كاتب الموضوع :
Aornalios
المنتدى :
الارشيف
*** أخذت الأم (بدر العصور) تتفقد الأميرة (شيري) الملقاة على السرير و هي تبكي ، بينما أخذت أحدى الجواري اللائي أصابتهن عدوى الحزن بإغلاق شرفة الغرفة لتفادي أصوات الرعود و العواصف الممطرة التي أربكت الملك و أمه زيادة على حالتهم المضغوطة السيئة .
وضعت (بدر العصور) يدها على صدر الأميرة و لكنها !! ، صرخت .. صرخت بصرخة قوية مكموتة ! و لكن من ماذا ؟ ، أنها في الحقيقة بدت لا تعلم من ماذا ، لأنها بدت كالمجنونة ! ، و هي تحملق إلى أبنها الذي كأنه بعالم أخر و هو ينظر باكيا إلى زوجته ، و بعد مدة من موسيقى الصراخ و البكاء و الرعد ، مع قليل من رقصات البرق و المطر الثائر الحزين ، أدركت الأم (بدر العصور) أنها لم تكن في حلم كما كانت تعتقد منذ لحظات ، فقد أدركت أن زوجة أبنها ماتت.. أجل لقد ماتت بالفعل ، هكذا كانت تفكر الأم و هي ممسكة بعامود السرير البرونزي الداكن ، محاولة تماسك نفسها التي أصبحت خاملة خفيفة و مرتجفة ، و زاد بكائها و نشيجها الذي بدا و كأنه أغنية حزينة من أغاني (الروزينديل السفلي) ، نظرت الأم (بدر العصور) مرة أخرى للفتاة الملقاة بجانبها على السرير فمدت يدها إلى صدرها لتتفقد قلبها ، و لكنها هذه المرة أبتسمت بشفتاها التي تغطيها الدموع ، و قالت بنفسها : لا ... لا أعتقد أنه واقع ، أن هذا حلم .. أجل أنه حلم و سينتهي . ، و لكن سرعان ما أدركت حقيقة الأمر بعد أن وجدت صعوبة بالتماسك و صعوبة بالسيطرة على نفسها لدرجة أنها كاد يغشى عليها ، و الحقيقة هي أن (شيريليزا) ماتت ، أجل ماتت ، و لكن لما ماتت ؟ ، لم تجد لهذا السؤال جواب كغيره من الأسئلة ، فقد أدركت (بدر العصور) أن قلب الأميرة متوقف عن النبض ، ضحكت الأم من حسرتها على حفيدتها و على ولدها المسكين الذي جرد من زوجته و أبنته التي لم يعلم حتى الأن أهي حية أم ميته ؟ ، فأحرقت دموعها الحارة وجنتيها لتصل إلى فمها ذو الأبتسامة الحزينة .
و ما زال الملك على هذه الحال جاثيا على ركبتيه باكيا ، و هذا دليل حبه لـ(باثيلدا) زوجته و هو لا يلام فإن الحب سلطان ، ولكن أنه الموت لقد أتى و فات الأوان ؛ كما قال القائل : كل ابن أنثى و أن طالت سلامته .. يوما على ألة حدباء محمولُ . ، و كما قيل أيضا : يسعى الفتى و خيول الموت تطلبه .. و إن نوى وقفة فالموت لا يقف . فباتوا بتلك الليلة على هذه الحال و علم الملك أن أبنته قد رحلت مع أمها تاركة أياه و لما أصبح الصباح و أضاء بنوره و لاح و بعد أن أنتشر الخبر و أشتهر بفضل سائل الجن الإخباري بات الناس يتسائلون بحيرة عن سبب موت الملكة و أبنتها ؟
و في ذاك الصباح الباهت جلس الملك على عرشه بقاعته التي تسللت إليها أشعة الشمس من الزجاج الذي خلفه ، و كان يجلس بالمقاعد التي أمامه عمه و أبنه الذين أتوا للملك ليخففوا عنه همه و يطيبوا خاطره بينما كانت أم الملك جالسة على يساره بعرش الملكة (باثيلدا) و كانت (واندي بيل) على يمينه خلف بلورتها السوداء الموضوعة على القاعدة المستطيلة ، كانت (واندي) شديدة الحزن على (باثيلدا) و الأميرة الصغيرة ، فأستاذنت الملك بأن تفعل شيء قبل أن يدفنا الجثتين الملفوفتان بقماش من الذهب على التاباوتان العاجيان المزخرفان ، و قد وُضِعتا الجثتين بالمساحة الواسعة المتوسطة للمقاعد التي أمام الملك ، فأخذت السوريلية بعد موافقة الملك على طلبها تُـتمتم على الجثتين بهذه التعاويذ و هي ممسكة بعصاها الطويلة الخشبية : أورلمس .. أورلمس .. إل سو رينتو .
*** رأى الملك سوريليته (واندي بيل) واقفة كأنها تتحرى شيء ، و بعد لحظات قليلة ظهر من تحت قماش (شيريليزا) الذهبي إمرأة بطول الأصبع ، حمراء اللون و لها ثلاث أزواج من الأجنحة الذهبية ، و هي طائرة بها بينما كان عليها تاج كأغصان الشجر منفوش كأنه الريش و على عينيها قناع متصل بالتاج ، فعرف أنها شانازية ، بدأت تتحدث مع (واندي) ، فرأها الملك دخلت بداخل قماش جثة (شيري) بعد أنتهائها من الحديث ، و فجأة سمع الملك بكاء طفل ، أخذ يلتف و يبحث بعينيه عن مصدره فأرشدته أذنيه إنه ناحية جثة أبنته ، فوجد (واندي بيل) تضحك بسرور ، قائلة للملك : مولاي ، أن أبنتك حية .. حية ، أنها بخير يا سيدي .
فعمت الفرحة كل من في المجلس فقد رأو الأميرة الصغيرة حية أمامهم ، أستقام الملك من مكانه ليحمل أبنته من كنفها ، و هو فرح مسرور بعدما ضم أبنته لقلبه بينما يقبل جبينها ، و بدا أن بعض دموعه نفذت من عينيه لا إراديا بينما كانت أمه تبكي و هي تضع المنديل على وجهها ، و كانت السوريلية فرحة مسرورة فهذا بالنسبة لها إنجاز لأنها أكتشفت أن أبنة الملك ليست ميتة في الحقيقة ، فقالت (واندي) لسيدها : أن الأميرة كانت ملبوسة يا سيدي من مارد ، و هو من قبيلة (الأونج) المعروفون بتلبس البشر ، فجعل جسمها و نبضات قلبها متوقفة لكي تبدو لكم ميتة فتدفنوها حية .. فتموت ، و قد أخرجت هذه الشانازية ذلك المارد الشرير من جسم الأميرة (شيري) .
و قد أشارت إلى الشانازية الطائرة بجوارها ، فقال الملك : و كيف فعلت الشانازية هذا ؟ ردت (واندي) : هي خادمة صائدوا هذه النوعية من العفاريت ، لذا فقد أعلموها الطريقة يا مولاي . فهز الملك رأسه و شكر السوريلية جدا فأجابته بالعفو ، حينها لمح الملك القماش الذهبي التي كانت ملفوفة به الأميرة (شيري) ، يهتز و ينتفض فخرج من عند طرفه ثعبان أسود يفح فحيحا يصلصل دماء القلب رعبا ، عليه عبائة حمراء تغطي جسده و هو طائر بلا أجنحة ، فارا ناحية بوابة القاعة للهروب ، عندها قالت السوريلية : هذا هو العفريت و ستقضي عليه الشانازية يا سيدي . قال الملك : حسنا . و على الرغم من فرحته لحياة أبنته إلا أن أبتسامته تبددت و عاد حزنه حالما وقع ناظره على جثة إمرأته التي لم يعلم أهي حية أم ميتة حتى الأن .
سارعت الشانازية بمطاردة ذلك المارد الأونجي الطائر ، فغابت هي و المارد بعد خروجهم من بوابة القلعة عن ناظري كل من بالقاعة و بعد ثواني رأوا المارد و الشانازية يتعاركون خلف الزجاج الذي وراء العرش ، كانت الشانازية تقاتله بقواها السوريلية و هي تهجم عليه بنيران و لهيب مخلفة غبار ذهبي ، بينما كان المارد الثعبان يدافع عن نفسه فيفتح فمه و يخرج منه ألهبة سوداء و دخان مع فحيحه ، إلا أن الشانازية أحرقته بالنهاية و أنتصرت عليه بسهولة ، و بدا أن هذا الأمر لم يأخذ منها جهد كثير .
كان الملك و أمه مع عمه (جلمود) و أبنه (مروان) و الجواري متعجبين من هذا المنظر ، لأن هذا شيء أول مرة يحدث أمامهم ، لمحتهم الشانازية من خلف الزجاج العظيم و بجانبها دخان أسود يتعالى إثر إحراق المارد ، بينما كانت السوريلية (واندي) تتبسم و هي تشيح عن وجهها طرف قبعتها المتصله بعبائتها السوداء التي عادة ما تلبسها فطقطقت بأصبعيها الأبهام و السبابة و هي ناظرة للشانازية ، و سرعان ما أصبحت الشانازية بجانبها بعد أن سألها سيدها (جانشاه) هل بإمكان الشانازية فحص جسد حبيبته الملكة (باثيلدا) فقد تكون ملبوسة أيضا ؟! ، فلبت (واندي) سؤال مولاها بإن أمرت الشانازية بفحص الملكة من أية مردة ، و الملك يتحرى أمر إمرأته ، و بعد فترة ظهرت الشانازية من بعد دخولها لكنف الملكة لتتحدث مع (واندي) قليلا ، و لكن السوريلية نظرت بقسمات وجه الملك بهم ، و تبددت الإبتسامة التي كانت ترجوها فأعلمته بأن الملكة ليس بها أي مارد ! ، فسألها سيدها عن حقيقة إمرأته ، و لم تجب له إلا بأنها ماتت ، فصدم الملك و أحس كأن هناك أشواك تغرز قلبها لتجعله باكي بالدم حزين ، فإنثنى إلى تابوت الملكة بعد أن سلم الأميرة (شيري) لأمه ، التي تحيرت بما ستقوله أبنها و التي أزعجتها كثيرا و أربكتها صيحات الأميرة الصغيرة ، فأشاح الملك القماش عن وجه الملكة المبتسم ناظرا إليها بنحيب مكموت ، و أشتدت حمرة وجه الملك حزينا .. و لم يجده إلا أن أنثنى على جبين إمرأته الذي بدا و كأنه شطحة من بدر ، فقبله و قلبه يتألم جاعلا عينيه تنفذ بدمعات حارة من غير إرادة ، كان الملك بمنظر يفطر القلب و قد كسر خاطر الأم و العم (جلمود) و (مروان) أبن (جلمود) ، كما أشفقت عليه السوريلية (واندي بيل) ، و بهذه الأجواء الحزينة إنحنى الملك إلى يد زوجته و قلب كفها ليرى بطنه فقربه إلى فمه و أنفه ليستنشق عبيرها الذي لن يناله بعد هذا اليوم و قبلها بحرارة و حزن ، ود الملك أن يشق ملابسه و يحطم ما حوله من أثاث و لكنه تماسك نفسه و هو يضغط على أسنانه بقهر و هم على حبيبته ، و بعدها أومئ الملك لأمه بأن تأمر العبيد لحمل الملكة إلى المقبرة لدفنها ، و أكتفى بالأيماء لأنه لم يستطع التكلم من عبرته الشديدة ، و ربت عمه (جلمود) الذي بدا عليه الحزن و الشفقة على كتف الملك قائلا له : هون عليك يا بني ، هون عليك .. فإنك تستطيع تزوج أي حسناء تعجبك ، فمن تكون هذه التي لا تريد ملك مدينة (نور الضياء) العظيمة ؟! . حنق الملك على عمه و أراد أن ينهره و لكنه تمالك نفسه و أجابه بغيظ بأنه لن يتزوج من غير (باثيلدا) أبدا .. أبدا ! ، و هذا عربون إخلاصه لـ(باثيلدا) حبيبته التي لا تقدر بثمن .
***دفنت الملكة بحضور كبير من السكان ، بدون أن يشهد الملك دفن زوجته بذلك القبر العظيم ، لأنه لم يود رؤيت حبيبته تدفن في الثرى فقد كفاه صدمة موتها المفاجئ . مرت الأيام و بات الملك يفكر متحير من موت زوجته الذي لم يعرف هل هي قتلت بواسطة سم أو أنه يومها بالفعل ؟! ، و لكنه لم يقف عند هذا الحد فهو يريد الإنتقام لزوجته ، و هذا إذا أكتشف أنها قتلت إثر سم و عرف القاتل بالطبع ! ، لذا سأل سوريليته بأن تقرأ له طالع زوجته و لكنها أجابته بعد مده ، بأنها حاولت و لكن لم تجد أي شيء تسبب بموتها مما يعني أن ميتتها طبيعية ، لكنها قالت له بأنها ليست جيدة بهذا الأمر – بما أن عملها هو الكشف على مائدة الملك من السموم بإستخدام سوريلها !- لذا أقترحت عليه بالبحث عن عرافين و عرافات سوريليين ، و عمل الملك بإقتراحها و لكن كل السوريليين و السوريلييات توصلوا إلى نفس نتيجة (واندي بيل).
ثم أستسلم الملك لواقع الأمر ، فكلام السوريليين يقول بأن ميتتها طبيعية و هي بالكاد كذلك فمن غير المعقول بأن هؤلاء كلهم كذبة ! ، جرت الأيام و مرت السنين ، و (شيريليزا) تكبر يوم بعد يوم ، يتيمة بلا أم تعطيها الحنان ، و لكن أبوها فعل كل ما بوسعه لإسعادها ، فلما أصبح عمرها إحدى عشرة سنة أتى لها أبوها بمن يعلمها الكتابة بلغة البشر ألا و هي الأجمانية و اللغة العربية القديمة ، كما تعلمت إلقاء الشعر باللغة العربية أيضا ! ، و برعت (شيري) بالفروسية ، و مرت كل هذه الإحدى عشرة سنة بلا أن يتزوج الملك من بعد (باثيلدا) ، و حاولت الأم بأن تزوجه إلا أنه رفض ، و أحيانا تدخل عليه (شيري) لتجده يبكي بهدوء ! .
أنني أحبك يا جدتي (بدر العصور) ، أنتي أفضل جدة بالعالم ، أنتي من بقى لي بعد موت أمي يستطيع فهمي !
قالتها (شيريليزا) و قد نفذت من عينيها السوداوتين الدموع حزنا على تذكرها أنها يتيمة بلا أم ، ضمتها الجدة (بدر العصور) إلى صدرها و هي جالسة على وسادة حمراء مطرزة بخيوط ذهبية ، متراكية على حائط تلك الغرفة الواسعة بأثاثها الفاخر و ثريتها المنيرة مجيبة لــ(شيري) ؛
و هي تمسح دموعها القليلة : لا تبكي يا أبنتي ، فأنا جدتك و أنتي لست بلقيطة تبنيتها ، بل أنتي حفيدتي و أبنتي الغالية ، و ما أغلا من الإبن إلا إبن الإبن ! ، لذا لا تبكي على أمك فكل نفس ذائقة الموت ، و أنا أحبك يا غرة عيني ، أن بكائك يحزنني و يجعلني مهمومة ، فهل ترضين للحزن و للهم أن يتولانني ؟
قالت (شيري) و هي ناظرة لجدتها الحنونة بعينيها البريئتين بينما كان شعرها الحريري الأسود يغطي ظهرها : بالتأكيد لا ، يا جدتي ، فهذا سيحزنني أيضا .
ردت الجدة بكلام يملأه الحنان : إذا لا تبكي ، و لا تحزني ، حسنا ؟
ردت (شيري) و هي تضم جدتها واضعة رأسها على صدرها و هي تستنشق رائحتها الطيبة بأنفها الصغير : حسنا يا أماه.
صمتت (شيريليزا) قليلا و ردت منادية : أمي !.
ردت الجدة : ماذا يا (شيري) ؟
قالت : أنك يا جدتي ، ملكة الحنان كله ، بل إمبراطورته .. في الحقيقة لا يسعني وصف سعادتي بإمتلاكي جدة كلها حنان مثلك.
قالت الجدة بعد إبتسامتها اللطيفة : و أنتي أحلى نعمة رزقها الله لي .
أكملت قائلة : شيري . ألا تريدين سماع حكاية مثل ما أعتدنا كل يوم جمعة ؟
قالت (شيريليزا) بإبتسامة من شفتاها الحمراواتان ، بحماس : بالتأكيد يا جدتي ، فأنتي ذكرتيني بأن اليوم هو يوم حكاياتك العجيبة .. أنني متحمسة لسماع حكايتك اليوم .. هيا يا جدتي .. هيا !.
قالت الجدة ضاحكة ، مهدئة (شيري) التي كانت تهزها بشوق لسماع القصة : حسنا .. حسنا ، إهدئي الأن و سأحكيلك القصة ، ... لكن القصة اليوم ليست كأي قصة أحكيها لك فهي حقيقية و لا بد أن تعلميها و تعرفيها !.
ردت (شيري) بشوق مع حماس و إثارة : ما هي هذه القصة ، و لما يجب أن أعرفها يا جدتي ؟ .. لقد شوقتيني يا أمي و جدتي الطيبة ... أريدك أن تحكيها لي ، أريد أن أشبع فضولي !.
ردت الجدة : هذه القصة عن تاريخ عالمنا عالم (سايان) ، و بالتحديد عن الإمبراطور حاكم الحكام (أورناليوس) و كيف أستطاع تقسيم الكوكب القديم (زالايوس) ، لذا من المفترض أن تعرفي تاريخ عالمك و لو بالقليل منه بما أنك أصبحت في سن يستوعب الكلام !.
أومئت لها (شيريليزا) متحرية الحكاية ..
أكملت الجدة بينما كانت عينيها السوداوتين سارحتين ، قائلة بهدوء و صوت رنان : في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان في عالم (سايان) .. كان هناك كوكب واحد كبير جدا ... يجمع الصالح و الطالح و يجمع الكثير من الأجناس المختلفة كالجن ، البشر ، الغول ، السعالي و الكثير غيرهم ، و قد كان هناك واحد يحكم الحكام وهو الإمبراطور (أورناليوس) .
كان يحب أن يأمر بالعدالة و السلام بين الأشرار و الأخيار ، و جل ما يريد أن يحققه هو الوحدة الإجتماعية بينهم و لكن من جشع أحد رؤساء الغول الأشرار و خبثه أراد أن يشن حربا على الأجناس المسالمة كالبشر الطيبون و الجان الصالح و غيرهم الكثير من الأجناس بواسطة جيشه المرعب المكون من أغلب أجناس الشر التي تخطر على البال ، هذا غير الوحوش العملاقة ، بالإضافة إلى جيوش أعوانه من الملوك الأشرار ؛
لكي يستعبدهم و يذلهم و يشبع شغفه في سفك الدماء ذات الرائحة الشهية و الطعــم الفتان ، و ليصبح في نهاية المطاف ذو أقوى نفوذ من بعد الإمبراطور ( أورناليوس) ممسك الزمام ، مما يعني أنه لن يصبح للخير صوت و ستطغى غمامات و ضلال الشر على خير الأنوار ، بحيث أن ينعدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في خارج حدود (دريار) .. حلقة ممالك الإمبراطور (أورناليوس) الرئيسية الخمس التابعة للجن السامون و الذين ينحدر منهم جن الكواكب و النجوم ، و السايانور خدام الإمبراطور و كوكب (زالايوس) و عناصره ، و نساء السايسمون جواري الإمبراطور المحبات للتحليق في الفضاء بين النجوم.
لكن هذا الغول القبيح لم يعلم أن الإمبراطور يملك من يأتي له بالأخبار من الغيلان الأوفياء و الجواسيس ، وحالما علم الإمبراطور بهذا الخبر و هو في قلعته العظيمة الذي هو على جبل شاهق تتلاطم به الغيوم بديعة المنظر داخل حلقة الممالك الخمس ؛
جلس يفكر حائرا ماذا سيفعل إتجاه هذا الغول الوغد ، الذي لم يتب من أفعاله و أعماله الشنيعة القبيحة و حروبه التي كانت على بلاد البشر العظيمة (جانساري) التي أستمرت لمدة ثمانية سنوات متواصلة إلى أن أوقع بملكها و تملكها و بات يحارب غيرها من البلدان البشرية إلى أن غزى بلاد الجن (أسماريه) الفاضله ، و كان هذا الغول يا (شيري)...غالبا ما ينتصر بحروبه لذا أصبح له سمعة عند قلاع مصاصي الدماء الأشرار في البداية و من ثم أشتهر عند أجناس الشر وكان من بينهم السعالي! ، فأصبح له أصدقاء و معارف من الملوك الأشرار لذا فقد طمع بأن يستولي على كل بلدان المسالمين مثل الأقزام ، البشر و الجن الصالحين !.
لذا أراد الإمبراطور أن يضع حدا أبديا لهذا و أن يحمي أجناس و أفراد كوكب (زالايوس) المسالمين ... من ذلك الغول المسمى (طكرا) ..
فأستمر تفكير الإمبراطور لمدة أسبوع تقريبا إلى أن و جد الفكرة و الخطة التي ستمنع فعل هذا الغول الشنيع الذي سيؤدي إلى حرب عالمية لم يشهد التاريخ لها مثيل مما يعني هلاك الكثير من الأجناس ؛ و الفكرة كانت أن يقسم هذا الكوكب العظيم بواسطة قدرته السوريلية و مساعدة أعظم أربع سوريليين له ؛ لخمس كواكب و وضع مدينة عظيمة عائمة في الفضاء ، تسيطر على هذه الكواكب ... و هي فكرة لطريقة كان يعرفها و قد حُذر من إستخدامها و لكنه أعتقد انه الوقت المناسب لها .
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع
|