لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-10, 06:07 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- بعض الحنان الفظ

أمضت روزالبا بقية ذلك النهار بعيدة عن جدها , لتتحاشى مواجهته أو الأصطدام به , خرجت من القلعة لتتفقد الأراضي المحيطة بها , فلاحظت أنها مزروعة في معظمها.....ولكنها توحي في الوقت ذاته بأن الفضل الأكبر في منحها هذا الجمال الساحر الخلاب يعود ألى الطبيعة , وليس ألى الأنسان.
المياه غزيرة في القلعة وجوارها , ولكنها لا تستخدم للشرب والسباحة والري فحسب .... بل أيضا كأنغام موسيقية عذبة , ومرايا تعكس أشعة الشمس الذهبية لوحات فنية رائعة , راحت تبحث عن مصدرها , فتبين لها أنها تتفجر من أحد الينابيع الجبلية القريبة , تابعت خط تدفقها بين الصخور , فأكتشفت لاحقا أن قسما يصب في مستوعب زجاجي ضخم تسبح فيه مجموعات كبيرة من الأسماك وتظلله غابة من الأشجار القديمة .... في حين يخترق المجرى الآخر الجهة الجنوبية للغابة وينهمر شلالا قويا فوق الجنائن والحدائق , التي تبدأ من تلك النقطة وتنتهي حول باحة القلعة.
جلست روزالبا على حافة البركة التي تتجمع فيها مياه الشلال , وتتوزع منها ألى النوافير السبع في حديقة القلعة , أغمضت عينيها لحظة لتسمع خرير المياه بروحها وقلبها , فشعرت بعد فترة قصيرة بعودة السكينة والطمأنينة ألى أفكارها المشتتة وأعصابها المتوترة , تطلعت ألى يمينها , فشاهدت تمثالين نصفيين للرمزين الحاميين للأنه , كانا ينظران ألى جهتين معاكستين , وكأنهما يرفضان الأعتراف بوجود بعضهما , تنهدت روزالبا وتساءلت بأسى ومرارة عن سبب هذا الهوس المجنون بعزة النفس والتفاخر , في مثل هذه البلاد الجميلة والطبيعة الساحرة ! الملامح تصورهما , العيون تعكسهما كالمرايا , الكلمات والأشارات تضج بهما , وحتى التماثيل الحجرية تتحدث بعنف عنهما ! نظرت ألى أحد التمثالين , الذي يبدو أقل شراسة وقساوة , وخاطبته بالقول :
" أخبرني , كيف يمكنني الهرب من هنا ؟ أليس من السخافة والسخرية , في عصر حرية الفرد هذا , أن أتخوف من أن جدي يريد أبقائي في صقلية رغم أرادتي؟ أنت وأنا نعرف تماما أن الكونت روسيني لا يزال يعيش في قلعته الجبلية الحصينة كما عاش أجداده في القرون الماضية , عندما كان كل منهم حاكما بأمره وذا سلطة مطلقة , لا فائدة ترجى من أي محاولة للحوار معه أو أستخدام العقل والمنطق , وليس من الحكمة أطلاقا التصدي له أو الأعتراض على أوامره".
