لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-10, 11:01 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- أنت مرة أخرى !

تناول الجد روسيني وحفيدتاه طعام العشاء في التاسعة والنصف مساء , أي عندما تكون روزالبا عادة على أهبة التوجه ألى سريرها , ومع أنها لم تكن متعبة أطلاقا في ذلك الوقت , ولم تأكل أي شيء تقريبا منذ مغادرتها بيتها في الليلة السابقة , ألا أن الكمية الكبيرة من المعكرونة التي وضعتها ريتا على صحنها جعلتها تفقد شهيتها وتقول لمدبرة المنزل .
" تكفيني ملعقة واحدة فقط ! شكرا , يا ريتا".
أستجابت ريتا لرغبة الضيفة الشابة , وهمت بأستبدال الصحن الممتلىء , ألا أن الجد تدخل فورا ,وقال :
" هراء ! ريتا خبيرة في أعداد هذه الأنواع من المأكولات الشهية المغذية , هيا! أفرغي محتويات هذا الصحن في معدتك الصغيرة الخاوية , فأنت بحاجة ماسة أليها , لقد سمعت مرة أن البريطانيين لا يأكلون ألا القليل , وجسمك النحيل هذا يا صغيرتي , دليل قاطع على ذلك , أن لم يأكل الأنسان جيدا في المساء , فأنه لن يتمكن من التحدث أو الأسترخاء .... أو حتى النوم بطريقة جيدة , على أي حال , سنتحدث بعد الأكل لأن فراغ المعدة يشل حاسة السمع.
منتديات ليلاس
أخافها أسلوب جدها الأستبدادي , فبادرت ألى تناول طعامها دون أي تعليق أو مناقشة , لم تكن تأكل المعكرونة في بيتها ألا نادرا , لأن والدها أراد الأبتعاد عن كل شيء أيطالي أو يذكره بصقلية , لكن دعوات عمتها ألى الغداء كانت تتضمن في معظم الأوقات المعكرونة على أختلاف أنواعها وأطيافها , ربما أنها لم تكن يوما ضيفة وقحة , فقد أعتادت على تقبل كافة الأطعمة الأيطالية المشهورة ..... حتى مع كرهها الشديد لبعضها.
أستعانت بأرادتها القوية وراحت تلتهم طعامها بشجاعة , وهي تدرك تماما أن جدها يراقبها كصقر متحفز , ألا أن الجد لم يكن وحده الذي يتأمل طريقة أكلها , فقد كانت أبريل تفعل الشيء ذاته.. ولكن بمرح بريء, تحول بعد قليل ألى شفقة.
شعرت روزالبا بالأرتياح ألى حد ما , عندما بدأن أبنة عمتها حديثا لبقا وشيقا مع جدهما بهدف تحويل أنتباهه عن حفيدته الثانية ولاحظت أبريل بأسف أن موافقف قريبتها التامة والفورية على تعليمات جدها لم تنل أعجابه ورضاه , بل جعلته متضايقا ومتململا , فالعجوز بطبيعته رجل مقاتل لا يحب المستسلمين والمتخاذلين , بل الذين يعترضون ولو جزئيا على أوامره , ويفسحون له بالتالي المجال الواسع لأظهار نفوذه وشراسته .
أبتسمت له أثناء الحديث وكأنها مسرورة مما قاله لها , ولكنها في الحقيقة كانت تشعر بسعادة لا تضاهى .... لزوال مخاوفها من أن أبنة خالهاستحل محلها في قلب الجد الثري , لا داعي للقلق بعد الآن , فمن الواضح أنها وجدها يناسبان بعضهما تماما , سألهما الجد فجأة ,وهو ينظر أولا ألى أبريل ومنها ألى روزالبا :
" هل تشعران بأرتياح تام , أم أنكما متعبتان جدا للتمتع بدعوة أعتبرها أهتماما خاصا بكما؟".
جاء البريق الخاطف في عيني أبريل وملامح البهجة والسرور في وجهها ردا كافيا على دعوته , في حين أحمر وجه روزالبا خوفا وقالت له بأرتباك شديد :
" نعم....لا... أي ....... أعني.....".
هبت أبريل لمساعدتها , فقالت :
" أنها مستعدة للقيام بأي شيء يطلب منها , وهي سعيدة تماما بتنفيذ القرارات التي يتخذها الآخرون".
ظهرت ملامح خيبة الأمل والتأفف بوضوح على وجه الجد روسيني , قبل أن يتجاهل روزالبا تماما ويوجه ملاحظته التالية ألى أبريل , حتى مع أصراره على أستخدام صفة المثنّى في المخاطبة :
" أفهم أذن أنكما لن تترددا في حضور عرض للأزياء يقام هذا المساء في قصر صديقتي الأميرة أرمارينا ويعود ريعه ألى جمعية خيرية , وبما أن تكاليف هذا العرض باهظة , فقد أوضحت الأميرة أنها تتوقع من جميع ضيوفها شراء أكبر قدر من الثياب المعروضة".
تبادل الكونت وأبريل نظرات معينة , أوحت بأن كلا منهما يفهم الآخر على حقيقته , ففي حين أشار الجد ألى أنه على وشك تنفيذ الوعد الذي قطعه لها في العام الفائت , ألمحت الحفيدة بسعادة بالغة ألى أنها ستختار ما يروق لها دون تردد أو خجل.
وجه الجد روسيني نظرة أستجواب قاسية ألى روزالبا , فأنتفض رأسها وكأنما لسعته حية سامة ...... وأرغمت نفسها على توجيه أبتسامة خجولة أليه , كان واضحا جدا أنها غير مهتمة أطلاقا بدور الأزياء العالمية , وبالثياب الباهظة الثمن التي يعرض عليها جدها أختيارها لهذه الأمسية . تأمل الرجل الثري ثيابها القطنية العادية والبسيطة , ثم سألها بلهجة خبيثة :
" من هو مصممك المفضل يا عزيزتي ؟".
سنحت فرصة أخرى لأبريل كي تدعم موقفها كالحفيدة المفضلة , فتدخلت على الفور قائلة بخبث مماثل :
" ليس لديها أي مصمم مفضل , يا جدي , فهي , كما تلاحظ , تخيط ثيابها بنفسها ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 03:03 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178870
المشاركات: 257
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمة33 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمة33 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلم الايادي على هذه الرواية الرائعة

 
 

 

عرض البوم صور نجمة33   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 01:15 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تأثرت روزالبا كثرا من سخريتهما الجارحة , فوجهت ألى جدها نظرة ألم أخترقت الجدران السميكة التي تحيط بقلبه , قال لأبنة عمتها بلهجة هادئة, تهدف ألى التخفيف من وقع كلامها الساخر قبل لحظات :
" مهما كان الأمر , فهي تبدو جميلة ورائعة ألى درجة كبيرة , أما أنت , يا عزيزتي أبريل , فقد أنعم عليك الخالق عز وجل بهذه الجاذبية الخلابة التي تسمح لك بالقيام بما تريدين وبأي أسلوب يعجبك ...... وتحظين مع ذلك في النهاية على الثناء والأطراء , قد تشترين ملابس عادية جدا من باعة الأرصفة , وقد ترتدين القمصان والسراويل المفرطة في البساطة , ومع ذلك يمدحك الناس على أسلوبك المميز , ولكن أبنة خالك ذات شخصية تتطلب الثياب الغنية الرائعة , وأشعر برغبة قوية لرؤيتها ترتدي سترة جدية هادئة من تصميم جيفنشي .... أو أفضل من ذلك فساتين كلاسيكية من تصميم سيرر تناسب جمالها الرصين والدافىء".
ضحكت أبريل بأستغراب , وقالت معترضة على رأيه :
" ولكن لا يمكنك تسمية هذه الملابس بعد الآن أزياء حديثة , يا جديّ ! لا يزال هناك بالطبع في عالم الأناقة بعض المصممين المتطرفين المتصلبين , كاللذين ذكرتهم لتوك , يصرون بعناد سخيف على الأستمرار في تصميم ثياب قديمة الطراز ومملة وغير مبتكرة! ويرفضون الأعتراف بأن العالم حولهم قد تغير وتبدل , وبأنهم مضطرون...... أذا هم أرادوا النجاح في دنيا في دنيا الأناقة العصرية ... ألى أن يكونوا نبهاء , ومتمشين مع التطورات المستمرة والمتلاحقة , وغير متمسكين بالتقاليد القديمة البالية ".
