المنتدى :
الارشيف
حارة بلا رجال .........
حارة بلا رجال
انطلقت تلك الصرخة المدوية من اعمق اعماق حارة ( صحار ) ليستيقظ اهلها من نومهم فى فزع متسائلين عن مصدر تلك الصرخة ........ ولم يطل التساؤل .........فقد كان مصدر الصرخة منزل الحاج ( عرابى الدهشورى ) فتوة الحارة وحاميها من كل من تسول له نفسه الاعتداء على اهلها .......
كان الحاج ( عرابى الدهشورى ) معروف بين الناس بالصدق والامانة وحب الخير ...... لم يكن له اى اعداء ....... فمن الذى سيعادى رجل الخير ....... ولذلك فقد علت الدهشة الوجوه عندما سمع اهل الحارة خبر تعرض الحاج ( عرابى الدهشورى ) لمحاولة قتل عندما اطلق عليه بعض المجهولين النار وهو فى اعتاب الحارة ........ ورقد الرجل المسكين ثلاثة اسابيع يصارع الموت حتى ........ انطلقت الصرخة المدوية .....
" محمود "
استيقظ ( محمود سالم ) طالب الحقوق على صوت والده الهامس على الرغم من عدم استيقاظه على تلك الصرخة المدوية , الا ان صوت والده الملئ بالفزع والتوتر والقلق جعله يهب من مضجعه مسرعا ناحية باب الغرفة ملبيا نداء والده العجوز الحاج ( سالم على ) صاحب محل الاحذية البسيط فى الحارة المقصودة ......
محمود : " خير يا حاج ...... ايه اللى مصحيك دلوقت ....... دى الساعة لسه معدتش تلاته "
الحاج سالم بقلق : " قوم يابنى اخطف رجلك لحد بيت الحاج عرابى ....... الظاهر الراجل تعيش انت ...... وانت عارف انه مخلفش رجاله وان بنته ( فاطمة ) عايشه معاه لوحدها "
محمود بضيق : " لا حول ولا قوة الا بالله ...... انا لله وانا اليه راجعون ...... واجب طبعا ياحاج ....... واجب طبعا ....... ثوانى هغير هدومى واروحلهم حالا "
ورغم ان محمود قد اسرع فى تبديل ملابسه وانطلق مسرعا ناحية بيت الحاج ( عرابى ) الا ان البيت كان قد امتلأ برجال الحارة الذين اسرعوا ليقدموا واجب العزاء ........
وفى ركن من اركان البيت جلست النساء تبكى بمرارة على رحيل ذلك الرجل الطيب ....... وجلست ( الطاهرة ) تلك العجوز الضريرة والتى عرفت بين سكان الحارة بحكمتها وحسن عقلها ......
الطاهرة : " عينى عليك ياحاج ( عرابى ) ....... بعدك مفيش فرحة هتدخل حارتنا "
لمح ( محمود ) الحاجة الطاهرة فانطلق ناحيتها مقدما واجب العزاء .......
محمود : " البقاء لله ياست ( طاهرة ) "
الطاهرة : " ( محمود ) ....... اهلا بيك ياولدى ...... تعالى اقعد عاوزاك "
محمود : " تحت امرك ياست ( طاهرة ) ....... خير "
تلفتت ( الطاهرة ) حولها محاولة الكشف عما اذا كان هناك من يسترق السمع رغم انها لاترى .......
الطاهرة بحذر " : بص ياولدى ...... انت الوحيد اللى بثق فيك من كل شباب الحارة "
محمود بصوت خافت : " ربنا يخليكى ياحاجة ....... بس انتى قلقتينى ....... خير "
الطاهرة بخوف : " الحاج ( عرابى ) قاللى يا ( محمود ) "
محمود بتعجب : " قالك ؟! ...... قالك ايه ياست طاهرة ؟! "
الطاهرة بخوف اكبر : " قاللى عن اللى قتله "
محمود بدهشة : " مين هو يا ( طاهرة ) ؟! "
الطاهرة بخوف اكبر : " هو نفسه اللى هيخللى الحارة دى كلها من غير رجالة "
محمود بنفس دهشته : " متقلقيش يا ست ( طاهرة ) ...... رجالة الحارة كتير وكلنا موجودين ونفدى الحارة بروحنا "
الطاهرة تبكى بمرارة قائلة : " انت مش فاهم يا ( محمود ) ....... اللى قاللى عليه الحاج ( عرابى ) هيخللى الحارة فعلا مفيهاش رجالة "
محمود بدهشة : " مش فاهم ....... تقصدى ايه ؟! "
الطاهرة تهب واقفة وهى تهتف : " هيمحى الرجالة يا (محمود ) ...... هيمحى الرجالة يا ( محمود ) "
محمود ينظر بدهشة الى الست ( طاهرة ) متسائلا فى نفسه : " تقصد ايه بأن اللى قتل الحاج ( برعى ) هيمحى الرجالة من الحارة ؟! ........ ياترى ايه قصدها ؟! .... "
يتبع
|