كاتب الموضوع :
الأمل الأخير
المنتدى :
الارشيف
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
تقدمت مها بهدوء في الممر المودي إلى استقبال عيادات الاطفال وتجنبت نظرات الاعجاب التى كان الرجال يرسلوها لها لقد تعودت على هذه النظرات حتى لم تعد تبالي بها بينما كانت هذ النظرات تستفزها في بداية عملها
لم يقوم الرجال بأجبار نساءهم بلبس عباية الرأس وتغطية وجوهم وايديهم بينما يتركون لانفسهم حرية النظر إلى نساء الأخرين
تساءلت في نفسها الحجاب وغض النظر امرين امرهما الرسول صلي الله عليه وسلم فلما يقوم الرجال بتطبيق امرا والتغاضي عن الامر الاخر متباهين بكونهم رجال
مال فمها الجميل في ابتسامة ساخرة انها تفضل ظل الحايط على ظل هولاء الرجال فهي تفضل ان تمون عانسا على ان تتزوج من رجل لا يحبها ويقدرها وتعيش معه وهي تراقبه يتلفت للنساء ويتغزل في جمال الفنانات والمغنيات بينما ينظر اليا وكانها مخلوقة خضراء من كوكب المريخ
اقتربت من منصة الاستقبال التى كانت تجلس خلفها زميلتها العنود والتى كانت ترتدي اللاب كوت الطويل وتغطي وجها بالنقاب بينما بجانبها القفازات السوداء التى تلبسها حين تخرج من المستشفي
قدمت مها كوب الكابتشينو لصديقتها التى شكرتها وقال ساخرة
- ما الوم الرجال لم ما يقدرو يبعدو عيونهم عن جمالك
ضحكت مها بهدوء وقالت وهي تستلم بطاقة احد المرضي حتى تدخل بيانتها في جهاز الحاسب الالي
- مراح اغطي وجهي فلا تحاولي معايا لأني مقتنعة تماما ان تغطية الوجه من كمال الحجاب وليس من اساسه
ثم باشارة من عينها اوضحت للعنود انها لا تريد المزيد من النقاش في هذا الامر
انهمكا في عملهما الصباحي بينما كان عدد المرضي قليلا نسبيا لفترة المساء
وعند الظهيرة وقفت مها في الردهة الخارجية مع العنود التى ارتدت عباتها على رأسها ولبست قفازاتها السوداء ووقت تنتظر مكالمة من السائق يخبرها بقدومه وبينما هما تنتظران مرت بجوارهما زميلتهما لارا الموظفة في قسم النساء
لم تكن العنود ولارا على علاقة طيبة بل كانتا شبه عدوتين ويعود ذلك لاختلاف قبيلتهما حيث كانت قبيلة الدهري التى تنتمي اليها العنود اعلى مقاما من قبيلة الذيداني التى تنتمي اليها لارا
تنهدت مها في نفسها وحمدت الله لانها ليست قبلية بل هي حضرية من مدينة جدة التى يعود اغلب سكانها لاصول غير سعودية وغير قبلية وليس لديهم العقد التى عند القبليين
عادت لواقعها على صوت لارا وهي تخاطب العنود بسخرية
- ليش مكتفة نفسك بهذي العباية المملة ولا كمان راح تغطي وجهك طيب على الأقل تنقبي
واطلقت ضحكة ساخرة ورحلت بينما شعرت مها ان العنود وصلت لاقصى حد من الغضب حاولت مها ان تمسكها من يدها مهدئة حين انفلتت العنود صارخة قائلة
- عشاني انسانة محترمة مو حيوانة بنت ليل
توقفت لارا عندما سمعت هذا الكلام واستدارت بغضب تجاه العنود بينما قضمت مها شفتيها قلقا من القادم
تقدمت لارا من العنود وقالت لها بهدوء يحوي تهديدا
- انتي قد هذا الكلام
- اكيد تبغيني اثبت لكي ؟؟
قالتها العنود باحتقار
ولكن قبل ان يزيد الامر بينهما خرج المدير المناوب من مكتبه بعد ان لفت انتباه شجارهما
وقال لهما
- ايش في ؟؟
ضحكت لارا بحرج وقالت
- ما في شئ بس كنت بقول لها باي
واسرعت خارجة من المستشفي باللاب كوت الذي ترتديه مع غطاء يظهر نصف شعرها المصبوغ باللون الاحمر
هزء المدير راسه وعاد لمكتبه بينما ظهرت الدموع في عيني العنود
حاولت مها ان تحدثها ولكن دق جوال العنود معلنا قدوم السائق
قالت العنود قبل ان تغطي وجهها بالخمار
- هي عرفت سري
نظرت اليها مها باستغراب فاكملت العنود قائلة
- عرفت اني بحب اخوها فهد
ظهرت الصدمة في عين مها ولكن العنود اسرعت بالخروج قبل أن تسألها مها عن الأمر
|