منتديات ليلاس
رفع العجوز الغاضب يديه عاليا , وكأن الأنتقاد وجه أليه شخصيا , وقال لها بأنفعال شديد :
" التقاليد القديمة البالية ؟ هذه جملة لا معنى لها أطلاقا بلنسبة ألي , لا! لا تحاولي مقاطعتي أو أيضاح هذه الجملة , لأنني متأكد تماما من أن التوضيح سيكون أشد سخافة وأقل ذوقا من التعبير نفسه!".
ثم وقف بعصبية , وقال لحفيدتيه كمن يصدر أوامر عسكرية :
" أذا أنتهيتما تماما ,أيتها الفتاتان , فسوف أستدعي السائق لأحضار السيارة".
ذهبتا ألى غرفتيهما , وهما في مزاجين مختلفين تماما , ففي حين كانت أبريل ترقص فرحا لحصولها على ما تريد وغير آبهة بغضب جدها طالما أنه لن يحرمها من الثياب والجواهر , كانت روزالبا تسير بتردد وكأنها سترغم عل القيام بأشياء تكرهها.
توقفت بهم السيارة بعد عشر دقائق أمام القصر الجميل المشع , الذي كانت تنطلق من داخله أصوات الموسيقى الصاخبة كلما فتحت بوابته الضخمة لأدخال الضيوف الأثرياء , وعندما أرشدهم كبير الخدم ألى القاعة الكبرى , التي كانت تعج بحوالي مئتي شخص من أفراد المجتمع المخملي يتناقشون ويثرثرون ويتسامرون بأصوات عالية تغطي على صخب الموسيقى , شهقت روزالبا بخوف وذعر شديدين , وما أن نزل الثلاثة الدرجات الأربع , حتى فتح المحتشدون طريقا في وسطهم لمرور الكونت وحفيدته السمراء المغرية الجذابة .......ثم أغلقوها فورا لأنهم لم يشعروا بوجود الحفيدة الأهرى.
صرخت روزالبا , التي أصبح يفصلها عن جدها وأبنة عمتها جسم بشري هائل , فلم يسمع صراخها أحد ... أو ربما سمعوها وظنوا أنها تصرخ كغيرها , عزفت الفرقة الموسيقية لحن الأفتتاح وخفف النور في جميع أنحاء القاعة , فيما سلطت الأضواء الكاشفة على مسرح أعد خصيصا لهذه المناسبة , وخلال ثانيتين تقريبا , بدأت أول عارضة أزياء في التمايل على أنغام الموسيقى , وأخذ عشرات الأشخاص بألتقاط الصور وتسجيل الملاحظات ..... وطلبات الشراء.
شقت روزالبا طريقها بصعوبة بالغة ألى أحد الأعمدة الضخمة في القاعة الفسيحة , وراحت تتأمل بذهول منظرا جديدا أو غريبا تماما عليها , ولكن صخب الموسيقى كاد يصيب أذنيها بالصمم , فبدأت عيناها تبحثان بلهفة عن طريق للهرب من تلك القاعة المجنونة , ولكن جميع الأبواب سدت في وجهها , ذلك أن الذين وصلوا متأخرين بعض الوقت أخذوا يتدافعون بقوة نحو الأمام لمشاهدة العارضات , والثياب الباهظة الأثمان التي ينوون أبتياعها.
وعندما شعرت باليأس من أمكانية النجاة , وضعت يديها على أذنيها لأنقاذهما من العذاب المؤلم .... وراحت تحدق مذهولة بتحول الأحتفال من عرض للأزياء الحديثة المبتكرة ألى عرض للأجسدا الممشوقة المثيرة , وجدت روزالبا الثياب نفسها مثيرة للأشمئزاز والأزدراء , وتضايقة كثيرا من الأستغلال الرخيص والتافه للملابس التي تغطي أقل مما تكشف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 01:39 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومع أزدياد تضايقها من الثياب الفاضحة , الذي يسبب أوجاعا في الأذنين والرأس , والدخان الكثيف الذي يكاد يعمي الأبصار , بدأت روزالبا تشعر بالغثيان , والأغماء , لم تعد قادرة على التنفس بسهولة , أو حتى على الأستنجاد بأحد , وأخذت تنهار تدريجيا , ألا أن ذراعين قويتين أمسكتا بها في اللحظة المناسبة ورفعتاها عاليا , وسمعت صوتا قاسيا يأمر الموجودين بفتح طريق نحو باب القاعة.
لا شك في أنها فقدت وعيها لبعض الوقت , لأن أول شيء لاحظته بعد ذلك هو تنشقها هواء نظيفا منعشا .... ومشاهدتها ضوء القمر الساطع.... وسماعها صوت نافورة المياه القريب , ثم أنتبهت أل أنها ليست لوحدها على ذلك المقعد الحجري , في الجانب الخلفي لحديقة القصر , تطلعت نحو الشخص الذي يجلس قربها دون حراك وينظر أليها بعينين تشعان أستياء وأنفعالا ,وقالت له بأرتباك .... ولكن ليس بأستغراب أو دهشة :
" أنت.... مرة أخرى!".
ثم أضافت بلهجة , فوجئت هي نفسها بأستخدامها :
" أنت كالعقاب , يا سيد , تحلق دائما قربي وبجانبي , هل أخترت لنفسك مهمة حمايتي ؟".
أجابها بنبرة جافة , عكست بوضوح تام أنزعاجه منها :
" العقاب لا يحمي , يا آنسة , بل يلاحق طريدته وينقض عليها .... ثم يمزقها شر تمزيق !".
منتديات ليلاس
أرتجف جسمها خوفا وهلعا لدى سماعها تلك الكلمات اقاسية , التي تحمل في طياتها تهديدا عنيفا , وشعرت بأستياء شديد من لهجة الأحتقار التي ظهرت جلية في صوته , لقد أعتاد طوال حياتها على أن يتجاهلها الناس بسبب أختيارها العزلة والأنفراد , ولكنها لم تكن لتتصور أبدا أن أحدا يمكنه أن يكرهها ألى هذه الدرجة , قالت له بعزة وأنفة :
" أشكرك مرة أخرى على أنقاذي".
ثم لفت شالها حول عنقها , ومضت ألى القول :
" لا داعي لأنتظاري , فأنا بخير تماما , أرجوك ألا تضيّع على نفسك بقية الحفلة بسببي".
أطلق ضحكة قصيرة قاسية أخترقت أذنيها كالسهام المسمومة , وقال لها بأستخفاف وسخرية ... تحولا لاحقا ألى غضب شديد :
" هل أبدو لك من أولئك الأشخاص الذين يحتاجون ألى السعي وراء ملذاتهم في قاعات صاخبة تكاد تختنق من شدة الأزدحام , وفي مشاهدة عارضة عارضة نصف عارية ترقص أمام رجال المدن الذين أضعفهم رغد العيش وترف الحياة ؟ هؤلاء الأغنياء الذين يحلبون أموال بلادنا , ولا يعطونها أي شيء في المقابل ! تتكدس أرباحهم وتزداد قوتهم المالية ألى درجة مذهلة , فيصبحون بالتالي أفضل زبائن الشركات والفنادق الأوروبية ..... في حين أن الفلاحين في الأرياف والمناطق الجبلية لا يزالون يحفرون الأرض ليأكلوا منها , ويستخدمون لذلك أساليب الآباء والأجداد التي تقتصر في معظم الأحيان على الأيدي والأظافر ! لديهم في الشمال أفضل الجرارات الزراعية وأحدثها أما هنا في الجنوب فثمة كثيرون لا يعرفون أشكالها أطلاقا! حتى الخيول قليلة ونادرة , فيضطر الفلاح ألى أستخدام حماره لكافة الأحتياجات .....بما في ذلك أنتقاله هو من بيته القديم المتداعي ألى السوق الذي يتألم مثله جوعا وفقرا! البيوت والمحال التجارية الصغيرة بحاج ماسة ألى الترميم الفوري , قبل أن تهوي على من فيها ! المال قليل جدا .... الناس فقراء ويستخدمون أشياء بدائية ومن صنع أيديهم ...... والفلاح الذي يملك دراجة هوائية , يعتبر أنسانا ثريا ! ومع ذلك .... فالنساء مثلك لا يفكرن ألا بأنفاق الأموال الطائلة , على ملابس قبيحة ورخيصة كالتي تعرض هنا هذه الليلة!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-10-10, 02:52 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ظلت روزالبا محدقة به , وهي لا تصدق عينيها وأذنيها! لم تقل له سوى جملة قصيرة ومهذبة , فما باله يلقي عليها المحاضرات والخطب السياسية والأجتماعية والأقتصادية ؟ ليس فيه شيء واحد يدل على أنه يستخدم يديه وأظافره في حفر التراب وأقتلاع الصخور , ومع ذلك فلهجته القاسية المتململة بأصداء الأحتقار والأشمئزاز لهذا المحيط الذي يعيش فيه , سألته عن سبب سخطه العنيف , فوجه أليها نظرات حادة أرعبتها وأخفت من وجهها الأحمرار الذي أستعادته قبل قليل , ثم قال :
" أنا مجرد رجل أنساني لم يعد يتحمل جشع الأثرياء وتعاميهم عن الفقر المدقع حولهم , ستتحسن أحوالنا وأوضاعنا ...... يجب أن تتحسن , هكذا أقول لنفسي , ولكن الصبر ليس أحدى فضائلي , فما أريده , يجب أن أحصل عليه فورا......لأنني سئمت الواقع امر الذي جعل من الأنتظار أحدى وسائل الترفيه والتسلية في بلادنا".
قالت روزالبا لنفسها أن هذا الرجل هو بالتأكيد من ذلك النوع ,الذي يتمكن من الحصول فورا على ما يريد , فنظراته الحادة الشرسة , وسطوته النافذة , ولهجته العنيفة , وقوته الجسدية الواضحة , توحي كلها بأنه على أستعداد تام للتضحية بالغالي والرخيص كي يحقق أهدافه ومآربه , أرتجف جسمها فجأة , عندما شعرت بخوف حقيقي من العنف المتأجج داخل هذا الرجل.... الذي لا يزال يتبعها كطلها منذ وصولها ألى صقلية , أحست أيضا بأنها خائفة من الجزيرة ذاتها , من هذه الأرض التي لا يحتاج سطحها ألا ألى خدش بسيط حتى يتفجر فيها العنف كثورة بركانية , تذكرت فورا العهد الذي قطعته على نفسها قبل هبوط الطائرة في باليرمو , بأنها ستقاوم الجبن وتتصدى للمهاجمين المحتملين , فأستجمعت قواها وسألته دون تردد :
" لماذا أنت مهتم هكذا بكافة تنقلاتي وتحركاتي ؟ لا تحاول أنكار ذلك , فمن الواضح أنك عقدت العزم على معرفة كل شيء عني .... بما في ذلك المنزل الذي أقيم فيه , وبأنني حفيدة الكونت روسيني , أنا ممتنة لك بالطبع لأنك أنقذتني من مأزقين كبيرين هذا اليوم , ولكن تواجدك في كافة الأماكن التي أكون فيها لا يمكن تبريره بأنه مجرد صدفة , فلماذا أنا بالذات ؟ قد أفهم أهتمامك بأبنة عمتي , لأن كل الرجال يهتمون بها. أما أنا فلست ألا فتاة عادية بسيطة!".
منتديات ليلاس
ضحك مرة أخرى , وبالشراسة ذاتها , التي لا تفارقه , وقال :
" فتا عادية بسيطة! أذا كان يناسبك الأدعاء والتظاهر بأنك لست من أنت , فلا بأس من أستمرارك في ذلك , ولكن أياك والأستخفاف بذكائي , أو التصور بأنك قادرة على خداعي.. أنت روزالبا , أبنة أنجيلو , وحفيدة الكونت بياترو روسيني دي سيتا ديل مونتي.
توقف لحظة , ثم أكمل حديثه الذي نزل على رأسها كالصاعقة ....قائلا:
" ولذلك فأنت .... بالنسبة ألي.... أهم أنسان في العالم , لقد أنتظرت وصولك طويلا ألى هذه الجزيرة بفارغ الصبر , لا بل كنت أتحرق شوقا لرؤيتك تدخلين مطار باليرمو , كي أخفف عن كاهلي عبء المهمة ونيرها المرهقين , ومن المنطقي أذن أن أبقيك تحت المراقبة المستمرة , طالما أن الشق الأول والبالغ الأهمية لأمنيتي قد تحقق ... بمجيئك ألى هنا".
وقف الرجل الغامض ثم أحنى رأسه محييا ,وقال :
" ألى اللقاء! حتى نلتقي مرة أخرى.... وأعدك بأن ذلك سيتم قريبا جداّ ! , أنت أيتها الحمامة البريطانية الوديعة , الأداة التي أنتظرها ... الطعم الذي سأستخدمه لأغراء الحية الرقطاء على الخروج من جحرها!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, castle of the fountains, margaret rome, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, على حد السيف, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية