ولم يكن أمام ديليا سوى الأذعان لرغبته , وسافر أدموند ,وبدأت تشعر بالوحدة , ولكن بيتر لم يتركها , فقد كان يتردد عليها دائما , ويدعوها للخروج معه في بعض الأحيان قائلا أن أدموند طلب منه العناية بها أثناء غيابه.
ومضت الأيام طويلة , وأنقضت سبعة أشهر على غياب أدموند , وأخيرا عاد وقد أزداد نحولا , سعدت ديليا بعودته , وبدا عليه أنه لا يريد التحدث كثيرا عن رحلته وأنه مصمم على التمتع بكل دقيقة من وقته مع زوجته وبين أحضانها.
فذهب الى رئيسها في العمل , وأستأذنه في منحها أجازة لمدة أسبوعين تقضيهما معه.
ومضت حوال ستة أسابيع على عودة أدموند الى لندن , ثم عاد مرة ليبلغها من جديد بأنه سيسافر ضمن بعثة الى وسط أميركا حيث تعرضت منطقة أدغال لزلزال مدمر.
وطلبت منه ديليا من جديد أن تذهب معه , ولكنه كرر رفضه , وحدثت بينهما لأول مرة منذ زواجهما مشادة عنيفة , وعلى الرغم من أنهما حاولا التغلب على هذا الموقف , ألا أن موقفه حيالها كان يتسم بالبرودة عندما سافر في مهمته.
منتديات ليلاس
وخلال تغيبه هذه المرة , قلقت ديليا مرارا من ألا يعود اليها أدموند , وعاد بيتر يتردد عليها , ولكم شكرته في أعماقها , ولكنها كانت تفتقد أدموند بشدة , وكانت لا تتوقع عودته قبل شهر.
وفي عطلة نهاية الأسبوع , أقترح بيتر أن يصحبها الى الشاطىء , وفي المساء , وكان الوقت ما زال مبكرا , عادا الى منزلها ودخل معها بيتر الى الشقة , كما تعود أن يفعل بعض الأحيان حيث تقدم له ديليا كأسا.
جلس بيتر على الأريكة , وجلست ديليا الى جانبه
فألتفت اليها بيتر فجأة وهو يقول:
" في مثل هذه الأوقات , أتمنى لو أنك لم تكوني زوجة لأدموند".
ولم تدهش ديليا لقول بيتر , فقد لاحظت أهتمامه الزائد بها في القترة الأخيرة , وخطر لها أكثر من مرة أن ترفض دعوته الى الخروج , وفكّرت في هذه اللحظة أن تقوم من جانبه , ولكنها ما كادت تهم بالوقوف
حتى أمسك بيدها قائلا:
" تعرفين أنني وقعت في المحظور يا عزيزتي , أحببتك وأنت زوجة أعز صديق لي , وسأنتهز فرصة غيابه , لأنني لم أعد أحتمل الأبتعاد عنك!".
فهمست ديليا وهي تحاول أبعاده عنها:
" لا يا بيتر .... لا أرجوك".
ولكنه لم يستمع اليها, وأحاطها بذراعيه فأحست بأنفاسه المضطربة , وأشاحت بوجهها بعيدا , وفي هذه اللحظة لمحت ديليا شبح شخص يقف بالباب المؤدي الى غرفة النوم , وشهقت وهي تحملق في أتجاه الباب فأختفى الشبح , ولم تدر ديليا أذا كان ما رأته حقيقة أم أنه من نسج خيالها
وعندما سمعها بيتر تشهق أبتعد عنها قليلا وهو يعتذر قائلا:
" أنا آسف يا ديليا , لقد تماديت معك , ولكنك جميلة جدا وحزينة وفي حاجة الى من يؤنس وحدتك , فهل تسمحين لي بالبقاء معك؟".
" لا ... أرجوك يا بيتر , أرجوك ألا تعود الى مثل هذا القول , وأذا حدث , فأنني لن أقابلك بعد ذلك أو أخرج معك ... والآن أرجوك أن تذهب".
ووقف بيتر وهو يقول:
" حسنا ... سأذهب , ولكنني سأعود لرؤيتك , وفي أي حال هناك مثل يقول أن كل شيء مباح في الحب والحرب , وأنا أحبك يا ديليا ".
نظرت ديليا في قلق الى الباب المؤدي الى غرفة النوم وقالت:
" أرجوك يا بيتر , لا فائدة من الكلام لأنك تضيّع وقتك , فأنا سيدة متزوجة".
منتديات ليلاس
فألتفت اليها قائلا:
" هذه مشكلة يمكن التغلب عليها , أن زواجك من أدموند ليس زواجا بمعنى الكلمة".
وقالت ديليا في صوت خافت:
" أرجوك يا بيتر أن تتوقف عن هذا الكلام , وأن تخرج الآن".
وفتحت الباب , فقال بيتر وهو يخرج:
" أنك غبية يا ديليا , لتظلي على أخلاصك لزوجك , أنني أشك في أنه سيكون مثلك على هذه الدرجة من الأخلاص".
فردت ديليا في أقتضاب:
" مع السلامة يا بيتر , وأشكرك على أصطحابي الى الشاطىء".
وأغلقت ديليا الباب خلفه , وقد أمتلأت نفسها بالشك من أحتمال أن يكون أدموند غير مخلص.
منتديات ليلاس
وأسرعت متجهة الى غرفة النوم التي كان بابها مغلقا , وفتحت الباب ببطء , وكانت الغرفة تسبح في الظلام.
ونظرت ديليا الى داخل الغرفة وسقط قلبها بين ضلوعها أذ رأت شبح أدموند يقف أمام النافذة.
فهتفت بأسمه وهي تضيء النور , فألتفت اليها وكان يرتدي روبا منزليا قصيرا وبدا صدره عاريا وكذلك ساقاه.