لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-10, 05:06 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تتحرك من مكانها أو تقل شيئا ردا على ترحيبه , فشجعها على ذلك برقة قائلا:
" ما بالك , يا ذات الوجه الملائكي ؟ ألن تمنحي جدك قبلة اللقاء ؟".
أقتربت منه بتردد وخطى بطيئة , وهي تحاول عدم الكشف عن مشاعر الأشمئزاز أتجاه هذا الطاغية الذي عرّض والديها ألى عذاب مرير , وعندما طبع قبلة خفيفة على خدها , لم تدرك السبب الذي جعلها تتذكر فجأة ذلك األأبزيم الذهبي البربري وصورة تلك الأفعى السامة المتحفزة للهجوم .
لاحظ جدها الأرهاق الذي ظهر فجأة وبجلاء على وجهها , بمجرد جلوسها على المقعد الخلفي الوثير لسيارته الأنيقة , فلم يحاول أرغامها على التحدث معه أو أليه , وما أن أنطلقت السيارة نحو مدينة باليرمو القديمة , حتى قال الرجل العجوز لحفيدتيه :
" بما أنكما متعبتان بسبب رحلتكما الطويلة والمنهكة , فقد أعددت الترتيبات اللازمة لكي نمضي هذه الليلة في العاصمة , سوف تساعدكما الراحة التي ستنعمان بها بعد قليل , على التمتع غدا برحلتكما ألى سيتا ديل مونتي".
لم تمض سوى دقائق معدودة حتى دخلت سيارة الكونت روسيني الشوارع الضيقة لمدينة باليرمو الساحرة , التي لا تزال تزيّن بعض ضواحيها وأحيائها الداخلية آثار يونانية ورومانية وعربية وأسبانية من مسارح وقصور ودور عبادة , تتحدث بوضوح عن الحضارات المختلفة التي عرفتها هذه الجزيرة , وعندما وصلت بهم السيارة ألى وسط المدينة , الذي كان كقفير نحل يكاد يختنق بالسيارات من مختلف الأحجام والأنواع والعربات التي تجرها الخيول والأمواج البشرية الهائلة التي تضيق بها الأرصفة , أحست روزالبا بأنها ستفقد حاسة سمعها , أخذت السيارة تزحف ببطء شديد بسبب الأزدحام الهائل , فيما كان معظم السائقين يطلقون العنان لأبواق سياراتهم ويتبادلون الشتائم والأهانات الفظة مع المشاة ومع بعضهم بعضا .
تنفست روزالبا الصعداء بمجرد الأبتعاد عن جو الصخب والضجيج , ودخول سيارة صغيرة ثم توقفها أمام مبنى رائع الجمال مؤلف من أربع طوابق , تأملت الطابق الأول بأعجاب شديد , وبخاصة التماثيل الأربعة التي تمثل فصول السنة , قال لها جدها , فيما كان سائقه يفتح لهم البوابة الخارجية :
" كان هذا القصر بكامله في يوم من الأيام ملكا لعائلة روسيني , ولكنني لم أعد أملك منه الآن سوى الطابق الأول والحديقة المحيطة به من ثلاث جهات , أما الطوابق الثلاثة الأخرى , فقد حولتها ألى ست شقق سكنية وأعددت لها مدخلا خاصا بها عبر الجهة الخلفية للحديقة , ثم بعتها لمالكيها الحاليين.
منتديات ليلاس
دخل الثلاثة ألى القاعة الفسيحة التي تدل بوضوح على ثراء بالغ , فيما كان المرافق القوي يتبعهم حاملا حقائب الحفيدتين الشابتين , هرعت لأستقبالهم أمرأة في منتصف العمر , وقالت بلهفة صادقة بمجرد رؤيتها روزالبا المتعبة.
" آوه ! الصغيرة المسكينة !".
أشار الكونت ألى الأمرأة قائلا :
" هذه هي ريتا , مديرة المنزل , التي تعمل في خدمتي منذ سنوات عديدة , سترشدكما الآن ألى غرفتيكما , لأنكما بالتأكيد مرهقتان جدا , أرجو ألا تترددا أطلاقا في مطالبتها بأي شيء قد تحتاجان أليه , ولا تجدانه مؤمنا لكما ".
أحست روزالبا لدى دخولها غرفتها ومشاهدتها السرير الكبير المريح , بأنها لا تريد شيئا سوى النوم , فهي لم تقم في حياتها برحلة طويلة منهكة كهذه , ولم تعرف يوما مثل هذه الأثارة السلبية المزعجة التي نجمت عن مشاعر مؤلمة مرهة كالغضب والخجل والخوف , ألقت بنفسها على ذلك السرير الذي كان يجذبها أليه بقوة عظيمة , قائلة لمدبرة المنزل ذات الأبتسامة الحارة كطقس باليرمو :
" لست بحاجة ألى أي شيء الآن سوى هذا السرير , الذي لا أنوي التحرك منه قبل أثنتي عشرة ساعة على أقل تقدير , شكرا لك يا ريتا".
أحنت مدبرة المنزل اللطيفة رأسها تأدبا وأحتراما , وخرجت من الغرفة دون تأخير أو تردد , خلعت روزالبا ثيابها على الفور وأرتدت قميص النوم , ثم تسللت كقطة صغيرة تحت الغطاء الحريري الناعم , وما أن شعرت بالنهاس الشديد يغمض عينيها , حتى قالت لنفسها بصوت هادىء :
" من الواضح أن جدي يعتقد بأن أسرع الطرق وأقصرها ألى قلب المرأة هو تأمين الراحة والرفاهية لها , يجب أن أكون حذرة جدا في مواجهة هذا الترف , الذي لم أكن لأحلم به من قبل , وأن أعتبره أمرا عرضيا سيزول خلال بضعة أيام ..... وألا فأنني سأتعلق به وأصبح أسيرته وضحيته!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-10-10, 06:03 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178870
المشاركات: 257
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمة33 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمة33 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سلمت يداكي و شكرا لكى

 
 

 

عرض البوم صور نجمة33   رد مع اقتباس
قديم 30-10-10, 06:13 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 115502
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: 101 White Angel عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
101 White Angel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكراااا عزيزتي

بانتظارك

 
 

 

عرض البوم صور 101 White Angel   رد مع اقتباس
قديم 30-10-10, 07:51 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نامت روزالبا نصف المدة التي وعدت نفسها بها , فأستيقظت في السادسة والنصف مساء وهي تشعر بالراحة التامة..... ولكن بشيء من التململ وعدم الأستقرار , وعندما أحست بأن المدينة تدعوها لأستكشافها ,حثها ذلك الشعور العميق بعزة النفس الموروث عن والدها بتلبية الدعوة دون تمنّع أو وجل , فهذه هي الأرض التي تم جذور عائلة والدها منذ مئلات االسنين , وهي الأرض التي بدأت تشعر نحوها فعلا بتعاطف قوي , ولو أنها توقفت قليلا لتحليل مشاعرها أتجاه هذه الجزيرة , لتبين لها أنها مماثلة لمشاعر منفي عاد أخيرا ألى موطنه بعد غياب طويل .
أستحمت وأرتدت ثيابها , ثم وضعت كافة المبلغ الذي تحمله بالعملة الأيطالية في حقيبة بيضاء صغيرة بهدف شراء هدية جميلة لوالدتها , وتسللت بهدوء ألى الغرفة المحاذية التي خصصت لأبنة عمتها , كانت تأمل في أيجاد أبريل مستيقظة وراغبة في مرافقتها خلال جولتها القصيرة المرتقبة , لكنها فوجئت بأن قريبتها لا تزال تغط في نوم عميق , ترددت قليلا , ألا أن نداء المدينة التي بدأت تستفيق من غفوة ما بعد الظهر وتستعد لسهرتها الطويلة , كان قويا جدا ويصعب رفضه.
خرجت ألى الحديقة ومنها ألى الطريق , وهي تعلم أنه كان عليها أبلاغ ريتا أو جدها نفسه عن عزمها على القيام بهذه الجولة القصيرة , ولكنها أقنعت عقلها , الذي بدأ يحذرها من مغبة الضياع في هذه المدينة الغريبة , بأنها لن تضل طريقها أطلاقا طالما بقيت قريبة من تلك الساحة الصغيرة .
منتديات ليلاس
سارت روزالبا لمدة خمس دقائق فقط , فوصلت ألى سوق شعبي يعج بالحركة والنشاط , وقفت في أحدى الزوايا , وراحت تتأمل أوجه المارة وعربات الخضار والفاكهة التي تملأ الأرصفة والشارع الضيق , المخصص بأكمله لعمليات البيع والشراء , أعجبتها تفاحة حمراء كبيرة , فأقتربت من البائع المسن ورفعت أصبعها قائلة :
" واحدة !".
أعطاها الرجل أكبر تفاحاته وهو يبتسم لها , فسألته عن ثمنها , وعندما لم يفهم ماذا قالت له , تذكرت بعض الكلمات الأيطالية التي علمتها أياها أبنة عمتها وحاولت أستخدامها .... ألا أنها لم تنجح في مهمتها الصعبة , فتحت حقيبتها أمامه وأشارت ألى الكمية الكبيرة من الأوراق النقدية الأيطالية , داعية أياه ألى أخذ ما يراه مناسبا كثمن لتلك التفاحة .
لبى الرجل دعوتها بسرور , ولاحظت أنه لم يأخذ ألا المبلغ الذي تصورته ثمنا معقولا , سارت قليلا داخل الحشد الكبير من الناس , وغرزت أسنانها البيضاء الصغيرة بقوة في تلك التفاحة الجميلة ..... لتفاجأ بكمية من العصير اللزج ينطلق منها ويغطي أنفها وفمها وذقنها , كان الناس يتدافعون حولها من كافة الأتجاهات , فتبين لها أنها لن تتمكن من فتح حقيبتها بالسهولة التي تتوخاها لأخراج منديل تنظف به وجهها , شاهدت زقاقا مهجورا في أحد أطراف السوق , فشقت طريقها نحوه بصعوبة شديدة , وعندما وصلت أليه , أسندت ظهرها ألى جدار وتنهدت بأرتياح , ثم بدأت تعبث في حقيبتها بحثا عن المنديل المطلوب.
كانت متضايقة جدا من الذباب الذي بدأ يحوم حولها , ومنهمكة في البحث عن أي شيء يمكنها أستخدامه لتنظيف وجهها , فلم تلاحظ وجود شخص بقربها ألا عندما غطى ظله عينيها , رفعت رأسها بسرعة , فتجمدت الأبتسامة على شفتيها , شاهدت مراهقا في حوالي السادسة عشرة من عمره يرتدي ثيابا وسخة , وينظر أليها بعينين شريرتين , أدركت روزالبا على الفور ما يخطط له هذا الوغد الصغير , فأغلقت حقيبتها بسرعة وضمتها ألى صدرها ..... في اللحظة ذاتها التي أمتدت فيها يداه لسرقتها , وعلى الرغم من مشاهدتها الخطر الواضح في نظراته القاسية والحادة , ألا أنها صممت على عدم التخلي عن حقيبتها دون مقاومة , حرر الفتى الفتى أحدى يديه ورفعها عاليا لصفع هذه الغريبة , التي تتصور أنها قادرة على الدفاع عن نفسها , نزلت يده على خدها كمطرقة حداد , ولكنها لم تستسلم أو تتراجع عن عزمها على الأحتفاظ بحقيبتها مهما كلف الأمر .... كما أنها لم تصرخ مستنجدة , مع أنها على بعد ثلاثين أو أربعين مترا عن سوق يعج بالناس , رفع الفتى يده مرة أخرى ليضرب بحافتها معصم الشابة العنيدة , فأغلقت فمها بسرعة وأغمضت عينيها.
ألا أن معصمها لم يتعرض للضربة القاسية المرتقبة , بل سمعت عوضا عن ذلك حشرجة في صوت مهاجمها ولاحظت أن يده الأخرى تخلت عن حقيبتها , فتحت عينيها في اللحظة المناسبة لتشاهد قبضة تنهال بلكمة قوية على فك المعتدي , الذي أطلق صرخة ألم عالية وهو يقع أرضا , ولكنه ما أن لامس الأرض , حتى هب واقفا بخفة القرود وفر مسرعا نحو الأسواق التجارية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-10-10, 08:12 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحست روزالبا , مع أنتهاء محنتها , بأنها لم تعد تقوى على الوقوف بثبات على رجليها , فقد أنهارت القوة الخارقة التي منحتها أياها غريزة الدفاع عن النفس , وأختفى اللون من وجنتيها وشعرت بأنها تكاد تتقيأ , وعندما تمكنت من رفع رأسها قليلا لتشكر منقذها , فتحت فمها دهشة وأستغرابا ثم قالت بتلعثم واضح :
" أوه..... ! هذا..... هذا أنت!".
قال لها الرجل الذي تفحص جواز سرها في المطار , فيما كانت نظراته الحادة تؤنبها على غبائها :
" نعم , هذا أنا , ألم تفكري أبدا بأن التجول وحدك في أزقة كهذه , يعرضك للخطر ؟ الأشرار كهذا الفتى الذي هاجمك هم أوبئة باليرمو وحشراتها الضارة , يظهرون بشكل مفاجىء وصامت كجرذان المجارير بحثا عن سياح بسطاء يتجولون في أسواق المدينة وشوارعها الضيقة...... ويحملون بأهمال مغر كميات كبيرة من المال في حقائب يد تسهل سرقتها , ويعرضونها كلها كلما أرادوا شراء هذا الشيء أو ذاك , ألا تشكل مثل هذه التصرفات غير الحكيمة أغراء قويا لهؤلاء الصبية الأشرار؟ لن أحاول أبدا الدفاع عن صغار المجرمين أو تبرير أعمالهم , ولكنني أجد في الوقت ذاته صعوبة في التعاطف مع سذّج وأغبياء مثلك , يفتحون حقائبهم أمام باعة الأرصفة لأخذ ما يريدون , ويتجولون وحدهم في أزقة كهذه..... لا تجرؤ على المرور فيها وحدها أي مواطنة تعيش في الأحياء القريبة ".
منتديات ليلاس
أدركت روزالبا أن الرجل على حق , مع أنه كان بأمكانه التحدث معها بلهجة أكثر رقة , أحست أن الملامة كلها تقع عليها , فقالت له بعد تردد :
" أنا آسفة!".
تأمل وجهها المضطرب بضع لحظات , قبل أن يصدمها بسؤوال لم تكن تتوقعه أطلاقا , قال لها , مستفسرا بشيء من الأنفعال الهادىء:
" هل تحاولين الأستهزاء بي , يا آنسة؟".
شهقت بأستغراب وقالت له , وهي متضايقة جدا من أتهامه لها ضمنا بقلة التهذيب :
" لا , طبعا لا!".
أمسك الرجل بمرفقها وراح يقطع وأياها الشوارع الضيقة والمتداخلة مع بعضها البعض كلعبة المتاهة , ألى أن توقف قرب أحدى الزوايا وقال لها :
" هل تذكرين هذه المساحة الصغيرة؟".
" نعم".
" أذن فلن تجدي أي صعوبة في الوصول ألى منزل جدك , ألى اللقاء مرة أخرى , يا آنسة روسيني !".
أختفى الرجل الغامض عن ناظريها , قبل أن تتمكن من أستجماع الشجاعة الكافية لتطرح عليه أسئلة تحرق شفتيها وتزعج بالها , كيف عرف أن الكونت روسيني هو جدها , وكيف علم أنها تقيم قرب هذه الساحة بالذات؟ وأكثر من ذلك كله , أرادت روزالبا أن تستفسر منه عن سبب ملاحقته لها , فمن المؤكد أنه يراقب خطواتها وتحركاتها عن كثب , وألا فكيف عرف بحادثة فتح حقيبتها أمام البائع المسن , وكيف تمكن من أنقاذها في زقاق جانبي مهجور!
شعرت روزالا بأرتياح كبير عندما لاحظت أن الصمت لا يزال مخيما على منزل جدها , وأنها لن تتعرض لأي أستجواب قد لا تقوى على تحمله , هرعت ألى غرفتها ورمت بنفسها على السرير الكبير , لترتاح من عناء أخطر مشكلة واجهتها في حياتها , وأغرب ما في الأمر أنها لن تجد تأثير ذلك الرجل الغامض على أعصابها , وأشد وأدهى من تأثير تلك الحادثة التي كادت تودي بحياتها...... أو تلحق بها على الأقل أضرارا جسدية جسيمة.
لا يمكن لتأثيره القوي هذا أن يكون نابعا من كونه رجلا أسمر اللون , طويل القامة , وذا وسامة وجاذبية ساحرتين , فقد ألتقت عددا قليلا من أمثاله , ولكن أيا منهم لم يحرك في داخلها مثل هذه المشاعر والتفاعلات القوية , كذلك فأن الأمر ليس متعلقا بعضلاته المفتولة أو شخصيته أو ثقته المطلقة بالنفس , لماذا أذن؟
لا شك في أن الجواب الوحيد عى ذلك , يكمن في رجولته الفذة , ليس كل الرجال رجالا , أما هذا الغريب الذي يعرف على ما يبدو أشياء كثيرة عنها..... فهو فنان بارع في التصرف كرجل حقيقي!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, castle of the fountains, margaret rome, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, على حد السيف, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية