نظرت اليه بطرف عينها وهي تحدث نفسها : ليته يعرف طبيعة العلاقة بيني وبين أدموند.
وسألته ديليا:
" كيف عرفت أنني زوجته وهو لم يخبر أحدا بذلك؟".
" المسألة لم تكن صعبة , فعندما وصل الى المركز بعد سقوط الطائرة , كان مريضا للغاية ومصابا بالحمّى , ووجدت أنه من الضروري أبلاغ أقاربه , بحثت في أمتعته فوجدت جواز سفره الذي كتب في نهايته قائمة بأسماء وعناوين الأشخاص الذين يمكن الأتصال بهم في حالة الطوارىء , وكان أسمك على رأس هذه القائمة , لذلك كتبت اليك لأبلغك بالأمر".
كان الخطاب الذي بعث به لويز الى ديليا أو شيء يصلها عن أدموند بعد رحيله عن لندن منذ ستة عشر شهرا وأول ما فكّرت فيه هو السفر على أول طائرة متجهة الى البرازيل , كانت تشعر بشوق شديد الى لقاء أدموند والعناية به , ولكنها ترددت حين تذكّرت الأحداث التي أدّت الى رحيله, فبالرغم من أنها ما زالت زوجته , ألا أنهما يعتبران في حكم المنفصلين.
ظلت في دوامة وهي لا تدري ماذا تفعل , وقد أثّر ذلك على أعصابها , وأصابتها حالة من الأكتئاب النفسي, أثّرت على عملها حتى أن رئيسها لاحظ ذلك.
وذات يوم أستدعاها الى مكتبه لمراجعتها في بعض الأخطاء فوجدت نفسها تقص عليه مخاوفها أتجاه دايموند ورغبتها في التوجه لزيارته.
وأستمع اليها بن ديفيز رئيسها في صبر وقد بدا عليه التفكير
ثم سألها:
" هل تريدين الذهاب لرؤيته يا أبنتي؟".
منتديات ليلاس
" نعم , أريد ذلك , ولكنني لا أدري كيف أسافر كل هذه المسافة وحدي , وربما يختفي مرة أخرى لو عرف بأنني سأذهب للقائه".
ولكن ديفيز قاطعها قائلا:
" ولكنه لن يعرف بأمر ذهابك الى بوستو أورلاندو".
فحملقت في وجهه بدهشة وهي تسأل:
"ولكن كيف؟".
فأبتسم ديفيز وهو يقول:
" ستذهبين الى هناك للقاء لويز سانتوس وليس أدموند , سأرسلك في مهمة صحفية كمحررة للمجلة , وستكون هذه أول فرصة لتقومي بالعمل الذي قام به والدك ككاتب للمقالات الجغرافية , كل ما يجب عليك فعله هو أن ترسلي ألى لويز وتطلبي منه الأحتفاظ بأمر ذهابك سرا , وسأكتب اليه بنفسي لأبلغه أنك ستقومين بأعداد بعض المقالات عن المركز الذي يديره , وأعتقد أنه سيهتم بك الى حد كبير أذا عرف أنك أبنة صديقه فرانك فينويك".
توقف ديفيز قليلا ليشعل غليونه , ثم سألها:
"هل لديك فكرة عن عمل زوجك هناك؟".
" طبقا لما عرفته من السيد سانتوس , كان أدموند يقوم بجولة كمبعوث لأحدى المنظمات الدولية لجمع الأموال لشراء الأدوية والمعدات الضرورية للقبائل البدائية , حين سقطت الطائرة التي كان يستقلها مع بعض الأشخاص الآخرين فوق منطقة الأدغال , وكان هو الوحيد الذي نجا من الحادث,وقد ظلّ لبضعة أسابيع ولكنه تمكن من الوصول الى المركز في حالة يرثى لها".
حاول ديفيز أن يطمئنها , وطلب منها الأسراع بأعداد نفسها للسفر,
وفعلا تم أعداد كل شيء , وه هي الآن وصلت الى بوستو أورلاندو تسير بين الأكواخ البدائية وقد تلاحقت دقات قلبها ترقبا للحظة التي سترى فيها أدموند., وكأن وصول طائرة الأمدادات حدث أجتماعي هام في هذه المنطقة المنعزلة.
وبعد الأنتهاء من تناول لقهوة , صحب لويز الطيارين والمضيف والأستاذ رودريغز الى الطائرة , وصحبت ريتا ديليا الى غرفتها وسألتها وهما تتجهان الى أحد المباني الواقعة في ظل أشجار الكافور والموز.
" هل تتحدثين البرتغالية؟"., ولكن لم يكن لديّ الوقت الكافي لأتعلم الا بعض العبارات البسيطة , لذلك لم أستطع فهم ما وجه اليّ من عبارات بالبرتغالية , ولولا أن البعض يتحدث الأنكليزية , لوجدت نفسي في موقف لا أحسد عليه , وأنت أين تعلمت الأنكليزية؟".
" في المنزل, أمي أميركية , وكانت تتحدث الينا دائما بالأنكليزية , ولكن لا تنزعجي , سيمكنك تعلم اللغة البرتغالية بالأستماع الينا , وسأتولى مساعدتك على ذلك قدر الأمكان , أن أدموند يتحدث هذه اللغة بطلاقة الآن".
ووصلتا أخيرا الى حيث توجد غرف الأقامة , وكانت أبوابها تفتح على شرفة طويلة ترتفع عن الأرض ببضع درجات خشبية
وأتجهتا الى نهاية الشرفة حيث فتحت ريتا باب الغرفة الأخيرة وهي تقولأ:
" هذه هي غرفة أدموند , كان من المقرر أن تشاركيني غرفتي على أن ينزل مانويل في غرفة أدموند , ولكن لا داعي لذلك الآن فأنت زوجته".
ثم ابتسمت ريتا وهي تنظر الى ديليا قائلة:
" أعتقد أنه ليس لديك مانع من مشاركة زوجك غرفته؟".
فردت ديليا بسرعة:
" بالطبع لا".
ولكنها كانت تساءل نفسها أذا كان أدموند سيعترض على ذلك.