كاتب الموضوع :
romantico triste
المنتدى :
الارشيف
استيقظ ( محمود ) فى اليوم التالى لوفاة الحاج ( عرابى ) حامى الحارة من الظلم ليجد مايثير دهشته ........ عشرات الرجال يركبون خيولهم ويمسكون الالات الحادة والاسلحة ويحرقون كل مايقابلهم ........ وكل الرجال ملثمون ويرتدون زيا يشبه زى البدو ....... والأعجب انه لا يوجد من يتصدى لهم ....... وتابع ( محمود ) المشهد وهو لا يصدق عينيه من هول ما يحدث ...... وكأنه عاد الى زمن من ازمنة الاحتلال او الجاهلية ....... اين رجال الحاج ( عرابى ) كلهم ؟ ......... اين رجال الحارة ؟ ......... اين ................. ؟
اتسعت عين ( محمود ) عندما وصل تفكيره الى هذه النقطة ........ فلقد تذكر للتو كلمات العجوز ( الطاهرة ) ........ يبدو ان ما تقوله حقيقة لاريب فيها ....... فالرجال كل الرجال بلا استثناء لم يعد لهم وجود ....... لا يوجد سوى نساء تائهات بين المعمعة القائمة ....... واطفال لا حول لهم ولاقوة .......... وكهول يتشبسون بما تبقى لهم من ايام فى الحياة .........
التفت ( محمود ) فى سرعة الى صوت يستغيث ويعلمه جيدا ....... صوت والده المسكين الذى تحطم مكان رزقه تماما , وانتبه ( محمود ) الى تلك الجروح فى وجه ابيه المسكين والى هؤلاء الاشخاص الذين يبرحونه ضربا ........
اندفع ( محمود ) مسرعا ناحية والده بعد ان امسك قطعة كبيرة من الخشب صارخا بإنفعال من هول مايحدث لوالده العجوز ....... انقض ( محمود ) بالعصا التى فى يده بكل ما اوتى من قوة على رأس احد الملثمين فجحظت عينا الاخير وسقط صريعا ....... واستدار ( محمود ) ناحية اثنان اخران وتصدى لضربة من احدهما ثم ضرب الاخر فى وجهه وعاد ليقتل الثالث من ضربة مميته فى منتصف الرأس ......... وفجأه ........ انتبه محمود الى والده عندما اطلق تلك الصرخة المكتومة ....... فعلى بعد عدة امتار سقط والده غارقا فى دمه وخنجرا مستقرا فى صدره .......... اندفع ( محمود ) ناحية والده ورآه يلفظ انفاسه الاخيرة .......
اسند ( محمود ) رأس والده على صدره وهو يبكى ووالده يشير ناحية منزل الحاج ( عرابى ) متمتما : " محمود ....... الحاج عرابى ...... الطاهرة ....... صحار ........ الغرررريب "
محمود منفعلا : " اهدى ياحاج ومتتكلمش ........ انا هطلب الاسعاف حالا " .
ينطلق ( محمود ) ليستدعى الاسعاف فيمسك والده يده ويقول بحشرجة : " اسمع يابنى ..... الحل فى الغريب يابنى ..... الغريب يامحمود هو اللى ...... هو اللى هينجى الحارة ...... الغريب ورجالته بس هما اللى هيخلوا رجالة الحارة موجودين يابنى "
جحظت عينا والد ( محمود ) وتوفى فى الحال ....... واتسعت عينا محمود وهو يحتضن والده وقد نسى موت والده مع تلك الكلمات الغريبة والتى تجعله يظن ان يوم القيامة قد حان ..... فمن هو الغريب ؟ ....... ولماذا ذكر اسم الحاج ( عرابى ) والطاهرة ؟ ........ ولماذا ذكر اسم الحارة ؟
استدار ( محمود ) حوله لعله يجد جواب لتلك الاسئلة ...... ونظر بدهشة كبيرة الى المشهد النهائى امامه ....... فحارة صحار دمرت تماما ....... والرجال الملثمين اختفوا تماما ......... اختفوا فى لحظة واحدة .....
*************************************
" البقاء لله يامحمود ياولدى ........ دنيا غريبة ........ تعزى يوم وفى التانى تاخد العزى "
انتزعت تلك الجملة ( محمود ) من احزانه وهو يجلس فى صوان والده ........ نظر ( محمود ) الى صاحب الصوت ....... واتسعت عيناه فى دهشه ......... فالذى كان واقفا امامه لم يكن سوى الحاج ( عرابى ) الذى توفى بالأمس فقط ......
****************************************
" يعنى انت اسمك ( صحار ) مش ( عرابى ) ؟ "
القى ( محمود ) سؤاله على شبيه الحاج ( عرابى ) .
صحار بهدوء : " لا طبعا يا ( محمود ) يا ولدى ...... انا توأم الحاج ( عرابى ) الله يرحمه والوحيد اللى يعرف بالموضوع ده هو فاطمة ......... والحاج كان موصينى لو جراله حاجة اظهر واجى احمى الحارة انا ورجالتى خصوصا انه كان عارف ان الرجالة هيختفوا من الحارة " .
محمود بفضول : " يعنى انت الغريب اللى ابويا الله يرحمه كلمنى عليه قبل ما يموت ؟ "
صحار يهز رأسه نافيا : " لا برضه ....... الغريب ده واحد بيظهر هو وناس معاه بخيول ومبيحبش الظلم ....... ومحدش يعرف عنه حاجة ابدا ......... لا هو ولا الرجالة اللى معاه "
محمود بهدوء : " طب ازاى مظهرش قبل كده فى حارتنا ....... وليه هيظهر دلوقتى بالذات ؟ "
صحار بسرعة وكأنه توقع السؤال : " لأن الحاج ( عرابى ) كان مخللى الحارة مفيهاش ظلم ....... لكن بعد موته ظهروا رجالة ( الطفاشة ) وهدفهم يدمروا الحارة زى انت ماشوفت واى حد هيقف فى وشهم هيكون مصيره الموت زى ابوك الله يرحمه "
محمود : " مين ( الطفاشة ) دى ياعم ( صحار ) ؟ "
صحار بضيق : " للأسف محدش عارف ...... فيه ناس بيقولوا انها مكان فى الجبل ...... وناس تانيين يقولوا انها ست مفترية ورثت الظلم عن جدودها وجدود جدودها ...... وناس يقولوا دا وصف طلع عليهم من عمايلهم السوده واهى الناس بتتكلم وخلاص "
محمود : " طيب وانت هتعرف الناس انك ( صحار ) ولا الحاج ( عرابى ) ؟ "
صحار : " لا طبعا هقولهم الحقيقة وهطلب منهم نتكاتف احنا والشباب الباقى لغاية مانلاقى الرجالة بتوع حارتنا ونقضى على ( الطفاشة ) دول "
فجأة يدخل احد رجال صحار مهرولا .......
الرجل بحماس مفرط : " الحق ياحاج ( صحار ) "
صحار يهب واقفا : " جرى ايه يا ( طه ) ...... فيه ايه ؟ "
طه مبتسما : " الغريب ظهر هو ورجالته ياحاج ....... ظهروا فى الحارة من دقايق "
( محمود ) و ( صحار ) ينظرون بدهشة دون كلام ..........
يتبع ..............
|