قالت روبي :
" كنت غاضبة جدا , فقد أتيت لأخبرك أنني قررت الموافقة على خطتك المجنونة بشأن الزواج , وكنت مصممة على أن أجعلك تقع في غرامي".
أسقط زاين رأسه قائلا:
" أنا آسف جدا , لا يمكنني أن أتخيل شعورك عندما وصلت ووجدت ....".
وضعت أصبعها على فمه :
" صه ! لا أريد التحدث عن ذلك , هناك أمر قمت به ولم أفهمه ".
" ما هو ؟".
" في المقبرة , رأيتك تضع شيئا ما في قبر والدك , فما هو؟".
تنفس زاين بأرتياح , وثال :
" أنه مفتاح صندوق الؤلؤ ".
" أتعني صندوق الرسائل , لكن , لماذا؟".
منتديات ليلاس
" من المحتمل أنه تصرف جنوني , لكنني بحاجة لأن أفعل ذلك , حان الوقت لدفن الماضي كله , لا سيما ذلك الجزء الذي يتعلق بالمرارة والخداع , لا يمكنني تبديل ما حدث , لكن من الآن وصاعدا لن يكون هناك أي أسرار في حياتنا , الحقيقة فقط".
قالت روبي مستحسنة كلماته وتصرفاته :
" أذا أخبرني الحقيقة , أريد أن أسمعها منك مرة ثانية , وهذه المرة أريد أن أصدقها بالفعل".
لمعت عيناه وهما تحدقان بها:
" أحبك , روبي , بكل ما في قلبي من عواطف وما في روحي من أحاسيس , أحبك ألى الأبد".
تنفست وهي تشعر بقلبها يكبر وينتفخ من الفرح والفخر .
" وأنا حقا أصدقك , لأنني أحبك أيضا , وأقول لك: نعم سأتزوج بك ".
أمال رأسه متسائلا , فكورت شفتيها بمرح , وسألته :
" اما زلت تريد الزواج بي , أليس كذلك ؟".
" بالطبع , أريد الزواج بك , لكنني لا أريد أن أجعلك تتسرعين ".
" لكنني أريد أن أتسرع , لأنني أريد أن أنجب الكثير من الأطفال".
سألها وهي تشد رأسه نحوها :
" أطفال؟".
" آه , أجل , الكثير الكثير منهم , فأنت ستنجب سلالة جديدة من عائلة باستياني".
نظر ألى عينيها قائلا:
" أحب سماع هذا الكلام ".
أبتسمت روبي معلقة :
" في هذه الحالة علينا أن نتزوج في أقرب وقت ممكن".
ضمها زاين أليه وهو يقول :
" آه , حسنا! لا يمكنني أن أوافق على أمر أجمل من هذا".
الخاتمة
عيد الميلاد مناسبة مليئة بالصخب والمرح , أجتمعت العائلة كلها في أحدى قاعات الجلوس الأنيقة في فندق بوتيك كلمنجر , بعد الأحتفال الذي تم في الكنيسة لمباركة زواج روبي وزاين الذي تم بسرعة منذ عدة أشهر .
صممت صافي ثوب الزفاف الثاني لروبي خصيصا للمناسبة , أنه فستان رائع من اللونين الفضي والأزرق المناسب تماما لعيني رووبي , ما جعلها تبدو قبلة الأنظار وهي تسير عبر الممر الذي سارت عليه أختها أوبال منذ أكثر من خمس سنوات.
مضى وقت طويل منذ أن أجتمعت الشقيقات الثلاث , لكنهن الآن لم يعدن ثلاث فتيات فقط , فأوبال هناك مع دومينيك وولديها الصغيرين , آلي وغيغليلمو , أما صافي وخالد فقدما بطائرتهما الخاصة مع طفليهما التوأمين , عماد وخليل , وأم البنات الثلاث بيرل , مستمتعة بتجربة أن تكون جدة للمرة الرابعة.
منتديات ليلاس
لو أن كيوتو بصحة مناسبة للسفر لأحضراه معهما ألى سيدني , لكنه سعيد الآن في المنزل , أصبح ضعيف البنية , لكنه سعيد لأنه ما زال حيا , وهو ما زال مصرا على أدارة المنزل بنفسه.
ثم تبادل هدايا الميلاد وهدايا الزفاف المتأخرة , قدمت روبي هدايا خاصة لكل منهما , أهدت أوبال عقدا من اللؤلؤ والذهب والحجارة الكريمة المشعة , سوارين من الزفير لتوأمي صافي , أما لأمها فقدمت عقدا مزخرفا باللؤلؤ فيه أحجار كريمة ثلاثة تحمل أسماء بناتها , أما للرجال فقدمت أزرارا مميزة لأكمام القمصان.
عرضت آلي سوارها بفخر على الجميع , أما الصغير غيلغيلمو فلعب بألعابه الجديدة وهو يتساءل ما سر هذه الضجة.
مدّ زاين يده نحو زوجته عندما أنتهت من تقديم الهدايا , شدها نحوه لتجلس قربه , مستمتعا بحرارة جسدها , تمنى فجأة لو أنهما في مكان آخر أكثر خصوصية حيث يستطيع أن يضمها أليه ويعانقها , فهي مؤخرا تبدو أكثر جمالا من ذي قبل.
قال وهو يضغط بشفتيه على شعرها :
" أحسنت صنعا , مرة أخرى أثبتت تصاميمك أنك نجمة بالفعل , أنت لست فقط جميلة , زوجتي الموهوبة , بل أنت رائعة".
أقتربت منه روبي أكثر وهمست :
" أذن أتمنى ألا تبدل رأيك عندما تفتح هذه الهدية , فقد صنعتها لك بنفسي".
لمعت عيناها بالمرح والخداع وهي تنظر ألي , الرزمة الصغيرة التي ما زالت في يدها , وشريط ذهبي يقفلها .
شتم زاين نفسه لغبائه , لقد تبادلا الهدايا قبل أن يغادرا بروومي , قدم لها زاين سيارة مرسيدس فضية , أما هي فقدمت له يختا جديدا كبيرا يدعى بوني ماري , كان مفاجأة كبرى , جعلت الدموع تلمع في عينيه , لم تكن لديه أية فكرة أنها تخطط لمزيد من الهدايا هنا.
منتديات ليلاس
" لكنني لم أحضر لك أي شيء".
همست بثقة :
" بل فعلت , قدمت لي هديتك من قبل".
رفعت أحدى يديه , ووضعتها فوق بطنها , ثم تابعت:
" هديتك هنا , وهي أغلى هدية بالنسبة لي, هدية حبنا".
شعر زاين بالدماء تتدفق في عروقه , كأنها تغني وترقص محتفلة بهذا الخبر .
قال بنبرة مليئة بالدهشة :
" طفل!".
" طفلنا".
قال وهو يضمها أليه :
" آه! أحبك..... أحبك كثيرا".
ثم عانقها عناقا طويلا يقول لها أحبك , وشكرا لك ألى الأبد".
لاحظت صافي عناقهما أولا , فقالت :
" هاي , أنتما...... هل هناك ما يدعو ألى هذا العناق ؟".
ضحكت روبي ما أن أبتعد زاين عنها على مضض.
نظر زاين أليها وسألها :
" ماذا ؟ هل نخبرهم؟".
أبتسمت روبي للرجل الذي تحبه , وقالت :
" لا أسرار , ليس الآن وألى الأبد".
نظر أليها بأعجاب وأحترام , وأحبها أكثر من ذي قبل , ثم عانقها من جديد
النهاية