .
قال الملك : إذا و لما لم أرك تفعلينها بالمرة السابقة عندما أتيت بل قلتي لخدمك بأن يجروهم !!
قالت : بلى و لكن حينما رجعت لدياري قرأت أحد الكتب عن قدرات الجن الكامنة و أكتسبت هذه الخبرة !
رد الملك : أها , و لكنني أرى جديين هناك بالأفق لم يتحركا .
قالت : أعرف , أن هذين الجديين الدريين و ما حملوا لـ(شيريليزا), ولكن أنني أحتاج لأبحث بداخل جعبهم عن شيء لـ(شيريليزا) أريد أن أعطيها أياه الأن .
فقد كانوا الجديين يحملون جعب ضخمة ذات قماش أسود بخيوط فضية مملؤة من حاجيات الجن البديعة .
فقال الملك : كما تشائين .

فنظرت إلى (شيري) بإبتسامة كلها حنان و قالت برفق و هي تمسح على وجهها برحمة و كأن هناك شيء بقلبها إتجاه الطفلة : إلى (شيريليزا) !.
فأبتسمت (شيريليزا) الصغيرة ببرائة مصدرة صوت ضحكة لطيفة
وقالت (شارباترة) و كأنها تذكرت شيء : أوه صحيح ، أني أريد أن أعطيكم بعض الأشياء أيضا !!.
صدر صوت من خلف الملك يقول : جزيت خيرا يا صديقتي (شارباترة) , على توفير هذه الهدايا لنا و لشعبنا و على إهداء إبنتنا الغالية هذه أشياء البديعة كالجديين التي هي من دياركم السيرولية من جمالها كما سمعت عنها !.
قالت الجنية (شارباترة) : العفو العفو يا أختاه (باثيلدا) , فأنا أتيت بها من ديارنا بما أنها غريبة على مدينتكم لأنها حاجيات الجن , لكي تتعرفوا على بعض من أشيائنا و بالطبع كبرهان على حبنا و ولائنا لكم مهما كان صغير الحجم إلا أنه على الأقل كتذكير لنا ولكم على الميثاق الذي كان بيننا و بينكم يا بني أدم الطيبون .
*****
***في تلك الأثناء كانوا جواري و عبيد الملكة (شارباترة) يوزعون و يعطون هداياهم الغريبة و الجميلة التي لم تكن أبدا كأي هدايا قد وزعت على هذه المدينة أبدا على سكان المدينة كما أومروا ، فقد كانت جارية جنية كأنها غصن البان أخرجت من جعبتها الخفيفة قطع نقدية و مع كل قطعة نقدية قطعة قماشية مخملية فضية فوزعت على أولئك الأولاد الذين أشارت إليهم و وصت عليهم الملكة قطعه نقدية مع قطة قماشية ، وضع الأولاد كلهم القطع النقدية التي نقشت عليها شمس بجعبهم المرقعة إحتسابا لبيعها فيما بعد!! إلا أنهم قرأو على تلك القطعة القماشية شيء غريب ! كالأتي :

قل كلمة (دومل-سيروف) لكي أتحول لك على شكل الدابة التي تريدها و أذهب بك إلى أي مكان تريده لمده خمسة عشرة دقيقة .
فسارعوا هؤلاء الصعاليك بقول هذه الكلمة ، ليمتطون ما يريدونه و يتسلون و يتمتعون بالمدينة كما فعل غيرهم من الأطفال ،أن من شلة الأولاد الصعاليك من أراد أن يمتطي الحصان وحيد القرن و أخر من أرد أن يمتطي دلفين من الدر و اخر أراد أن يمتطي غزال !! . و لكن الشيء الذي قد يلاحظ على هذه الكائنات أن جميعها يشع منها النور كما أنها شبه شفافة و كأنها أشباح ، و أن من حظى بهذه الهدية فأنه بات يطير على البيوت - هذا إذا أراد شيء طائر و هو يقول كلمة الجن تلك ! - محدثا شكل جميل مع أصوات ضحك الأولاد ! ، و مع هذا فأن هذا شيء بسيط من الذي أتوا به الجن فقد وزعوا على الكبار مجوهرات غريبة و لباس غريب بحيث أن النور يخرج منها و أنها مأتية من ديارهم المجهولة على سكان هذه المدينة أي أن المجوهرات و اللباس لن يجدو نفس صنعهتا و شكلها أبدا بكوكب أورادس بأكمله ، و أعطوا أيضا سكان المدينة حيوانات كقطط و أرانب ذكية بحيث تخدم السكان أخرجنها الجواري من تلك الأكياس التي لم يصدق الناس أعينهم بأن تلك الكياس الخفيفة تحمل كل هذا !! و مع هذا ذلك ليس كل ما أتوا به الجن ..

*****
ثبتت الملكة (شارباترة) ناظريها على أولئك الجديين البدييعين و هم مازالوا محلقين بالقرب من بوابة المدينة ، فما لبثوا حتى عاموا محلقين إليها إلى أن وصلوا بالقرب من الشرفة الملكية فقالت الملكة موجهتا الكلام ناحية الجديين :
سالوا دا دان (Sallow da Dan ) .
كانت أنضار الملك و الملكة و (واندي) و من معهم معلقة إلى ما تفعله تلك الملكة الجنية .
و فجأة ! . خرج من جعبة أحد الجديين السوداء خلف سور الشرفة كالجوبلين و لكنه أظرف بكثير و هو شفاف كالشبح و له ذيل كبعض الأشباح أي ليس له أرجل .
أمرت الجنية ذلك الكائن الشفاف ذو الوجه الضاحك قائلة : أبحث لي عن خاتم كهذا هيا .
قالتها و قد قلبت يدها لتري ذلك المخلوق التي بدت عليه السخافة الخاتم الذهبي ذو الجوهرة الحمراة المصقول حولها ألماسات صغيرات ، فما كان من أمر ذلك الكائن إلا أن يقول : أمرك يا سيدتي يا ملكة النجوم و الكواكب !!.
و دخل كأنه دخان إلى تلك الجعبة الضخمة ليبحث عن المطلوب و قد سُمعت صوت خشخت الأغراض إلا أنه خرج و قال : أنني لم أجد ما تريدين يا سيدتي في هذه الجعبة .
ردت و بدت مستائة منه : حسنا .. حسنا ، أبحث بالجعبة التي على الجدي الأخر "terori " .
و قد كانت تعني الكلمة الأخيرة ( غبي ) ، من الواضح أنها لم ترد أن يسمعها الملك و الملكة تقول هاته الكلمة !!.
فبادر هذا الكائن بالبحث بالجعبة الأخرة ، ولكنه أطال هذه المرة و لم تستطع الملكة بأن تنتظر أكثر فبادرت بإطلاق هوائها في بداية الأمر و لكن .. بعد .. قليل قالت بغيض لذلك الكائن بلغتها : أرلي ما .. أرلي ما دا تيروري !! .
رد : حاضر حاضر ملكتي أن دان .. دان أحمق بطيء أنه أحمق !!.
قالت : أسرع قبل أردك من حيث أتيت بك .
قال (دان) ذلك الكائن الغريب : أجــل ، لقد وجدت ما تريدين سيدتي أنه طبق الصل بخاتمك !! .
قالت الملكة (شارباترة) : حسنا ، ولكن أسرع في المرة الأخرى .
أخذت الملكة ذلك الخاتم البديع منه ولكن بدا أنه أًغر من خاتمه إلى حد ما ! ، إلا أن (واندي بيل) ذات الإبتسامة المريعة قالت للملكة (شارباترة) : أن (دان) مسكين يا سيدتي أعتقد أنه محتاج لبعض الرحمة .
ردت الملكة عليها و هي تنظر ل(دان) بحنق : سأحاول .. إذا تحسن معي !! .
