لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-10, 03:21 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- وريثة للأنتقام
وصلت أبريل بعد خمس دقائق , لتجد روزالبا واقفة حيث تركها شبح الأنتقام .... وقد شلّ الذعر أوصالها وأخرس الخوف لسانها , قالت لها بتأفف واضح :
" لماذا تقفين هكذا , كأحد تماثيل هذا القصر , وأنا أبحث عنك في كل مكان ؟".
وأضافت معاتبة مؤنبة :
" كنت أعلم أنك غير مهتمة بعرض الأزياء , ولكنني لم أتصور أطلاقا بأنك ستصلين ألى حد تركنا ومغادرة القاعة! تضايق الجد روسيني كثيرا , وكان على وشك الأمتناع عن شراء أي شيء لك ... ولكنني تمكنت من أقناعه بعكس ذلك".
أمسكت أبريل بمرفق أبنة خالها وبدأت تدفعها برفق نحو بوابة القصر , وهي تقول لها بزهو وفرح شديدين :
" ليس هذا وحده فقط , ولكنني تمكنت أيضا من أقناع بعض كبار المصممين العالميين ببيعنا نحن دون سوانا ملابس صممت هذه الليلة... ووقّع عليها أمام الجميع , وبمشاركة صاحبة الدعوة نفسها! هذا العرض هو الأخير خلال الموسم الحالي , وقد أوضحت للمضممين أننا لن تمضي هنا ألا فترة قصيرة جدا .. وأننا بحاجة ماسة ألى أحدث الأزياء الأنيقة والمبتكرة , وافقوا بعد تردد لم يدم طويلا , لأن الجد روسيني أصر على ذلك وعرض مبالغ سخية لا يمكن لأحد رفضها أو حتى تجاهلها !".
لاحظت أبريل الضاحكة أن ملامح روزالبا لم تتغير أو تتبدل , وكأنها لم تسمع حرفا واحدا مما قالته لها , فتوقفت فجأة عن متابعة سيرها السريع وهزت قريبتها قائلة بحدة وعصبية:
" أليس ثمة شيء في هذا العالم ,يوقظك من سباتك ويثيرك؟ أشعر الآن , يا روزالبا , وكأنني فتاة صغيرة مضطرة ألى حمل أوزان ثقيلة لا يقوى عليها الكبار والأقوياء ..... أو كزورق صغير يجر وراءه مرساة سفتية ضخمة! هيا , أستيقظي وأسرعي ! تلك الملابس الرائعة تدعوني , وأنا أريد تلبية دعوتها على الفور!".
منتديات ليلاس
تمكنت روزالبا أخيرا من أستعادة صوتها , فقالت لأبنة عمتها :
" أبريل , مهلا! توقفي دقيقة واحدة وأستمعي , لأنني سأقول لك شيئا بالغ الأهمية!".
هزت أبريل رأسها تأففا , ولكنها سيطرت على نفاذ صبرها عندما لاحظت أن أبنة خالها متضايقة بشكل جدي , قالت لها روزالبا متلعثمة :
" لا أعرف كيف ... ومن أين.... سأبدأ ,ثمة رجل .. رجل يبدو وكأنه زعيم عصابة . رجل يلاحقني منذ وصولنا ألى باليرمو! والليلة .... قال لي ... هدّدني .... رباه لا أعرف بماذا هددني , ولكنني أعرف أنه... أنه رجل يشكل خطرا كبيرا!".
أجلست أبريل قريبتها المذعورة على مقعد حجري قريب ,وهي تقول لها كمن يمازح طفلا صغيرا :
" يشكل خطرا كبيرا ... على من.... يا عزيزتي؟".
ثم وضعت يدها على جبين روزالبا , فأحست بالعرق البارد يتصبب منه , قطبت حاجبيها , وسألتها:
" هل أنت واثقة من أنك بخير ... من الناحية الصحية؟".
" طبعا , طبعا!".
لم تصدقها أبريل , بل وضعت يدها على كتف روزالبا مواسية , وقالت :
" أجلسي هنا ولا تتحركي من مكانك , فيما أذهب أنا لأطلاع الجد روسيني على حقيقة الأمر , أعتقد أنك تهذين , وبحاجة ألى طبيب يعالجك فورا , لن أغيب ألا بضعة دقائق , فلا تخافي! أؤكد لك بأنه لم يعد هناك في صقلية اليوم أي رجال عصابات ! وكيف يمكن لأحد أن يلاحقك ويهددك , طالما أنك معنا طوال الوقت ؟ أرجوك ألا تقلقي , فأنت لا تواجهين أي خطر على الأطلاق!".
