كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبعد بضعة ايام عندما كانت إيف تتنزه حزينة في حديقة المستشفى رأت امامها البروفيسور سولييه .
قال وهو يدفعها برفق نحو السيارة :
-هيا ساخطفك يا صغيرتي !ساصطحبك للغداء في المطعم معي وحفيدي .سيحرك هذا افكارك , ومن يعرف ربما يوقظ شيئا ما في نفسك
كانت ايف تعرف انها طوال حياتها ستتذكر اللحظة التي رات فيها ادجار
لاول مرة ....بينما انها كانت تتصور انها ستتغدى مع شاب حالتها قد جذبت اهتمامه , وجدت نفسها امام رجل في الثلاثين من عمره له قوام رياضي انيق للغاية كان ادجار مثالا لبرجوازي كبير ورجل اعمال ناجح ,وكانت ملامحه حادة وجميلة مفعمة بالحيوية والروحانية والعمق الانساني لاول مرة منذ شهرين تبتسم الفتاة الشابة بل تضحك لانها ولاول مرة ايضا وجدت رجلا يهتم بالانثى التي بداخلها وليس بالمريضة .ولقد سعد البروفيسور كثيرا لهذا التحول الذي طرا على من يطلق عليها طفلتي الصغيرة
في نهاية الغداء صمت ادجار فجاة نظر مفكرا الى الوجه الجميل الذي يبتسم له .همس كانه يحدث نفسه :
-ايف كم يناسبك هذا الاسم ......اسم بريء وجميل فهو اسم اول امراة على الارض ردد: ايف ...... ونظر الى عيني الفتاة التي ضربت اهدابها موافقة على ما قال وبدورها وبطريقة طفولية بدات تكتشف اسمها هامسة به وعلى شفتيها ابتسامة اضاءت وجهها كأن شعاع الشمس قد لمسه انها لم تعد امراة مجهولة , او رقما في المستشفى , لقد اصبح هذا الاسم اسما لها لان رجلا نطقه ...........في المساء عندما خلدت للنوم همست من جديدايف كانت تعرف انها ستتذكر دائما الرجل الذي اعادها لاول مرة لانها لاتستطيع ان تتذكر اذا كان هناك اخرون لهااسمها الذي نسيته كان ذلك ميلادا جديدا !وبشيء من الحزن فكرت في انها لن ترى ادجار مرة اخرى بدون شك .لكن على عكس ما كانت تخشاه فبعد ثمان واربعين ساعة كانا قد تقابلا . بعد اذن البروفيسور سولييه الذي فكر في ان اتسرية عن نفس ايف هي جزء من علاجها جاء ادجار ليصطحبها للغداء وما لم يتوقعه الطبيب هو ما حدث في ذلك اليوم . قال ادجار مقترحا مارايك في الغداء في مطعم ارمنونفيل؟
نظر الى ايف هذا الاسم الذي يعرفه كل الباريسيون سيمثل لها شيئا ؟
في الواقع تظاهرت ايف بالتفاعل , وهمست كانها تحدث نفسها :
-مطعم ارمنونفيل؟ اليس في الغابة ؟
قال ادجار مبتسما :
-لم تبتعدي عن الصواب يا ايف هذا المطعم يوجد وسط غابة بولوني ترددت ثواني ثم اضاء وجهها بفرحة طفولية .......-غابة بولوني ....هذا ايضا لا اجهله .
امسك ادجار يدها:-اترين انك شيئا فشيئا ستستعيدين تذكر الاشياء ؟ولانها صدقت في هذا اليوم ان الذاكرة ستعود اليها حقا كان هذا الغداء لحضة سعادة بالنسبة لايف , هذا المناخ الانيق الذي احاطها قد جعله تشعر بالارتياح مع لطف ادجار وكياسته ,كل ذلك قد اعطى الفتاة شعورا بالحرية وبالحياة الطبيعية .كان الخريف , والاشجار لونها ذهبي واحمر النحاسي .في بطء سار الشابان بعد الغداء في الممرات حيث كانت تطأ اقدامهما الاوراق الميتة الساقطة على الارض .فجاة توقف ادجار عن السير ثم التفت الى الفتاة الشابة وبدا على وجه تعبير غريب ...
قال:
هل تعرفين يا ايف انني اشعر بشعور غريب ؟شيء كنت انكره منذ اربعة ايام , لم يكن من الممكن ان يحدث لي . هز ادجار راسه ومال عاى الفتاة وبحثت في عيناه عن عينيها . وقال:
-الحب من اول نظرة ...هل هذا موجود ؟....منذ اول وهلةرايتك فيها احببتك يا ايف .
نظرت اليه في دهشة , وهي لا تفهم شيئا .ابتسم وامسك يدها الرقيقةوقال:
هل تريدين ان نتزوج ؟ عندئذحدث شيئا لايف لم تستطيع ان تفهمه حتى اليوم هذا الاعتراف كان يمكن ان تتاثر به يحركها او يهز مشاعرمختلفة في نفسها ... الا انها نظرت اليه نظرة عصفور وقع في الفخ .والشعور الوحيد الذي فجره في نفسها هو الخوف؟؟!
|