قال (دان) : سأحاول .. سيفعل (دان) كل ما يستطيع لإرضاء ملكته ملكة الجن و الحسن !.
لم تجب الملكة ، و لكنها أبتسمت كما ضحك الملك و الملكة و أم الملك و عمه و أبن عمه على هذا الموقف !! و على هذا الكائن الغريب الذين لم يروا مثله و مثل طرافته قط !.
فقالت الملكة الجنية لخادمها (دان) : و الأن أحضر لي صندوق صغير نحاسي منقوش بحروف هيروغليفية ذو أرجل منثنية تجده بأحد الجعبتين التين على الجديين تحتك .
رد : أمرك سيدتي .
فقطس بالجعب و عاد و معه صندوق صغير بالأوصاف التي قالتها له الجنية !!. فتقدم لسيدته و أعطاها ما تريد فقالت بإبتسامة : جزيت خيرا يا (دان) ، أجل الأن عجبتني بسرعتك هذه !.
بدرت ضحكة منه و فرح و كأنه طفل مبتسم خجل!.


قالت الجنية (شارباترة) : حسنا ، بإستطاعتك الذهاب الأن .
رد (دان) : أن (دان) يشكرك يا مولاتي أنه أنه يحبك و يخدمك إلى الأبد . فتبخر بالهواء عاليا.
و أدارو الجديين الدريين أنفسهم و عاموا ملتفين حول القصر ليهبطوا إلى فنائه و يتخذوا زاوية يأكلوا به العشب لوحدهم .
قالت الملكة التي هي من فعلت بهم هذا بقوتها السوريلية : لقد وضعتهم بزاوية في فناء القصر يا (جانشاه) .
رد الملك : خير ما فعلتي ، لكي نميزهم .
قالت الملكة (شارباتر) و هي بحضنها الفتاة و بيدها الصندوق النحاسي للملك: أن هذا الصندوق الصغير الذين ترونه به من خيرات الجن ما تمنيتم فقد أتيت لك و لـصديقتي (باثيلدا) بأقمشة و لباس لا يقل عن خمس مائة قماش و بدلة من بدل و أقمشة الجن و أتيت لكم بجعب تستطيعون مد يدكم داخلها و طلب ما تريدون من أكل الجان و قد أتيت لكم بمجوهرات و حلوى الجن و فواكهنا أيضا و هذا الصندوق الذين ترونه به ثمانية صناديق كبار ...
عند هذه الجملة قاطع الملك الجنية : و لكن لكن كيف هذا ؟ ثمانية صناديق كاملة ضخمة بصندوق نحاسي بحجم اليد ؟ يا إلهي هل تمازحيننا يا ملكة (شارباترة) ؟
قالت (واندي بيل) : ولما تستغرب كل هذا الإستغراب يا سيدي ، إن بالسوريل يحدث كل شيء فكل ما تراه و ماحدث
أساسه السوريل ، و إن للسوريل أنواع كثيرة فمثلا هذا الصندوق أعتقد أنه ألقي عليه تعاويذ سوريلية جنية .
ردت الملكة (شارباترة) : صدقت يا (واندي) .. ، المهم لنرجع لما سأقوله لكم ، أن الثمانية صناديق الضخمة لا تخرج من هذا الصندوق إلا بتعويذ الفتح ، و على ما أعتقد تعرفها (واندي) .
هزت واندي رأسها ، و أكملت الملكة قائلة : جيد .أن كل صنوق مملوء بأشياء الجن التي أرجوا أن تحوز على رضاكم ، و كل صندوق مكتوب عليه أسم صاحبه فمثلا كتبنا أسمك على أحد الصناديق يا أيها الملك و بصندوق أخر أسم (باثيلدا) ، كما أن الصناديق كلا من (واندي) ، أمك (بدر العصور) ، (باثيلدا) ، عمك (جلمود) ، أبنه (مروان) ، سموك . و هنا لمحت (جمال) وزير و صديق الملك فقالت : و الوزراء و أما الصندوق الأخر .. فهو مملوء بالسائل الإخبار لنشر أخباركم بالمدينة .
قال الملك : جزيت خيرا على كل هذا يا حليفتنا الغالية ، ولكن يجب أن نرد لكي الجميل في يوم من الأيام .
قالت الملكة (شارباترة) : لا بأس بذلك ، فإن ذلك لا يزال قليل بحقكم .
بدت أوجه الملك و الملكة الفرحة و عم الملك أيضا الذي قال : سلمتي يا أيتها العزيزة الجميلة و جزيت خيرا بذكرك لي فإن هديتك لي شيء غالي بالنسبة إلي .
إبتسمت الجنية خجلا و قالت : العفو ..
فمالت الملكة (شارباترة) إلى (واندي) و (شيريليزا) تنظر إلى وجهها ببرائة مستمتعة بسماع الأغاني و هي تلعق أصبعها ؛ و قالت لها : لقد أتيت لكي بالأقمشة التي تحبينها يا صديقتي و أتيت لكي بكثير من الأشياء السوريلية .
قالت (واندي) فرحة بضحكة لم تخف بها نبرة الشيخوخة : شكررا جدا يا أختاه أنني حقا فرحة للأقمشة لا أطيق الإنتضار حتى أخيطها و أرتديها كما أفرحتني بأتيانك لي بالاشياء السوريلية حقا ، ولكن ألا تعتقدين أن هذا كثير علي ؟
كانت (واندي) تقول بنفسها : ما أعلم هذه الجنية بأني أحب الأقمشة ؟ مم.. شيء غريب و لكن لا أستغربه على جنية و خصوصا أنها سوريلية أيضا !! .
ردت الجنية : لا بل هذا قليل بعيني ، أنكي تستحقين أكثر يا صديقتي ..
لم تعرف (واندي) كيف ترد عليها و لكنها أكتفت بالإبتسام ، و لكن الجنية بادرت إلى (شيريليزا) لتلبسها الخاتم التي ما زالت ممسكتا به و هو نسخة مصغرة عن الخاتم الذي كانت ترتديه فقالت (شارباترة) للملك و الملكة : أريدكم يا أصدقائي أن تتركوا هذا الخاتم بـيد (شيري) حتى تكبر و إذا كبرت و عقلت يجب تعلموها أن تترك الخاتم هذا بيدها لأنه حماية لها من مخاطر الدنيا ، فأنني حقا أردت أن أقدم لإبنتكم شيء مفيد لها فخطر ببالي هذا الخاتم !.
قالا الملك و الملكة : سنفعل . أكمل الملك : ولكن ألن يضيق على إصبعها حينما تكبر .
ردت الجنية : كلا ، لأنه من خواتمنا التي تكبر مع صاحبها .
قال الملك : نحن حقا ممتنون لك يا ملكة لم تعرف الكواكب و النجوم نفسها ملكة قط .
قالت الملكة (شارباترة) بحياء : أن هذا لمن دواعي سروري .
و بهذا الوقت أنتبهت الملكة (شارباترة) بأن خاتم (شيري) يشع بصورة غريبة و لكنها سرعان ما غطته لكي لا ينتبه أحد إلى أن ذهب نوره و لكن بدا هذه الملكة لم تلبس (شيري) هذا الخاتم لحمايتها بل لشيء أخر لم تفصح عنه أو لحمايتها و لكن مع الحماية شيء أخر ، و لكن من يعلم ؟؟! ، أن الزمن كفيل بكشف سر الخاتم الغامض هذا !.
و هنا رأت الملكة (شارباترة) جواريها و عبيدها يدخلون لحديقة القصر معربين عن أنتهائهم من عملهم و هي تشم رائحة الطعام الشهي الذي قد نضج بينما تنظر إلى وجوه الجالسين على عشب الحديقة و هم يتسمرون و يحتسون الشاي و القهوة !! ، و لفرحتها أمر الملك بتحضير الطعام له و للضيوف الذين معه ، و أن يقدموا للسكان الجلوس الذين تحته الطعام ، فقد كانت الملك الجنية تشتهي طعام البشر فهي لم تذقه منذ فترة طويلة . بعد فترة أتت أحد جواري الملك لتخبره أن طاولة الطعام قد جهزت ، فأنفض الملك و من معه يتبعونه إلى المائدة للأكل ، فأكلوا جميع الحضور و أخذت الملكة (شارباترة) طيبة القلب تطعم (شيري) بنفسها و بعد الإنتهاء من أكل أطيب الطعام جلسوا يتسمرون و باتوا الجن في مدينة نور الضياء لمدة خمسة أيام على عدد أيام عيد "مينرنو ي ميرلوا" و بعدها غادروا مطبوع بأذهنهم حسن ضيافة الملك و مطبوع بذهن الملك و الملكة كرم الجن و سخائهم.


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Aornalios  
قديم 16-12-10, 08:31 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207656
المشاركات: 11
الجنس ذكر
معدل التقييم: Aornalios عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Aornalios غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Aornalios المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


الفصل الثاني
***في سنة التالية بالشهر السابع ، و بذلك الصباح ذو الشمس الدافئة كانت (بدر العصور) تتحدث مع أبنها الملك (جانشاه) على مائدة الطعام و من جملة حديثها له قالت و هي تتناول ملعقة لأبنها : أن زوجتك يا بني قالت لي بأنها تعاني من كوابيس و أنه كان تأتيها لحضات يؤلمها بها قلبها ..
أزدرد الملك ريقه و تسائل قائلا : و لكن يا أمي ، أنها لم تبدي لي شيئ يوحي بأنها تعاني من أمر ما حتى !!
ردت الأم : لا أعلم لما لم تخبرك في الحقيقة .
لكنني أتسائل لما لم تخبرني ، فإن خوفي بأن وراء أمرها شيء ليس بالهين !

ألقى الملك هذه الكلمات ، فردت الأم (بدر العصور) مهدئتا أبنها : لا .. لا أعتقد أن الأمر بتلك الخطورة كما تظن ، و أبعد عنك الشؤم فإنه شيء مكروه .
أخرج الملك من أنفه هواء خفيف معربا عن إطمئنانه لكلام أمه .
أكملت الأم بعد أن أرتشفت من قدح التفاح الذي أمامها : على العموم ، أن إمرأتك لم تخبرني إلا البارحة ليلا ، رغبة منها بأن أجد لها حل لهذه الكوابيس المزعجة ، و أنا أصلا لم أفشي لك سرها إلا لجعلك ترسل جندي للبحث عن العلاج .
رد الملك بتعجب : و أتسمين هذا سرا ؟ أنه شيء تافه ، أن (باثيلدا) تخفي عني شيء سخيف و بسيط .. فكيف لو كان عظيم ؟!
ردت الأم بوثوق : و لما لا تفعل ، أنها تعتقد بإخبارها لك هذا الأمر أنك ستنزعج ، و هي لا تريد أن تعكر مزاجك ، و هي بالطبع لولا أن الأمر سخيف كما تقول ، لكانت ستخبرك طبعا !.
تحول حال الملك ليصبح فرحا ذو إبتسامة تشق وجهه ليقول لأمه : أتعتقدين أنها تحبني إذا يا أماه ؟
قالت الأم : لا تكن سخيفا أنك زوجها و أب أبنتها و تعرف تماما أنها تعشقك .
قال الملك (جانشاه) بعدما ضحك : و ما هذا الدواء الذي بإستطاعته إبعاد الكوابيس ؟!.