راقبت روزالبا أبنة عمتها وهي تركض نحو القصر , وقالت لنفسها أنها هي وحدها المسؤولة عن الأستنتاج المنطقي الذي توصلت أليه أبريل , أنها هي وحدها المسؤولة عن الأستنتاج المنطقي الذي توصلت أليه أبريل , فهي لم تذكر لها أي شيء من الحديث الذي تبادلته مع الغريب الغامض ,ولم تطلعها أطلاقا على الحادثة التي تعرضت لها في السوق ... كما أنه لم يكن بأمكان أبريل معرفة ما حدث لها داخل القاعة وفي الفترة التي تلن ذلك , وعندما رأت جدها الكونت يهرع نحوها , ومعه أبريل وسائقه , تأكد لها بأن أي محاولة للأحتجاج أو التبرير ستكون عقيمة الفائدة... وبخاصة بعدما سمعت أبنة عمتها تقول:
" كانت تهذي عن أشياء خيالية.... عن رجال عصابات يلاحقونها ويهددونها , كانت عيناها زائغتين , وكأنهما تحدقان في المجهول .... وكانت ترتجف كورقة في مهب الريح , مع أن جبينها كان حارا عندما وضعت يدي عليه!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 07:30 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يضيع الكونت وقته بالأستفسار أو توجيه الأسئلة , بل بادر فورا ألى أصدار الأوامر اللازمة ألى سائقة أليسندرو:
" أحمل الصغيرة الآن ألى السيارة وخذها ألى البيت , ثم أبلغ ريتا بأن تضعها فورا في سريرها ".
" لا , يا جدي , لا داعي للحمل أطلاقا .. فأنا قادرة تماما على السير بمفردي نحو السيارة !".
صرخ بها الرجل العجوز قائلا :
" ستفعلين كما يقال لك , يا فتاة !".
ألا أنه أعتذر على الفور عن لهجته القاسية , فقال :
" آسف , يا عزيزتي , ولكنني قلق عليك......... قلق ألى درج أنني لن أشعر بأي أرتياح قبل أن يراك طبيبي الخاص , سأجده بسرعة وأطلب منه الذهاب ألى البيت فورا ".
حاولت روزالبا الأحتجاج مرة أخرى , فقالت لجدها :
" أتمنى لو أنك تصدقني , عندما أقول لك أنني بخير ! ما قلته لأبريل هو الحقيقة..... كل الحقيقة! ثمة رجل يلاحقني كظلي , منذ لحظة وصولي ألى صقلية , وعندما أغمي عليّ الليلة في القصر , حملني ألى هذه الحديقة بالذات وهددني بأنه سوف .....سوف....".
سألها بلهفة , وهو يدرك بالطبع أكثر من أبريل بأن أي شيء محتمل في جزيرة المشاعر الملتهبة والعواطف البركانية :
" بماذا هددك , يا صغيرتي؟".
" لست متأكدة بالضبط , ولكنه...".
" أوه !".
خف التوتر والتحفز في ملامح وجهه , ولكن القلق على صحتها حل محلها بسرعة , قال لسائقه بلهجة لا تقبل الجدل أو المناقشة :
" خذها ألى البيت , يا أليسندرو , وأسرع!".
أكد الطبيب بعد قليل أقوال روزالبا , بأنها لا تعاني من أي مشكلة على الأطلاق , وقال موضحا الموقف :
" أنه الأرهاق الناجم عن الرحلة الطويلة , والشعور بالأثارة لقيامك بهذه الزيارة , ومن المؤكد أيضا بأن طقسنا الحار لعب دوره في أرهاق جسمك , خذي الأمور بهدوء في البداية , وتذكري دائما أن تضعي قبعة كلما ذهبت خارج البيت".
منتديات ليلاس
قبعة! لم يعكس وجهها الشاحب أيّا من مشاعر الخوف التي تسيطر عليها , فهي ليست بحاجة ألى حماية رأسها من أشعة الشمس القوية ... بل من التلميحات البربرية والتهديدات المصاغة بلهجة باردة شرسة , لرجل برز فجأة في حياتها وكأنه آت من عالم الغيب!
هل هو من صنع خيالها؟ راحت تتأمل بدقة أوجه الأشخاص الواقفين حول سريرها .. أبريل , جدها , والطبيب .... وكانوا جميعا يحاولون أقناعها بأنه لا وجود لذلك الرجل , ولكنها متأكدة من أنهم يرتكبون خطأ فادحا , فالأشباح لا تملك أصابع فولاذية كتلك التي طوق بها ذراعها .... والتي لا تزال تشعر بوطأتها حتى الآن !
تناولوا فطورهم صباح اليوم التالي ! , وبدأوا يعدون العدة للتوجه ألى سيتا ديل مونتي , بدا أليساندرو حائرا جدا في كيفية وضع تلك المجموعة الكبيرة من الحقائب والأكياس الجلدية الأنيقة , داخل صندوق السيارة ,وبعد نصف ساعة من المحاولات المتكررة لترتيب الأمتعة وأعادة ترتيبها , بحيث يضمها كلها ذلك الصندوق الضخم , أعترف السائق المتمرس بخجل شديد أن ثمة حقيبة كبيرة يجب أبقاؤها في باليرمو , قالت له أبريل بلهجة واضحة :
" يجب أن نأخذ هذه الحقيبة بالذات , مهما كلف الأمر , فهي تضم الملابس الجديدة التي أبتعتها ليلة أمس! ضعها على المقعد الخلفي , يا أليسندرو , وسنجلس أنا وأبنة خالي على جانبيها بكل سهولة ودون أي أنزعاج ".
ما أن وصلت السيارة ألى ضواحي باليرمو ,حتى توقفت الأحاديث العادية المتفرقة التي تبادلها الكونت وأبريل , غرق الرجل العجوز في تفكير عميق , في حين جلست أبريل بأرتياح بالغ وهي تهنىء نفسها على الأنتصارات التي حققتها حتى الآن , أما روزالبا ... فقد كانت مسرورة من ذلك الصمت , الذي يتيح لها فرصة ألقاء نظرة هادئة على بلاد لم ترها من قبل..... وتبدو لها مع ذلك مألوفة ألى درجة مذهلة .
تأملت المساحات الشاسعة من كروم العنب وحقول الليمون , التي تنضج ثمارها تحت أشعة الشمس الساطعة , فغابت عن مخيلتها في تلك اللحظات صورة وطنها .... بريطانيا , وخلال فترة قصيرة من الزمن , أختفت السهول الخضراء وأزهارها الملونة الرائعة ..... وحلت محلها سفوح الجبال الجرداء , التي تكافح عليها قطعان صغيرة مبعثرة من الغنم والماعز لأيجاد الغذاء النادر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 07:56 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

خفّت سرعة السيارة بعد دقائق قليلة , وهي تنطلق صعودا نحو غابة من أشجار الصنوبر الجميلة , سرت روزالبا بتلك الرائحة العطرة التي عبقت داخل السيارة , وبالنسيم العليل الذي وفرته لهم الأشجار الكثيفة وظلالها , وما أن خرجت السيارة من تلك الغابة , حتى بدت أمام عينيها أجزاء كبيرة من الطريق الحلزونية الحادة الأرتفاع ... التي تلف الجبل حتى قمته.
تطلعت نحو الأنحدار الشديد ألى يمينها , فشاهدت في نهايته البعيدة سهلا ساحليا عريضا زرعت بعض أطرافه بالملاحات وطواحين الهواء .... فيما أنتشرت حول المرفأ الصغير أبراج وبيوت مبنية على الطراز الأسباني , وعندما أمتد نظرها نحو الجزر الصغيرة , شعرت وكأنها جالسة في طائرة مروحية فوق أحدى اللوحات الفنية الرائعة للطبيعة الساحرة الخلابةز
" سنصل بعد لحظات يا صغيرتي .... أنظري! ها هي القرية أمامنا!".
تطلعت روزالبا ألى حيث أشار جدها , فشهقت بأعجاب وأبتهاج شديدين ...... فيما كانت السيارة تدخل القرية عبر قنطرة من حجر الصوان الجميل , الذي صنعت منه أيضا أسوار القلعة وجميع تحصيناتها والطرقات الضيقة المؤدية أليها , وعندما أقتربت السيارة من عش النسور...... من القلعة التي بناها أجدادها على تلك القمة الشاهقة , حبست روزالبا أنفاسها ثم تنهدت وقالت :
" رائعة! رائعة!".
ظهر الأرتياح الحقيقي لأول مرة على وجه الكونت , وسألها بسرور واضح :
" هل تعجبك؟".
" أنها خلابة ...... مذهلة , يا جدي , بحيث يستحيل عليّ الآن أيجاد الأوصاف الكافية لها!".
قال لها باسما , وهو يساعدها على الخروج من السيارة :
" لا داعي للعجلة , يا عزيزتي , أنت شابة في مقتبل العمر , ومن عائلة روسيني , وهذا هو بيتك ".
كان الأعجاب الشديد مسيطرا عليها ألى درجة كبيرة , فلم تعر كلماته ومغزاها أي أهتمام يذكر , تركته يقودها بزهو وسعادة نحو السلم المرمري , عبر ممر تظلله القناطر المقامة على أعمدة حجرية , ومن ثم ألى قاعة فسيحة جدا وذات سقف شاهق الأرتفاع , أرجع الشابة الشابة المذهولة رأسها ألى الوراء قدر أستطاعتها , لتستوعب بنظرة واحدة الجزء الأكبر من ذلك السقف .... الذي يشكل بحد ذاته لوحة فنية نادرة , كتلك المجموعة النادرة التي تغطي معظم الجدران , فقد لاحظت روزالبا أنه مصنوع من ألواح خشبية ضخمة , حفرت على كل منها أشكال هندسية ثم طلبت ألواح خشبية ضخمة , حفرت على كل منها أشكال هندسية ثم طليت جميعها بلون بني داكن , وكانت تتدلى من زواياه الأربع ثريات رائعة كبيرة , يشكل فيها الذهب والكريستال وحدهما ثروة مالية لا يستهان بها.
منتديات ليلاس
عبر أرض القاعة , التي تنتشر عليها مجموعة فريدة من التماثيل , وصعدا السلم الداخلي العريض ليرشدها جدها الكونت ألى الغرفة التي أختارها خصيصا لها , فتح الباب ,ووقف ينتظر بمرح وترقب كيف سيكون رد فعل حفيدته على تلك الغرفة , لقد أدرك منذ اللقاء الأول بينهما في مطار باليرمو , أنها شخص قليل الكلام , ألا أن كل الأمتنان الذي تمنى الحصول عليه , جاءه فجأة في صوتها ..... عندما دخلت الغرفة وقفت مشدوهة ثم همست بعد تمكنها من حل عقدة لسانها:
" أوه , جدي, جدي!".
لحق بها ألى داخل الغرفة الضخمة , وهو يسألها بصوت رقيق:
" ما رأيك بهذه الغرفة يا عزيزتي ؟ هل توافقين عليها؟".
أستدارت نحوه بسرعة لتعبر عن أعجابها وشكرها , ألا أنها لم تتمكن من التفوه بأي كلمة على الأطلاق , أبتسم لها جدها بطريقة هادئة , حاول بها عدم الأفصاح تماما عن كامل سروره وأبتهاجه , ثم ربت على كتفها وقال :
" سأتركك الآن على أنفراد , لترتاحي وتستقر بك الأمور , وبما أننا لم نجد حتى الساعة الوقت الكافي للتحدث معا , فسوف يسعدني جدا أذا نزلت لمقابلتي في مكتبي.... بمجرد أنتهائك من ترتيب أمتعتك وحوائجك , هل تكفيك مثلا ثلاثون دقيقة؟".
هزت روزالبا رأسها كدليل على الموافقة , فخرج باسما وأغلق الباب وراءه , ولم تتحرك من مكانها في وسط الغرفة , بل راحت تحدق بالجمال الذي يحيط بها.... وتحاول تفسير الخوف الذي تشعر به دونما أي سبب واضح , لماذا لا ترقص فرحا وطربا ؟ ولماذا تسمّرت عيناها القلقتان فجأة على صور العصافير الملونة الجميلة , المعلقة على الجدار المواجه لها؟ هل هي خائفة من أنها قد تصبح يوما مثل هذه العصافير ... سجينة أل الأبد داخل هذه العلقة الحصينة التي لا يمكن أختراقها؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 01:46 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نزلت بعد نصف ساعة لمقابلة جدها , فألتقت ريتا التي أرسلها في سيارة خاصة قبلهم لتعد لهم كافة أسباب الراحة والرفاهية , سألتها روزالبا وهي تشير ألى العدد الكبير من الأبواب المزدوجة الضخمة:
" أين يقع مكتب جدي , يا ريتا؟".
" لقد غيّر الكونت رأيه بالنسبة لمكان اللقاء يا آنسة , فبالنظر ألى هذا الجو الحار , قرر جدك أن تجتمعا على الشرفة الشرقية .....حيث ستكونين مرتاحة أكثر مما لو جلست في مكتبه , تفضلي معي , فسوف أرشدك أليها".
لحقت روزالبا بمدبرة المنزل اللطيفة ألى تلك الشرفة العريضة , المشرفة عبر قناطرها على باحة واسعة ومناظر طبيعية خلابة , والمعدة لأجلاس حوالي عشرين شخصا على أريكتين كبيرتين , ومجموعة تتناسب معهما من المقاعد والكراسي , وقف جدها لأستقبالها , وقال لها باسما :
" أجلس هنا , أيتها الحفيدة الجميلة".
ثم أضاف قائلا , وهو يجلس قربها على الأريكة :
" وأخيرا ...... سنحت لنا الفرصة للتحدث على أنفراد! ولكنك تبدين متوترة الأعصاب , يا عزيزتي , أرتاحي قليلا وأستمعي ألى الأنغام العذبة , التي تصدر عن نوافير الماء هذه , أنها سبع , تمثل كل واحدة منها مئة سنة من ملكية عائلة روسيني لهذه القلعة , وفي العام المقبل , تبدأ المئة الثامنة ..... وتقضي تقاليد العائلة بتشييد نافورة ثامنة , وأريدك أنت أن تكوني الشخص الذي يختار تصميمها".
" أنا!".
أمسك جدها بيدها , فكادت تقفو ألى الوراء ذهولا ورعبا .... وقد تحولت موسيقى النوافير في أذنيها ألى تنهد وبكاء وعويل , قال لها:
"نعم , يا عزيزتي , هذا هو الموضوع الذي أريد مباحثتك فيه , فأنت وريثتي والشخص الوحيد الذي يحمل أسمي , وأسم هذه العائلة العريقة , كل ما ترينه حولك هو أرثك , وحق مكتسب لك بالولادة,هذا هو السبب الوحيد في أصراري على أبريل , لأحضارك معها هذه السنة".
تذكرت روزالبا مخاوف أمها , عن وجود دوافع غامضة وراء هذه الدعوة المفاجئة لزيارة الجد روسيني , ولكنها رفضت التصديق بأن أبنة عمتها لا تبادلها المحبة والعاطفة ذاتهما , اللتين تكنهما لهما منذ طفولتهما ,تألمت كثيرا عندما أدركت أن أبريل أستغلت هذه المحبة , للتمكن من خداعها وحملها على مرافقتها.
" سيكون من واجبك بالطبع أن تقيمي هنا , في سيتا ديل مونتي".
أنتفضت روزالبا في مكانها وقالت :
" لا يمكنني القيام بذلك , فأمي لن تقبل أطلاقا بالتخلي عن بيتها ".
منتديات ليلاس
قال لها الجد روسيني ببرودة قاسية جدا , جعلتها تتصور أن المياه توقفت عن التدفق أو تحولت فجأة ألى جليد :
" لا مكان لأمك هنا , يا روزالبا روسيني!".
ثم مضى ألى القول بلهجة أكثر هدوءا , مع أنه ظل ينقر على مقبض عصاه بشيء من الحدة والعصبية :
" كان والدك أبني الوحيد , فقد أبلغني الطبيب بعد ولادته أمرا مؤسفا للغاية , وهو أن زوجتي ....جدتك... لم تعد في وضع صحي يسمح لها بأنجاب أي طفل آخر".
لم تجد الكلمات المناسبة للتعليق على جملته , فتابع حديثه قائلا:
" لا شك في أنك تعرفين عن الصدع الذي حدث بيننا.... الصدع الذي لم يكن لي يد في أحداثه , والذي حاولت مرارا عديدة العمل على رأيه , أنني ألقي بمسؤولية ذلك , ورفض أبني المستمر لكافة محاولات التهدئة وأقامة الجسور التي بذلتها معه , على التأثيرات الخارجية ".
" هل تلمح ألى أن أمي....".
" أنا لا ألمح أبدا , بل أحدد الوقائع والحقائق الثابتة , ولكننا لن نجادل في هذا الموضوع , لأن وفاة والدك جعلت منه مسألة لا أهمية لها , على أنني قادر على القول بكل جدية وثقة وأمانة , أن أباك كان أبنا عظيما...... ورجلا يتحمل كافة مسؤولياته بكل شجاعة وضمير حي , ولو أنه منح الفرصة الكافية , لأصبح بالتأكيد الخلف الناجح والمناسب لوالده .... ولبقية رجال عائلة روسيني العظماء الذين سبقوه , أنا أعرفه أكثر بكثير مما تعرفينه أنت , يا عزيزتي , لقد تدرب أبوك طوال حياته , رضيعا وصبيا ومراهقا , على العيش كالنبلاء , صحيح أنه عمل في الحقول والمزارع بناء على تعليماتي وأصراري , ولكن ذلك كان ضروريا جدا بالنسبة له ولمستقبله , كان عليه أن يعمل مع عماله وفلاحيه ليصبح على معرفة تامة بهم , ولكي يحترموه هم بدورهم .. ليس فقط كسيدهم , بل أيضا كرجل لا يطلب منهم القيام بشيء لا يقدر هو على القيام به , نعم ,يا عزيزتي , فعباءة الزعامة قد تشكل عبئا ثقيلا على من يرتديها , ولهذا خلعتها عليه في سن مبكرة جدا , حتى يصبح مع مرور السنين معتادا على وزنها وثقلها , ولكن تلك العباءة , ويا للأسف الشديد , سحبت عن كتفيه ومزقت شر تمزيق..... رغما عنه وعن أرادته".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:35 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحست روزالبا بوقع النظرات الفولاذية القاسية على وجهها , فرفعت رأسها نحو ذلك الرجل الذي قال جملته الأخيرة بصوت حزين متألم , شعرت أن جدها ينظر أليها ولكنه لا يراها , لأنه يحدق بالماضي الذي لا يزال حيا في ذاكرته ومخيلته , لم تجرؤ على التحدث أليه , فقد بدا لها بوضوح أنه مستاء جدا وهو يحاول العودة ألى الحاضر لأكمال حديثه.
" لم أقدر أن أتصور أبني خبازا وصاحب محل صغير لبيع الحلوى , وقد يكون من الصعب عليك أنت بالقدر ذاته تخيله هنا بين أتباعه يحمل مشاكلهم , يلبي مطالبهم الحقة , يشاطرهم ضحكهم وفرحهم , ويمزج دموعه بدموعهم!".
رمى عصاه الثمينة على الأرض بقوة كادت تحطمها , ثم ضرب حافة الأريكة بقبضته وهب واقفا كشاب في العشرين من عمره.
" من العار أن يحرم أبني من ثرائه ووطنه وشعبه , بسبب.... بسبب أمرأة !".
منتديات ليلاس
شعرت روزالبا بأن السموم التي حملتها كلماته وصلت ألى أعماقها , وكادت تصيبها بالغثيان , أتضحت لها فجأة دوافعه , فيما كانت كلمة الأنتقام ترن كالأجراس في أذنيها , لم يستدعها ألى صقلية بسبب حبه لأبنه , أو لأنه يحتاج أليها لتحتل محله بعد وفاته , بل لأنه أراد الأنتقام من أمها , لا شك في أنه يحتقرها ويكرهها ألى درجة هائلة , لأنها حرمته أولا من أبنه ثم من أبنته.
لاحظ الرجل العجوز , وهو ينظر في عينيها المذعورتين , أنه تسرّع كثيرا في الكشف عن حقيقة مشاعره ..... وتمادى في ذلك ألى حد بعيد , أستخدم أرادته القوية , فتمكن بعد جهد من السيطرة على سخطه ونقمته وأرغم ملامحه القاسية المتحجرة على التحول ألى نظرات ندم وأسى , قال لها معتذرا عن أدخال الرعب ألى قلبها , ومحاولا التأثير على عواطفها :
" أنا آسف , يا عزيزتي , لأنني سمحت لمشاعري وأحاسيسي بالتفجر أمامك على هذا النحو القاسي , أرجوك .... أتوسل ألك .... حاولي التغاضي عن أخطاء الشيخوخة وأنفعالاتها , الأشجار تزداد قوة وصلابة كلما تقدم بها الزمن , والأنهار تزداد أتساعا , ولكن الرجال المتقدمين في السن يغرقون في وحدتهم وأحزانهم , أبقي معي , يا روزالبا! أنا متأكد من أن والدك كان سيحب ذلك ويتمناه , فدمه يجري في عروقك وطبيعته تعيش في أعماقك! سيحيا ثانية بك , وعبرك !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, castle of the fountains, margaret rome, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, على حد السيف, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية