كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الخامس
طرقت ناني باب حجره ايف برفق وهمت كعادتها بفتح الباب كانت تبعث من الصينيه التي تحملها رائحه الخبز الشهيه والقهوه الساخنه
ولدهشه المربيه كان باب ايف موصدا بالمفتاح
وهمست
-يالهي ..ماذا حدث؟
ثم ابتسمت ...ربما تحول الشجار بين الزوجين الى هدنه وقضى ادجار الليل مع زوجته؟ وفي هذه الحاله اضطرت الى ان توصد الباب بالمفتاح حتى لا تزعجهما
لقد قضت ناني المسكينه ليله سيئه جدا محاوله ان تفهم ما الذي يحدث
ماذا اصاب ادجار؟ كيف قابل زوجته في لندن بينما كانت هنا في المنزل؟ربما ذهبت ايف لتلحق به ولكن هذه الحاله كانت ستخبرني ؟باتت ناني تفكر في هذا الامر وهي تتقلب في فراشها طوال الليل
ان السيده المسكينه لم تعرف ماهو اخطر من ذلك...لحسن الحظ انها تجهل الاتهام الذي يوجهه ادجار لزوجته
البارحه بعد المشهد المؤثر الذي دار بين الزوجين انتظرت ناني دون جدوى ان ينزلا لتناول الغداء
بعد اللهجه القاسيه التي خاطبها بها ادجار لم تجرؤ على ان تخبرهما بان الغداء جاهز اذ كانت قد اعدت المائده ..ثم رفعت الاطباق دون ان يمسها احد
نحو الساعه الخامسه صفق الباب سمعت ناني صوت قدمي ادجار على درجات السلم فدق قلبها ثم بعد بضع دقائق سمعت صوت سيارته وهي تنطلق ثم لم يعد الا متاخرا في الليل ولم تظهر ايف خلال المساء
هذا الصباح في الساعه التاسعه جهزت ايف صينه الافطار وهي في غايه الحزن ولكنها تصرفت كان شيئا لم يكن ...اما ادجار فهو يتناول افطاره مباكرا ويذهب عاده الى المصنع في الساعه الثامنه والنصف لكن هذا اليوم ولدهشتها لم يكن قد نزل بعد
محتاره سالت المربيه نفسها ماذا تفعل عندما سمعت صوتا خافتا خلف الباب صوت تعرفينه بالكاد لشده وهنه والخوف الذي بدا عليه
-هذه انت يا اناني ؟
-بالتاكيد يا ايف لقد احضرت لك الافطار
-هل انت بمفردك؟
-ماذا هنالك؟ هناك شئ مؤكد يكفي ان تسمع صوت ايف الباكي لتخمن ان الزوجين لم يتصالحا
شعرت السيده المسكينه بان ساقيها قد وهنتا تحتها الامل الذي كبر في نفسها قد تبدد الان اذ لو كانت ايف بين ذراعي زوجها ماكان لها هذا الصوت الحزين
خلف الباب سمعت صوت انفاسها بصوت يكاد يسمع سالت من جديد
-هل ادجار ليس معك؟
-نعم
-اقسمي لي
منتديات ليلاس
-بالتاكيد يا طفلتي
-اذن سافتح لك
كانت ناني متاثره جدا وقلقه حتى ان الصينيه قد ارتعشت بين يديها سمعت اولا صوت قطعه اثاث تتحرك ثم صوت المفتاح يدور في الباب قالت
-ادخلي بسرعه
بنظره واحده لاحظت ناني الفوضى التي لحقت بالغرفه قد وضع خلف الباب المؤدي الى السلم
ممن اوصدت ايف مداخل حجرتها؟ان هذه الاحتياطات لم تتخذها ضد زوجها بالتاكيد
محتاره التفتت المربيه نحو ايف وفي هذه المره كادت تترك الصينيه لتسقط من بين يديها
هل هذه الفتاه التي امامها هي ايف؟ شعرها الاشعث ورداؤها الممزق ووجنتياها المتودرتان والدموع التي تسيل بدون توقف من عينيها التي لا تستطيع ان تفتحهما لتورهما كانت تشبه امراه ثمله او مجنونه
بسرعه وضعت ناني الصينيه على الطاوله واقتربت من ايف
-طفلتي الصغيره ...ماذا هنالك..مالذي حدث لك؟
مدت اليها ذراعيها كانها طفله تريدها ان تحتضنها لتحتمي بها او لتواسيها وكالطفل الحزين لاذت ايف بحضن ناني الطيبه
قالت ناني مستخدمه كلمات المربيه الحنون
-يجب ان تاكلي يا صغيرتي
قدمت لها الخبز الساخن مع الزبد
-يجب ان تكوني عاقله انت لم تتناولي شيئا بالامس وطوال اليوم اجابت ايف من بين دموعها
-لست جائعه
-ترجتها ناني كانها تتحدث الى طفله
-لتسعديني يا صغيرتي
ابتسمت ايف بين دموعها
-ساحاول
قضمت قطعه من الخبز وابقتها في فمها دون ان تستطيع ان تبتلعها
ومن جديد انفجرت في البكاء
-اني تعسه للغايه...
في هذه الغرفه التي كان كل شئ بها فاخرا ومتوافقا وجميلا كان حزن هذه الفتاه الشابه يحيط بها حتى كاد يكون غير محتمل بالاضافه الى الفوضى التي عمت المكان فاضفت عليه جوا من الكابه التي لا تطاق
قالت ناني
-اشربي على الاقل جرعه قهوه
فجاه وضعت الفتاه يدها على شفتيها لقد فتح الباب ارتعشت من الخوف
قالت بصوت خافت سمعته المربيه بالكاد
-ادجار
انتظرت لحظات ثم همست
-انزلي يا ناني لو لم يجدك باسفل فسيثور
اردفت
-انك مربيته هو وليس انا
وبصوت مثير للشفقه صاحت
-اما انا فماذا اكون؟ انني طفله عثر عليها مجهوله الهويه ومن الممكن اتهامها باس شئ
اغلقت المربيه الباب خلفها وانهارت ايف في احد المقاعد شارده نظرت حولها في الغرفه هذه الغرفه التي كانت غرفه سعادتها تحولت الى غرفه تعاستها على الرغم من انه لم يتغير شئ في الغرفه سوى مكان الخزانه والكومود فالنوافذ هي نفسها والمفارش هي نفسها ذات الورد الكثير الموجود فوق المقاعد السجاده المنقوشه بالورد ايضا في احد الاركان ورد الاوركيديا بالوانه الجميله النادره والاشكال الغريبه :اخر باقه كان ادجار قد اهداها لها قبل عودته غير المتوقعه ومن جديد... شعرت ايف بالذعر
ان ما قاله في راسها كالطبول دقات ملحه لا تتوقف الى درجه انها كادت تعتقد بان ما قاله صحيح
انها فاقده الذاكره...انها لا تتذكر ما ضيها ..ومن الممكن ايضا الا تتذكر الثمانيه والاربعين ساعه الماضيه
لكن...هذا مستحيل.. انها تستطيع ان تتذكر بقوه الساعات الماضيه ثانيه ثانيه
فجاه سالت ايف نفسها
هل قد ساق هذه القصه ليتخلص منها؟قال لنفسها :انه قبل كل شئ رجل اعمال ...وهو يجيد الحيل ماذا جناه من ورائي بعد سته اشهر من زواجنا؟لا شئ
دلقد كان يعتقد بانني بعد بضعه ايام ساستسلم له واكون زوجه كامله له يكفي ان يكون قد قابل امراه اخرى حتى يقع في حبها وعلى ايه حال لم تواتني الفرصه لاتعرف اليه جيدا انه يتمتع بجمال رجولي لا تتسطيع اي امراه الا ان تقع في حبه لو عاش في عصر الفرسان لكان فارسا جميلا يفتن النساء ويخطفهن على حصانه
دق الباب الغرفه فزعت ايف هل هو الطارق؟
لا انه صوت ناني
-الساعه الثانيه عشر ظهرا يجب ان تاكلي لقد طهوت روزبيف مع البازيلاء والخرشوف كما تحبين
ولكن الحاله التي كانت ايف عليها جعلتها تشك في اي شئ مالذي يؤكد لها ان ناني وهي مربيه ادجار التي تحبه كثيرا بمفردها خلف هذا الباب وان ادجار لا يتبعها؟
اجابت بصوت مهتز
-دعي الطعام امام الباب ساخذه اجلا
وفي نفس الوقت لاحظت انها بدت تفقد حسن التفكير لا يمكن ان تتصف ناني بالخيانه
فكرت لقد جننت
الان لم تكن طرقات الباب هي نفسها الطرقات الضعيفه للمربيه العجوز
امرها الصوت الحازم للبروفيسور سولييه
-افتحي يا ايف
رغما عنها فتحت الباب مذعنه كما كانت تذعن له في المستشفى ازاحت بصعوبه الكومود وبدات تلف المفتاح في الباب ثم توقفت وهمست
-هل انت بمفردك؟
اجاب الصوت الحازم
-بالتاكيد من تظنينه معي؟
عندئذ استمرت في فتح الباب دخل البروفيسور والغليون منطفئ في يده ويبدو عليه الغضب
-ماهذه الاعمال التي تشبه اعمال الاطفال؟ قال لي ادجار انك ترفضين الطعام منذ اربعه وعشرين ساعه ...وانك تحبسين نفسك في غرفتك وانك على الرغم من توسل ناني لك ترفضين ان تنزلي وتاكلي ثم حك با صبعه ذقنه
-اود ان تشرحي لي ياطفلتي...
توقف امام الخزانه التي تخفي باب الحمام واشار بغليونه اليها وقال
-مم تخافين؟ من ان تقتلي او تغتضبي؟
هذه اللهجه الحازمه والحاسمه كانت كافييه حتى تعيد الى ايف هدوءها في الحقيقه ان وجود البروفيسور قد اعادها الى الواقع وطرد كا الافكار السوداء التي كانت تحوم براسها
قالت ببساطه
-ان اغتصب
سال البروفيسور
-من زوجك على ما اعتقد؟
اججابت ايف في هدوء
-تماما
صاح البروفيسور وهو يعض غيلونه
-لقد اخطأ,,,لقد قلت له... وهو نادم...هل هذا يكفيك؟
كلما تحدث بهذه اللغه المختصره الحازمه والصارمه والواثقه عادت ايف الى نفسها
واجهت البروفيسور واجابت
-لا هذا ليس كافيا اريد ان اعرف اولا لماذا روى لي هذه القصه
تماما كما يفعل في مكتبه كان البروفيسور يملا غليونه دون ان يقطع هذا العمل الدقيق قال
- انها قصه ليس لها معنى ولكنه يصدقها... اذن يا ايف لكنك عقلاء
ثم اضاف وهو ينظر الى عينيها
-وانت عاقله اما ان احد كما يكذب او يعتقد انه يقول الحقيقه وان احدكما مجنون
كانت ايف جالسه في مواجهه البروفيسور ملابسها في فوضى وشعرها اشعث يسقط على كتفيها ووجهها قد ظللته الدموع رفعت كتفيها
-انا بالتاكيد الست مريضه بفقدان الذاكره؟!
رفع البروفيسور كتفيه بدوره
-فقدان الذاكره ليس له علاقه بالجنون يا طفلتي انت لست مجنونه وكذلك ادجار
استطردت
-اذن؟
-اذن...
اخذ وقته ليشغل غليونه في هدوء وهو يامل الا تلاحظ ايف ان هذاا لعمل يخفي به شعوره بالارتباك
قال
-..يوجد في هذاا لعمل لغز ما وانا الوحيد بدون شك الذي يستطيع ان يحله
توقف
-في النهايه لنحاول حله
منتديات ليلاس
فجاه وفي رفق التفت نحو الفتاه ليكون في مواجهتها ووضع يده على يدها
-انت تثقين بي اليس كذلك؟
نظرت اليه وابتسمت له ابتسامه صافيه
-نعم يا سيدي البروفيسور
استنشق نفسا طويلا من الغليون وابتسم
-اذن سنشترك نحن الاثنان في الامر... سنحاول ان نعثر على الحقيقه
قال البروفيسور سوليه
-لنر هل تتذكرين عطله نهايه الاسبوع جيدا يا صغيرتي ؟
-تماما
-اذن اعيديها على تماما كما مرت عليك
فكرت ايف الحمل الثقييل الذي كانت تشعر به فوق صدرها والغصه التي كانت تشعر بها في حلقها وتمنعها من الطعام كل ذلك قد تبدد الان في وضوح حاولت ان تساعد الطبيب على ان يستشف شيئا في هذه القصه الغريبه
قالت بصوت حازم
-غادرت ناني مساء الجمعه بعد ان قدمت لي العشاء شاهدت التليفزيون ربع ساعه ولكن البرامج لم تعجبني فصعدت لارقد ومعي كتاب
ابتسمت
-قصه بوليسيه هذا اسرع ما يجعاني انام!وفي الواقع لم يتاخر النعاس..بعد عشر دقائق نمت
-حسنا وعندما استيقظت ..صباح اليوم التالي؟
-لم يكن على سوى الذهاب الى المطبخ لاحضر الصينيه التي اعدتها ناني..ذهبت لاكل طعام الافطار في الحديقه كان الجو رائعا كان جوا ربيعيا قطفت بعض الورد...
قاطعها البروفيسور ولكن بدون حده كما في الاحاديث العاديه
-اين هي؟لا ادري سوى الاوركيديا
ارتعشت السيده الشابه
-لست ادري ..ربما في الصالون ..وربما اتخيل انني قطفتها لاني اردت ذلك بشده
كادت تفقد ثقتها بنفسها تحت نظرات الطبيب ابتعد البروفيسور عن الموضوع وسال
-وبعد ذلك ماذا فعلت؟
كانت نظره ايف الى البروفيسور حائره لقد فقدت ثقتها بنفسها
-لا اذكر جيدا
ارجعت شعرها الى الخلف في حركه واهنه
-لقد حدث العديد من الاشياء
لم يتركها البروفيسور سولييه بعينيه
-حاولي ان تتذكري هل تناولت الغداء؟
اجابت بسرعه
-بالتاكيد نعم
-ماذا اكلت؟
-لا اعرف..لا اعرف بالضبط بحثت في الثلاجه كان هناك دجاجه بارده وروزبيف
ثم استطردت
-لا لم اعد اذكر تماما
سالت في قلق
-هل هذا امر خطير؟
-لا,لا وبعد ذلك هل خرجت؟
مررت السيده الشابه يدها امام عينيها كانها تريد ان تزيح من امامها ستارا وقالت
-لا...اعتقد انني صعدت الى غرفتي وتمددت على السرير ونمت
-واستيقظت في العشاء؟
-لا لااعتقد ذلك لا اذكر
-ويوم الاحد ماذا فعلت؟
-الامر ليس واضحا بالنسبه لي مثل يوم السبت كنت بمفردي فشعرت بالملل في المساء تناولت منوما ولذلك ايقظتني ناني في صباح الاثنين عندما عادت نفض البروفيسور ذقنه من الرماد غير المرئي
نهايه الفصل الخامس
|