لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-10, 06:52 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أن هذه فكرة رائعة يا صديقي , ولكنني لا أستطيع أن أحمله معنا على هذه الطائرة الصغيرة , فأنها لا تتسع لأكثر من أربعة أشخاص , وأذا خاطرت فربما تسقط الطائرة لأنها ليست في حالة جيدة".
فأعترض أدموند قائلا:
" ولكن هذا الشاب لا يكاد يزن شيئا".
" أعرف ذلك , ولكن أخاه ووالدته لن يتركاه يذهب وحيدا , فأنت تعرف مدى أرتباط الأهالي هنا ببعضهم بعضا وخاصة في حالات المرض , وحسب تقديري فأن أخاه لا يقل وزنه عن مائة وخمسين كيلوغراما".

ونظر اليه أدموند وبدا عليه التفكير , ثم رفع يده يمسح العرق عن وجهه قائلا:
" هيا نخرج ونناقش هذه المسألة , أريد أن أشرب شيئا".
وألتفت كارلو الى الزعيم وقال له شيئا , ثم خرجوا جميعا من الكوخ وجلسوا تحت ظل الشجرة , وكانت زانيتا تجلس على المقعد الخشبي , فأتجه أدموند أليها مباشرة وجلس بجانبها وتحدث معها برفق , فشعرت ديليا بنيران الغيرة تشتعل من جديد في صدرها , فجلست على الطرف الآخر من المقعد وقد أدارت لهما ظهرها.

وبعد قليل خرج الزعيم من الكوخ تتبعه بعض النسوة , اللاتي قدمن لهم في حياء عصير الفواكه الطازجة الذي تناولوه بنهم شديد.
وقال أدموند بلهجة آمرة:
" سيضطر أثنان منا للبقاء في القرية حتى نتمكن من نقل الشاب المريض وبالطبع ستضطر أنت يا كارلو للذهاب معه , فأنت قائد الطائرة , ويجب أن تقرر من الذي سيتخلف".
فقال كارلو:
" زانيتا وديليا أو أنت وواحدة منهما".
وأعقب هذا الأقتراح من كارلو فترة صمت , وأعتقدت ديليا أن الرجلين ينتظران رأيها ورأي زانيتا بالنسبة لهذه المسألة فقالت بهدوء:
" أنني لا أمانع في البقاء هنا , ربما يكون هذا أفضل لي".
فقال أدموند بسرعة:
" أذا سأبقى معك".

وفي الحال أنفجرت زانيتا في حديث عاصف لم تفهم منه ديليا حرفا واحدا وهي تلوح بيدها في ثورة , فهمست ديليا تسأل كارلو الذي كان يجلس بجانبها.
" ماذا حدث الآن؟".
" أنها تريد أن تذهبي أنت معنا على الطائرة لتبقى هي مع أدموند , يا لها من أمرأة غبية".
فقالت ديليا وهي تشعر بالتعاسة:
" أخبرها أنني سأذهب معك ويمكنها هي البقاء , فأن الأمر سيان بالنسبة لي".
فقال كارلو بغضب:
" لن أفعل شيئا من هذا القبيل , أن أدموند هو الذي يمكنه وحده أن يقرر".

ثم ألتفت الى زانيتا , وتحدث اليها بلهجة عنيفة
وألتفت من جديد الى أدموند قائلا:
" أن الأمر متروك لك يا صديقي , ربما يكون الأمر أسهل بالنسبة لك أذا ذهبت أنت معي وتركت ديليا وزانيتا معا هنا".
فقال أدموند بلهجة قاطعة:
" لا , من الأفضل أن أبقى أنا هنا , فأن وزني أثقل , أما زانيتا فستذهب معك , من الضروري أن تلازم الشاب المريض , فقد يحتاج الى مساعدتها".

فقال كارلو متسائلا بسخرية:
" ومن سيقول لزانيتا هذا؟".
" سأفعل أنا ذلك , المفروض أنني رئيسها وستطيع أوامري , ولكن , هل تعتقد أنك ستتمكن من العودة الينا قبل حلول الظلام؟".
" أنني أشك في ذلك, ربما أضطررت أنت وديليا لقضاء الليلة هنا , وسأتحدث الى الزعيم ليعد لكما مكانا تقضيان فيه ليلتكما".
فقال أدموند:
" حسنا , ليس علينا الآن ألا أن ننقل الشاب المريض الى الطائرة".

فنهض كارلو وأتجه الى الكوخ حيث يوجد الرجل المريض , وألتفت أدموند الى زانيتا وأخذ يتحدث اليها بالبرتغالية , ولم تفهم ديليا شيئا من الحديث , فشغلت نفسها بمشاهدة الأطفال وهم يلعبون وسط الأكواخ وهي تعجب في نفسها من هذا الوضع الشاذ , فهذا هو أدموند زوجها يحاول أن يشرح لزانيتا كيف أنه من الضروري أن تعود هي مع كارلو ليبقى هو معها ... هي زوجته!
وبعد قليل عاد كارلو بصحبة زعيم القبيلة وأم الشاب المريض وأخيه وقال يحدث أدموند:
" لقد تم الأتفاق على أن تبقى أنت وديليا هنا الليلة , وتم أعداد كوخ لكما".
منتديات ليلاس
فوقف أدموند وهو يقول:
"حسنا".
ووقفت ديليا بدورها , وعرضت مساعداتها , وهنا ألتفت اليها أدموند قائلا بلهجة آمرة :
" بل ستبقين أنت هنا في الظل".
فنظرت اليه وهي تتساءل:
" ألست بحاجة الى مساعدتي؟".
فنظر اليها ومد يده كما لو كان يريد أن يلمس وجهها , ولكنه سحبها سريعا
وأدار لها ظهره وأبتعد عنها وهو يقول:
" لا , لست بحاجة الى مساعدتك الآن".

وجلست ديليا من جديد على طرف المقعد الخشبي , وجلست زانيتا على طرفه الآخر , ولكنها قامت فجأة لتتمشى قليلا ثم جلست بجانب ديليا , وأبتدرتها قائلة بلهجة أنكليزية ركيكة:
" لماذا حضرت الى البرازيل ؟ ولماذا تبعت أدموند الى هنا؟".
فأنفجرت ديليا معترضة وهي تقول:
" أنني لم أتبعه , لقد حضرت لأكون بجانب أدموند , لأنني زوجته ولأنني أحبه".

وأتسعت عينا زانيتا ثم لوت شفتيها وهي تشيح بوجهها بعيا أتجاه الكوخ
ثم قالت وهي تحاول تأكيد كلامها:
" أنه لا يبك, وأذا كان يحبك حقا , فلماذا لم يحدث أحدأ بأمر زواجه منك , أن المرة الوحيدة التي تحدث فيها عنك , كانت عندما أصيب بالمرض بعد عودته من الأدغال , فقط كان يهذي بأسمك وهو يعاني من الحمى".
" ماذا تقولين؟".
" أجل سمعته مرارا يهذي بأسمك وبأسم شخص يدعى بيتر ولم أفهم كلامه , وكل ما أستنتجته من هذيانه أن بيتر هذا ربما كان عشيقك!".

ثم تنهدت وهي تقول:
" مسكين أدموند , لقد عاني كثيرا , ولولا وجودي بجانبه لما أستطاع التغلب على مرضه".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:53 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشعرت ديليا في هذه اللحظة بغضب شديد لم تشعر بمثله من قبل, وأدركت أن كل شيء يدور حولها , وجاهدت طويلا حتى لا تلتفت الى هذه المرأة وتصفعها بكل قوتها على وجهها وتنشب فيها مخالبها للقضاء عليها.
وتملكتها غيرة رهيبة لشعورها أن هذه المرأة فعلت مع أدموند ما كان من وأجبها هي كزوجة أن تفعله أثناء مرضه.
منتديات ليلاس
وبعد أن تمالكت نفسها , أحست بأرهاق شديد وبرأسها يؤلمها
ولكنها تماسكت وقالت لزانيتا بصوت خافت:
" أشكرك في أية حال للعناية به حتى تماثل للشفاء".
فضحكت زانيتا بسخرية وهي تقول:
" ها... أنني لم أفعل ذلك من أجلك, بل من أجل نفسي فقد قابلت أدموند مرتين من قبل , مرة في ريو دي جانيرو وسرنا معا على الشاطىء الصخري بينما كان في زيارة لمنزل عائلتي , والأخرى في برازيليا وأنا معجبة به جدا , ولذلك تطوعت للعمل في بيتوروس على أمل لقائه مرة أخرى , وقد حدث هذا بالفعل , أنني أحبه أكثر مما تحبينه وهو أيضا يحبني , ولذلك يجب أن أبقى معه هنا هذه الليلة ولست أنت".

فصرخت ديليا قائلة:
" يمكنك البقاء , فأن هذا لا يهمني في شيء".
ثم قالت وهي تقف:
" ولكن لا تتوقعي مني أن أذهب , فأن من حقي البقاء مع أدموند هنا , بينما أنت لا تملكين هذا الحق".
وأندفعت ديليا تبتعد عن زانيتا لأنها لم تعد تطيق البقاء معها أكثر , وسارت لا تلوي على شيء ولا تعرف ألى أين تتجه , وشعرت بكلمات زانيتا وكأنها ضربات مطرقة تهوي فوق رأسها , ربما تكون على حق في قولها أن أدموند يحبها , وربما كان ذلك هو السبب الحقيقي فعلا في رغبته للبقاء في البرازيل.

وشعرت بالعرق يتصبب على ظهرها وساقيها , ولكنها أستمرت في السير وهي لا تدري الى أين, ولكن هل يهم هذا؟ وهل يهم أي شيء ما دام أدموند لا يحبها بل يحب أمرأة أخرى ؟ ربما كان هذا هو السبب في موقفه الرافض لها منذ حضورها الى بوستو أورلندو ومحاولته أعادتها الى البرازيل.
وتعثرت قدمها في كتلة من الخشب , وسقطت فوق الأرض وفي الحال أمتدت اليها الأيادي تساعدها على القيام , ونظرت ديليا فوجدت مجموعة من الفتيات وقد ألتففن حولها , وكان بعضهن عاريا تماما , وكن جميعا يحدقن وقد بدا عليهن القلق.

تقدمت منها أحداهن ولمست ذراعها وأشارت لها الى الطريق وسط الأشجار , نظرت ديليا الى حيث تشير الفتاة فرأت أحد الأنهار , وأخذت الفتاة تحرك ذراعيها كما لو كانت تسبح , ثم أشارت الى ديليا قم الى النهر من جديد.
وفهمت ديليا أن الفتاة تريدها أن تذهب معهن للأستحمام وحتى تتأكد من ذلك , أشارت ديليا الى نفسها ثم الى النهر وأخذت تحرك ذراعيها كما لو كانت تسبح , فأبتسمت الفتاة وهزت رأسها بالأيجاب.

فرحت ديليا بهذه الفكرة, فصحبتها الفتيات الى الشاطىء , حيث وجدت المزيد من الفتيات والأطفال , وما أن رأوا ديليا حتى تجمعوا حولها يبدون أعجابهم بملابسها ومجوهراتها , ثم أشارت لها الفتيات بخلع ملابسها لتصبح عارية مثلهن , فخلعت قميصها وسروالها , ونزلت الى النهر , وكانت المياه صافية , وأنطلقت ديليا تغوص في الماء تارة وتسبح تارة أخرى وقد بدأت تشعر بالأنتعاش.
ونسيت لفترة جميع همومها ومضت تمرح مع الفتيات.
منتديات ليلاس
وخرجت من النهر وجلست على الشاطىء مع الفتيات تعلمهن كيف يبنين القلاع من الرمال , وأخذت ترسم لهم صورا للقطارات والعربات والطائرات والفتيات يضحكن بسعادة.
وشعرت ديليا بالصداع , فعادت الى مياه النهر للسباحة من جديد , وتبعها عدد من الصبية وهم يتصايحون.
وسمعت ديليا أصواتا عالية , فنظرت الى الشاطىء ورأت مجموعة من رجال القبيلة يتحدثون مع الفتيات.

وغطست ديليا في الماء وهي تسبح مبتعدة عن الشاطىء , ولاحظت أن بعض الصبية يتبعونها وهم يضحكون ويشيرون اليها ثم الى الماء , فنظرت حولها فرأت شيئا غامضا يسبح في المياه
فنظرت في حيرة وفجأة وجدت أدموند أمامها.
فصاحت ديليا تسأله:
" ماذا تفعل هنا؟".
" أبحث عنك , أنك حقا مجنونة , لماذا ذهبت هكذا دون ان تبلغي أحدا بذلك . لقد بحثت عنك في كل مكان , لماذا تركت القرية؟".
" لأنني ... لأنني ... لم أستطع البقاء مع زانيتا والأستماع اليها أكثر من ذلك , أدموند أنني سأعود الى بوستو أورلاندو مع كارلو , ويمكنها البقاءمعك أذا كان هذا ما تريده أنت".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:54 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ونظر اليها أدموند وقد بدت الحيرة على وجهه , وقال:
" ما هذا الذي تقولينه ؟ لقد أقلعت الطائرة منذ ساعة تقريبا , كارلو لم يستطع الأنتظار أكثر من ذلك ليتمكن من الوصول الى بوستو أورلاندو قبل أن يحل الظلام".
ثم نظر اليها بدهشة وهو يسألها:
"ماذا قالت لك زانيتا؟".
" قالت من المفروض أن تبقى معك بدلا مني ... وقلت لها بأمكانها أن تفعل ذلك , فهل بقيت هنا؟".
منتديات ليلاس
" بالطبع لا , طلبت منها الرحيل وهي تعرف جيدا كيف تطيع الأوامر , لقد رحلت منذ ساعة , وظللت أبحث عنك وأنا أغتقدك قد ضللت طريقك في الأدغال".
ثم نظر اليها نظرة غريبة وهو ينفجر فيها قائلا:
" أياك أن تفعلي هذا مرة أخرى , هل تسمعين؟".
فقالت ديليا بغضب:
" تعتقد أنه من حقك أنت الأختفاء لعدة أسابيع أو شهر أو ربما لأكثر من عام بدون أن أعرف عنك شيئا , ثم تحاسبني لأنني أختفيت عن نظرك لفترة قصيرة ؟".

وغطست في الماء من جديد , وعندما طفت رأته ما زال يقف بجانبها وهو ينظر اليها بنوع من التهكم , وقال:
" أنك دائما تختارين الأماكن الغريبة لنناقش فيها أمورنا".
" أنني لم أفعل هذا , لقد أخترت أنت المكان, وأنت الذي سبحت خلفي الى هنا, كما أنني لم أكن أتناقش , ولكنني كنت أعبر عن رأيي , والآن أنت تعرف شعوري , وكيف كنت أشعر بالقلق عندما رحلت وغبت عني لمدة ستة عشر شهرا بدون أن أعرف مكانك".
" كان بيتر يعرف مكاني , وما كان عليك ألا أن تسأليه!".

" فعلت ذلك ولعدة مرات , ولكنه قال لي أنك طلبت منه ألا يعرّفني بمكانك , ثم بعد ذلك قال أنه لا يعرف عنك شيئا على الأطلاق".
وأخذت ديليا تسبح عائدة الى الشاطىء , وتبعها أدموند وتقدمت الفتيات اليها وهن يتحدثن ثم صحبنها معهن بعيدا عن أدموند خلف شجرة كبيرة , وقدمت لها أحداهن وشاحا طويلا من النسيج القطني وأشارت لها بأن تضعه فوق جسدها , فأخذت ديليا الوشاح ولفته حول جسدها على هيئة الساري الهندي , فصفقت الفتيات بسعادة ونزعت أحداهن زهرة حمراء كبيرة من شعرها , رشقتها في شعر ديليا خلف أذنها , فصفقت الفتيات من جديد وهن يضحكن.

ثم أخذتها أحدى الفتيات من يدها , وصحبتها الى حيث كان يقف أدموند الذي كان قد أرتدى ثيابه , وأمسكت الفتاة بأحدى يديه , فوضعتها في يد ديليا , وفجأة وقف الجميع في صمت تام
فجذب أدموند ديليا اليه وهو يهمس قائلا:
" أعتقد أنهم يتوقعون مني أن أبدي أعجابي بك , ولو أنني لا أبدو مناسبا لك وأنا أرتدي هذه الثياب".
" ربما يكون من الأفضل لك أن تضع مثلهم بعض الريش في شعرك وتطلي وجهك بالطلاء الأحمر!".
" وهل أعجبك لو فعلت هذا؟".

ودهشت ديليا لقوله , فهمست قائلة:
" لا , فأنت تعجبني كما أنت , وكان هذا شعوري نحوك دائما".
فأحنى أدموند رأسه وعانقها.
وظلت ديليا لفترة طويلة تسير وكأنها في حلم جميل وهي تستعيد مشهد عناقها , وسارت مع أدموند ووراءهما مجموعة الفتيات الى القرية.
وبعد أن ولا الى القرية , صحبهما أحد كبار رجال القبيلة في جولة بين الأكواخ , وكان يتحدث القليل من البرتغالية.

وقال لهم أن قبيلته مشهورة بصناعة الأواني الفخارية , وقادهما الى أحد الأكواخ حيث وجدوا بداخله رجلا مسنا يصنع وعاء من الفخار , وقد تناثرت حوله الكثير من الأواني الجميلة الصنع من جميع الأشكال والأحجام.
وأبدت ديليا أعجابها الشديد بمهارة الرجل , وأشترت بعض الهدايا , كما أشترى أدموند بعضا منها.
وعندما خرجوا من الكوخ , كان قرص الشمس يكاد يختفي وراء الأفق , وقد أكتست السماء لونا جميلا وهو خليط من البرتقالي والقرمزي والذهبي.
منتديات ليلاس
وتناولا الطعام في منزل الدليل الذي يرافقهما , وكان مكونا من السمك والأرز والفاصوليا وعصير الفواكه الطازجة.
وبعد أن أنتهوا من تناول الطعام , خرجوا جميعا ليشاهدوا الرقص الذي يقدمه رجال القبيلة , وكان القمر قد بزغ وبدأ ضوءه ينتشر في المكان.
وبدأ الرقص على قرع الطبول المدوية , وأشترك فيها ستة من رجال القبيلة يضعون حول وسطهم أحزمة يتدلى منها ما يشبه الحشائش الصفراء , وقد أرتدوا أغطية رأس من الريش الطويل الزاهي اللون , ووضعوا أجنحة من أوراق الشجر العريضة الخضراء.

كان المنظر رائعا وشاعريا , وشعرت ديليا بحواسها تتيقظ وهي تجلس بجانب أدموند على كتلة خشبية , وبدأ الرقص ودقات الطبول أيقظت حواسه هو أيضا , فشعرت بذراعه العارية تلامس ذراعها , وكان ملاصقا لها , ثم أمتدت ذراعه لتحيط بخصرها , وأصابعه تتحرك برقة فوق ظهرها.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:55 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبدأ قلبها يدق بشدة وقد أثارتها الطبول الصاخبة وشعرت بأدموند يضغط بأصابعه على خصرها وهو يقربها منه
وأحست بأنفاسه وهو يقترب منها ليهمس في أذنها قائلا:
" هيا بنا نذهب للنوم".
" أين؟".
" في الكوخ الذي أعد لنا".

" ألا يجدر بنا أن ننتظر قليلا , فقد يشعرون بالأستياء أذا نحن غادرنا المكان قبل أنتهاء الرقصة؟".
" لا أعتقد ذلك , أبلغت الرجل الذي كان يصحبنا أننا لن نمكث طويلا , وقد بدا متفهما تماما ... تعالي".
وأمسك أدموند بيدها , وقادها بين الأعشاب الطويلة الى حيث توجد الأكواخ , وكان الجو دافئا ومشبعا برائحة الغابة والسكون يلف المكان الذي بدا حالما في ضوء القمر.

ولم تكن ديليا تسمع سوى دقات الطبول المثيرة التي أشعلت حواسها .
وداخل الكوخ كان يوجد مصباح معلق في أحد القوائم الخشبية التي يستند اليها السقف
ونظرت ديليا حولها وصاحت قائلة:
"أوه , لا يوجد سوى فراش واحد معلق".
ثم توقفت أمام الفراش الذي بدا عريضا , وقالت:
" الأفضل أن نذهب ونطلب منهم فراشا آخر".
فقال أدموند بعدم أكتراث وهو يخلع قميصه:
" ولكننا لسنا بحاجة ألى فراش آخر , هذا الفراش كبير ويكفي لنا".
منتديات ليلاس
ووقفت ديليا في مكانها يتنازعا شعوران , شعور بالخوف وشعور بالرجاء , وهي لا تفهم تماما ماذا يقصد أدموند.
ثم خلع أدموند سرواله وعلقه مع القميص في أربطة الفراش المعلق , وتقدم نحو ديليا التي وقفت تنظر اليه وقد بدا لون صدره وكتفيه العاريتين بونزيا جذابا في الضوء الخافت وأرتسمت أبتسامة غامضة على شفتيه
وقال لها دموند:
" هل ستذهبين الى الفراش وأنت تلفين حول جسدك هذا الوشاح أم تريدين أن أساعدك على خلعه؟".
فرفعت يديها لتحل عقدة الوشاح
وهمست وهي تنظر الى أدموند:
" هل أنت متأكد؟".

" متأكد من ماذا؟".
فسألته بصوت مرتجف:
" هل أنت متأكد من أنك تريدني أن أشاركك هذا الفراش , لم يبدو عليك ذلك من قبل".
فقال وهو يأخذ منها الوشاح ليعلقه:
" أنسي كل شيء عن الماضي".
ثم قال وهو يتجه الى الفراش:
" المشكلة الآن هي كالمعتاد : كيف ندخل الى الفراش بدون أن نتيح فرصة للبعوض بالدخول معنا".
ثم ألتفت اليها يسألها:
"هيه , هل أنت على أستعداد للصعود الى الفراش؟".
ومد أدموند يده لها , فأمسكت بها وهي تشعر كما لو كانت مسلوبة الأرادة , وصعدت الى الفراش ودخلت تحت الشباك الواقية من البعوض
وقال لها أدموند بصوت آمر:
" أخلعي حذاءك وناوليه لي".
فأطاعته , وبعد أن أعطته الحذاء , أستلقت على ظهرها في الفراش وقد تلاحقت ضربات قلبها, وكان يتهيأ لها أن صدى الضربات يتردد في جنبات الكوخ.

كان الفراش يتسع بالفعل لشخصين ملتصقين ببعضهما البعض, وأثارتها فكرة نومها بين ذراعي أدموند وشعرت بنيران تشتعل في داخلها , وأطفأ أدموند المصباح , ثم سمعته يضحك وهو يمسك بحافة الفراش ليصعد اليه وهو يقول:
" أرجو ألا يسقط بنا".
وتأرجح الفراش بينما كان أدموند ينزلق الى جانبها , وأحست ديليا بدفء قدميه وساقيه العاريتين وهما تلتصقان بها , ثم دفع بذراعه تحت كتفها , فأسندت رأسها على صدره وهي تستمع الى دقات قلبه.
وهمس أدموند يسألها:
" هل تشعرين براحة هكذا؟".
" نعم , شكرا".

وشعرت بصدره يعلو ويهبط وهو يضحك
ثم قال وهو يحاول أن يقلّد كلامها :
" نعم , شكرا , أنك دائما مهذبة للغاية وأنت تستخدمين مثل هذه الكلمات ".
" لقد تعودت على ذلك منذ كنت طفلة صغيرة في المدرسة وعندما كنت أذهب عند خالتي مارشا".
" هل ألتقيت بها مؤخرا؟".
" لا , ولكنها أرسلت أليّ خطابا تعاتبني فيه لأنني لم أستمع الى نصيحتها وتحذيرها لي بشأنك".

فصاح بدهشة:
" وهل حذرتك مني؟ ومتى حدث هذا؟".
" كان ذلك بعد أول لقاء لي معك, نصحتني في ذلك الوقت بعدم التورط في علاقة معك , وعندما رفضت الأستماع اليها , وصفتني بأنني غبية".
وأعقب ذلك فترة صمت , قطعها أدموند قائلا بصوت خافت:
" ربما كانت على حق , لقد كان من الأفضل لك أن تتزوجي شخصا مثل بيتر , فأنه كان سيسعدك ويبقى الى جانبك ويوفر لك منزلا مريحا , أنني لا أزال لا أفهم لماذا لم تحاولي الحصول على الطلاق مني!".

" لم أكن أستطيع فعل ذلك , من دون أن أراك أولا".
" لقد فهمت من بيتر أن هذا لا يهم في شيء , طالما أنني أبلغته بوصفه المحامي الموكل عني بموافقتي على الطلاق وقال أنه سيبلغني بتطورات الأمور , ولكنه لم يفعل ذلك أبدا".
" وهل كتبت اليه؟".
" مرتين".
" ولماذا لم تكتب اليّ؟".
وسادت فترة أخرى من الصمت , ثم شعرت بأصابعه تتخلل شعرها وتعبث به
وهو يهمس قائلا:
" لم أعتقد أنك تريدين أن تسمعي أي شيء عني بعدما حدث بيننا , يا ألهي لو عرفت مقدار ما شعرت به من ألم!".

وأحست ديليا وكأن هذه الكلمات تخرج من أعماقه , فشعرت برغبة شديدة في التخفيف عنه , فرفعت يدها ولمست وجنته بأصابعها وهي تربت عليه برفق
وهمست قائلة:
"لقد كانت غلطتي".
وأضاف وهي تشعر بالراحة لأنها أعترفت له أخيرابأنها أخطأت .
" لم يكن من اللائق أن أتصرف بتلك الطريقة ولكنني كنت خائفة ولم أفهمك , فقد كنا نعرف القليل عن بعضنا , وكان بيتر قد أخبرني أنك ربما تكون غير مخلص لي وأنت بعيد عني".
منتديات ليلاس
فقال أدموند بحدة:
" بيتر , بيتر , يبدو أن كل شيء يدور حوله , لقد كنا حتى نتصل ببعضنا عن طريق بيتر!".
" أنني أعرف ذلك , ولقد حاولت الأتصال بك , ولكنه كان دائما بيننا , وفي تلك الليلة , عندما عدت الى المنزل ولم أجدك , أنتظرت طوال الليل وكنت أود أن أعتذر اليك ., ولكنك لم تحضر وأنتظرت أن تتصل بي في الصباح ولكنك كنت قد رحلت , يا أدموند كم كان الأمر فظيعا!".

وتساقطت الدموع من عينيها على صدره , فرفع وجهها اليه وهو يجفف دموعا , ثم طبع قبلة رقيقة على خدها.
وشعرت ديليا بشفتيه دافئتين , فأستجابت له وأحاطت عنقه بذراعها وهي تضغط عليه وتقربه منها كما لو كانت تقول له أنها لا تريده أن يبتعد عنها , وشعرت بأصابعه تلمس كل جزء من جسدها بحنان
ورفع أدموند رأسه وهو يقول هامسا:
" ديليا, أنت تعرفين ما الذي أريده منك الآن ؟ ولكن , هل تريدين أنت ذلك أيضا ؟ أنني لن أحاول أن أخيفك مرة أخرى".

فأحتضنته ديليا بقوة وهي تشعر بسعادة كبيرة وجسدها يلتصق بجسده وهمست قائلة:
" نعم يا أدموند , أرجوك , لقد أشتقت اليك كثيرا , وأنتظرت هذا اللقاء منذ فترة طويلة وكنت أتوق اليه , كنت في شوق الى حبك , ولهذا جئت الى البرازيل لأكون الى جانبك".
وأندفع أدموند يحتضنها بحب وأستجابت له ديليا وتأرجح الفراش وهما يتعانقان وصوت الطبول يدوي في الخارج بعنف.

نهاية الفصل الخامس


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 02:51 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أماريج إنت بحر لا ينضب
عن جد إنت رائعة
شكراً على المجهود

 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
flora kidd, رمال في الاصابع, night of the yellow moon, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, فلوراكيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t151212.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظ…ط§ظ„ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§طµط§ط¨ط¹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 22-08-16 05:37 AM
ط§ط³ظ… ط§ظ„ط±ظˆط§ظٹط© ط±ظ…ط§ظ„ ظپظٹ ط§ظ„ط§طµط§ط¨ط¹ liilas This thread Refback 14-08-14 03:46 AM


الساعة الآن 09:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية