كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الخامس عشر
لقد نسي حذره في خضم رغبته اليت اثارتها فيه ايف قد نسي المسدس لم يجد الوقت لكي يخرجه من سترته بلكمه في ذقنه استطاع ادجار الذي كان بطل فريق الملاكمه في اكسفورد حيث كان يدرس ان يطرح المجرم ارضا وعلى اثره هذه الكمه هزم المجرم الهارب حتى هذه اللحظه من الشرطه الفرنسيه على يد هاو نصف قائمه على اوراق الاشجار الجافه حيث طرحها المجرم وشعرها اشعث وملابسها ممزقه نظرت السيده الشابه في دهشه الى زوجها كيف تراه الان هنا امامها كيف استطاع ان يصل اليها؟
اسرع ادجار نحو ايف وفهمت من نظراته المضطربه ماذا كان يعتقد
قالت
-لا لا ياادجار لم يلمسني بفضلك يا حبيبي
ارادت ان تبتسم الى زوجها لقد كانت الصدمه عنيفه جدا عليها حتى انها سقطت مغشيا عليها مره اخرى
عندما استعادت ايف وعيها كانت لا تزال في الغابه لكت كانت قد انتقلت من مكانها وممدده على غطاء رات اولا وجه رجل مجهول في الاربعين من عمره ينظر اليها بابتسامه طيبه
-ستتحسنين يا سيدتي هذا الاغماء امر طبيعي بعد كل ما واجهك من صعاب
نظر اليها في جديه وفي عينيه لمحه اعجاب
بينما كان يتحدث سمعت ايف صفيرا ياتي من اليمين واليسار ثم سمعت نباح الكلاب اقترب رجل اخر في زي الشرطه باحترام من الرجل الاول
-كل شئ على مايرام يا سيدي لقد ركب المجرم السياره
ادركت ان المجرم قد تم القبض عليه وكل هؤلاء الرجل الذين تراهم رجال الشرطه ... ولكنها حتى الان لا تفهم ماذا حدث
وكان المفتش قد قرا افكارها وقال
-اذا قبضنا على هذا المجرم فذلك بفضل بطوله زوجك يا سيدتي
ابتسم ادجار
-خاصه بفضل حسن تصرفك ياسيدي المفتش
التفت نحو زوجته
-لقد كنت مراقبه من البوليس يا عزيزتي دون توقف بعكس ما كان يعتقد كان رجال الشرطه يعرفون المكان الذي سيختبئ فيه
اشار الى الشرطي الذي كان يتحدث توا
-المفتش مريوليه فكر في ان الموعد الذي كان سيعطيه لنا سيكون قريبا من مخبئه لذلك احاط كل المنطقه التي يجب ان يمر بها حتى يصل الى هذا المخبا وتم هذا الامر بطريقه لا تدع المجرم يشك في شئ
استعادت ايف منظر الستار وهي تنحسر في بطء والرجل الذي يقود الدراجه البخاريه والرجل وكلبه الامر كذلك اذن.
قال المفتش
-حتى عامل البنزينيه بفضله استطعنا ان نعرف اتجاه المجرم بالضبط لقد تعرف بالرجل واسرع الى التليفون ليخبرنا بمجرد ان انطلقت السياره
لقد كان هذا المجرم واثقا بنفسه بشكل مبالغ فيه هذه المره انهم يسقطون على هذا النحو دائما بسبب غرورهم
استطرد ادجار
-لم تكن الشرطه تستطيع ان تفعل شيئا طالما كنت معه يا ايف كان رجال الشرطه يعرفون انهم اذا حاولوا اي شيئا مهما كان فان هذا الرجل كان سيطلق عليك النار مباشره
نظرت اليه وهي لاتزال لاتفهم جيدا
-لكن انت يا ادجار كيف جئت الى هنا؟ وكيف وصلت اولا؟
-عزيزتي لقد كنت الطعم لاتنسي ان هذا الشخص كنت امثل له عشره ملايين فرنك
منتديات ليلاس
بابتسامه صغيره اضاف
-انها في السياره وكنت ساعطيها له طواعيه من اجلك لكن اضطراب صوته توقف ورات السيده الشابه في انعكاس الخوف الذي كان يشعر به
شرح المفتش
-لكننا نعرف الرجل جيدا بمجرد ان يحصل على المال لم يكن ليتركك
قالت ايف مفكره
-كان سيقتلني لقد قال لي ذلك.مالم مالم...
استطرد المفتش
-هل ترين يا سيدتي ان ما كنت تخشينه هو السبب في انقاذك ؟لقد اراد ان يغتصبك ولهذا السبب انعطف الى داخل الغابه ولقد تبعناه على بعد كليومترين تقريبا وعندما لاحظنا اننا قد فقدنا السياره نزل مدربوا الكلاب من السيارات واطلقوها في اثركما وبسرعه تم العثور عليكما لكن ماذا نفعل؟كيف كنا ننتصرف دون المخاطره بحياتك
التفت نحو ادجار
-لقد اراد زوجك باي ثمن ان ياتي معنا لقد كان يخشى ان تصابي بسوء
نظرت اليه بذعر
-ماذا عن مكالمه المجرم لك بالتليفون؟
-كان هناك مفتش في سان كلو سيتحدث كانه ادجار وبعد المكالمه التليفونيه كان سيخبرني على الفور باللاسلكي بمكان الموعد كل شئ قد اتضح الان
استمر المفتش في ورايته وكان هناك في صوته اعجاب حقيقي
-عندما نزلنا من السياره كان السيد دوبوليو في المقدمه مع مدربي الكلاب كان جميعنا مختبئا في الغابه لانجرؤ علىفعل شئ دائما بسببك
ابتسم
-لكن الحب لا يعرف العقل عندما سمعك تصرخين وثب زوجك الى نجدتك دون ان يفكر الا في شئ واحد
الخطر الذي تتعرض له حياتك وانقاذك وكان هو المحق
تابع الشرطي حديثه ولكن لم تعد ايف تسمعه لقد شعرت بانها تدخل في ضباب كثيف حيث تبحث عن شئ ما
ماضيها
فجاه كان ستارا ثقيلا قد تمزقm
-ادجار لقد كانت اختي! انها اختي.
ضاحكه باكيه القت ايف نفسها بين ذراعي زوجها
رددت
-اختي اختي!
تركهما المفتش وعاد الى سيارته وانطلقت سيارات الشرطه لم يعد المختطف سوى سجين لم تعد ايف تسمع او ترى شيئا لا شئ سوى ماضيها لقد اكتشفته مره واحده
عادا الى سان كلو حيث اندفعت ايف الى حضن ناني الدافئ تبكي لكل اللحظات العصيبه التي مرت بها
امر ادجار زوجته وهو ينظر الى التايير الممزق
-اذهبي واخلعي هذه الملابس ثم الحقي بي في الصالون يا عزيزتي حتى تقصي لي كل شئ
حتى هذه اللحظه في السياره التي كانت توصلهما كانت ايف في حاله عصبيه لم تستطع سوى ان تردد
-انها اختي يا ادجار ان من شاهدت في لندن هي اختي اوه
لقد تذكرت كل شئ
الان هي جالسه بجواره على الاريكه الكبيره امام المدفاه مستنده براسها الى كتف زوجها بعد ان استعادت بعض هدوئها
قالت
-ابواي فرنسيان ولكن كان لابي عمل مزدهر في بوليفيا كما اعتقدت انني الفت ذلك القول للسفير كنا ناتي كل ثلاث سنوات لنقضي بضعه اشهر في فرنسا
خلال هذه الاقامه نزلنا في شارع سبونتيني كنت ابلغ سبع عشره سنه بالضبط كنا نبلغ سبع عشرع سنه اختي التوام وانا كنا متشابهتين تماما حتى امي كانت تضع لكلينا ونحن طفلتان شرائط بالوان مختلفه حتى تفرق بيننا
ابتسمت لهذه الذكرى ثم عادت الى حديثها
لكننا لم نكن متشابهتين الا في الشكل الخارجي فقط كيف اقول لك ادجار
خفضت صوتها قليلا
-اعتقد للاسف ان اختي كانت النسخه السيئه مني في سن السابعه عشر بينما كنت انا مجرد فتاه صغيره كانت قد عاشت الكثير اتفهمني يا ادجار؟
اشار بنعم
-خلال اقامتنا في باريس قابلت رجلا لدى بعض الاصدقاء ووقع في حبها بجنون كان انجليزيا يعمل مهندسا معماريا طلب يدها على الرغم من صغر سن اختي كان يجب ان يتزوجها قبل ان تعود اسرتي ل بوليفيا ولقد اعتقد اسرتي ان الزواج هو الافضل بالنسبه ل ايليت تمنيا ان يغيرها الحب الذي كانت تشعر به تجاه زوجها المرتقب
وعندئذ قرر والدي ان يتركاني في اوربا لاكمل دراستي بدلا من عودتي معهما الى بوليفيا حتى عودتنهما القادمه
بما ان اختي كانت ستعيش في انجلترا مع زوجها فلقد اودعوني في مدرسه داخليه في لندن كنت اقضي ايام الاجازه عند اختي وزوجها لقد كان رجلا رائعا كريما ولطيفا وطيبا ولكن للاسف ضعيفا جدا وكانت اختي تستغل هذاا لضعف الى اقصى درجه
وبسرعه سئمت حياه المراه المتزوجه الرصينه ودن ان يجرؤ زوجها على ان يقول لها شيئا عادت الى حياتها التي كانت تعيشها قبل الزواج ملاه ليليه ومراقص ومطاعم وخاصه علاقات طائشه
واصبح الشجار هو المشهد المعتاد بينهما وبين زوجها الذي احضره وعندما اكون هناك لقد كنت حزينه جدا من اجل زوجها الذي احببته كاخ كبير لكن كان يكفي ان تلقي ايليت بنفسها في حضنه حتى يصفح عنها
اغروقت عيناها بالدموع وتعلقت اكثر بحضن زوجها
منذ ثمانيه عشر شهرا قتل والداي في حادث سياره هذا ما يفسر عدم ظهورهما مطلقا الوحيده اليت كان يجب ان تهتم بي هي اختي ولكن لو فعلت وبحثت عني لكنا هذا امرا مثيرا
للتعجب انها لم تهتم الا بنفسها وبعد الذي حدث لم ترد بالتاكيد ان تراني
-لقد كان هناك مشهدا اكثر عنفا من كل ما مضى اعترفت ايليت لزوجها بان لها عشيقا وانها سترحل لتقضي معه عطله نهايه الاسبوع في باريس اعتقد انه الرجل الذي رايته معها في لندن
-زوج اختي المسكين كان في حاله لايمكن ان تتخيلها عندما عدت من محاضره اللغه الانكليزيه وجدته وحيدا شاردا في الشقه اليت تركته زوجته فيها توسل الى ان اصاحبه الى باريس اراد ان يسجد عند قدمي اختي يرجوها ان تعود الى حياتها لقد كان مستعدا مره اخرى ان يسامحها
منتديات ليلاس
لقد قلت لك انني كنت احب هذا الرجل الضعيف ولكنه طيب للغايه منذ موت والدي كان يهتم بي بحب صادق كما لو كنت حقا اخته الصغرى
حاولت بسبب معرفتي باختي ان اجعله يتعقل ولكنه لم يرد ان يعرف لقد كان مجنونا بحب هذه المراه عديمه القلب خشيه ان يرتكب اي حماقات اصطحبته الى باريس كما طلب مني بما اني لم استطع ان امنعه من الذهاب الى هناك
لقد كان الامر مخيفا يا ادجار لقد سخرت منه اختي ولم ترد ان تسمع منه او تعود معه الى انجلترا قالت له الكلمات مهينه حيث قارنت بينه وبين عشيقها الجديد لقد كان الامر مفزعا
كنت قد خرجت من الحجره اليت دارت فيها هذه المشاجره وجريت خلف ايليت محاوله مره اخرى ان اجعلها تتراجع عما صرحت به رجوتها ولكنها ضحكت عندما سمعت طلقا ناريا عدت مذعوره الى الحجره حيث وجدت زوج اختي لقد قتل نفسه بالمسدس
صمتت والدموع تسيل على وجهها الشاحب
-لقد كان امرا مفزعا يا ادجار لقد اطلق رصاصه على راسه هل تتخيل ذلك
دون ان ينبس بكلمه رت ادجار جبهه ايف وبقيا لحظه على هذا النحو
-ماحدث بعد ذلك لم اعرفه بدون شك لقد ذهبت كالمجنونه اهيم على وجههي في الشارع ولقد فقدت الذاكره لانسى ما شاهدت ذكريات تعود الى اللحظه التي ذهبت فيها الى المستشفى تحت اشراف البروفيسور سولييه
استعاد ادجارما شرحه له البروفيسور منذ بضع اسابيع :انني لم اخطئ الامر متعلق اذن بعقده من العلاقه الجنسيه انها تريد ان تنسى اي شئ يؤذيها فقط الصدمه ستستطيع ان تسمح لها بان تمزق الستاره السوداء اليت القت بها على ما ضيها
بالنسبه الى ايف فقد كانت العلاقه الجنسيه مرتبطه بانتحار زوج اختها :ذلك لان زوجته قد اخبرته بانها تخونه فقتل نفسه!
لقد ابعدت ايف كل ما هو متعلق بالحب لتنسى الصوره القاسيه لموت زوج اختها
ولكن الخوف الذي مرت به سبب لها الصدمه اللازمه لكي تستعيد ذاكرتها
اخذ بين يديه يدي ايف الرقيقتين الناعمتين ووضعهما على شفتيه
-كيف اطلب منك العفو يا عزيزي ؟ انني المسؤوله عن كل شئ حتى تلك الاوقات المفزعه التي عشتها لو لم اتصرف بالامس كالحمقاء ما واجهت هذا الموقف ولم يكن لهذا الكابوس اي وجود
رفعت وجهها الجميل مبتسمه الى زوجها واستطردت
-ولكنني لو لم افعل ما استعدت ذاكرتي ولهذا السبب لهذه المعجزه فانني غير نادمه على شئ
مسحت ايف بيدها على وجه ادجار
-ادجار انت لم تستطع ان تتصور ان تلك المراه التي اعتقدت انها انا كانت اختي التؤام! وانت لم تتصور ايضا الماساه التي تكمن وراء شعوري بالخوف الشديد عندما يقترب مني اي رجل حتى انت
بصوت منخفض قالت
-حتى انت الذي احب هل ترى ياعزيزي عندما كنت بين يدي هذا المجرم البشع كان كل ما اخشاه ان اموت دون ان اقول لك انني احبك
احتضنها ادجار في حنان وهمس
-هل هذا صحيح يا ايف؟ هل هذا اكيد يا حبيبتي ؟
اجابته مبتسمه
-لا اني لست نادمه على شئ حتى ماحدث اليوم بما ان ذلك سيسمح لي اخيرا بان اكون لك
تمت بعون الله
|