كاتب الموضوع :
إثمدُ فرَح
المنتدى :
الارشيف
الاستيطان الثاني ] ..~
آن لِي أن أُعلن لَكُم كَم هِي مؤثرة وكم هِي مُضحيّة وكم هي أُمٌ رؤوم ما جعلها تُضّيعُ بعضاً من وقتها الثمين مِن أجلنا وها هو ذا مجيد يتدثرُ بالزهو جراء معجزاته ومُغامراته عبر حديثٍ أحمق غير منقطع ولعلكم إن عقدتم مقارنةً شديدةً في الضئالة بيني وبينه فسيتداعى لَكُم بِأن ديدني هو الخَرس ،
يلتهبُ ثغري بابتسامةٍ معوجّة هازئة ويبدو لي الآن بِأن جُّل الأسئلة العتيقة التي رُصّت بِذاكرتها عني قد تجردت مِن الإجابات و باتت تستحضرها لِتُجلي صدأ هجرانها و تستجذبُني صَوبها بِمعاهدة سلام مثقوبة !
أحتاجُ لِأن أصرُخ بِها / أن كفاكِ نِفاقاً !
أين أنتِ عني حينما كانت هويتي الضياع في وطنٍ اغتربتُ عنهُ روحاً وجسداً وما أجدتُ فيه الصداقة ولا الثرثرة ولا حتى الهناء كنتُ أحملُ على رجلَّي فيه أثقالاً تفوقُ سنوات عمري التي ما أزهرت بَعد وكان الذهاب إلى المدرسة كُلَّ يومٍ بالنسبةِ إليّ أشبهُ بتسييري لِمقصلة وما أفلحتْ تنقلاتي مِن مدرسةٍ إلى أخرى بجعلي فتاةً تُحب الدراسة فحسب بل غرستْ في صدري كُرهاً مُتواتراً سنةً بَعد سنة وصيّرتني " نرجسـاً" بِلا شَذى !.
ولا تستغرِبي إن أخبرتكِ بِأنني ظَفِرتُ بِكُّل واحدةٍ منهُن بِـجموع غفيرة مِن الساخرين أشبعوني سخريةً حتى بِتُ أسخرُ مِني معهم ، نعتوني بِحاوية قمامة والغول وزعيمة الدببة وآفة مقصف المدرسة وكلما ازدادوا سخريةً ازددتُ شراهةً للطعام وكأنني بِذلك أنتقم مِنه ومن نفسي !
ثَمِل ما لدّي من إحساس ولم يعُد ليؤلمني كونهم يسخرون من وزني الزائد بل أصبحَ مبدأُ السخرية مِن الواقِع هو ما أفّرغُ بِه جُلَّ خيبتي منه .
حينما كنتُ أبكي إثر شجار يوسعني مجيد بِه ضرباً في غياب والدي كان طيفكِ الجامح يتسلل لِيتلقف دموعي ويرافقني حتى أغفو على سريري ويهدهد أحلامي ويوسعني قُبلا حتَى تنجلي عن ملامحي علائمُ الكدر و يقّرعُ مجيد على ما فعله وينذرهُ بِعقاب كما تفعل كل الأمهات العظيمات اللاتي لا تنتمين لَهُنّ .!
بِتُ أرفضُ حقيقة أُمي يا أمي لأنني آمنتُ بِأن الأم حِسٌ وليست مسمىً .!
إثمدُ فرَح ..
|