لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-10, 06:33 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت الغرفة معتمة غير متجددة الهواء , ولكنها كانت نظيفة للغاية , وكان فيها سريران أحاطت بهما شباك للوقاية من الناموس , وفي أحد أركان الغرفة باب يؤدي الى حمام صغير ولم يكن هناك أي شيء خلاف ذلك سوى حقيبة سفر وضع عليها قفل.
قالت ريتا وقد لاحظت دهشة ديليا لوجود القفل على الحقيبة.
" أننا هنا لا نترك شيئا دونأن نوصده وليس لأن الناس يسرقون , ولكن لأنهم أعتادوا أن يتقاسموا كل شيء فيما بينهم , لذلك فهم يفترضون أن ما نمتلكه نحن يعتبر أيضا ملكا لهم".
وألتفتت ديليا خلفها لتجد عددا من الهنود وقد تبعوها الى الغرفة , ووقفوا يحملقون في حقائبها التي وصلت قبلها , وتقدم بعضهم ليلمسها , فشعرت ديليا بالخوف وهي تقاوم رغبتها في الفرار منهم وهم يتلمسون شعرها ورداءها والميدالية التي تتدلى من عنقها.
منتديات ليلاس
فقالت ريتا باسمة :
" يتوقعون أن تقدمي لهم بعض الهدايا , هل أحضرت شيئا معك؟".
وفتحت ديليا أحدى حقائبها , فتجمعوا حولها في ترقب , أخرجت بعض الحلوى ووزعتها عليهم , فأخذوها فرحين وخرجوا من الغرفة.
وقالت ريتا وهي تخرج:
" أعتقد أنك تريدين الأغتسال , وتغيير ثيابك , غرفتي ملاصقة لك , وعندما تستعدين , سأكون في أنتظارك".
وبعد أن أغتسلت ديليا وبدّلت ثيابها , أتجهت مع ريتا الى مبنى كبير يشبه المخزن , له سقف ولكن ليست له جدران.

وعندما وصلتا الى المكان , كان لويز ومانويل يستلقيان فوق بعض الشباك يدخنان السيكار ويتحدثان
نزل لويز من فوق شبكة النوم ندما رأى ديليا ورحّب بها قائلا:
" سنقوم بجولة في أنحاء المكان , تعتبر بوستو أورلاندو أحد أهم المواقع التي يتكوّن منها المركز العام لرعاية القبائل الممتد الى الداخل لآلاف الكيلومترات , وفيه المستشفى المعد لأستقبال المرضى من القرى النائية حيث يمكن أيضا أجراء بعض الجراحات البسيطة .

وتوجها الى المستشفى التي كانت تقع في مبنى حجري , جدرانه سميكة تمنع تسرب الحرارة الى الداخل ,وفي مدخل المستشفى حيث كانوا يحتفظون بالمعدّات والأمدادات الطبية , قدّمها لويز الى الممرضة التي سألها بعض الأسئلة بالبرتغالية , فأشارت الى أحد الأبواب في الطرف الآخر من المدخل.
وقال لويز محدّثا ديليا:
" أدموند هنا كما توقعت , لقد سعدنا جدا بحضوره الى المركز , لأن الطبيب الذي يعمل معنا عاد الى بلاده في أجازة , ومعظم الأطباء هنا من المتطوعين".
شعرت ديليا بالأضطراب وهما يتجهان الى عنبر المرضى , وكانت حبات العرق تتساقط على جبهتها , ولكنها حاولت التماسك لتبدو طبيعية.
وعندما دخلا الى العنبر , رأت ديليا رجلا ينحني فوق أحد الأسرّة في نهاية العنبر ووقفت الى جانبه مريضة متقدمة في العمر.

عرفت ديليا أنه أدموند برغم أنها لم تر وجهه, كان شعره يلمع تحت أشعة الشمس البسيطة التي تسللت الى العنبر وقد تركه يطول , وأحاطه من فوق جبهته بشريط ملون كما يفعل الهنود.
وعندما أقتربت ديليا , كان أدموند يتحدث بصوت هادىء بالبرتغالية , رفع وجهه فجأة فرآها , برقت عيناه الزرقاوان وأتسعتا من الدهشة وهو يجول ببصره بينها وبين لويز , ولكنه لم ينطق بحرف واحد.
فصاح لويز قائلا:
" يا ألهي ! ما هذا يا أدموند؟ أتعرف هذه المرأة الصغيرة؟".

وأستعاد أدموند حالته الطبيعية سريعا , ونظر الى ديليا بثبات وقد أرتسمت على فم أبتسامة سخرية خفيفة , وحاولت ديليا أن ترسم أبتسامة على شفتيها وهي تقاوم رغبة عنيفة في الأرتماء بين أحضانه.
وقال أدموند يحييها في صوت هادىء:
" أهلا؟ يا ديليا أنها حقا مفاجأة لي".
ثم نظر الى لويز وهو يضيف:
"كنت أعتقد أنك تتوقع وصول صحفية".
" هذا صحيح . أنها زوجتك التي حضرت بصفة صحفية لعقد لقاءات معنا تساعدها في كتابة بعض المقالات".
فتساءل أدموند في دهشة وهو ينظر الى ديليا :
" هل حقا ما يقول؟".
منتديات ليلاس
فهزت ديليا رأسها بالأيجاب , وهي تخشى أن يفضح صوتها ما يعتمل داخلها من مشاعر
فأضاف أدموند:
" أن هذا سيفيدك كثيرا , أهنئك على هذه الوظيفة الجديدة".
فشكرته ديليا بصوت منخفض , ولاحظت أن لويز يراقبهما بأهتمام
فقالت:
" كيف حالك؟".
وكان أدموند قد فقد الكثير من وزنه , وبدا أكثر نحولا , ولكن عينيه أحتفظتا ببريقهما , ورد بعدم أكتراث:
" بخير".
ثم ألتفت الى لويز يسأله :
" لماذا لم تخبرني بأن ديليا ستحضر الى المركز؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-11-10, 06:34 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فردت ديليا متلعثمة :
" أنا ... أنا طلبت منه ذلك .... وسأشرح لك الأمر فيما بعد".
فقال لويز:
" نعم . نعم , يمكنكما أن تؤجلا الحديث لحين عودتكما الى غرفتكما , والآن نتركك لتنتهي من عملك وسأصحب ديليا في أنحاء المكان".
لم تحاول ديليا النظر الى الخلف وهما يغادران المبنى حتى لا تفضح مشاعرها أمام أدموند".
وعندما خرجا من المستشفى , سألها لويز وهو يهز رأسه بدهشة:
" لا أستطيع التصور أنت وأدموند تتقابلان بدون أي عناق! أن أي واحد يراكما يعتقد أنكما لستما سعيدين بهذا اللقاء , ألست سعيدة بلقاء أدموند؟".
" بالطبع , سعيدة جدا".
منتديات ليلاس
كانت ديليا صادقة في هذا القول , بل كانت أكثر من سعيدة بلقاء أدموند من جديد , ولكنها حاولت كل جهدها لتكتم هذه الفرحة.
ورأت أنها يجب أن تعطي تفسيرا للّقاء البارد بينها وبين أدموند , فأضافت:
" ولكن أنت تعرف أننا لم نتعود أظهار عواطفنا أمام الغرباء".
" آه, الآن وضح الأمر لي , لقد نسيت أن الأنكليز يخجلون من أظهار عواطفهم في الأماكن العامة , أن اللقاء الحقيقي سيتم في غرفتكما , وربما يكون هذا أفضل , والآن تعالي, سأصحبك داخل أحد أكواخ قبيلة كورو وهي أحدى القبائل التي تقيم الآن بالمركز".

وكان المكان معتما ورطبا بالداخل , وهناك رجل وأمرأة يطهوان السمك فوق أرض الكوخ , والدخان الناجم عن نيران الطبخ يخرج من فتحة في السقف.
وبعد أن خرجا من الكوخ , سارا ببطء عائدين الى المبنى , وكان لويز يشرح لديليا خلال الطريق كيف تسير الأمور في المركز.
لم تكن في حالة تسمح لها بأستيعاب كل ما يقوله , كانت في حالة يرثى لها بسبب الرطوبة الشديدة وحرارة الشمس , أقترح عليها لويز أن تستريح قوق أحدى الشباك المعلقة في المبنى حتى يعود اليها.

ولم تكن ديليا تعرف كيف تتسلق الشبكة المعلقة , المتسعة الى الحد الذي يمكن لشخصين الأستلقاء عليها معا , فجلست على حافتها بحذر وهي تخشى السقوط منها .
وفجأة سمعت صوت أدموند يقول لها:
" أخلعي حذاءك قبل الأستلقاء فوق الشبكة".
ونظرت الى أعلى بدهشة فرأت أدموند يمر بها متجها الى الشبكة الأخرى , وقفز اليها بسهولة بعد أن خلع حذاءه.
أنحنت ديليا تخلع حذاءها , وألقت بنفسها فوق الشبكة كما فعل أدموند , وبالرغم من ذلك فأن ديليا لم يمكنها الشعور بالراحة , فقد أخذ الناموس في مهاجمتها وهي تحاول أن تبعده عنها.
وقذف اليها أدموند بعلبة سكائر , فألتفتت اليه وكان يستلقي في أسترخاء تام وقد تدلت أحدى ساقيه من فوق الشبكة
نظر اليها في سخرية من خلال دخان سيكارته وهو يقول :
" التدخين هو الوسيلة الوحيدة لأبعاد الحشرات , ما لم تكوني ترغبين في طلاء جلدك بالسائل الذي يستخدمه الهنود , ألم تحضري معك كمية من السكائر؟".
منتديات ليلاس
" بلى , ولكنها في الحقيبة ".
أخرجت ديليا سيكارة وأشعلتها , ولم تكن قد دخنت من قبل , فأخذت تسعل عندما دخل الدخان الى حلقها , ودمعت عيناها , وسمعت أدموند وهو يضحك عليها , فتولاها شعور بالحزن , كم هو قاس معها , كيف يكون بهذه القسوة في الوقت الذي تمتلىء نفسه بالمشاعر أتجاه الشعوب البائسة المحتاجة الى مساعدة! ولكن ربما لا يحبها ولم يحبها أبدا.
وبعد أن هدأ سعالها
سألها أدموند:
" هل كنت تعرفين أنني في هذا المكان؟".
" تسلمت خطابا عرفت منه أنك وصلت الى هذا المكان بعد حادث الطائرة في حالة يرثى لها , أوه يا أدموند لماذا لم تتصل بي؟ لماذا لم تخبرني بأنك ستذهب الى البرازيل؟".

نظر اليها أدموند في حيرة , وسكت قليلا ثم قال:
" في الحقيقة , لم أكن أظن أنك تهتمين بمعرفة مكاني , أنني أتذكر تماما أنك كنت آسفة في آخر لقاء لنا لأنني عدت وأفسدت عليك كل شيء, ثم خرجت من المنزل , ولما لم تعودي أعتقدت أنك لا ترغبين في رؤيتي كما قلت , فتركت المنزل وسافرت".
وكانت ديليا تشعر بالندم لأنها تسببت في هذا الفراق الذي وقع بينها وبين أدموند بعد ثلاثة عشر شهر من الزواج.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-11-10, 06:35 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأضاف أدموند في برود:
" أنني مندهش لأننا ما زلنا زوجين, أعتقدت أنك حصلت على الطلاق, وأنك تزوجت بيتر".
" ولكن كيف يحدث ذلك؟ أنني لم أكن أعرف مكان".
" أن هذا لا يهم , فأن محاميا ماهرا مثل بيتر يمكنه التغلب على هذه العقبة والحصول على الطلاق".
" نعم, كان يمكنه ذلك بالفعل.. ولكن... ولكن أنا طلبت منه ألا يفعل ذلك".
فسألها في برود:
" ولماذا؟".
" لأن .. لأنني لم أكن متأكدة , لم أكن أعرف".

وتوقفت ديليا عن الحديث . فأن موقف أدموند العدائي منها جعلها تكتم حقيقة مشاعرها.
وأنتبهت ديليا الى صوت ضحكات , فألتفتت لترى عائلة هندية تسير في طريقها الى الشاطىء بسعادة واضحة, وتمنت في هذه اللحظ لو أنها تشعر بمثل هذه السعادة التي لا يعكر صفوها شيء.
ثم رأت أدموند يقفز من فراشه المعلّق , ينحني ليضع حذاءه , فبدا لها كأي شخص بدائي , وتذكّرت قول خالتها مارشا بأنه يحب الحياة البدائية والذهاب الى الأدغال والعيش مع القبائل, وقالت ديليا تحدّث نفسها : لا بد أنه سعيد في هذا المكان حيث يعيش حياته كما يحلوله.
تقدّم أدموند , فوقف أمامها وأخذ ينظر اليها وهي مستلقية فوق فراشها المعلّق ثم قال:
" يبدو أنك تشعرين بالحر , هل تشعرين برغبة في السباحة؟".

" أليست هناك خطورة من السباحة في هذا النهر؟".
" لا , أنني أرتدي ملابس الأستحمام تحت الشورت , أذا كنت تريدين الأستحمام في النهر , فأذهبي لتغيير ثيابك وسأكون في أنتظارك هنا بعد عشر دقائق , هل تعرفين مكان حقائبك؟".
" نعم, في غرفتك , لقد طلبت مني ريتا مشاركتك غرفتك , أرجو ألا يضايقك هذا".
فردّ بعدم أكتراث:
" ولماذا يضايقني . أذهبي وبدّلي ثيابك ولا تنسي أن تلبسي حذاءك , فأن المكان مليء بالحشرات الصغيرة".

عندما وصلت ديليا الى غرفتها , رأت جماعة من الهنود يجلسون في الشرفة , وعندما رأوها وقفوا وتبعوها الى الغرفة , وشعرت ديليا بالخوف , ولكنها رأتهم يشيرون الى حقيبتها , فتذكّرت الحلوى أخرجت بعضها ووزّعتها عليهم , فغادروا الغرفة على الفور.
منتديات ليلاس
أغلقت الباب وأوصدته من الداخل , ولكنها لمحت الهنود وهم يتلصصون من خلف شقوق النافذة المغلقة لينظروا اليها.
وعندما خرجت وهي ترتدي ثوب الأستحمام , تبعوها الى حيث كان أدموند في أنتظارها
وعندما رآها أبتدرها قائلا في سخرية:
"أرى أن لك جمهورا من المعجبين".
فقالت وهما يتجهان الى الشاطىء الرملي:
" أنهم معجبون بالحلوى التي أحضرتها معي ".
فسألها وهو يخلع قميصه وبنطلونه القصير:
" أي نوع من الحلوى؟".
" أنه من حلوى تالبوت , ولكن لماذا يحب الهنود الحلوى الى هذه الدرجة؟".

" لأنهم لا يتناولون الحلوى ولا يستعملون السكر , ليست لديهم فاكهة طازجة , أرجو أن تستبقي لي بعضا من الحلوى التي أحضرتها معك".
وجرى أدموند لينزل الى النهر , وتبعته ديليا وهي تشعر بالسعادة لأنها معه.

أستلقت ديليا على ظهرها فوق الماء , وفوجئت بعدد من الأطفال الهنود يتصايحون وهم يتقاذفون الكرة في الماء, وقد أحاطوا بها , وألقى أحدهم بالكرة اليها ووجدت نفسها تشترك معهم في اللعب , ثم أنضم اليهم أدموند , وأستمروا يلعبون لفترة من الوقت ثم خرجت ديليا من النهر وهي تشعر بالسعادة, وأستلقت فوق منشفتها وهي تراقب أدموند الذي تبعها ,جلس الى جانبها وقد مد ساقيه الطويلتين وأستند الى ذراعيه
وقال متأملا في الأفق:
"السباحة هنا ليست مثل السباحة في البحر, ولكنها أحسن من لا شيء , كنت أتخيّل نفسي أسبح في البحر عندما فقدت في الأدغال".
" هل تألمت كثيرا؟".
" أن أسوأ ما مر بي هو سقوط الطائرة وأكتشافي أنني الشخص الوحيد من الركاب الذي كان لا يزال على قيد الحياة , وبعد ذلك تسلطت على تفكيري فكرة واحدة, هي الوصول الى المركز في أسرع وقت ممكن, وقد أستعنت ببوصلة الطائرة التي لم تدمر في الحادث لمعرفة طريقي".

" كم أستغرقت من الوقت لتصل الى هنا؟".
" أخبرني لويز أنني أمضيت ثلاثة أسابيع في الأدغال قبل الوصول الى المركز".
" ومن كان معك على الطائرة؟".
" الطيار وشخصان آخران تابعان لأحدى المنظمات الدولية , وكنا في طريق عودتنا من فيتينال بعد الأنتهاء من بعض البحوث , المؤسف حقا أننا لم نكن نرغب في مغادرة فيتينال فقد قضينا وقتا ممتعا فيها".
وتوقف أدموند عن الحديث وهو يستلقي على المنشفة ويرفع يده ليحجب أشعة الشمس عن عينيه
وأضاف:
"وبعد موت أنغريد وبيل أصبحت الشخص الوحيد المتبقّي من الفريق".

نظرت ديليا اليه بطرف عينها وقد شعرت برنة أسى في صوته , فسألته في حذر:
" وهل كانت أنغريد وبيل أيضا متخصصين في الطب الأستوائي؟".
" لا , بيل كان متخصصا في التاريخ الطبيعي وأنغريد على ما أعتقد كانت متخصصة في علم الأجتماع , لقد كانت اروع من قابلت في حياتي".
ثم توقف لحظة قبل أن يضيف بصوت هامس كمن يحدث نفسه:
"لا أستطيع أن أصدق حتى الآن أنني لن أراها مرة أخرى".

وأرتجفت ديليا وهي تستمع الى هذه الصرخة التي خرجت من أعماق أدموند وتولاها الفضول لتعرف المزيد عن هذه المرأة , ونظرت الى أدموند المستلقي بجوارها , وشعرت برغبة شديدة في أن تمد يدها لتلمس صدره العاري ولكنها أفاقت الى نفسها وأنتفضت واقفة فرفع أدموند يده عن عينيه ونظر اليها بدهشة متسائلا:
" ماذا حدث؟".
" لا شيء ... أنني ... أنني أريد العودة الى الغرفة لأضع بعض الثياب , الشمس حارقة هنا , هل يمكنني أخذ منشفتي؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-11-10, 06:35 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فنهض أدموند واقفا وهو يسحب المنشفة ويسلمها لها قائلا:
" سأذهب معك . فأنني أريد أن أرتدي قميصا نظيفا".
وفي طريقهما الى غرفتهما , قابلا ريتا التي أبلغتهما بأن طعام الغداء قد أعد.
وقالت تحدّث أدموند:
" لماذا لم تقل لنا أن لك زوجة على هذا القدر من الجمال؟".
ولكن أدموند تجاهل حديثها , ومضى الى الغرفة بدون أن يلتفت اليها.

وتبعته ديليا الى الغرفة , ولم تجد أحدا من الهنود في الشرفة هذه المرة , وخلع أدموند ثوب أستحمامه في الغرفة بدون أي حرج ووضع قميصا وشورتا نظيفا , أما ديليا فبدّلت ثيابها في الحمام , وعندما خرجت كان أدموند يجلس على حافة الفراش يقرأ في صحيفة أحضرتها معها , وأدركت على الفور أنه فتح حقائبها
فتولاها الغضب للحظة , وكانت على وشك أن تقول له أنه لا يحق له التفتيش في حقائبها بدون أذن منها , ولكنها تراجعت وهي تفكر بأن أدموند لم يفعل ذلك عن قصد , وأنه مثل الهنود يعتقد أن من حقه مشاركتها في كل شيء.
منتديات ليلاس
نظر أدموند اليها وأخذ يتفحصها بعينيه ببطء , ثم قال:
"ريتا على حق فأنت جميلة , لقد نسيت كم أنت جميلة".
وأرتبكت ديليا , وشعرت بالسعادة لأنه ما زال يراها جميلة , ولكنها أستاءت لأنه نسي ذلك".
ثم أضاف أدموند:
" ولكن لا بد أن يكون بن ديفيز فقد عقله ليرسلك الى هذا المكان لتكتبي له مقالات".
كانت تود لو تقول له أنها حضرت الى هذا المكان من أجله فقط , ولكنها تراجعت , كانت تشعر أنه ما زال يتخذ حيالها موقفا عدائيا , فقالت:
" ولماذا لا يرسلني بن ديفيز , لقد عملت معه لفترة طويلة , وكان عليه أن يتيح لي مثل هذه الفرصة لأثبت كفاءتي".

" أعرف ذلك , وأنا سعيد لأنه أتاح لك الفرصة أخيرا , ولكن كان يمكنه أن يرسلك الى أي مكان آخر أكثر ملائمة لك, فأن مثل هذه الأدغال ليست المكان المناسب لك".
فقالت محتجة:
" أنني لا أرى سببا لذلك , فنساء كثيرات غيري حضرن الى هذا المكان وأقمن فيه , لقد أخبرتني بنفسك عن السيدة التي كانت تعمل معك في فيتينال , وأذا كان بأمكان هذه السيدة السفر الى الأدغال والعيش بين القبائل البدائية , فيمكنني أنا أيضا أن أفعل ذلك".

فردّ أدموند بصوت هادىء وهو ينظر من جديد الى الصحيفة:
" أن أنغريد كانت شخصية لا مثيل لها".
فقالت ديليا وقد بدأت تشعر بالغيرة:
" تعني أنني لست مثلها؟".
" ليس تماما".
" أعتقد أنك لا تريد وجودي في مثل هذا المكان , ليس لأنه غير مناسب لي , ولكن لأنك لا تريدني معك ".

فقال بأنفعال:
" أن ما أريده لا دخل له في هذه المسألة , ما كان يجب أن تحضري الى هنا".
وشعرت ديليا بالأستياء , فبدل أن ينعما بلقائهما ها هما يتشاجران من جديد , وهل هي تغار من أمرأة لم تعد على قيد الحياة
فأنفجرت قائلة:
" أنك ما زلت كما أنت ولم تتغير , أنت لم تردني أبدا الى جانبك , مانويل سانتوس أحضر زوجته معه, أما أنت فتريدني بعيدة عنك , كان عليّ أن أبقى وحيدة في لندن أنتظرك , لم أكن بالنسبة لك سوى فتاة تشاركها الفراش عندما تعود الى لندن , ثم لا تلبث أن يعاودك الحنين الى الأدغال فتتركها من جديد, أنك لم تكن تريد زوجة, ولذلك ترددت كثيرا قبل أن تقدم على الزواج".

توقفت ديليا عن الحديث وقد شعرت بالدموع تتجمع في عينيها , ونهض أدموند في حركة مفاجئة , ووجدت ديليا نفسها تتراجع الى الخلف رغما عنها
ولاحظ أدموند ذلك فقال لها:
" لا تخافي فأنني لن ألمسك , ربما أكون قد نسيت بعض الأشياء ولكنني لم أنس ما حدث في آخر لقاء لنا عندما لمستك , كما أنني لم أنسى السبب الذي دفعني للزواج منك , وأن كان يبدو أنك قد نسيته , والآن , أذا كنت على أستعداد فلنذهب لتناول الغداء".

وأتجه أدموند الى الباب وخرج من الغرفة , وتبعته ديليا مسرعة لأنها لم تكن تعرف المكان الذي يقدّم فيه الطعام.
دخلا الى أحد المباني حيث وجدا لويز ومانويل وريتا والممرضتين يجلسون الى أحدى الموائد , ونظرت اليهما ريتا وهي تبتسم , وأشارت الى مقعد خال بجوارها , وقالت ليديليا:
" تعالي أجلسي بجانبي , يبدو عليك الأرهاق بسبب الجو الحار والرطوبة".
منتديات ليلاس
وجلست ديليا تتناول الطعام المكوّن من الأرز والفاصوليا ونبات أستوائي يطلق عليه التبيوكا , تناول الجميع طعامهم بسرعة , ثم بدأوا في تناول القهوة وتدخين السكائر لأبعاد الناموس عنهم , فقالت ريتا:
" والآن يمكنك أن تأخذي قسطا من الراحة في غرفتك , وبعد ذلك, ستذهبين معنا أنا وأدموند ومانويل الى أحدى القرى القريبة لزيارة رجل مريض".

كانت ديليا بحاجة الى الراحة فعلا , ألا أنها لم تتمكن من النوم على الفور بسبب الأنفعالات النفسية التي كانت تتصارع داخلها.
ولم يحضر أدموند لينال قسطا من الراحة, فظنّت ديليا أنه لا يريد أن يبقى معها , وأخذت تحدث نفسها قائلة: لماذا حضرت الى هذا المكان وماذا أتوقع؟ هل كنت أتوقع عودة المياه الى مجاريها مع أدموند بنفس السرعة التي دخل بها الحب الى قلبينا؟.
أخذت ديليا تعتقد أن أدموند تغيّر , فقد بدا لها أنسانا غريبا وباردا متحفظا , وفكرت في أنه ربما يعتقد أنها قد تغيّرت أيضا , لقد باعدت الأيام بينهما فترة طويلة.

نهاية الفصل الثاني


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-11-10, 06:37 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


3- دعي كل شيء للقدر

أستغرقت ديليا في النوم أخيرا , وعندما فتحت عينيا من جديد , نظرت حولها بدهشة وهي لا تكاد تذكر أين هي , وفجأة تنبهت الى صوت الباب يفتح برفق, فتذكرت أنها لم توصده من الداخل
ورأت وجه ريتا يطل من فتحته وهي تهمس قائلة:
" هل أخذت قسطا من الراحة؟ أن الوقت قد حان لذهابنا".
فقفزت ديليا من الفراش وهي تسأل ريتا:
" هل يمكنني الذهاب بهذه الملابس؟".

" بالطبع, يمكنك أرتداء أي شيء مريح , نحن هنا في الأدغال ولسنا في نيويورك أو لندن , ولا تنسي أن تحضري معك دفترك وآلة التصوير , كما لا تنسي أحضار بعض الهدايا لرجال القبيلة التي سنقوم بزيارتها , لأنهم يحبون الحلوى والسكائر والصابون أيضا".
وسألت ديليا ريتا وهما تتجهان الى الجيب:
" كم مضى عليك في بوستو أورلاندو؟".

" حوالي ستة أشهر , مانويل يفضّل العمل هنا في الأدال مع عمه , ولكنني أشعر بالتمزق , وأنا حائرة بين رغبتي في البقاء في جواره هنا , وبين لهفتي للبقاء بجانب أطفالي".
" أطفالك؟ كم طفلا لديك؟".
فتنهدت ريتا وهي تقول:
"ثلاثة , كلهم أولاد ثمانية أعوام وستة وأربعة".

" ومن يعتني بهم الآن؟".
" أمي وأخواتي , أنا مطمئنة لعنايتهن الفائقة بهم , ولكنني أفتقدهم بشدة".
" ألا يمكنهم المجيء أثناء العطلة؟".
" مانويل يريد ذلك , ولكن لا يمكنني المجازفة بأحضارهم لأن الملاريا منتشرة هنا ولم يسلم منها أحد , لويز يصاب بها كل شهر مما أثّر على صحته , ومانويل أصيب بها أكثر من مرة , كما أصبت بها أنا أيضا , أما بالنسبة للأطفال , فأن الأصابة قد تكون مميتة".
منتديات ليلاس
" ولكن من الممكن الوقائة منها الآن , لقد أحضرت بعض الحبوب التي تقيني من الأصابة".
" هذا حقيقي ,ولكن يجب المواظبة على تناول هذه الحبوب , وهذا يحتاج الى مال كثير , وهو السبب الذي أتى بزوجك الى هنا, فهو يقوم بأعداد تقرير عن الأموال اللازمة للأمدادت الطبية , وسيقدم هذا التقرير الى المسؤولين لدى عودته الى لندن , قدمت تقارير بشأن هذه المسألة من قبل , ولكن أحدا لم يتحرك".

فقالت ديليا مؤكدة:
" أنا على ثقة بأن أدموند سيدفعهم للقيام بأي عمل".
وكان مانويل يتولى قيادة السيارة , فجلست ريتا بجانبه , وجلست ديليا مع أدموند في المقعد الخلفي , كما جلس معهما شاب هندي يدعى جيكارو يحمل معه بندقية , ويرتدي قبعة عريضة من القش يتدلى من تحتها شعره الأسود الطويل.
كان أدموند يضع قبعة مماثلة , وقد بدا أنيقا ساعده على ذلك قوامه النحيل المتناسق وملامحه الدقيقة .

وتمنّت ديليا وهي تنظر اليه أن تمد يدها لتلمسه , لم تعد تقوى على كتمان حبها له أكثر من ذلك , ولكنها تماسكت , وسألته والسيارة تشق طريقها وسط الأدغال...
لماذا يحمل الرجل الهندي بندقية؟".
" من أهم الأشياء التي يعرفها من يعيش في الغابة , هو ألا يذهب الى أي مكان من غير بندقية أو سلاح, لأنه من السهل أن يضل الأنسان طريقه بين الأدغال , وعندئذ يصطاد أي حيوان للحصول على غذائه".
" وهل كانت معك بندقية عندما ضللت طريقك في الأدغال".
" نعم, أخذت البندقية التي كانت موجودة في الطائرة".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
flora kidd, رمال في الاصابع, night of the yellow moon, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, فلوراكيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t151212.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظ…ط§ظ„ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§طµط§ط¨ط¹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 22-08-16 05:37 AM
ط§ط³ظ… ط§ظ„ط±ظˆط§ظٹط© ط±ظ…ط§ظ„ ظپظٹ ط§ظ„ط§طµط§ط¨ط¹ liilas This thread Refback 14-08-14 03:46 AM


الساعة الآن 06:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية