لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-10, 05:15 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- كأنها طيف أبتسامة

كانت الحرارة خارج الكهف شديدة ألى درجة لا تطاق , فيما كان الجو في الداخل خانقا ويعج بالذباب , تطلعت روزالبا حولها , فلاحظت أن أرض الكهف مسرح لمجموعات هائلة من النمل الكبير الحجم وعدد مختلف من الحشرات ذات الأشكال المفزعة .
وضع ديابولو حقيبتها قرب قدميها , ثم أمرها بأن ترتدي ثيابها وغادر الكهف , ألا أنه عاد فجأة لدى سماعه صراخها , الناجم عن رؤيتها سحلية تزحف قربها , ضحك بأستهزاء عندما شاهد ملامح الخوف والرعب في وجهها , وقال لها:
" أنها ليست من الزواحف المؤذية , كنت أمضي في صغري الساعات الطوال , ألهو بملاحقتها والأمساك بها , أنظري , سأريك الآن كيف كنت أفعل".
غادر الكهف على عجل , ثم عاد ومعه أحد الأغصان الصغيرة المرنة , ربطه كعقدة , ثم أمسك بطرفيه وركع على ركبته قائلا:
" تزحفين نحوها ببطء وهدوء شديدين , وتقتربين بالعقدة فوق رأسها برقة ونعومة... هكذا.... بحيث يظل أنتباهها مركزا عليك , وليس على العقدة ,وفجأة .... تضعين العقدة حول الجزء الأسفل من رأسها .... وتجذبين طرفيها بقوة .... على هذا الشكل .... حتى لا تعود قادرة على التملص منها!".
رفع ديابولو السحلية , التي كانت تنتفض بعنف وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة , ووضعها أمام أنف روزالبا , أقشعر بدنها قرفا وأشمئزازا من تصرفه , وأبعدت وجهها عنه بعصبية قائلة:
" أنت رجل قاس متحجر القلب , تتمتع بتعذيب هذه المخلوقات المرعبة ..... التي قلت عنها أنها غير مؤذية".
منتديات ليلاس
" أعترض فورا على قولك أنها مخلوقات مرعبة , وأؤكد لك بالتالي أنني لم أقتلها لأجل المتعة , ففي هذه المناطق الجبلية الجرداء , لا يذهب أي شيء هباء.... لأن كل ما هو قابل للأكل يستخدم للطعام , وكل ما يمكنه أن يخدم غرضا أو يحقق هدفا يستغل ويستعمل , والمعروف عندنا هنا أن جسم السحلية عندما يجفف ويطحن , يشكل دواء جيدا جدا".
غادر ديابولو الكهف مجددا , فعادت روزالبا مرة أخرى ألى وحدتها .... وذبابها.... وزواحفها , فتحت حقيبتها وراحت تقلب محتوياتها بذهول وأستغراب , ثم صرخت بصوت متألم :
" أوه , أبريل! كيف تصورت أنني سأقبل مثل هذه الثياب الرهيبة!".