قالت الأم : أنها من الخلطات المشهورة عند العجائز نفسي ، مكونه من نهر (إيسندور) و قليل من أوراق شجر (دناريا) الموجودة عند (برانسوليا) .. إنها مشهورة عندهم .
قال الملك بإستخفاف : جميل ! ، حتى الكوابيس لها علاج !.
ردت الأم : بالتاأكيد ، ما من داء إلا و له دواء إلا الشيخوخة هو الوحيد الذي ليس له دواء جيد أو فعال .
هز الملك رأسه و قال : صدقت ، و لكن أقالت لكي (باثيلدا) أحد كوابيسها ؟.
ردت الأم : بلى .
رد الملك : هل بإستطاعتي أن أسمعه .
ردت الأم : في الحقيقة أنها رأت كوابيس عدة و لكن هذا ما قالته لي .
تكلم الملك و هو متشوق لمعرفة كابوس زوجته : حسنا ما هو هذا الكابوس ؟
قالت الأم بعد أن وضعت رجل دجاجة مقدد على الصحن المذهب : أخبرتني (باثيلدا) بأنها رأت في أحد كوابيسها أنها تسرح و تلعب ببستان بديع كبير يحوفه شجر بشكل مليح ، و رأت أنه بوسط البستان تماما شجرتين عملاقتين شاهقات بالسماء البديعة ذات الطيور المليحة ، وصفت لي (باثيلدا) حالها بأنها كان يغمرها السعادة في ذلك المنام ، و لكن سرعان ما تبددت تلك اللحضات المرحة كما تقول .. لتسمع صوت صراخ امرأة يليه بكاء طفل ، و كان سببا في دب الرعب بقلبها و قد ألتفتت ناحية الشجرتين ، وجدت أن الشجرة اليسرة يخرج من وسطها دماء تزداد مع أزدياد الصراخ ، و تقول زوجتك أن من غزارته ... تكون نهر دماء بجانب الشجرة مرعبة المنظر ، و بدا قلبها ينبض بقوة بينما تسمع بكاء الطفل فبدأت هي بالبكاء بعد أن أظلمت السماء التي بناحية الشجرة اليسرى أثر قمامة غاضبة كبيرة فوقها من دون الشجرة اليمنى و جانبها الربيعي ... بشكل غريب ، قالت (باثيلدا) أنه بعد أن أظلم الجانب الذي على اليسار بداء يظهر من خلف الشجرة التي أسودت كأوراقها المتجردة ، ثعابين سود يبثون الرعب بفحيحيهن و رأت عقارب سوداء و بدأ يخف صوت الصراخ و بكاء الطفل قليلا ، إلى أن ظهرو عفاريت ذوي أشكال مخيفة لهم قرون لا تقل عن أثنان و هي تسمع هدير الدماء و أزداد بكائها و رعبها ، ولكنها حينما نظرت ناحية الشجرة الربيعية التي لم يتغير حال جانبها على عكس اليسرى ، لدهشتها وجدت الشجرة لها عينان ذوات حدقتان سوداوتين تبكين .. مفرطة بالدموع إلى أن تكون بجانبها نهر من الدموع و مع هذا أرادت أن تذهب (باثيلدا) إلى هناك لتنجو من المكان المظلم الدامي و لكن كان هناك شيء ردعها و دفعها عن الخطي خطوة واحدة فقط و كأن هناك حائط خفي .
*** لتجد أن ذلك النصف الربيعي للشجرة التي يشفق عليها الحال قد ذهب للظلام و لمكان مجهول بعد إنشقاقه من الجانب المظلم ،لترى (باثيلدا) من دورها .. أن صراخ المرأة بدا يزداد و يزداد إلى أن خُـلع نصف الشجرة محلقا بالسماء الداكنة فتوقف الصراخ فجأة ، فبعد ذلك خرج بمحل الشجرة الدامية دخان أنطلق بعنان السماء برز أعلاه أنه نصف شيطان رمادي له ثمانية قرون سوداء و له وجه يرعب الناظرين و هو يضحك عليها بصورة مرعبة ، فوقعت (باثيلدا) للخلف و صاحت خائفة و مرتعبة و وقع ناظرها إلى فوق ناحية الشجرة العالية المرتدة و هي تتقسم لتتحول إلى طيور سوداء كالغراب أتية إلى ناحيتها و بدا أن العفاريت و الحياية أيضا يتجهون ناحيتها و هي تصرخ و تبعد الثعابين لترى أن ضحكات ذلك الشيطان أزدادت ، و قالت لي بأنه بأخر حلمها رأت أن ملابسها مغطاة بالدماء فسمعت صوت بكاء الطفل يعلو و يعلو ، و هكذا كان كابوسها كما أخبرتني !.

رد الملك على أمه : أنني حقا أتمنى لها الشفاء العاجل من هذه الكوابيس ، و هل أنتي متأكدة أن تلك الوصفة فعالة يا أمي ؟
ردت : أجل ، فقد أستعملتها من قبل ، و الأن متى سترسل الجندي ؟
قال : جيد . سأرسله في وقت الظهيرة .
و أرسل الملك (جانشاه) أحد جنوده لـ(برانسوليا) القابعة بأوربا ليأخذ كم من أوراق شجر (دناريا) الموجود هناك ، و ليملئ دلوه من ماء نهر (إيسندور) و هو أتي - بما أن النهر قريب من مدينة (نور الضياء) الشامخة - ، و بعد ذلك ذهب الملك لينظر بحال حبيبته (باثيلدا) و أخبرها بأنه علم بأمرها و أنه أرسل من أجلها جندي ليأتي بحاجيات دواء كوابيسها التي أتت لها بألام بالقلب ، أستغرق الجندي مدة لا تقل عن أسبوعين ، و قبل أن يصل الجندي إلى مدينة (نور الضياء) ، دخل الملك على زوجته ليجدها ميته ، و لكن الغريب أنه ليس على ملابسها دماء !!.
*** مما جعل الأمر معقد ، هل وُضع لها سم في مأكولها ؟ ، أو أنه أجلها بالفعل ؟ ، لم يعلم أحد ما السبب وراء موتها ، صُدم الملك صدمة قوية و كانت ليلتها السماء تمطر و ترعد و تبرق يتخلل هذه الأجواء عواصف و رياح تحت الغيوم السوداء الملبدة ، فبكى الملك لأمرها بكاء شديد لأنه يحبها حب قوي و لاسيما أنهما عاشا قصة حب قوية قبل زوجهما و قد أنقذها من مصاعب كثيرة حتى و لو كان هو سبب بسيط بإنقاذها و الغريب أيضا أن ناظري الملك وقعت على أبنته (شيريليزا) و هي لا تتحرك بتاتا ، ملقاة على سرير أمها ، ود الملك لو أنه يستطيع أن يذهب إليها ليرى ما بها ، أهي ميتة أم حية ؟ ، و لكن أغلال و سلاسل حب أمها تمكنت منه لتشل حركته و تبقيه جاثي على ركبتيه عند زوجته ، و هو باكيا ..مقهورا .. على شريكة عمره التي ذهبت بلا توديع و بلا سابق إنذار ... ليصل له موتها .. صدمة على طبق من ذهب.
*** هرولت الأم (بدر العصور) إلى (شيريليزا) بعد صراخها و حسراتها المشتكة بوجلها و قهرها على أبنها و زوجته الراحلة ، لتتفحص هي الأخرى (شيري) فمن الممكن أن يأتيها بصيص شعاع من شمس الأمل التي أوشكت على الغروب ، فيعلمها بحياة الأميرة الصغيرة على الأقل ، ذات الفاه المفتوح من غير حركه ترجى .


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور Aornalios  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
aornalios. من وحي الاعضاء, شيريليزا و القسم الخطير
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t152886.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-12-10 04:01 PM


الساعة الآن 07:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية