كاتب الموضوع :
الأمل الأخير
المنتدى :
الارشيف
جلست مها خلف طاولة الاستقبال تنتظر قدوم العنود لتستفسر منها عن ما قالته قبل رحيلها بالامس
ورغم قلقها الا إنها لم تجد الوقت في فترة المساء في اليوم السابق لتسأل العنود
ولكن في فترة الصباح الشبه الراكدة يمكنها ذلك وهذا ما ظهر في نظرات العنود حين قدومها فقد عرفت انها لا تستطيع ان تتنصل من صديقتها
جلست بجوارها على الكرسي المتحرك ودون اي كلمة اخذت بطاقة السيدة التى تنتظر وادخلت بيانتها ثم طلبت منها الأنتظار
وبعد ذلك استدارت تجاه مها التى رفعت حاجبها ساخرة لانه لم يعد هناك مجال للهرب مجدد
قال العنود
- انت عارفة اني ولارا كنا جيران قبل ما ينتقلو لبيتهم الجديد في حي النعيم
هزت مها رأسها دون ان تتكلم فأكملت العنود
- كنت أحبه من يوم كنت طفلة .. كان صاحب اخوية احمد .. ورغم انو ابوية ما كان موافق على صحوبيتهم الا ان أحمد كان مصمم على صحبته وهو كمان كان يعز أحمد
ثم رأفعت رأسها تجاه اللوحة المعلقة على أحد الجدران وابحرت في ذكريات الماضي قائلة
- كنت أحبه بجنون كنت اشوفه بطل من أبطال روايات عبير بجسمه الرياضي وصوته الحلو ومرت الايام وكبر وكبر حبي له وفي يوم من الايام قبل ما ينتقلو بسنة دخلت لاب توب اخويا عشان لاب توبي خربان كان مسنجر اخويا مفتوح واقدر ادخله بسهولة عشانه مسجل كلمة السر دخلته عشان اعرف هو متعرف على مين من البنات وشفت اسم فهد الذيداني
ثم نظرت بعيون دامعة لمها وقالت
- اخذت الأميل وفتحت لنفسي اميل جديد وأرسلت له دعوة رفضها في البداية لكن مع استمراري في الدعوة قبل اخيرا
ما قلت له مين أنا بس بنت تبغي تتعرف
لم تصدق مها ما تسمع كل هذا يصدر من العنود الملتزمة ذات عباية الرأس والحجاب الكامل الذي لا يظهر حتى ظفر من اظافرها لكنها لم تعلق بينما اكملت العنود وهي ترخي عينيها للاوراق التى بين يديها
- واستمرت المكالمات بيننا وصرت متعلقة بيه مرة مرة وهو كمان صار يميل لي .. طلب منى اكثر من مرة اني أقابله لكني رفضت وفي هذيكي الفترة انتقل هو واهله لبيتهم الجديد وصرت متعلقة بيه اكثر واكثر كنت احس انو ذا هو الطريق الوحيد الي اقدر اكون جنبه
عشان كده وافقت على مقابلته واتفقنا نتقابل في الريد سي مول
وفعلا طلبت من اهلى اننا نروح هناك وقدرت استأذن منهم بحجة الله يكرمك الحمام ورحت له مكان اللقاء وعرفته بنفسي
ثم شهقت بالبكاء ولكنها استمرت رغم ذلك
- زعل اول ما عرفني وكان يبغي يسيبني لكني قلت لها اني مو بنت صائعة انا كلمته هو بالذات لاني كنت عارفة مين هو واني اخذت اميله من اخويا وقلت له كمان اني بحبه من يوم كنت بزرا ما رد علي سابني ومشي
تقدم بعض المرضي من الممر فسكتت العنود وقامت بعملها في ادخال بيانات البطاقات وطلبات الملفات وحين انتهت ومها وتاكدا ان المرضي بعيدين عن مرمي السمع أكملت العنود وهي تشعر بالحاجة الشديدة للبوح بما يعذبها