لا شك في أن أبنة عمتها تطرفت كثيرا في تشجيعها على أرتداء الملابس العصرية .... الجريئة , فأختارت لها من بين الأزياء التي عرضت الليلة السابقة أكثر جرأة وأقلها حشمة , ماذا ستفعل الآن بفساتين السهرات هذه , التي قد تتردد بعض شابات المجتمع المخملي في أرتدائها؟ تكشف عن الكثير ولا تستر ألا القليل , فكيف ستواجه بها هذا الرجل الحاقد على الأثرياء وتفاهة هذه المجتمعات ... وفي مثل هذه المناطق الجبلية النائية بالذات؟
تضايقت كثيرا من جحافل النمل والذباب وبقية الحشرات الصغيرة الكبيرة , فأختارت بسرعة سروالا جلديا أسود اللون وقميصا قطنيا ضيقا بدون أكمام وسترة حمراء رقيقة وخالية من الأزرار ,اللعنة! أنها تبدو في هذه الملابس السخيفة التافهة , وكأنها تتعمد أغراء خاطفها وأغواءه! ولكن.... ماذا يمكنها أن تفعل غير ذلك , وهذه هي الثياب الأقل جرأة في هذه المجموعة القبيحة .... الوحيدة ؟ تنهدت بحسرة وألم شديدين وخرجت من الكهف , وهي تعد نفسها لهجومه الساخر والقاسي , كان يجلس في مكان يشرف على السهل بصورة تامة , بحيث لا يتمكن أنسان أو حيوان من التسلل نحو الكهف دون أن يراه .... تماما كما كان رفاقه يفعلون في السابق للدفاع عن هذا المعقل الحصين , أحس بوجودها فور خروجها , فهب واقفا ثم أبتسم بسخرية لاذعة جارحة وأقترب منها ... وهو يتأملها بأستهزاء مشبع بالحقد والكراهية , قال لها , بعد أن خلع سترتها ورماها على كتفه بأزدراء واضح :
" أوه , ما هذا! لم أتصور أبدا أنني مضطر لتحديد نوع الملابس التي سترتدينها أثناء أقامتك غير المريحة هنا , لأنني أعتقدت أنك ذكية ألى حد كاف وستختارين الثياب المناسبةلوضعك الحالي , وماذا فعلت عوضا عن ذلك ؟ خرجت من الكهف وكأنك ذاهبة ألى حفلة تنكرية , لا يحضرها ألا الذين يصفون أنفسهم بالمحتررين من القيود الأجتماعية والرافضين للقيم الأخلاقية , هل أنت حقا ساذجة ألى هذه الدرجة , أم أنك قررت على ما يبدو القيام بحملة أغراء .... تتعمدين فيها تعذيبي , وتأملين من خلالها في أن يكون لجاذبيتك وجمالك تأثير على عقلي ومخططاتي ؟ أذا كان ذلك صحيحا , فأنك تلعبين بالنار وتسعين ألى أحراق نفسك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-11-10, 07:59 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


ذعرت من تهديده الصريح , فسارعت ألى نفي التهمة .... مرتبكة متلعثمة :
"لم ....لم يكن لدي.... أي خيار , فهذه الثياب ..... ليست لي! أعني... أنها لي , ولكنني.... لم أخترها بنفسي , كما....".
" حقا؟ كانت هذه الملابس في حقيبة تحمل أسمك وموضوعة في غرفتك وقرب سريرك , ومع ذلك فأنك تحاولين أقناعي بأنها ليست لك!".
جذبها نحوه بقوة , ومضى ألى القول :
" لا ترتدي الثياب الرخيصة ألا المرأة الرخيصة , وقد ورثنا عن أسلافنا نظرية تقول أنه يمكن لليد أن تلمس كل شيء تراه العين!".
تسللت يداه فجأة نحو ذراعيها , أذهلتها الصدمة العنيفة الممزوجة بالرعب الشديد , فتسمرت في مكانها دون حراك ..... وهي تعلم علم اليقين بأن سلفاتوري سيعتبر جمودها نوع من اللامبالاة , أو .... دعوة صريحة للمضي قدما , ومما لا ريب فيه أن الرجل أختار الأحتمال الثاني , ذلك أنه أحنى رأسه فوق وجهها وعانقها .
أشتعلت دماؤها في شرايينها ثم أرغمت نفسها بعد قليل على دفعه بيديها غير المطوقتين بذراعيه , ولكنه ضمها فورا ألى صدره بقوة وقساوة شديدتين , كادت تذوب من حرارة عواطفه , فأرتجفت .... ولكن ليس بسبب الخوف والذعر وحدهما , أحست بالأشمئزاز , ولكن ليس نتيجة تصرفاته فقط .... بل أيضا بسبب تلك المشاعر التي أحياها بها , لم تبادله عناقه لأنها لم تكن تعرف كيف تفعل ذلك , أغرقتها المشاعر والأحاسيس الجديدة في دوامة مرهقة , فتعلقت بقميصه .... وكأنه خشبة النجاة والخلاص , كادت تهوي على الأرض , عندما أبعدها عنه بأنزعاج بالغ وهو يقول:
" النار تتأجج داخلك وتصرين مع ذلك على حرماني من التنعم بدفئها , أليس كذلك , يا آنستي الجميلة ؟رغبتك لا تقل عن رغباتي , ولكنك تمثلين دورا معينا ! تحاولين أقناعي بأن أبنة عائلة روسيني ليست بالضرورة حية سامة , ولكن قد تكون هادئة .... لطيفة .... رقيقة.... ومسالمة كالحمامة , ليكن لك ما تريدين يا ذات الوجه الملائكي ! أستمري في لعبتك هذه , فلن....".
منتديات ليلاس
" أنا لست ملاكا , ولا أحاول التظاهر بذلك , أنا شابة عادية بسيطة كنت حتى يوم أمس , أعيش حياة عادية بسيطة , أما أنت , فلست ألا مجرد حيوان متوحش ومتعطش للدماء! أنت.... أنت شيطان , أسما وفعلا!".
ضحك بصوت عال تردد تردد صداه في تلك الجبال العالية , وقال :
" وأنت , يا ذات الوجه الملائكي , هل تعرفين بماذا سيصفك الناس بعدما يسمعون بوجودك معي هنا لفترة طويلة.... بمفردنا .... وفي هذه المناطق النائية ؟ ستصبحين في نظرهم ملاك الشيطان .... وهو اللقب المهين الذي أطلقه جدك العزيز على والدتي , فور زواجها من أبي , أعذريني لأن قلبي يرقص فرحا لتألم الكونت المتوقع , عندما يعرف أن سمومه وأحقاده هي التي ستدمر شخصية حفيدته وتشوه سمعتها ".
أدخل السيارة ألى الكهف ودحرج صخرتين كبيرتين ألى مدخله , ثم غطى الفتحة المتبقية بكمية كبيرة من أغصان الشجر ليخفي معالم الكهف بصورة تامة ,وبعد ذلك أخذ مجموعة أخرى من الأغصان وأزال بها آثار عجلات السيارة من ذلك السهل الصغير وصولا ألى المدخل ذاته , وعندما أنتهى من عمله هذا , أمرها بالسير على الصخور .... ليتأكد من عدم تركهما أي آثار لأقدامها , وفجأة , برز أمامهما ممر ضيق يتجه صعودا بشكل شبه عامودي .... وكأنه سلم يربط الأرض بالسماء .
" هيا بنا!".
" ماذا؟ هل تتصور أنني قادرة على الصعود بهذا الحذاء , الذي لم أستخدم مثله من قبل... حتى داخل البيت؟".
" أنا لا أتصور شيئا , ولكنني أطالبك بالصعود , وعندما تجدين صعوبة بالغة في متابعة طريقك , فسوف أساعدك".
كيف يمكنه أن يفعل ذلك , وهو يحمل هذا الكيس الجلدي الثقيل على ظهره وحقيبتها في يده ؟ على أي حال , لا جدوى من معارضته أو محاولة عصيان أوامره.... فهي في وضع لا يسمح لها بذلك أطلاقا , رفعت رأسها بشموخ وأصرار لم تعهدهما في نفسها من قبل , وبدأت تسير .... لا بل تصعد وراءه نحو قمة الجبل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-11-10, 11:31 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم يلتفت أليها ألا نادرا , وكانت تحاول في كل من تلك المرات القليلة أن تتظاهر بأنها غير مرهقة الجسم ومتوترة الأعصاب , ولكنه لاحظ عذابها على رغم محاولاتها اليائسة , وبدا أنه سعيد بذلك , لم يتوقف لمنحها قسطا من الراحة , ألا بعد مرور ساعة كاملة على صعودهما , أنزل الكيس الجلدي عن ظهره وأخرج منه قنينة ماء , ثم جلس على صخرة كبيرة ملساء وأعطاهاالقنينة التي فتحها لتوه قائلا:
" نقطة ماء في مثل هذا الوقت أفضل من ثروة طائلة ".
أنتزعت روزالبا القنينة من يده بسرعة , ووضعتها على شفتيها اللتين كادتا أن تجفا من شدة الحر... وبدأت تشرب حتى أرتوت , آه , كم هي لذيذة هذه المياه .... حتى على الرغم من سخونتها ! قالت له , وهي تعيد القنينة أليه :
" شكرا , شكرا جزيلا ! كنت أشعر بأنني سأموت من العطش!".
شرب جرعة صغيرة وأعاد القنينة شبه الفارغة ألى الكيس , ثم قال لها بأحتقار وأزدراء :
" يا لك من مخلوقة ضعيفة لا نفع منها! لدى الأنسان عضلات ليستعملها , وجسم ليحافظ على رشاقته وقوته .... ويبقيه في ذروة اللياقة البدنية , ولكن معظم أبناء المدن يهملون أجسامهم وعضلاتهم , ويتحولون ألى كتل هشة من اللحم والعظم ".
رفع نظره ويده نحو قمة الجبل , ومضى ألى القول :
" تعيش فوقنا هناك نساء ينزلن ويصعدن هلى هذه الطريق خمس أو ست مرات في اليوم الواحد , لمساعدة أبائهن أو أزواجهن أو أولادهن في الحقول القليلة المنتشرة على هذه السفوح , وبينهن بالطبع من هن أكبر من والدتك سنا , ولم يحصلن طوال حياتهن حتى على جزء يسير من الرفاهية التي تنعمين بها... ولا تعرفين العيش بعيدا عنها".
أبتعدت عنه حوالي خطوتين , لأن قربه منها أعاد ألى نفسها ذلك الحنين القوي الغريب وتلك المشاعر الجياشة , خافت من أن تتمكن نظراته الحادة من سبر أعماق تفكيرها وأكتشاف سرها المخجل , فرفعت رأسها نحو القمة وسألته بكثير من الأرتباك:
" هل يعيش بعض الناس حقا في تلك المناطق الشاهقة الأرتفاع؟".
" نعم.... وهم يشكّلون قرية بكاملها , وقبل أن توجهي السؤال التقليدي السخيف... لماذا , دعيني أؤكد لك بأن الأشخاص الذين يولدون ويعيشون في الجبال يفضلون العزلة على ما يسمى الحضارة والمدنية , وأؤكد لك أيضا بأنهم لا يشعرون بتاتا بالغيرة والحسد من أخوانهم المرتاحين ماديا أكثر منهم , بل يتمتعون قولا وفعلا بعملهم اليومي الشاق والمرهق ويرفضون أختيار رفاهية المدن بديلا عنه".
سألته بخجل شديد :
" هل سنقيم في القرية ؟".
" لا , فسكانها عانوا الأمرين في الماضي لأيوائهم الخارجين على القانون وأنا لا أنوي بتاتا أفساح المجال أمام جدك للتمتع مرة أخرى بالأنتقام من أهلي وأصدقائي".
" أين.....".
" ستعرفين قريبا , هيا بنا , فوجودنا في هذا المكان بالذات ليس آمنا أطلاقا , لا شك في أن الرسالة الخاصة بموضوع غيابك وسببه قد وصلت ألى جدك منذ بعض الوقت , وأنه نظّم فورا أكثر من فرقة للبحث عن الفاعلين ومطاردتهم , هيا أسرعي , قبل وصول رجاله ألى هذه المنطقة".
توقفا مرة أخرى عند الظهر لتناول غداء بسيط جدا مؤلف من قطعتي جبن ورغيف خبز لكل منهما , لم يتحدثا أطلاقا أثناء الأكل , لأن روزالبا كانت مرهقة جدا وتعاني من آلام وأوجاع كثيرة ومختلفة , تمنت لو أن بأمكانها النوم هنا بضع ساعات , أو أطلاق العنان لدموعها .... للتخفيف قليلا عن حزنها وعذابها , ولكن كرامتها رفضت ذلك بشموخ وأباء , فحبست الدموع في عينيها وظلت جالسة بشكل مستقيم كأنها في بيتها , وعدها بأنها ستتعذب كما تعذبت أمه , ويبدو أنه رجل يفي بالوعد , ألا أنها وعدت نفسها أيضا بألا تمنحه لذة أكتشاف مدى عذابها , وستعمل بالتالي على الوفاء بذلك.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-11-10, 12:38 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وصلا ألى وجهتهما في وقت متأخر من بعد الظهر , فأرتمت روزالبا على ركبتيها دون خجل أو حياء .... وغير عابئة بالحشرات والزواحف الكبيرة والصغيرة التي كانت تسرح وتمرح داخل ذلك الكهف الفسيح , تجاهل محنتها وبؤسها بصورة تامة , وأبتسم بأرتياح شديد لدى رؤيته في أحدى الزوايا كمية من المؤن تكفي بضعة أشخاص لأيام عديدة , وعندما أختفى في عمق الكهف ولم تعد تسمع وقع قدميه , تأكد لها أن ثمة نفقا يربط بين كهفين أو أكثر , لا بد أذن من أنها منطقة تعج بالكهوف , التي تتصل معظمها بأنفاق أخرى وبذلك تمنح الأشخاص الذين يعرفون طبيعتها جيدا حرية التنقل بأمان وطمأنينة .غاب عنها فترة طويلة , كانت ترتجف في نهايتها تعبا وبردا , شاهدها لدى عودته تحضن ركبتيها وتضع رأسها عليهما , طلبا لبعض الدفء والراحة ,فقال لها :
" سأشعل نارا".
نظرت أليه بشيء من الأستغراب واللهفة , ثم وجهت أليه سؤالا لم تكتشف مدى سذاجته في مثل هذه الظروف بالذات ... ألا بعدما أنتهت من توجيهه , قالت له :
" ألا يشكل ذلك خطرا , لأن الدخان سيكشف عن وجود هذا الكهف؟".
لاحظ الرجل أرتباكها بعد الأنتهاء من كلامها , فقال لها مهنئا بلهجة تقل سخرية عن أسلوبه المعتاد :
" أنت حقا , يا آنسة , أفضل شخص يمكن أختطافه , وقد يحملني أهتمامك هذا على الظن بأنك لا تريدين التحرر من الأسر!".
أحمرت وجنتاها خجلا وحياء , وسارعت ألى نفي التهمة بالقول :
" طبعا أريد ذلك , وبأسرع وقت ممكن , ولكنني لم أكن أفكر بنفسي ".
" أوه ! وهل أمر أكتشافي يقلقك ألى هذه الدرجة؟".
" لا.... بالتأكيد لا .... ولكنني أكره العنف أشمئز منه ! لقد أعترفت بأنك تنوي أستدراج جدي ألى هذه المناطق , كي يقضي عليه رفاقك المتعطشون ألى الدماء , ألا أن النتيجة قد تأتي عكس ذلك , وتؤدي هذه العملية ألى مقتلك أنت , أليست هناك وسيلة أخرى؟ ألا يمكنكما , أنت وجدي , التوصل ألى حل وسط؟".
منتديات ليلاس
جحظت عيناه غضبا وحنقا , وصرخ بها قائلا بحدة بالغة :
" أي حل وسط تتكلمين عنه , يا هذه؟ أنت تطلبين مني السعي ألى أجراء مصالحة , مع رجل قضى على جميع الذكور في عائلتي ؟ لا , لن يتم ذلك أطلاقا .... ولن أقبل أبدا بالتخلي عن دعمي لأولئك الذين يحاربون الظلم والطغيان ! من الطبيعي أنني أريد لنفسي الطمأنينة والسكينة , والعيش بهدوء وأمان وراحة بال , ومن المؤكد أيضا أنني لا أنوي تمضية بقية حياتي , وأنا أتعذب بفكرة الأنتقام وأكتوي بنارها , أليس هذا وحده سببا كافيا لأنهاء مهمتي بالسرعة القصوى , وأفساح المجال أمام عدالة الثأر لتأخذ مجراها ؟ لن تشعر نفسي بالراحة التامة , يا آنسة , ألا بعد وضع حد نهائي لحكم الرعب والطغيان الذي يفرضه جدك على أهلي وصحبي منذ أكثر من ثلاثين عاما !".
حل الظلام بسرعة , فأختار الرجل أبعد نقطة داخل الكهف وأشعل نارا قوية للتدفئة والأنارة , لاحظت روزالبا أن الضوء لا يتسرب ألى الخارج , بسبب تلك الصخرة الكبيرة التي أقامتها الطبيعة أمام مدخل الكهف.... وكأنها تريد حجبه عن أعين الأنسان والحيوان , أحست بشيء من الراحة الجسدية والنفسية , وهي تنعم بالدفء وبوجبة الطعام التي لم تكن تحلم بها.... والمؤلفة من نصف دجاجة مشوية وبعض الخضار الطازجة.
كان يجلس على بعد خطوات قليلة منها , فراحت تتأمل وجهه الوسيم القاسي وتحاول تخيّل ما يجول في رأسه وأفكاره , رفع وجهه فجأة نحوها , فأنتبه ألى أنها تحدق به. أرتبكت كثيرا.... ولكن عينيها ظلتا جامدتين , بسبب نظرة معينة لم تفهم مغزاها... ولم تدم أكثر من ثانية واحدة , هل تصورت أن نظراته وملامحه أتسمت في تلك اللحظة الوجيزة بالرقة والنعومة , وبأن نصف أبتسامة حقيقية ظهرت على شفتيه كدليل على حلول الصداقة محل العداوة ؟ سألها بلهجة قاسية بددت أوهامها وأعادتها ألى عالم الحقيقة المؤلمة :
" كم تبلغين من العمر , يا آنسة؟ أسألك ذلك, لأنك تبدين في هذه اللحظات كفتاة صغيرة ربطت شعرها وراء رأسها وبدأت تشعر بالنعاس الشديد..... حتى في مثل هذه الساعة المبكرة ".
أجابته بأنفعال وحدة , كمراهقة تسعى جاهدة ألى التظاهر ببلوغ سن الرشد:
" أنا في الثانية والعشرين , يا سيد ديابولو!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-11-10, 12:41 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" قال أحد الحكماء مرة أن النبتة في بعض الأحيان تورق ولا تزهر , وأنها في أحيان أخرى تزهر ولا تثمر , أنت تحيرينني , يا فتاة ! فهل أنت نبتة صغيرة منطوية على نفسها ولم تتفتح براعمها بعد , أم أنك أصبحت نبتة مثمرة؟".
أحرجها هذا التشكك الوقح بعذريتها , فأحمر خداها خجلا وحياء , بحثت عن الكلمات المناسبة للرد عليه , ولكنه مضى ألى القول وكأنه يفكر بصوت عال... أو يتحدث ألى نفسه:
" قيل لي أن الشابة البريطانية تعتقد أعتقادا راسخا , بحرية الحصول على أكبر عدد ممكن من العلاقات المتنوعة والمختلفة , وأفترض بالتالي أنها تعتبر نفسها فتاة متحررة , وماهرة جدا في العلاقات ,ومع ذلك , فأنا لا أحب هذا النوع من الفتيات .... ولا أقبل بأي منهن شريكة لي , أنا أعتبر ممارسة الحب تصرفا خاصا جدا وأمرا بالغ الجدية , لا سلعة تعرض بصورة علنية وتنتقل من يد ألى أخرى , ولهذا السبب فأنني أتوقع من الفتاة التي سأختارها زوجة لي , أن تنتظر مني أنا دون سواي أرشادها وتعليمها , هل تعرفين أنه كلما أزدادت المرأة خبرة ومهارة , أزدادت الصعوبة في أيجادها الشريك المناسب ؟ نعم , هذه هي الحقيقة المجردة التي لا غبار عليها , وأغرب ما في الأمر أصرار هذه المرأة التي تسمس نفسها متحررة وماهرة , على أن تكون لعبة في يد الرجل .... يهيمن عليها ويلهو بها".
منتديات ليلاس
أقترب منها فجأة , وقال لها بلهجة أرعبتها بشكل مذهل :
" أعترفي , يا آنسة , بأنك تشعرين في قرارة نفسك برغبة جامحة لكي يمسك رجل بشعرك ويجرك ألى عالمه!".
شعرت روزالبا بأن سلفاتوري ديابولو هو الشيطان بعينه , فأقشعر جسمها وتجمد الدم في عروقها , ولكنها فوجئت بأنها ظلت محافظة على رباطة جأشها , وبدت هادئة الأعصاب , وكأنها غير مكترثة بتلميحاته وتهديداته الضمنية , أبتسم فجأة , وقال لها بصوت بصوت ينم عن خيبة أمل وأستياء بالغين:
" حان وقت النوم , يا آنسة ".
فتحت الكيس الصوفي الذي ستنام فيه , كما يفعل الكشافة في مخيماتهم , وقالت له:
"تصبح.... تصبح على خير ".
وما أن أدخلت جسمها حتى العنق في ذلك الكيس الكبير , حتى وجدت نفسها تردد له جملتها المعتادة في مثل هذا الوقت :
" أتمنى لك.... أحلاما سعيدة!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, castle of the fountains, margaret rome, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, على حد السيف, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية