اما بقية المال , اي العشرين بالمئة الاضافية التى قدمها لها ثمنا لأسهم , فستضعها في المؤسسة التي أنشاتها شقيقتها أوبال في سدني , وهي مؤسسة تقدم الدعم للنساء الضعيفات اللواتي يتعرضن للعنف , إن تمكنت من تحقيق هذين الامرين من دون أي خداع للموظفين , فلن يكون رحيلها سيئا , ولن تسبب الحزن للورانس في قبره .
- يسعدني انك اتخذت القرار الصائب .
رفعت روبي رأسها بسرعة لتجد زاين واقفا أمامها . ابتلعت روبي غصة بسرعة لتخفف من تسارع دقات قلبها , ورفعت جسدها عاليا على كرسيها , فهو ليس الوحيد الرابح في هذه العملية .
منتديات ليلاس
- إذا , وصلك البريد الالكتروني .
اقترب منها اكثر , ولم يجبها . شعرت روبي كأن الهواء يختفي من الغرفة , والحرارة ترتفع فجأة .
سألها وهو ينظر الى القطعة الموجودة بين يديها :
" ما هذه ؟ "
بلا وعي منها ضغطت بأصابعها على القلادة كأنها تحاول حمايتها . تساءلت , هل سيري ما تراه في داخلها ؟ لكن بعد لحظات فتحت يديها , عارضة القطعة الرئيسية في المجموعة امام نظرته الثاقبة ,
وقالت :
" هذه قلادة الشغف . لقد اكتملت "
قطب زاين جبينه , غير مصدق ما يراه , ضاقت نظرته وهو يتعرف علي القطعة .
- اهذه هي القلادة التي صممتها لأجل العرض ؟ تلك التي رأيتها على الورق ؟
هزت برأسها وهو يمسك بالقلادة . شعرت بحرارة يده تلامس بشرتها كالنار . رفعها تحت الضوء , وحركها ببطء بين اصابعه , ملاحظا تلاعب الضوء والظل على وجه الاحجار الكريمة , ورأي بوضوح الصورة التى تظهرها : عناق الحبيبن .
شعر زاين بوخز في جلده ما إن تراءت له حقيقة الصورة , الوهج الرائع لحبات اللؤلؤ , وروعة الاطراف الذهبية الطويلة . انها مليئة بالعاطفة والشغف . تحول الاعجاب الى اشمئزاز ما إن بدت الحقيقة امامه .
هذه المجموعة كلها مهداة الى لورانس الذي كان ملهم روبي . دفع بالقطعة الى يديها , وسار مسرعا نحو الباب .
لابد ان المجموعة ستنجح . لم يعد لديه اي شك الآن . لا سيما ان تمكنت روبي من بث ذلك الاحساس من الحب والعاطفة عبر المجموعة كلها . لكنها على الاقل سترحل , ولن يكون عليه التعامل مع هذا الاحساس المزعج الدائم لعدم إمكانية الحصول عليها مطلقا .
- زاين !
استدار لدى سماعه صوتها قائلا :
" ما الامر ؟"
قطبت جبينها واجابت :
" المحامي .. متي سنراه ؟ "
تذكر بغضب لماذا أتي الى هنا باحثا عنها .
- غادر فينلاسون البلاد . وانا لا اريد التعامل مع مساعديه في هذا الامر .
- حتى متى سننتظر ؟
بدت روبي قلقة . لاشك انها يائسة لشدة رغبتها بالرحيل . أتراها تفكر بالمال فى النهاية , وبكل الاشياء التى تستطيع القيام بها بعد أن تصبح ثرية ؟
- سيعود في غضون شهر واحد . عينت لنا موعدا معه في اليوم الاول لوصوله إلى بروومي , وذلك بعد يوم واحد من عرض المجموعة .
بعدئذ , بطريقة ما اصبح العمل مع زاين اكثر سهولة .
انشغلت روبي كليا بعملها وبوضع الخطط لنقل المجموعة بعد ذلك إلى سيدني , ثم إلى نيويورك ولندن . قرر زاين انه لن يرافقها فى رحلاتها , غير انه قرر أن يحضر عرض سيدني , شعرت بالغبطة لانها قادرة على تركيز قدرتها كلها على تصميم اعمالها من جديد , تاركة زاين يهتم بمفرده بالامور الادارية .
لكن هذا لا يعني انها لم تبق عينا مراقبة على كل ما يفعله . فهي ما زالت شريكة في الادارة , ولن تسمح له ان يقود الشركة الى الافلاس . لكن مع مرور الاسابيع علمت ان عليها الاعتراف ببراعته في العمل , وهكذا اصبحت خلافاتهما اقل , واكثر تباعدا . الاستعداد لعرض المجموعة احتاج الى ايام واسابيع والى عمل لا ينقطع . انشغلت روبي خلالها بالعمل على التفاصيل , والتأكد لاكثر من مرة من كل شئ لتجعل الامسية تمر كما تم التخطيط لها تماما . ما إن بدأ العد العكسي للايام حتى اصبحت تتطلع بقلق الى توقعات الطقس اثناء الليل .
الوقت محدد بالدقائق , حيث سيتم عرض اجمل القطع فى المجموعة , ثم ينتهي الاحتفال قبل خمس دقائق من صعود القمر المتكامل وظهور الدرج الشهير لاسطورة القمر .
هذا هو الامر الوحيد الذى لا تستطيع السيطرة عليه , وهي تعلم أن هناك الكثير من المخاطرة في ذلك . إذا سارت الامور كلها كما تشتهي , فسيبدو البدر كأنه حبة لؤلؤ عملاقة فوق خليج رويباك , وسيسطع نوره على الامواج . يلى ذلك ظهور الدرج الذى سيرتفع من الارض الى القمر . مرور الغيوم سيشوه الوهم , اما ليلة بسماء صافية فستتوج نجاح الامسية .
* * *
قبل عشر دقائق من وصول الضيوف بدا كأن كل شئ في موضعه . وقفت روبي في قاعة الاحتفال في فندق الدرج , تنظر الى الخارج عبر النوافذ الكبيرة الرائعة , محدقة في السماء كأنها تبحث عن اي اثر لغيمة فيها , وتحاول بشدة أن تحافظ على هدوء اعصابها . لم تعمل يوما على مجموعة بمثل هذا الجمال .
لكن هل سيراها المشاهدون كما تراها هي ؟ هناك الكثير من الامور على المحك الليلة .
من ورائها عمل فريق العمل على وضع اللمسات الاخيرة .