" لا تهتمي بما قلت , ولكن لماذا تعتقدين يا ديليا أن زانيتا وضعت سماعة التلفون قبل أن تستمع الى بقية حديث مدبرة منزل ريتا؟".
" قالت زانيتا لريتا عندما سألتها عن ذلك أنها أعتقدت أن هذا هو كل ما في الأمر , ولكن كارلو يعتقد أنها تعمدت أن تفعل ذلك".
" كارلو , أذا ذهب هو أيضا الى ريو دي جانيرو , ألم يوضح لماذا يعتقد ذلك؟".
" نعم , قال أن زانيتا تشعر بالغيرة مني كما كان يشعر بيتر بالغيرة منك , ولهذا أرادت أن تفرق بيننا , وكانت تعرف أنك تريد العودة سريعا الى ريو دي جانيرو لتلحق بي , فأرادت أن تقنعك بأنني لم أهتم بأنتظارك , وأنني رحلت , لتدفعك على البقاء معها في البرازيل , وبهذا تفرّق بيننا الى الأبد".
وتوقفت ديليا عن الحديث , ولما لم يعلق أدموند بشيء سألته:
" هل تريد المزيد من الشطائر؟".
فسرح أدموند ببصره بعيدا وهو يردد كلامها:
" بعض الشطاءر , أوه , نعم".
ثم أتجه الى المائدة ووضع بعض الشطائر في صحنه , ثم عاد ليجلس الى جانبها من جديد , وأخذ يهز رأسه كمن لا يصدق , ثم قال:
" لا أدري كيف أعتقدت زانيتا أنني مهتم بها , فلم أكن أفكر فيها أبدا كأمرأة , وأهتمامي بها كان بسبب كونها طبيبة ليس الا".
" قالت لي أنها تطوعت للعمل في هذه المناطق لتكون بالقرب منك فقط بعد أن أعجبت بك , وأنها أنقذت حياتك".
" هي قالت لك ذلك؟ ما هذا الهراء؟ أنها لم تفعل لي شيئا سوى أنها كانت تقيس حرارتي كل بضع دقائق , لقد كانت مصدر مضايقة لي أثناء مرضي , وكنت أطلب منها دائما أن تتركني لحالي , كم كنت غبيا لأنني صدقتها عندما قالت لي أنك رحلت".
فقالت ديليا في تعاسة:
" لقد كرّرت ما حدث مع بيتر , صدقت كلامه أيضا , ولكن أين ذهبن بعد أن تركت زانيتا؟".
" لقد أخذت أسير على غير هدى , ثم أتجهت الى المطار لأحجز تذكرة على الطائرة المتجهة الى لندن , وكان حظي سعيدا , وعندما عدت الى لندن , أتجهت فورا الى منزلنا ,حيثأكتشفت أنك لم تعودي اليه لأنه كان واضحا أن قدما لم تطأه منذ مدة , فأتجهت الى مقر المنظمة , وعدت من جديد الى المنزل على أمل لقائك ولكنني لم أجدك أيضا , فطلبت بن ديفيز في مكتبه ولكن الوقت كان متأخرا , فلم أجد أحدا , ولما لم أكن أعرف عنوانه , أتجهت الى شانس كورت".
منتديات ليلاس
ثم توقف أدموند عن الحديث وأتجه ليضع صحنه الفارغ وسألته ديليا في دلال:
" ولكن لماذا كنت تريد رؤيتي؟".
فأجابها أدموند في برود:
" لأنني كنت أريد أن أعرف لماذا لم تنتظريني؟".
فأنفجرت ديليا تبكي وهي تقول:
" أوه يا أدموند , لو أنك كنت تثق بي , لما حدث أي شيء من هذا , لو أنك أتجهت الى منزل ريتا في ريو دي جانيرو بدلا من أن تتجه الى المطار , لعرفت أنني في أنتظارك ولكنك كنت تثق بزانيتا أكثر مما تثق بي , وكنت تثق ببيتر أيضا أكثر من ثقتك بي".
وتوقفت قليلا قبل أن تستجمع شجاعتها لتقول:
"لاأعتقد أنك تحبني , لأنك لو كنت تحبني حقا لوثقت بي , أوه يا أدموند لا تنظر اليّ بهذه الطريقة , ماذا تنوي أن تفعل؟".
وكان أدموند قد مدّ يده وأمسك بعنقها بقوة وهو ينظر اليها في غضب شديد ثم قال:
" من حقك أن تخافي يا عزيزتي , فأنني على وشك أن أحطم عنقك".
" ولماذا ؟ وماذا فعلت الآن؟".
" فعلت ما تعودت أن تفعليه دائما , وهو أتهامي بأنني لا أحبك".
ثم أضاف وقد خفّف من قبضته حول عنقها
وأخذ يتحسس وجهها في حنان:
" تزوجتك لأنني أحببتك , رحلت عنك لأنني أيضا أحبك , ولأنني لم أتحمل فكرة كونك تعيسة بسبب زواجك مني , وأردت أن أمنحك فرصة الحصول على الطلاي , ورحلت بعيدا جدا على أمل النسيان , وكنت أعتقد أنني نجحت في ذلك , ولكنك لحقت بي الى بوستو أورلاندو وفي بداية الأمر حاولت التماسك , ولكن حبي لك أستيقظ من جديد , وبدأت أشعر أنني مجنون بحبك".
وتوقف أدموند عن الحديث , حين دخل جانوس الى الغرفة وهو يسعل لتنبيههما الى وجوده
فزفر أدموند في غيظ وهو يقول:
" أعتقد أنني طلبت منك يا جانوس ألا يزعجنا أحد , ماذا تريد الآن؟".
" لقد أحضر سائق السيد جوستون سيارة السيدة تالبوت وهي موجودة الآن في الكاراج".
وعندما شكرته ديليا لمحت شبح أبتسامة لى شفتيه وهو يسألها أن كانت تريد خدمة أخرى.
فقال أدموند في ضيق:
"لا , شكرا يا جانوس ., وأرجو ألا تعود مرة أخرى لأزعاجنا".
وخرج جانوس بعد أن حمل الصينية معه , وترك باب الغرفة مواربا , وأنتظر أدموند الى أن أبتعد صوت خطواته
فنظر الى ديليا من جديد ورأى عنقها وقد بدت عليه آثار أصابعه وقال:
" يا ألهي , لقد أذيتك مرة أخرى , ولكنني أحبك ولا أحب أحدا غيرك , ولذلك تركت فيتينال قبل الموعد المقرر لألحق بك في ريو دي جانيرو قبل رحيلك ولهذا أيضا تبعتك كما كنت أعتقد الى لندن بأسرع ما يمكن ولهذا أيضا لا أريدك أن تعيشي معي في الأدغال حتى لا تصابي بأي مرض خطير , أنني أحبك يا ديليا , وحبك يسري في دمي ولا أستطيع التخلص منه".