- جلس ايام ما يكلمني اكثر من عشر ايام لكنها بالنسبة لي كانت عشر سنين وبعد كده كلمني وقال لي انو حاول ينساني لكنه ما قدر واني بتصرفي هذا جنيت عليه وعلى نفسي
- قلت له اني اعرف العادات واعرف اننا ما نقدر نكون لبعض لكني أحبه واحب ان تكون علاقتنا علاقة صداقة واخوة وافق رغم انو قال لي انو ما صار يقدر يرفع عينه في عين اخويا احمد لأنه يحس انو بيخونه ويخون ثقته
استمرت علاقتنا خمس سنوات وصارت تتطور شويا شويا من مكالمات على المسنجر للجوالات وفي النهاية صرنا نتقابل في المولات واحيانا اخرج من الجامعة واروح معاه لاي مكان ونقضي الوقت مع بعض الين نهاية الدوام وبعد كده في المستفي كمان لم كنت استأذن عشاني تعبانة كنت اروح معاه
نظرت اليها مها باستفسار صامت فقالت لها العنود نافية
- لا ما صار بيننا شئ ..
ثم أرخت عيناها وتابعت بحرج
- من الي في بالك رغم اننا تمادينا كثير في علاقتنا من بوس وحضن وبقية الأشياء الي تعرفيها
هزت مها رأسها إستنكارا . العنود الملتزمة الي تطالبها بالحجاب دائما تفعل كل هدا مالذي ابقته للفتيات الكاشفات المتبرجات
اكملت العنود حتى تقطع الصمت والاستنكار في عين صديقتها وقال لها
- كنا قبل اسبوعين في مجمع العرب وقدرت ابعد عن اهلى واروح اكلمه وكنا مندمجين في الكلام الا وتطب علينا لارا وكانت راح تسوي فضيحة لي لولا انو اخوها منعها وقال لها انو كلمني عشان يسأل عن اخويا أحمد
ثم هزت رأسها بينما بدات دموعها تبلل نقابها وقال
- احسها عرفت الحقيقة ومن يومها تراقبني وتحقرني بالكلمات وتحاول انها تحتقر قبيلتي رغم ان قبيلتي اعلى من قبيلتها
قاطعتها مها مستنكرة
- ما تهم مين القبيلة الأعلى المهم انكم انتم الأثنين قبليين خليه يتقدم لأهلك رسمي ويخطبك منهم هو خلاص بيشتغل مهندس ذي ما سمعت وراتبه اكيد طيب ويقدر يفتح بيت
هزت العنود رأسها بعناد وقالت
- ما ينفع هو قبيلته مختلفة عن قبيلتنا واحنا ما نقدر نتزوج الا من قبيلتنا بس
قال مها باصرار
- لكنك قلتي ان اخوكي احمد متفتح يعنى يقدر يقنع ابوكي انو يوافق على هذا الزواج
رفعت العنود رأسها وقالت
- ما اقدر .. قوانينا تمنعنا من هذا الشئ وحتى لو حارب القوانين والعادات وتقدم لي راح اكون أول من يرفضه
ظهرت صدمة قوية في عيني مها فاكملت العنود باستعلاء
- احبه ومستعدة اموت عشانه لكني اني اتزوجه واهين قبيلتنا لا هو قبيلته اقل قيمة وراح تفضل كده على طول ومراح اقبل بزورتي يكونو من هذي القبيلة
قسوة وكبرياء العنود صدمت مها لدرجة انها لا يمكنها ان تصدق ان من تتحدث هي صديقتها الحميمة وقبل ان تتكلم تقدم احد المرضي واشغلها بحديثه
ولكنا مصممة ان تقنع العنود ان تتخلى عن هذه الحماقة التى تفوهت بها للتو ولكن عليها الصبر حتى لا تخسرها
**********************************
|