كاتب الموضوع :
الأمل الأخير
المنتدى :
الارشيف
كان يوم الخميس هو الأفضل بالنسبة لمها لأن لديها فترة عمل صباحية فقط
خرجت كعادتها مع العنود التى سبقتها بالخروج بسبب حضور سائقها بينما بقيت مها في الردهة بمفردها حين مرت بجانبها لارا
اخذت مها تراقب زميلتها وهي تقارن بين الفتاتين العنود التى تخرج مرتدية كامل الحجاب حتى عينيها تقوم بتغطيتهما ولم ترها مها الامرة واحدة في غرفة تغير الملابس ولم ترها بوضوح ايضا حيث اسرعت في تغطية وجهها بالنقاب
ومها تعلم ان ان هناك قبائل لا تكشف فيه المرأة عن وجهها حتى لزوجها ولكنها كانت تعتقد ان حجاب العنود يعود لالتزام ديني وليس التزام قبلي وقد اكتشفت انها مخطئة في الاعتقاد وايضا خانت ثقة اهلها وشقيقها واحبت شخص ترفضه عائلتها وخرجت معه
وهو مالم تفعله مها الحضرية المتحررة بالنسبة لهم
و لارا الفتاة القبلية التى تخرج من المستشفي بلاب كوت وبغطاء رأس خفيف مظهرة مقدمة شعرها الأحمر متحدية التشديد للحجاب الذي تتصف به القبائل
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتي مها انها حضرية وقد يتهم الكثير بنات جدة انهم متحرارات جدا ورغم ذلك فهي تخرج بعباءتها وليس مثل لارا القبلية ولا تعرف احدا مثل العنود القبلية
ولم تستطع ان تخفي ابتسامتها الساخرة بالسرعة الكافية حين استدارت لار تنظر اليها
وانتقلت نظرة السخرية لعيني لارا ثم لوحت بيدها لمها مودعة بسخرية وكانها قرات أفكارها
استاءات مها من شفافيتها واسرعت حين سمعت رنين هاتفها برنة خاصة بشقيقها ريان
وصلت للمنزل وعلى الفور دخلت غرفتها واستحمت وغيرت ملابسها وخرجت لتسلم على والدتها التى بادرتها قائلة
- حبيبتي ليش ما تستني تتغدا وبعدين تروحي تنامي
- لا ياماما اكلت في المستشفي وخلاص بنطفي دحين اروح انام شوية وصحيني قبل صلاة المغرب عشان الحق اصلي العصر
ابتسمت الأم بحنان وقالت لها
- طيب حبيبتي روحي ارتاحي
فقالت مها بتكشيرة
- لكن لا تخلى المزعجة سهي تدخل كل شوية الغرفة وتزعجني
فقالت الأم
- لكن هي غرفتها كمان وما اقدر امنعها لم تبغي تأخذ شئ
- لكن ياامي قولي لها تاخذ حاجاتها دحين عشاني بقفل الباب
فقالت الأم
- انتي عارفة انو قفل الباب بالمفتاح ممنوع في هذا البيت انت واختك لازم تتفقو على طريقة في التعامل مع بعض ورغم انك اكبر منها بس برضو هي لها حقوق ذيك ذيها
فقالت مها
- حاولت لكن انتي عار..
قاطعتها امها باستياء
لا تبدي في الشكاوي وبعد شوية تيجي اختك وتفتح لي موال الشكاوي كمان . انتي وهي تخالصو مع بعض وبطلو شغل الضراير هذا ولا راح اعمل ذي غانم الصالح في خرج ولم يعد
ضحكت مها وقبلت امها بحنان وقالت
- عشان خاطرك يا قمر راح اتحمل بنتك المزعجة
ربتت والدتها على خدها بحنان
استيقضت مها من نومها الساعة الخامسة والنصف وهي مستغربة لأن شقيقتها لم تقتحم الغرفة كعادتها وقد نامت وارتاحت جيدا وتشعر بالطاقة والحيوية
توضأت وصلت صلاة العصر ثم جهزت الكابتشينو وشوكلاتة جلسكي التى تحبها بشدة ثم ذهبت لتصلي المغرب وتجلس بعد ذلك امام التلفزيون وتستمتع بالراحة بعد ايام من العمل المتعب
كانت والدها يجلس في غرفة الجلسة وقد حضر من المسجد للتو
سلمت عليه وجلست بجواره وقدمت له قطعة الشوكلاتة ولكنه رفض معلنا انه ليس هناك أفضل من كوب القهوة العربية في هذا الوقت
ولم تمضي لحظات حتى اجتمعت العائلة بكاملها امام التلفزيون لمشاهدة المسلسل لتركي الذي تصر امها على متابعته بينما لا يطيقه الباقين ويستغلون الوقت في الضحك والسخرية من الرومنسية المبالغ فيها في المسلسل
قالت سهي موجهة كلامها لوالدها
- بابا فين راح نسهر الليلة نفسي في المطعم الايطالي
استاءت مها في سرها فقد كانت تكره الخروج في ليلة ويوم اجازتها
طوال الاسبوع وهي في الخارج بدوامين متعبين من حقها ان تقضي اجازتها الاسبوعية في التربع كقطة مدللة على الاريكة امام التلفزيون
ولكن هيهات فسهي الطالبة في السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية تحب الخروج ولا ترغب ان تمضي لحظة واحدة من حياتها محاصرة بين جدران المنزل
قال الأب بهدوء
- انتي عارفة اننا في نهاية الشهر والميزانية ما تسمح اننا نتعشي في مطعم غالي
كانت عادة عائلة مها هو الخروج يوم الخميس للعشاء خارجة وقد كانو يسمون هذه الليلة بليلة العائلة
وفي بداية الشهر يخرجون لمطاعم غالية ام في نهاية الشهر فانهم يكتفون بالخروج للموالات والعشاء هناك واحيانا حين تكون الميزانية منتهية فانهم يقومون بشراء الشورما من البلد بعشر ريال للصحن وزجاجة بيبسي من الحجم العائلي وتناول العشاء في المنزل امام التلفزيون وهو ما تحبه مها وتعشقه
ورغم ان مها عرضت على والدها ان تقوم بدعوتهم على العشاء اكثر من مرة الا أن والدها رفض بشدة غير دعوة اول راتب استلمته فقد قبله بسرور وسعادة
قالت سهى بانزعاج
- ما ابغي اكل شورما من البلد خلاص كرهت الشورما
فقالت مها متحمسة
- اذا تبغي ممكن اشتري لك من شورمتك على حسابي
كانت محاولتها في رشوة سهى مكشوفة لشقيقتها التى لم ترد عليها بل وجهت حديثها لوالدها
- بابا اذا ما عندك فلوس نروح بس المول ونشتري شئ خفيف بلييييييز
دعت مها في سرها ان يرفض والدها فكرهها للمطاعم لا يوزاي شئ امام كرهها للموالات والزحمة المقيتة فيه
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فأمام دلال وغنج سهى لا يمكن لأماني مها ان تتحقق
وبعد ساعتين كانت مها تمشي بجوار شقيقيها ريان وعماد وشقيقتها سهى ليبحثو عن مقاعد وطاولة فارغة في المكان المزدحم الخاص بالجلسات والمطاعم في الرد سي مول
واخير بعد دوران يصل لنصف ساعة وجدو طاولة بقرب شاشة التلفزيون الكبيرة بينما احضر شقيقيها بعض الكراسي من هنا وهنا
وجلس الوالدين بينما انطلقو الباقين ليحضرو لوائح المطاعم والكراسي الباقية لهم
شعرت مها بالغثيان لرويتها المطاعم للوجبات السريعة على جانبي المول
وقررت ان تستغني عن وجبة العشاء بشراء السنبون الذي تحبه
وبينما هي واقفة في صف الانتظار واذا بها تسمع صوت العنود من مكان قريب استدارت تبحث عن صديقتها ولكنها لم تجدها في البداية وقبل ان تستدير سمعت الصوت مجدد ثم علت ضحكة رنانة نشرت نظرات الاستحقار في اعين النساء والاباء بينما تالقت عيون الشباب بنظرات اعجاب بحثا عن الفتاة صاحبة الضحكة
وتابعت مها نظراتهم لترى صاحبة الصوت واذا بها تقف فاغرة الفاه فالفتاة صاحبة الصوت كانت شابة جميلة طويلة بشعر اسود دون غطاء رأس وعباية مفتوحة بالكامل تظهر قميصها القصير و الياقة الكبيرة التى تظهر نصف صدرها وبنطلون جينز اسكيني ضيق جدا
وكانت الفتاة بطول العنود
هزت مها رأسها لا يمكن ان تكون هذه الفتاة هي العنود مستحيل أنها لا تعرف وجهها جيدا ولكن لا يمكن ان تكون هذه الفتاة المتبرجة هي نفسها صديقتها صاحبة عباية الرأس والحجاب الكامل
وقبل ان تستفيق من صدمتها وتتأكد من الأمر أختفت الفتاة الغامضة بين الزحام تاركة مها في حالة ذهول لدرجة المرض والاعياء
نهاية الفصل الأول
|