كاتب الموضوع :
إثمدُ فرَح
المنتدى :
الارشيف
الاستيطان الثالث ] ..~
بصبيحٍة لفظتْ آخر أنفاس الصبر ضقتُ ذَرعاً منها فانتصبتُ بِهامتي ولطمتُ وجهها أجلْ كانت هِي من أجبرتني على أن أهديها صفعةً لا تُنسيها ملامحي ما أبقاها الدَهر ، من علّمها أن تنتزع ضحكاتهم الساخرة و تسقطني أرضاً أمام أفواجٍ من الطلاب والطالبات ؟
هل كنتِ معي حينما كدتُ أن أحرم مِن دراستي بسبب انتقامي منها كرةً تلو أخرى ؟!
هي تمتلك أماً وأنا لا !
هي تمتلكُ قدّاً معشوشباً بالثقة وأنا لا !
هي متفوقة وأنا على عتبات السقوط !
هي ذات صحبٍ وأنا منبوذة فمن يودُ أن يكون في موضع صداقة مع نكرة ؟!
/ لَم يُخبرني أحد بمجيئهم سِوى قبل أسبوع وحتى أستطيع تخليص أموري وأمور دراستي والحصول على رحلة مناسبة استغرق ذلك مني أسبوعاً آخر ، كم كبرتم ..
وعاودتْ احتضاننا والنحيب !
كاذبة وتجيدين التملق و التنميق ،
كان أبي يُخبرني بأنكِ شيعتِ استقرار عائلتكِ لأنكِ أنانية ونرجسية أكثر مما ينبغي وكان مُحقّاً كما أرى وكثيراً ما شاخت الأسئلةُ عند مفترق لساني لكنني لَم أكن لأتجرأ يوماً لِـ أفلتها و أسأله فرهبة حضوره تجعلها تندثرُ فحسب .
ومعكِ الآن علّي أن أخلُق لغةً تُشبهكِ حتى أستطيع أن أجدَ جواباً يُشفي اعتلال الاستفهام لدّي !
استدرجكِ فقط .
أدسُ أصابعي في جيوبكِ القديمة جداً و انثر ما فيها .
أُباغتكِ وترتبكين ولا تستطيعين الهَرب بعدها.
سأتقمصُ كُلَّ شيء وأيَّ شيء من أجلِ أن أعلم .
أو ليست الغاية هي فقط مَن تُبرر الوسيلة .؟
بَعد أن خرج كُل من كان موجوداً ليشهد مراسيم استقبالنا التراجيدية أردفتُ .
: ماما ، أين سننام الليلة .
بَدا لِي بِأن ابتسامتها قد غارت في جوف الصدمة ولكنها استعادتها بارتياب ، قطعاً لم تكُن لتتوقع ذلك فمقلتّي المُجوفتين بِالتبرم الجلّي طوال مكوثي بِجانبها قد أوحى لَها بِلسان صمتي بِأني لن أطيل المكوث وقد لا أعود .
: في أي غرفة تختارينها أنتِ وأخيك .
إثمدُ فرَح ..
* قد أطلتُ الوقوف أمام مرآتي أروي جفنيّ بالإثمد و أبحث عطرٍ يليقُ بِلقائكم فلا تبخلوا عليَّ بالمجيء ..
|