ورد روي بحماس:
" بالطبع يا أدموند يمكنك ذلك , وأعتبر نفسك في منزلك, ديليا ستصحبك الى الشاطىء الذي لا يبعد كثيرا عن هنا".
وقالت مارشا وهي تقف:
" أعتقد أنك تريد أن تبدّل ثيابك ,. تعال معي لأريك الغرفة وستنتظرك ديليا عند الباب الأمامي".
وتبع أدموند مارشا , وصعدت ديليا الى غرفتها لترتدي ملابس الأستحمام في دقائق أسرعت بعدها الى أسفل, وفي طريقها الى البهو , مرّت بغرفة الأستقبال فسمعت صوت خالتها مارشا تتحدث مع أدموند , وشعرت ديليا بضيق في دخول مارشا الى الغرفة مع الضيف.
منتديات ليلاس
أنتظرت ديليا خروج أدموند ما يقرب من عشرين دقيقة , ثم سارت معه في الطريق الضيق الذي تحف به الصخور بأتجاه الشاطىء.
وما أن وصلا حتى ألقى أدموند بمنشفته فوق الرمال , وخلع ملابسه بدون الأهتمام بوجودها معه , وأنطلق ليلقي بنفسه في الماء.
تبعته ديليا وهي تشعر بالأستياء لأنه لم ينتظرها , وكان أدموند سباحا ماهرا, حاولت ديليا مجاراته في السباحة لتثبت له أنها ليست أقل منه مهارة , ولكنه أستمر في تجاهل وجودها الى جانبه , فخرجت من الماء , وجلست على الرمال تراقبه.
وبعد فترة خرج أدموند من المياه , وألقى بنفسه فوق منشفته أمامها , وقال وهو ينفض المياه عن شعره:
" أشعر بتحسن الآن , خالتك قدّمت لي شرابا قويا وأنا غير معتاد على تناول هذا النوع , وبدأت بالفعل أفقد أتزاني وأنا أجلس في المنزل".
ثم نظر اليها قائلا:
"أذا فأنت أبنة فرانك فيتويك , أكاد لا أصدق ذلك !".
فسألته بأندهاش شديد:
" لماذا؟".
" لأنني لم أتصور أبدا أن فرانك يتزوج , فما بالك بأن يكون له أولاد".
" هل قابلته؟".
" نعم , حضرت عددا من المحاضرات التي ألقاها منذ عشر سنوات , حول ضرورة حماية الشعوب البدائية , والقبائل التي تعيش في المناطق المتطرفة في أندونيسيا وجنوب أميكا , وقد تأثرت بهذه المحاضرات الى درجة دفعتني للتخصص في الطب الأستوائي بعد تخرجي , حتى يمكنني مساعدة هذه الشعوب".
" وهل تمكنت بالفعل من زيارة هذه الشعوب؟".
" نعم , وقد رجعت لتوي من أفريقيا , حيث كنت أعمل لحساب أحدى منظمات الصحة العالمية".
" ومتى تعود الى هناك مرة أخرى؟".
" أذا طلب مني ذلك , أو عندما أشعر بالرغبة في العودة, أما الآن فكل ما أريده هو قضاء فترة طيبة حيث أقيم في لندن".
ثم نظر اليها أدموند نظرة ذات معنى , وهو يضيف:
" وأفضل أن أقضي هذا الوقت مع فتاة جذابة , ما رأيك في ذلك؟".
منتديات ليلاس
ودون أن ينتظر ردها أنقلب أدموند من جديد ليستلقي على ظهره , وكان الشاطىء في ذلك الوقت مهجورا تقريبا , ولم يكن يسمع سوى صوت أرتطام الأمواج الخفيف بالشاطىء , وأصوات طيور النورس.
وأصطبغ وجه ديليا بالدماء وهي تستمع الى ما قاله أدموند , وأخذت تعبث بالرمال وهي لا تدري بماذا تجيبه , كانت ترغب بالفعل في أن تكون هذه الفتاة الجذابة التي يرغب في صحبتها , ولكنها كانت تشعر بخجل , ولم تكن قد مرّت بتجارب مماثلة من قبل , ففضّلت ألا تظهر لهفتها على قبول دعوته
فتجاهلت أقتراحه وسألته:
" هل تعتقد أن خالتي مارشا جذابة؟".
نظرت ديليا اليه بطرف عينها تتفحص صدره العاري وقد ألتصقت به بعض حبات الرمل , وشعرت لأول مرة بأن حواسها تتيقظ.
أجابها أدموند بطريقة دبلوماسية:
" أن مارشا تبدو في مظهر رائع بالنسبة لعمرها".
فقالت ديليا :
" أنها تبلغ الحادية والأربعين من عمرها تقريبا ".
" هذا يعني أنها تكبرني بعشر سنوات , وأنت كم عمرك؟".
" أنني أبلغ الواحدة والعشرين".
فقال أدموند بلهجة ساخرة:
" الحمد لله , أعتقدت أنك ما زلت تلميذة صغيرة في المدرسة".