منتديات ليلاس
أنتظرت برهة وكأنها تأمل في الحصول على رد أو أقتراح من التمثال , ولكنها أنتبهت ألى أنه لم يتزحزح من مكانه أو تتبدل معالمه ولو بنسبة ضئيلة ,ما أغباها! أذا كانت المياه المتدفقة عليه منذ مئات السنين لم تتمكن من تحريكه وأثارته , فكيف ستنجح في ذلك كلمات فتاة غريبة ضعيفة؟ هزت روزالبا رأسها , وقالت له:
" يبدو أنه ليس لدي أي خيار , غير اللجوء ألى السرية , سأحاول الأبتعاد عن جدي وأبنة عمتي قدر الأمكان , لأفكر بطريقة ما , يجب أن أفعل ذلك , وألا فأنني سأجد نفسي عما قريب لعبة خرساء صماء في يديه... يضيفها ألى مجموعته الكبيرة التي يحتفظ بها منذ عشرات السنين!".
تجنبت في المساء مرافقة جدها وأبريل ألى العشاء , بحجة أنها تشعر بصداع شديد , قبل الكونت عذرها فورا وتمنى لها الشفاء عاج , ثم أستدعى ريتا ووجه أليها بعض التعليمات المعينة , وبعد نصف ساعة من ذلك , حضرت مدبرة المنزل ألى غرفة روزالبا ووضعت صينية طعام على الطاولة القريبة منها , ثم أبتسمت وقالت :
" أحضرت لك عشاء خفيفا , يا آنسة , وسأعود في وقت لاحق لآخذ الصينية ,وفيما عدا ذلك فأن أوامر الكونت تقضي بعدم أزعاجك أطلاقا , أتمنى لك نوما هادئا , وتصبحين على خير".
أكلت روزالبا معظم الطعام الذي أحضرته ريتا وشربت كوبين من العصير , وذلك كيلا تتعرض لأستجواب جديد حول فقدانها الشهية وحاجتها ألى زيادة وزنها , خلعت ملابسها وأرتدت ثياب النوم ثم أستلقت على السرير الكبير , تتمتع بالنسيم المنعش الذي يأتيها عبر نافذة عريضة.
شعرت وهي نصف نائمة بأن ريتا تسللت ألى الغرفة بحذر شديد ,ثم غادرتها بالطريقة ذاتها حاملة معها صينية الأكل , أبتسمت روزالبا بأرتياح لتصرفات هذه السيدة اللطيفة , وأدارت وجهها نحو النافذة لتتأمل الستائر الرقيقة التي تتراقص بهدوء مع هبات النسيم الخفيفة , وما أن مرت لحظات معدودة , حتى أغمضت الشابة المرهقة الأعصاب عينيها ..... وأستسلمت ألى النوم العميق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-11-10, 10:10 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58952
المشاركات: 59
الجنس أنثى
معدل التقييم: صوت البحر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صوت البحر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا على هذه الرواية الرائعة

 
 

 

عرض البوم صور صوت البحر   رد مع اقتباس
قديم 02-11-10, 07:58 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31275
المشاركات: 57
الجنس أنثى
معدل التقييم: ايمااان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ايمااان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جآآآآآآري الانتظآآآآآآآآر

 
 

 

عرض البوم صور ايمااان   رد مع اقتباس
قديم 02-11-10, 09:55 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي وقت متأخر جدا , وبينما كان الصمت والظلام يخيمان على القلعة ومن فيها , أستيقظت روزالبا وشاهدت شبحا ضخما مرعبا يقترب منها , شهقت بذعر وحاولت أن تصرخ مستنجدة , ولكنها أحست بيد قوية تطبق على فمها وبصوت بارد قاس يهمس في أذنها :
" لا تكوني غبية , يا آنسة! أذا ألتزمت جانب الصمت والهدوء , فلن تتعرضي لأي أذى , أما أذا حاولت القيام بأي شيء آخر , فلن أرحمك بتاتا!".
أبعد الرجل يده عن فمها , ليحل محلها فورا شريط لاصق غطى شفتيها المطبقتن بشكل محكم جدا , ثم أمسك بذراعيها ورماها على كتفيه العريضتين , كأنها كيس من الخضار , أنساها الذعر ةالهلع أنذاره وتهديده , فحاولت الصراخ .... فيما كان الخاطف يخرج بها ألى شرفة غرفتها , ولكن الرباط المحكم بدقة كتم صوتها بنسبة كبيرة , فلم يصدر عنها ألا الأنين المتألم الذي أنطلق من أنفها.
رفع خاطفها رجله فوق حافة الشرفة الشاهقة الأرتفاع , فأحست روزالبا بالدماء تتجمد في شرايينها وطوقت عنقه بذراعيها , ثم رفع رجله الثانية .... وقفز برشاقة وخفة يحسده عليها الفهود والقردة , نحو أحد أغصان شدرة باسقة يبعد جذعها بضعة أمتار عن جدار القلعة , توقف قلبها عن الخفقان , فيما كان الغصن يتمايل بعنف ويكاد ينوء تحت حمله الثقيل..... الذي تضاعف بسبب قوة الأندفاع , نظرت روزالبا ألى أسفل , فشعرت بأنه سيغمى عليها .... وبخاصة عندما بدأ خاطفها بالقفز من غصن ألى آخر , حتى وصل ألى الأرض.
أنزلها الخاطف عن كتفيه وأوقفها على قدميها , فتخيلت أن محنة النزول التي لم تدم في الواقع أكثر من عشرين ثانية ... قد أستغرقت دهرا , وأفقدتها نصف ما تبقى من حياتها , حاول الرجل أبعاد ذراعيها اللتين تضغطان بقوة خانقة على عنقه , ولكن صدمتها كانت أقوى من خجلها .... فلم تتمكن من الأبتعاد عنه , ألا بعد أن قال لها بخبث ودهاء:
" أحذري مما تفعلين يا آنسة , فألتصاقك بي ألى هذه الدرجة مثير جدا , وأنا لست من الرجال الذين يضعون أحاسيسهم ورغباتهم في ثلاجة".
منتديات ليلاس
حققت سخريته اللاذعة والتهديد الصريح الذي تضمنته , هدفهما بسرعة البرق ....وكأنهما صفعتان قويتان وجهتا ألى وجهها وجبينها , أستفاقت فورا من صدمتها وذهولها , وقفزت ألى الوراء مرتجفة الجسم ومحمرة الوجنتين , أحست في تلك اللحظة بعزاء وحيد , وهو أن الظلام يحجب عن عينيه مشاعر الخوف التي تنتابها ..... وثياب النوم الرقيقة التي ترتديها , ولكنها فوجئت بأنه لم يحاول الأمساك بها , كما كانت تتصور وهي تبتعد عنه تلك الخطوة العريضة.
مرت بضع لحظات قبل أن تدرك أنها وحدها , وأن شبحه الطويل لم يعد قربها , حاولت نزع الشريط اللاصق عن فمها , لتصرخ طالبة النجدة , ولكن الألم الشديد حال دون أتمامها هذه المهمة , ركعت بسرعة وراحت تتلمس الأرض حولها , علها تجد حجرا تقذفه على أحدى النوافذ ...... لأحداث ضجة قد توقظ أحدا في الداخل , وجدت حصاة صغيرة فرمتها نحو نافذة قريبة , ألا أنها أرتطمت بأوراق الشجرة التي تقف تحتها.... ووقعت على بعد خطوات قليلة منها , بدأت تركض مذعورة نحو بوابة القلعة , ولكنها شاهدت فجأة ذلك الرجل اللعين يقفز أمامها من الشجرة ويمسك بها , أقترب منها ألى درجة تسمح لها برؤيته ثم رفع أمامها حقيبتها التي أحضرتها لتوه من غرفتها ,وقال :
" سوف تحتاجين ألى بعض الملابس !".
حدقت به , ألا أنها لم تتمكن من التحدث أليه.... ليس فقط بسبب الكمامة اللاصقة , ولكن أيضا نتيجة لصدمتها وذعرها وأستغرابها! أنه الرجل نفسه الذي حاولت أبلاغ جدها وأبريل عنه.... الرجل الذي تخيلته كزعيم عصابة بسبب أفكاره المتطرفة وروحه العدائية .... الرجل الذي يرى فيها طبقة يحتقرها ويريد معاقبتها ! ولكن... كيف سيفعل ذلك؟ كيف سيكون شكل أقتصاصه من المجتمع الثري المميز , ممثلا بها؟ هل سيكتفي بحرمانها من الترف والرفاهية ؟ هل سيحتفظ بها كرهينة , ويطالب بفدية لأطلاق سراحها؟ وهل سيقتلها , أذا لم يحصل على مطالبه ؟ أم أنه يخطط لأشياء أعظم وأدهى , كأن يحاول مثلا..........

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-11-10, 10:41 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تمكن الرجل من قراءة أفكارها ومخاوفها , عبر نظراتها المذعورة والزائغة , فأبتسم وقال لها بسخرية قاسية:
" ما تفكرين به الآن , يا آنسة , أمر رائع جدا.... بالنظر لنعومتك ورقتك وجمالك , ومع أنني أتمنى ذلك ألى درجة كبيرة , ألا أن الوقت لا يسمح لنا أطلاقا بمثل هذه الأمور".
أمسك بذراعها , وبدأ يبتعد بها سريعا عن القلعة , تألمت قدماها الحافيتان كثيرا , ولكن أصوات التوجع والأنين لم تصل ألى أذنيه .... أو أنها وصلت ولم يأبه بها ! برزت أمامهما فجأة سيارة لاندروفر مخبأة بطريقة ذكية بين مجموعة من الأشجار والصخور , فأمرها بالصعود أليها , أدار محرك السيارة القوية المخصصة للطرقات الجبلية الوعرة , ثم خلع سترته وأعطاها أياها قائلا:
" هيا , أرتدي هذه السترة! فخططي بشأنك لا تشمل أضاعة الوقت بتمريضك والأعتناء بك , أذا تعرضت لأي نزلة صدرية".
وجدت روزالبا بعض العزاء في ذلك الحنان الفظ .... فأي رجل شرير يخلو قلبه تماما من أي عاطفة ورقة , كان سيتركها كما هي لتتجمد من البرد , ولكن صوتا داخليا نبّهها ألى أن مصلحته , كخاطف يسعى وراء الفدية المالية , تقضي بالمحافظة على صحتها وسلامتها ... على الأقل ألى أن يحصل على مطالبه.
شكلت رحلة السيارة على تلك الطرقات الضيقة والملتوية , والتي تنحدر بشكل حاد , أمتدادا لذلك الكابوس المرعب الذي بدأ منذ ظهور هذا الرجل في غرفتها , تمسكت ببابها جيدا كيلا ترمى خارج السيارة المنطلقة بسرعة جنونية , وأغمضت عينيها مرات عديدة خوفا وهلعا لدى تجاوزهما منعطفات بالغة الخطورة , ولم تشعر بأي أرتياح يذكر , ألا بعد أن أسوت الطريق بعض الشيء وأخذت خيوط الصباح تشق بسرعة سحب الظلام الدامس , وما أن أشرقت الشمس , حتى أصبح الجبل الذي تتوج قمته قلعة النوافير بعيدا عنهما ألى درجة كبيرة.
منتديات ليلاس
مضت ساعتان تقريبا قبل أن تبدأ السيارة صعودا حادا نحو أحدى قمم الجبال الجرداء , التي بدت كأنياب شرسة تحاول قضم قطعة من تلك السماء الصافية , شعرت روزالبا بأنها خائرة القوى ومحطمة الأعصاب , وبأن عقلها وجسمها أصبحا أكثر جمودا من هذه الصخور الضخمة , القادرة على أخفاء جيش بأكمله.
خرجت السيارة فجأة من غابة الأحجار والأتربة ألى سهل صغير , وبدا أن خاطفها ينطلق بها سريعا نحو مجموعة من الصخور الضخمة الواقعة على الجانب الآخر , أزداد توترها بسبب هذا التصرف الأنتحاري , ثم غرقت في مقعدها وأغمضت عينيها عندما أنعطف بسرعته الجنونية حول تلك الصخور ..... ودخل كهفا كبيرا مظلما.
أطاعت أوامره بالخروج , فتعثرت وكادت تهوي على الأرض ... لو أنه لم يقفز من مكانه بسرعة البرق ويمسك بكتفيها , وقبل أن تلاحظ تماما ما يجري حولها , أنتزع الرجل بخفة ولباقة فائقتين الشريط اللاصق الذي يغطي فمها , أحست بوخزة ألم بسيطة , ولكنها لم تصرخ أو تصدر أي أصوات تنم عن معانتها وأحزانها , كانت شفتاها الناعمتان متورمتين وجافتين , ومعنوياتها ضعيفة ومهشمة , نظر أليها بقساوة وكأنه سعيد بعذابها وألمها , ثم قال لها:
" أهلا بك ألى عالمنا يا آنسة ...... ألى عالم الفقر والبؤس والأسى , وألى جميع الأشباح الذين سيبقون معك أثناء أقامتك غير المريحة!".
سألته بصوت يخنقه الحزن والهلع :
" من.... من أنت ؟ وماذا .... ماذا تريد مني ؟".
" أسمي سلفاتوري ديابولو !".
راقب رد فعلها بدقة , وهو يتوقع على ما يبدو مشاهدة نوع من الأستغراب والدهشة , وعندما ظلت ملامحها على حالها , مضى ألى القول بصوت قاس ينم عن السخط والغضب :
" أنا , شخصيا , لا أريد أي شيء منك , فأنت مثلي مجرد أداة في يد القدر... القدر الذي يقضي بأن الموتى لا يمكنهم أيجاد الراحة الأبدية , ما لم يتم تطبيق العادات والتقاليد وأطفاء المشاعر المتفجرة والملتهبة بالأنتقام وأخذ الثأر".
هزت رأسها بذهول وحيرة , وتمتمت قائلة :
" أنا آسفة......! لم أفهم ماذا تقول .....! هل يمكنك أن تشرح لي حقيقة ما يجري؟".
لم يصدق أذنيه , فبصق بعصبية وتململ فائقين وقال :
" أنت من عائلة روسيني.... وأنا من عائلة ديابولو , هل يحتاج ذلك ألى أي أيضاحات أو تفسيرات أضافية؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, castle of the fountains, margaret rome, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, على حد السيف, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية