كاتب الموضوع :
إثمدُ فرَح
المنتدى :
الارشيف
الاستيطان الأول ] ..~
لَم يكُن لِيصحب /ني معهُ للمسجد في نهار العيد ولم يكن لِيسمح لي بالتفتيش في جيوبه ولم يكن ليجعلني أدسُ سيجارة يتيمة تحت رجليَّ إلا لأنهُ كان يمارسُ هِواية تشويه وجه أحدهم في الشارع بعدما استفردتُ في استدراجه بِـ سذاجتي الا بريئة ليكون لُُقمةً صائغة لِـ مجيد الذي لَم يعتق يداه مِن اللكمات إلا بعدما انتقم لِنفسه مِنه ،
أو تعلمون بأنني في الخامس من تشرين الأول انتُزعتُ مِن ظلِّ ظُلماتٍ ثلاث وآوتني أسرة مكونة مِن أخي مجيد الذي يكبرني بِسنتين وأبي وأمي التي لَم أتبينها سِوى قبل يومين ،
نعم ما يجول في خواطركم بِأننا أسرةٌ تنعمُ بِالتشردِ لهو عينُ الحقيقة فأمي قد علّقت فؤادها الذي ينبضُ بِأنفاسِ مجيد وأنا على حائطٍ فسيحٍ مِن اللامبالاة حتى إشعارٍ آخر ،
تتضخمُ الأسئلةُ الحيرى في رأسي وتضمر حتى تموت ما سببُ انقطاعها عنّا ؟! رُبما لأنني الشؤم كما أخبروني !
صِدقاً ، لا أعلم ، وما كنتُ يوماً لأعلم إلا لو اغتالت ذاتُ الأسئلة رأس مجيد الأعظمُ بأساً منّي وليتها تفعل ،
هممم ، نحنُ هُنا بِزيارة لِنتعرف بِها على أمي / هه
التي ما إن أبصرت طيفينا حتى انهالت علينا بالقُبل وأخذت تُكيلُ لنا الأعذار وما عانته وما لازالت تُعانيه حتى اجتذبتْ نظرات الإشفاق إليها من الحاضرين بعدما كانت تلومها !
آن لِي أن أُعلن لَكُم كَم هِي مؤثرة وكم هِي مُضحيّة وكم هي أُمٌ رؤوم ما جعلها تُضّيعُ بعضاً من وقتها الثمين مِن أجلنا ،
مودتي
إثمدُ فرَح
|