لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-10, 04:23 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيشو الحربي مشاهدة المشاركة
   راااااائعه فديتك ...

بانتظاارك يالغلا ..

يعطيك العافيه ..


بيشوو



الاروع مرورك وتواجدك فيها يالغلا
وشاكرة لك انتظارك ياحلوة منورة الرواية فيك ياعسل

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 21-11-10, 04:23 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7_درب الجمر

على مسيرة ساعتين شمالي بروومي , وفي مغارة قديمة على ساحل كيمبرلي ذات الصخور الحمراء والبساتين الخضراء , التقى القارب مع السفينة التى ستتولى الحصاد في أول مزرعة من المزارع العشر التى تملكها عائلة باستياني . المياه هنا صافية وزرقاء .

المحارات الملقاة تحت سطح الماء موضوعة على ألواح مربوطة الى حبال طويلة تسمح لها بأن تتأرجح الى الوراء والى الامام مع كل موجة قادمة . رفعت روبي وجهها الى السماء , وتنشقت الهواء الدافئ المشبع بملح البحر , وهي في اليخت السريع الذى توقف مباشرة أمام سفينة الصيد . إنه لأمر جيد أن تكون بعيدة عن التوتر المتصاعد في المكتب .
منتديات ليلاس
لكن هذا لا يعني ان سبب هذا التوتر بقى هناك . اليوم يبدو زاين مرتاحا اكثر من اية مرة رأته فيها .
انه يرتدى سروالا قصيرا وقميصا رياضية . شعره الاسود الكثيف يتطاير حول وجهه , أما نظارتاه الشمسيتان السوداوان فتخفيان عينيه اللتين تشعر روبي أنهما مركزتان عليها , فهي تشعر بوخز دائم في بشرتها وهذا خير دليل على ذلك .

راحا يتجنبان رؤية بعضهما , وعندما يتعذر ذلك ويفرض عليهما اللقاء , كانا يتواجهان كأنهما شخصان باردان عاطفيا , يمران عبر ممر ضيق جدا . لكن تحت هذه البرودة , كانت روبي تشعر بحرارته , وباستيائه الكبير الذي يرشح منه , كما تشعر بنظراته ترصد حركاتها .
بدا كالقناص الذي يراقبها وينتظر . لكن إن كان قد تقبل انها بعيدة عن متناوله , فلماذا يستمر في مراقبتها ؟ لماذا لا يستطيع تركها وشأنها ؟
اتراه مصمم على التخلص منها بأية وسيلة ممكنة , لذا قرر ألا يتركها تشعر بالراحة ابدا , معرضا إياها بشكل دائم الى توتر حاد ؟ تبا له !
لن يتمكن من التخلص منها بهذه السهولة . جمعت روبي أغراضها القليلة ما إن ارتطم القاربان ببعضهما فوق الامواج المرتفعة . قررت انها لن تسمح له بأن يفسد رحلتها اليوم , فهناك إحساس خفي بالحماس لدى كل شخص هنا بسبب بدء موسم الحصاد , كما أن روبي تشعر بإحساس كبير من التوقع .

استدارت الى جانب القارب , فوجدت زاين يقدم لها يده ليساعدها كي تنتقل من القارب السريع الى قارب الصيد . الضيق الواضح على وجهه جعلها تتراجع الى الوراء .
فكرت انه يقدم لها يده فقط , ومن الحماقة ان ترفض . بتردد قدمت له يدها , سامحة له أن يلفها بيده الكبيرة , ويسحبها نحوه وهي تتسلق الحاجز .
قفزت على ظهر المركب , راغبة في جعل فترة احتكاكهما اقصر ما يمكن , لكنه استعمل قوته ليشدها إليه قبل ان تضع قدميها على الارض , وهكذا اجبرت على أن تمد يدها الى صدره كي لا تقع عليه .

رفعت روبي نظرها الى وجهه . شعرت فجأة بأنفاسها تتقطع , وبقلبها يدق بسرعة , لانها تعلم ان عينيه تحدقان بها بقوة لاذعة تحت هاتين النظارتين السوداوين .
تمكنت من القول :
" شكرا لك "
تراجعت الى الوراء , مبعدة يدها عن صدره , ظهرت ابتسامة مقتضبة على وجه زاين , قبل ان تخفى ابتسامته وراء تنهيدة , ثم ترك يدها , واستدار مبتعدا ليلقى التحية على قبطان سفينة الصيد .
رمشت روبي بسرعة وهي تجمع افكارها , ما إن رحب بهما القبطان , ورافقهما في جولة صغيرة على المركب , معرفا إياهما على فريق العمل . بعد ذلك انتظرا حتى تم سحب اول لوح من الواح المحار من البحر .

راقبا بفرح وذهول كيف تفتح الاصداف بتأن لإزالة الكنز من اعماقها . برهبة وبصمت , راقبا الخبير يستعمل ملقطا صغيرا لينزع اللؤلؤة الرائعة من المحار بمنتهى الدقة والمهارة , قبل أن يضع حبة خرز صغيرة مكانها اكبر قليلا هذه المرة , ثم ينزع الملزمة عن الصدفة , وينهي العملية .
راقبا العملية تتكرر مرات عدة , مبتهجين لرؤية الكنوز التى تنزع من الاصداف التي بقيت في اعماق البحار لسنوات .
همست روبي تحدثه بينما تابع العمال عملهم الدقيق :
" منذ متى لم ترى حصاد اللؤلؤ ؟ "
اعترف زاين بصدق :
" منذ فترة طويلة جدا . لا أتذكر متي كانت آخر مرة "

شعر بالذهول والفرح من عالم يجب أن يكون مألوفا جدا لديه , لكنه فجأة بدا له عالما جديدا مليئا بالاثارة والحماس .
- تبدلت الامور كثيرا . اتذكر انهم كانوا يحضرون الاصداف الي الشاطئ للقيام بمثل هذه الاعمال .
هزت روبي رأسها , وهي تراقب الخبراء يكررون العمل بالمهارة ذاتها مع الواح اخرى , ويخرجون الاصداف القليلة التى لم تنجح في أن تصبح اصدافا كبيرة صالحة لانضاج اللؤلؤ .
منتديات ليلاس
- هذه الطريقة لا تزعج المحار إلا لونت وجيز , وهكذا تزداد المحاصيل بشكل واضح .
انه عمل ناجح بدون أي شك , وهذه ليست المرة الاولى التى يتذكر فيها زاين ما الذى افتقد اليه خلال السنوات الاخيرة الماضية , فيما كان يعمل بجهد قوى ليبنى عمله الخاص في أوروبا , محاولا ان يؤكد وجهة نظره , كان والده يطور العمل هنا . وطوال سنين غيابه , كانت روبي بجانب والده .

من المؤكد انها تعلمت الكثير , وانها تعرف اكثر مما اعتقده منذ النظرة الاولي . تحرك قليلا , وهو لا يشعر بالراحة من المعلومة الجديدة التى بدأت تترسخ لديه .
حصلت روبي من والده على اشياء اخري غير العلاقة الجسدية . حسنا ! هنا في هذا المكان , حيث يحيط بهما طاقم من عشرين رجلا أو اكثر , بإمكانه ان ينظر ليها , وان يعجب بها . ما من ضرر في ذلك .
بإمكانه حتى ان يلمسها , تماما كما فعل عندما امسك بيدها لتنتقل من اليخت ودفعها نحوه . هنا يمكنه ان يلمسها ويقترب منها , من دون الاحساس بالخطر من ان تجرفه العاطفة .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 21-11-10, 04:24 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

مال نحوها , ليس لأنه يريد ان يسألها سؤالا محددا , بل ليصبح اقرب منها , وضع فمه قرب اذنها وتنشق عطرها ورائحتها الخاصة .
- كم من اللؤلؤ سيجمعون اليوم ؟
استدارت لتجيبه , فرأي الارتباك واضحا في عينيها الزرقاوين .
- تحدثان عن ذلك ونحن نتجه الى هنا . على السفينة ان تصطاد خمسة آلاف لؤلؤة في اليوم . نحن نحتاج الى عشرة ايام لننتهى من الحصاد في هذه المرزعة بالذات .

هل تحدثا عن ذلك من قبل ؟ هذه اخبار جديدة عنه . ربما كان يركز حينها على مظهرها في سروالها القصير الضيق والقميص البيضاء من دون كمين فوقه .
ربما تناسق الثياب مع بشرتها ذات اللون العسلي هو السبب الذى جعله غير قادر على إبعاد عينيه عنها طوال الرحلة , والآن هي قريبة منه لدرجة انه قادر على تنشق رائحتها , وتنشق كل العطور الفريدة الممتزجة معها .

على مضض اعاد زاين انتباهه الى نزع اللؤلؤ , فراح يراقب العمل باهتمام وهو يلاحظ الاختلاف الكبير في اللآليئ المتجمعة , فكل حبة لؤلؤ هي اكتشاف مثير بحد ذاته . بعض اللآلئ مثالي الاستدارة , وبعضها الآخر موشح ببعض الخطوط المتنامية فيها . هناك لآلئ مثالية الشكل والحجم , والبعض الاخر اصغر حجما , اما الالوان فأمر مختلف تماما , فهي تتحول من الابيض الفضي الى الزهري والذهبي مع مختلف تدرجات الالوان بينها .
شارك زاين الاحساس بالفرح مع كل لؤلؤة جديدة , وشعر بخيبة الامل عندما لاتظهر لؤلؤة في المحارة . ادرك كم يفتقد لهذا العمل المثير .
بدا له عمله السابق في المصارف باهتا بجانب هذا العمل المشبع بالحيوية والنشاط في الطبيعة . نظر من جديد الى الوجه الجانبي لروبي , وهى تراقب الحصاد بدهشة ورهبة .

قالت له روبى ما إن بدأت السفينة برحلة العودة :
" سيتم تقييم اللآلئ عندما نعود إلى بروومى . سنترك أفضل الحلى للعروض التى ستقام فى المستقبل ، وما تبقى سيتم بيعه إلى أسواق أخرى عبر البحار "
هز زاين رأسه معلقا :
" أنا سعيد لأننى أتيت اليوم . تبدلت الامور كثيرا فى غضون عشر سنوات . يبدو أن والدى كان يعلم فعلا ما الذى يفعله "
وضعت روبى يدها على ذراعه ، وابتسمت له ابتسامة عريضة . أخيرا تمكن من قول شئ صحيح .
قالت :
" شكرا لك "
منتديات ليلاس
عكست عيناها لون المحيط ، أما شعرها المتدلى حول وجهها فبدا كانه يضج بالحياة . وصلت ابتسامتها إلى أعماقه ، كأنها تمسك به بقوة . لم يرها قط تبتسم هكذا من قبل .
من المؤكد أن هذه الابتسامة ليست موجهة له ، فهى ابتسامة رائعة جدا وغير متوقعة . جاهد زاين كى يقاوم الاحساس القوى الذى اجتاحه ، والذى يدعو ليشدها إليه ويعانقها .

سألها :
" علام تشكريننى ؟ "
بدت الصدمة واضحة فى نبرة صوته لأنه نسى بالفعل عما كانا يتحدثان ، فهو يفكر بما حدث بينهما فى صالة العرض فى الشركة ، عندما استسلم لإغوائها وعانقها . يومها شعر بالاشمئزاز من نفسه لأنه ضعف أمامها وسمح لذلك العناق أن يؤثر به ، لكنه يشعر منذ ذلك الوقت بالأسف لأن الأمور لم تتطور أكثر بينهما .
أجابت روبى :
" شكرا لك ، لأنك أخيرا اعترفت لوالدك بالفضل على القيام بشئ ما "

لم يشأ زاين أن يفكر بوالده فى الوقت الراهن أو برأيه به ، لا سيما أن يدها مرتاحة على ذراعه وخصل شعرها تشكل هالة من النور حول وجهها ، هو يشعر بمثل هذا الشوق نحوها . لكن إن لم يفكر فى والده ، فلابد أنه سيضعف ويتصرف بحماقة معها .
شعر بألم قوى فى أعماقه بسبب توقه إلى شئ لن يتمكن من الحصول عليه . . .
ترك يدها تسقط عن ذراعه وهو يمرر أصابعه فى شعره . روبى لن تكون مطلقا له ، لأنه لن يرضى بأن يأخذ ما تركه والده .

كيف سيتمكن من البقاء فى بروومى مع هذا الاحساس القوى من التوق إليها ، وهو يشعر بهذه الأحاسيس تزداد فى كل مرة تكون فيها قريبة منه ؟
مع ذلك هو يعلم أنه لن يحصل عليها أبدا . لا يمكنه أن يعيش بهذه الطريقة ، لذلك ليس هناك سوى حل واحد : عليه أن يعمل على التخلص منها مهما كلفه الأمر .
* * * *
قاد زاين سيارته نحو الفندق الذى تنزل فيه روبى ، وهو لا يزال ينسج مكيدته الخاصة . ما إن وصل إلى اليابسة حتى وجد رسالة من إنيليزا بانتظاره ، على الرغم من انه طلب منها ألا تتصل به إلى هنا . عليه أن يقوم بشئ ما بشأنها . يكفيه انها ظهرت فى منزله فى لندن من دون دعوة منه ، مستخدمة مفتاحا أقدمت على استنساخه بنفسها ، فكيف بها وهى تلاحقه إلى هنا .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 21-11-10, 04:25 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


بدا زاين ضائعا فى أفكاره ، وبالكاد لاحظ حلول الظلام . فى البداية عليه ان يتعامل مع روبى . سيذهب لرؤية المحامى فى اول فرصة ممكنة . على ديريك فينلاسون أن يفهم أن هذا الاتفاق لن ينجح . لا يهم ما الذى يعتقده بشأن إرادة لورانس ، فهما لا يستطيعان إدارة الشركة معا والأمور بينهما على ما هى عليه . فكر أنه إذا رفع سعر أسهمها ، فربما يتمكن من جعل فينلاسون يتحدث إلى روبى ويقنعها بالعرض الجديد .
ارتجفت روبى وهى جالسة قربه .
- أتشعرين بالبرد ؟
منتديات ليلاس
تحرك زاين بصورة تلقائية ليعدل مكيف الهواء فى السيارة . كانت تلك الكلمات الوحيدة التى تفوه بها منذ ان دخلا السيارة . فبعد قضاء عدة أسابيع فى لندن شعر أن الهواء فى فترة بعد الظهر حار بالنسبة له ، لكنه يعلم أن الأمر مختلف بالنسبة للسكان المحليين .
أجابت روبى :
" لا ! ليس فى الواقع ، لكن أعتقد أننى لم أدرك كم أنا متعبة . اليوم هو تغيير جيد ، فمن الرائع الابتعاد عن المكتب أحيانا "

راوده إحساس بالذنب غير مرحب به . لقد تركها تتولى إدارة الشركة بمفردها ، بينما قام هو بالاهتمام بعمله فى لندن . فى الواقع ، كان بانتظار فشلها ، بل تمنى لها الفشل ، لكنها تولت القيام بعملها العادى فى التصميم بالإضافة إلى إدارة الشركة التى عمل لورانس على تقسيمها بينهما .
لكن على الرغم من كل شئ فكر به ، فهى لم تفشل . على العكس من ذلك فإن الرسائل الإلكترونية التى كانت ترسلها له أثناء غيابه بدت محددة وواضحة ، ولم يكن هناك من داع ليتدخل بأى أمر ، ولا حاجة له ليسأل عن أى شئ تتعهد به . فالمصائب التى توقعها لم تحدث أبدا .

نظر نظرة خاطفة إليها ، وهو ينتظر كى ينعطف عبر الطريق العام و لا شك أن الإرهاق سيطر عليها ، فهى قد ألقت رأسها إلى الوراء أغمضت عينيها . بإمكانه أن يرى ظلالا تحت عينيها بفضل ما تبقى من أشعة الشمس المشرفة على الباب . مع ذلك ما زالت جاذبيتها على حالها ، حجم عينيها ، خداها ، فمها المكتنز ، كما أن هناك جسدها الرائع . . .
فتحت روبى عينيها ورأته يحدق بها . اتسعت عيناها على الفور ، لكنها لم تنظر إلى البعيد . بدلا من القيام بذلك مالت برأسها قليلا إلى الأمام وسألته :
- لماذا تكره والدك كثيرا ؟

أعاد زاين انتباهه إلى الطريق من جديد ، وقام بالانعطاف عندما تسنى له ذلك .
- من قال أننى أكرهه ؟
- كل ما تقوله أو تفعله تقريبا ، وحقيقة أنك غادرت ولم تحاول حتى الاتصال به طيلة تسع سنوات . اليوم هى المرة الأولى التى سمعتك فيها تقول كلاما محترما عنه ، لكن عندما ذكرت ذلك انكمشت على نفسك ولم تتكلم قط ، وكأنك خنت قسما قطعته على نفسك بألا تقول كلمة لطيفة عنه أبدا .
- انا فقط أتذكر الأمور كما أراها بالضبط .

- ما الذى حدث فى السنوات الماضية فدفعك إلى الرحيل كما فعلت ؟ ما الذى حدث ؟
فكر زاين بصمت :
" حدث ما لم أستطع تحمل رؤيته ! "
- لدى أسبابى الخاصة
بقيت روبى صامتة للحظات قليلة ، ثم قالت : " هل لوفاة أمك علاقة بالأمر ؟ "

أدار زاين رأسه بسرعة
وسألها بخشونة :
" ما الذى جعلك تفكرين بذلك ؟ "
- لا أعلم . لكنك غادرت فورا بعد وقاتها .
- أمى لم تمت . بل قتلت .
بقيت كلماته معلقة فى الهواء لفترة ، ما جعل الجو بينهما مثقلا بالصمت ، لكنها لم تجد ما قاله منطقيا .
- ذكر لى لورانس حادث سير مروع .

- وهل أخبرك من كان يقود السيارة ؟
بجهد ويأس حاولت روبى أن تتذكر القصة التى أخبرها بها لورانس فى إحدى الأمسيات بعد إصابته بأزمة قلبية طفيفة ، يوم شعر بقرب وفاته.
- لست متأكدة ، لكننى أعلم أنه لم يكن سائق السيارة ، إن كان هذا ما تظنه .
ضحك زاين بمرارة وهو يوقف السيارة فى المرآب قبالة الفندق الذى يطل على شاطئ كايبل ، حيث تبدو الشمس كقرص أرجوانى يغطس فى سماء تشع بالاف الظلال الذهبية المختلفة .

- أنت سريعة جدا في الدفاع عن والدي ! لا , لم يكن هو السائق . لكن هل اخبرك شيئا عن المرأة التى كانت تقود السيارة .. المرأة التى اصطدمت بالجسر الذى سبب انقلاب السيارة وتحطمها , الامر الذى ادي الى وفاة والدتي ؟
فكرت روبي قليلا , لكنها لم تستطع ان تتذكر اي حديث عن تلك المرأة .
لذا قالت :
" لا . لا اعتقد . لم لا تخبرني أنت ؟"
اطلق زاين زفرة قوية من صدر ضيق :
- بوني كارتر , صديقة امي المفضلة منذ ايام الدراسة , ووصيفتها في عرسها وعرابتي . فهي كانت كفرد من العائلة .

اعترفت روبي , وهي تهز برأسها :
" لا اري ما اهمية ذلك "
- احقا ؟ ولا انا .. حتى يوم الحادث .
تابع يقول بنبرة خالية من الحياة :
" بعد ذلك كل شئ اصبح واضحا . بوني كانت جميلة جدا . آه ! كنت دائما افكر ان امي جميلة ايضا , لكن بطريقة مختلفة . امي كانت معتدلة القامة ذات ابتسامة تجعل كل شئ دونها لا قيمة له , في حين ان بوني كانت تستطيع ان تعمل عارضة ازياء , فهي طويلة , رشيقة , وذات وجه يدير الرؤوس اينما كانت "
نظر اليها عن قصد قبل ان يكمل :
" كانت تشبهك كثيرا . ولم يحدث انني فكرت مرة حينها لماذا لم تتزوج "
منتديات ليلاس
استدار بجسده كله نحوها . حدق اليها بنظرات قوية مليئة بالالم , ما جعلها تجفل ولا تفكر في مواساته .
- الصديقة المثالية و العرابة الكريمة المحبة كانت تخدع امي طوال تلك السنين . طوال ذلك الوقت كانت عشيقة والدي , وكان يدفع لها المال لتبقي قربه .
فتح زاين باب السيارة , وخرج منها . فجأة شعر بالحاجة الى مكان اوسع و الى المزيد من الهواء .
سار على ممر في الباحة باتجه السياج الخشبي الذى يحدد المسافة الموصلة الى الشاطئ . تنشق بقوة الهواء المنعش للمحيط الهندي , محاولا أن يملأ الفراغ الذى يشعر به في اعماقه , ويتغلب على الذكريات المريرة القادمة من الماضي . في تلك اللحظة غابت الشمس بصمت في الافق .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 21-11-10, 04:26 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

سمع من ورائه اغلاق باب السيارة . لم يستدر بل استمر فى التحديق مراقبا كيف تضيع الشمس الحارقة شيئا فشيئا خلف المحيط , حتى اصبح الضوء مجرد خيط رفيع ثم تلاشي .
سمع روبي تقول :
" زاين , آسفة لذلك "
اجاب :
" تلك ليست غلطتك "
تجاهلت المرارة في كلماته , وعلقت :
" لايمكنني ان اصدق ما تقوله . لا اصدق ان لورانس يفعل ذلك مع أمك . كان رجلا نزيها وصاحب مبادئ عالية , وكان يحب ماري . اعلم انه كان يحبها . يجب ان تتذكر ذلك "
منتديات ليلاس
استدار متوقفا عن مراقبة البحر والغروب , لينظر الى وجهها ويقول :
" اذا لماذا اقام علاقة مع بوني ؟ نشأت وانا اسمعه يمتدح الاخلاق الجيدة والصدق والنزاهة , وكان يضع العائلة في المقام الاول في حياته , لكن عندما نبحث عن حقيقة الامر , فهو مجرد رجل , ورجل ضعيف كما تبين لي . اعترف لورانس بذلك بنفسه "
- ماذا ؟ متي ؟
- بعد الحادث مباشرة . اصيب والدي بالجنون , وانفطر قلبه حزنا . اكتشفت انه يعمل على تنظيم جنازة مزدوجة لهما , وانه صمم على دفنهما معا فى مدفن العائلة , كنت اعلم ان المرأتين صديقتان مقربتان جدا , لكن هذا جنون . عندما تحديته , وطلبت معرفة السبب , كانت لديه الشجاعة ليقول لي إن بوني أعطته ما لم تستطع أمي إعطاءه اياه ابدا .

- لا استطيع التصديق انه خان والدتك بهذه الطريقة .
حتى فى الظلام لمعت عينا زاين بشدة من الغضب والكره وهو يقول :
" لماذا ؟ هل اعتقدت انك الوحيدة التى نالت استحسانه ؟ هل اعتقدت انك مميزة لديه ؟ "
استدار ليحدق من جديد في البحر , وضع يده على مؤخرة عنقه , ورفع رأسه عاليا وهو يتابع :
" عندما توسلت اليه ان ينكر انه اقام علاقة مع بوني , لم يفعل . لم يستطع , لانه ابقى بوني عشيقة دائمة يدفع لها الاموال باستمرار , وهكذا اقدم على خيانة امي . بسبب ذلك غادرة بروومي في اللحظة التى اصبحت فيها امي تحت التراب , ولم يحاول قط ان يمنعني "

ما زال زاين يستطيع سماع صوت والده يرن في أذنيه : " لن تتمكن مطلقا من النجاح بمفردك , وستعود الي زاحفا على يديك وركبتيك "
لكنه لم يعد زاحفا اليه . اثبت للرجل العجوز انه يستطيع ان يحقق النجاح بعيدا عنه , بل يمكنه ان ينجح اكثر منه . لماذا إذا يشعر بمثل هذا الفراغ ؟ أليس للنصر مذاق عذب حلو ؟ لكنه وصل الى بلاده متأخرا جدا , ليحقق السلام مع والده . فات الاوان ليسمعه معترفا بمدى خطئه , ومتأخرا جدا ليمنعه من الحصول على عشيقة اخرى , وهي هذه المرة عشيقة يريدها لنفسه ...

اختفى النور كليا , وحلت مكانه ظلمة سوداء وبعض الظلال من الاضواء البعيدة , ضمت روبي ذراعيها الى صدرها . لا يمكنها ان تصدق انه يقول الحقيقة , فلورانس الذى تعرفه لم يكن كذلك ابدا . مع ذلك لابد ان شيئا ما حدث . شعرت برجفة تعتري عمودها الفقري . أيمكن ان يكون هذا هو المفتاح للكلمات الاخيرة من لورانس الى ابنه ؟
بدأت بالقول وهي تفكر بصوت عال :
" ربما .. ربما لهذا السبب ... "

توقفت عن الكلام , لكن زاين استدار نحوها وسألها :
" لهذا السبب ... ماذا ؟ "
رمشت بعينيها مترددة , فهي لم تخبره ابدا . لم تجد اي وقت مناسب لتفعل ذلك , لكن ربما الآن هو الوقت المناسب .
قالت بهدوء :
" ربما لهذا السبب اراد والدك الاعتذار "
سألها وهو يقترب اكثر منها :
" ما الذى تتحدثين عنه ؟ متى حصل ذلك؟"
- تماما قبل موته . كنت امسك بيده فقال لي : " قولي لزاين انني اسف "
منتديات ليلاس
قال بنبرة ملؤها الاتهام :
" تلك كانت كلمات الوداع منه , وهي موجهة لي , ولم تفكري في إبلاغها لي ! "
همست روبي :
" انا آسفة حقا "
- اهذا كل ما قاله , ألم يقل اي شئ آخر ؟
نظرت الى البعيد نحو البحر , نحو اي مكان كي لا تقابل تينك العينين اللتين تحدقان بها وتتهمانها , والالم فيهما واضح جدا . حسنا ! لن تخبره انه قال " اعتني بزاين " فهو ليس بحاجة ليسمع ذلك , وهو لا يريد ان يسمعه .
- لم يكن هناك وقت لقول المزيد . بدأت الآلات بالرنين , ودخل الاطباء من كل مكان . هذه كانت آخر كلمات قالها , ولم اجد لها معني بالفعل ..


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a virgin for the taking, احلام, تريش موراي, دار الفراشة, درب الجمر, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, trish morey
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية