لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-10, 10:32 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- مشاعر تشبه الغيرة

أغمضت روزالبا عينيها بحذر شديد , وكانت تفتحهما لدى سماعها أضعف صوت أو أدنى حركة من الرجل الجالس على مدخل الكهف.... أشار ألى البندقية السريعة الطلقات التي يصوبها نحو الخارج , وقال موضحا سبب وجودها :
" ذكر لي بعض الأصدقاء أن ثمة كلابا مسعورة تتجول على هذه السفوح , كما أن الثعالب المتواجدة هنا بكثرة تشكل خطرا دائما".
يا له من رجل غريب الأطوار وكثر التناقضات !ساعة يكون باردا كالجليد , وفي لحظة غير متوقعة يتحول ألى نار متأججة .... مثل بركان أتنا , الذي سلطته الطبيعة فوق رؤوس أهالي صقلية منذ زمن بعيد , بدا كأنه غير مرتاح ألى المهمة التي أنيطت به.... كأن ثمة شخصيتين مختلفتين تتصارعان في داخله .... بحيث يهددها أحيانا بعواقب وخيمة مرعبة ولا ينفذ شيئا منها , كما أنه في أحيان أخرى لا يتصرف بالرقة والنعومة اللتين بدأت تظن أنه يتحلى بهما!
لم تتمكن روزالبا من المضي في تحليل شخصية خاطفها ونفسيته , لأنها شاهدت فجأة أنسنا ينحني فوق رأس سلفاتوري ويهمس في أذنه بعصبية ظاهرة جملا سريعة ومتلاحقة , لم تفهم شيئا بالطبع , ولكنها لاحظت ترداد كلمة طبيب بكثرة ملفتة للأنتباه , لا شك أذن في أن أحد الأشخاص بحاجة ماسة ألى طبيب!
" هل أنت مستيقظة ؟".
منتديات ليلاس
ردت عليه بالأيجاب ثم رفعت رأسها قليلا , فتبين لها أن الذي تصورته رجلا قصير القمة لم يكن ألا بيا في حوالي الثالثة عشرة من عمره.
" أرتدي ثيابك أذن , لأننا سننزل فورا ألى القرية ".
" ماذا؟ في مثل هذا الوقت المتأخر؟".
أجابها بشيء من الحدة والعصبية , قائلا :
" نعم! كم من الوقت ستحتاجين لأرتداء ملابسك؟".
" أنا جاهزة , لأنني لم أخلع ثيابي ".
فوجىء بجوابها , فصمت ثم سارع ألى القول :
" حسنا , حسنا! هيا بنا حالا , وحاولي ألا تحدثي أي ضجة على الأطلاق , لقد أرسل جدك عددا كبيرا من الرجال لتعقب أثرنا , ولذلك فمن الضروري جدا تجنّب أي صدامات متسرعة وغير مخطط لها... وقد تؤدي ألى ما لا تحمد عقباه , أريد عنقك الأبيض الناعم الجميل أن يظل سليما , على الأقل ألى أن يلبي جدك مطالبي".
منتديات ليلاس
أوه! أنه يسعى أيضا ألى المال , بقدر سعيه وراء الثأر والأنتقام ! تألمت كثيرا , عندما تأكد لها أنها كانت واهمة في تحليلها لأمكانية وجود بعض الرقة والحنان في قلب هذا الرجل , كادت تتعثر مرات عديدة , وهي تتبعه في ممرات مظلمة تربط بين كهف وآخر ..... تصعد حينا وتهبط أحيانا , وبعد فترة قصيرة نسبيا , أنتبهت روزالبا ألى أنهم أصبحوا خارج تلك الممرات والأنفاق , حدقت نحو الوادي السحيق , فلاحظت بصعوبة مجموعة من البيوت الصغيرة تفصل بينهما طريق واحدة , كانت جميع المنازل غارقة في الظلام , ألا أن مصباحا صغيرا كان يلمع بصورة سريعة متقطعة من نافذة أحداها , ثلاث مرات متتالية يعقبها توقف لبضع لحظات , ثم يعود الضوء ألى مراته الثلاث , تحدث سلفاتوري مع مرافقه الصغير , فهز الصبي رأسه وأنطلق كالسهم نحو القرية , وبعد حوالي خمس دقائق , أخترق الصمت المخيم بكثافة على تلك المنطقة صوت عصفور , فأمسك سلفاتوري بمرفق روزالبا وقال لها:
" كل شيء على ما يرام , وقد أصبحت طريقنا الآن آمنة , هيا بنا! ".
" لماذا؟".
أخرسها بحدة , قائلا لها بصوت كفحيح الأفاعي :
" سأشرح لك الموضوع في وقت لاحق , سيري الآن قربي , وألتزمي جانب الصمت التام ".
أطاعته دون أي أعتراض أو مناقشة , وراحت تقفز وراءه في محاولة يائسة للتخفيف من الآلآم المبرحة التي حلّت بقدميها , وعندما أرتطمت ركبتها بحافة صخرة ناتئة , أحست بوجع شديد ولكنها أرغمت نفسها على عدم الصراخ أو التفوه بكلمة واحدة , وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها لأخفاء ضعفها وألمها , ألا أن الدموع كانت تنهمر بغزارة من عينيها لدى وصولهما ألى البيت الصغير الذي يقصدانه.
جففت دموعها وأخذت تتأمل النوافذ المغلقة , فيما أقترب سلفاتوري من الباب الخشبي الصلب ونقره بأصبعه ثلاث مرات متتالية , سمعت روزالبا بعد هنيهة صوت باب داخلي يفتح , وشاهدت عبر فتحة صغيرة في الباب عينين تتفحصانها بدقة وعناية , ثم فتح الباب بطريقة أضطرا معها ألى الدخول بشكل جانبي , قبل أغلاقه مجددا وأحكام أقفاله, وما أن دخلا ألى قاعة الجلوس الصغيرة , حتى تكررت العملية ذاتها بالنسبة للباب الداخلي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-11-10, 11:50 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162569
المشاركات: 298
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام الاولاد الثلاثه عضو له عدد لاباس به من النقاطام الاولاد الثلاثه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام الاولاد الثلاثه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هذا جزء صغير جدااااااااا ....كنت اتمنى كتابه جزء اكبر
يعنى فصلين ولا ثلاثه وشكرآآآآآ لك على مجهودك

 
 

 

عرض البوم صور ام الاولاد الثلاثه   رد مع اقتباس
قديم 10-11-10, 07:45 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رأت روزالبا , على ضوء المصباح الضعيف , سريرا في أحدى الزوايا عليه أمرأة عجوز يبدو عليها الوهن والأعياء , تطلعت المرأة المريضة نحو سلفاتوري , فلاحظت روزالبا مدى الحب العميق الذي تكنه له , ولكنها أحست بمزيج من السعادة والتحفظ في نبرة صوتها , عندما سمعتها تقول له :
" توتو ! كانوا مخطئين تماما في أرسال الصبي لأحضارك ألى هنا , وقد توسلت أليهم ألا يفعلوا ذلك , يجب أن تذهب فورا ! ألا تعرف مدى الخطر الذي تواجهه هنا؟".
" هراء , يا عمتي جيوسبينا ! أنت تعرفين جيدا أنني كنت سأغضب كثيرا , لو أنهم لم يبلغوني عن مرضك ".
جلس على حافة سريرها وأمسك بمعصمها , ثم تابع كلامه قائلا:
" الآن , أريدك أن تصفي لي تماما كيف تشعرين ".
حاولت السيدة العجوز أن تقلل كثيرا من أهمية مرضها , على الرغم من ملامح الألم والعذاب التي تظهر بوضوح على وجهها المتعب والكثير التجاعيد , أستغربت روزالبا نوعية الأسئلة التي يوجهها سلفاتوري لمعرفة الداء وأسبابه , وكذلك كيفية أنتقال يده وأصابعه برقة وحنان لتحديد مصدر الألم وأكتشاف مداه , ومع أنه بدا عابس الوجه مقطب الحاجبين عندما أعاد الغطاء فوق جسم السيدة العجوز , ألا أنه تعمد أدخال الطمأنينة ألى نفسها بالقول:
" لست بحاج ألا لبضعة أيام من الراحة والعناية , يا عمتي".
ثم أشار ألى قنينة قرب رأسها , ومضى ألى القول:
" أريدك أن تأخذي هذا الدواء , وسأجد لك في الصباح من يهتم بك بطريقة جيدة ,وفي غضون ذلك , حاولي أن تنامي وترتاحي ....... وسأكون في مكان قريب , أذا شعرت أنك بحاجة ألي".
أخذت جرعة من ذلك الدواء وأعدت نفسها للنوم , فيما كانت نظراتها تشع ببريق السرور والأرتياح , ظل سلفاتوري قربها حتى تأكد أنها تغط في نوم عميق , ثم أستدار نحو روزالبا التي جلست على مقعد خشبي قاس ساعدها قليلا على التخفيف من أعيائها الشديد , وقال لها :
" يسرني أنك وجدت هذا المقعد لترتاحي عليه".
همّت بالنهوض , فقال لها على الفور:
"لا....أريدك أن تظلي حيث أنت , فالعمة جيوسبينا لا يمكن أن تترك وحدها , سنبقى هنا حتى الصباح".
فركت عينيها لتطرد النعاس الثقيل وتبدو أكثر تحفزا وأنتباها , ثم سألته بأهتمام جدّي:
" ما هي مشكلتها بالضبط؟".
" أنها تعاني من داء مزمن يعذبها ويقض مضجعها منذ سنوات عديدة , لأنه لم تجر لها عملية جراحية في الوقت المناسب".منتديات ليلاس
سألته عن سبب ذلك فأزعجتها نظرته القاسية الحاقدة التي وجّهها أليها , وكأنه يحمّلها مسؤولية محنة السيدة العجوز بطريقة أو بأخرى , ثم قال لها:
" لأنه لم يكن هناك أي طبيب لتشخيص المرض.... ولم يكن ثمة أحد يهتم كفاية بصحة أبناء الجبال ورعايتهم الأجتماعية ! وأكثر من ذلك كله , كما قيل لي مرة بأسلوب فلسفي جاف يتميز به أهلي وصحبي , لأن المال قليل جدا ويكاد لا يكفي الأحياء وأصحاء الأجسام ....ولا يجوز بالتالي أهداره على الذين سيموتون عاجلا أم آجلا ".
شهقت بصوت عال , بسبب الصدمة النفسية التي شعرت بها , فقال لها بحنق شديد وسخرية تتسم بالمرارة والألم :
" آه , نعم , لك كل الحق بأن تشعري بالأشمئزاز .... يا حفيدة الكونت! ففي بريطانيا , التي أختراها والدك موطنا لكم , تقتطع الدولة نسبة معينة من المداخيل والأرباح .... لتستخدمها , من بين أمور أخرى , في تأمين الرعاية الطبية المجانية لكل من يحتاج أليها , أما في موطني أنا , فثمة رجل أنتهازي أستغلالي يعتبر أن من حقه المكتسب جمع الثروات الطائلة عن طريق أستبعاد الفلاحين الفقراء والعمال المعدمين .... ليبني نافورة جديدة في قلعته , بهدف تخليد أسم أصبح رمزا وعنوانا للوحشية والأنانية والجشع, ولكن.... أي جدوى من هذا الكلام كله , وأين الفائدة منه!".
وقف فجأة , ثم قال لها بلهجة أقل حدة ... ولكنها تحمل تهديدا واضحا :
" سأتركك الآن وحدك لبعض الوقت , لا تكوني غبية وتحاولي الفرار,فسوف تجدين نفسك وحيدة في هذه الجبال وتحت رحمة الكلاب المسعورة والثعالب .... والأفاعي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-11-10, 07:47 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أرتجف جسمها خوفا من الفكرة الرهيبة وحدها , فحملت مقعدها الثقيل ووضعته قرب سرير السيدة العجوز ... ذلك أن وجودها , حتى على الرغم من مرضها ونومها , يطمئن النفس ويريح الأعصاب ألى حد ما , هزت رأسها حزنا وألما , وهي تقارن بين وحشية خاطفها وتلك الحيوانات البرية الشرسة , ألن تكون بين تلك الحيوانات التي لا تشكل ألا تهديدا جسديا , أكثر أمانا من وجودها مع هذا الرجل الذي تضطر ألى تحمل تعذيبه المعنوي والنفسي لها.... أضافة ألى أحتمال تصرفه في أي لحظة كأسوأ من أسوأ تلك الحيوانات؟ أحست فجأ بأنها لم تعد قادرة على مقاومة النعاس الشديد , فقامت بمناورة مرهقة ... تمكنت على أثرها من أبقاء جسمها على المقعد , ووضع رأسها وذراعها قرب قدمي السيدة المريضة , أستيقظت بعد حوالي ساعتين , عندما شعرت بالسيدة العجوز تتحرك في سريرها , جلست روزالبا في مقعدها , ثم سألت ربة البيت بصوت رقيق ناعم :
" كيف تشعرين الآن ؟".
" أفضل بكثير , أين توتو ؟".
رددت روزالبا الأسم بأستغراب , قبل أن تتذكر أنها سمعت السيدة تستخدمه لدى وصولهما للترحيب بقريبها , لا شك أذن في أنه أسم الدلال , الذي يستعمله المقربون جدا من سلفاتوري أثناء مناداته أو التحدث عنه , أجابتها بسرعة :
" ليس بعيدا من هنا , هل تريدين أن أحاول أيجاده؟".
وضعت السيدة المريضة يدها الضعيفة على ذراع روزالبا , وقالت :
" لا..... لا, فأنا مرتاحة ولست بحاجة أليه الآن , كل ما في الأمر أنني أريد الأطمئنان على سلامته".
" ربما ذهب لأحضار طبيب ".
حدقت بها المرأة العجوز بذهول واضح , وقالت :
" طبيب؟ ولكن توتو هو طبيب... وهو أذكى وأفضل طبيب في العالم ! ألم تعرفي أنه طبيب ؟".
حملقت فيها روزالبا بأستغراب مماثل , ولم تتمكن على الفور من أستيعاب ذلك الكلام , وعندما تأكد لها بأنها لم تكن تحلم , أبتسمت لجارتها بشكل يوحي بأنها كانت تمازحها , فقد تذكرت أشياء عدة تثبت فعلا أنه طبيب .... منها أستخدام الصبي هذا اللقب بأستمرار لدى التحدث معه , والخبرة الواضحة في أسئلة سلفاتوري العلمية الذكي للسيدة المريضة , وأسلوب فحصه المهني والدقيق لها , وأهم من ذلك , أمتناعه المحير عن القيام شخصيا بتنفيذ عملية الثأر والأنتقام حتى النهاية ... والأكتفاء بتسليم جدها ألى جلاديه , أليس من الطبيعي في مجتمع كهذا أنه , كآخر رجل في عائلة لاقى فيها جميع الذكور حتفهم بناء على أوامر جدها , سوف يسعى بنفسه لقتل القاتل ؟ ولكنه طبيب أقسم على تكريس حياته لأنقاذ الناس , لا ألى قتلهم , وهذا يفسر الصراع النفسي الذي يتفاعل في داخله... فهو يشعر برغبة جامحة لأخذ الثأر بيده , ولكن رسالته تمنعه من القيام بذلك .
" لقد سمعت بالتأكيد عن توريدو ؟ أبني توريدو ؟".
منتديات ليلاس
لاحظت روزالبا أن السيدة العجوز تريد التحدث معها , على أمل تناسي عذابها وآلامها , فهزت رأسها أيجابا لتشجيع المرأة المريضة على متابعة الكلام , تحولت ملامح التعب والأرهاق في الوجه الحزين ألى أشراقة فخر وأعتزاز , وهي تتابع حديثها بالقول:
" لم يكن توريدو زعيم عصابة من الأشرار وقطاع الطرق , كما يريدك البعض أن تصوري! ولكنه كان شهما شجاعا , متفانيا في أخلاصه , مفرطا في رقته وحنانه متدينا جدا , ووسيما للغاية , كانت قلوب الفتيات جميعهن تخفق أعجابا وهياما , كلما تطلعت أي منهن ألى عينيه الساحرتين وأبتسامته الخلابة , كان خطأه الوحيد كرهه الشديد للظلم والأستبداد, وأعجابه القوي بالنبل والكرم والشهامة , كان أصغر أبنائي وأكثرهم وسامة وجمالا , وتوتو هو الشخص الوحيد الذي يذكرني به كثيرا , فهو يشبه أبني من حيث الملامح والتصرفات , أكثر مما يشبه والده".
ظلت روزالبا صامتة , وأكتفت بهز رأسها وتوجيه أبتسامة خفيفة كدليل ضعيف واه على الموافقة , أحست العجوز بأن ثمة أمرا ما غير طبيعي , فسألتها فجأة بلهجة حادة:
" من أنت؟ من المؤكد أنك تعرفين توتو جيدا , وألا لما كان أحضرك ألى هنا ".
لم تجرؤ روزالبا على ذكر أسم روسيني الذي يكرهه الجميع في هذه المنطقة , فأختارت الكذب على التهور وقالت بأرتباك :
" نعم.... أعرفه جيدا , وتربط بيننا .... صداقة قوية !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-11-10, 07:49 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أكتفت العجوز المريضة بهذا القدر من الأستجواب وقالت لها :
" أذن , فمن المؤكد أن توتو أخبرك كيف أمضى أبني حياته القصيرة مطاردا في هذه الجبال ومحكوما عليه بالقتل .... بسبب مخالفة تافهة كان المئات يرتكبونها في ذلك الوقت ".
أحست روزالبا بأن حب الأستطلاع يدفعها ألى معرفة المزيد , فقالت لجارتها التي بدت على أتم الأستعداد للرد على كافة الأستفسارات .
" أخبريني ماذا حدث بالضبط , فلربما نسي .... توتو ... بعض التفاصيل المعينة أثناء حديثه لي عما جرى".
" حسنا ! أصبحت معظم المواد الغذائية في نهاية الحرب العالمية وبعدها , قليلة لا بل نادرة ... وبخاصة لأن الجنود الأميركيين بالذات كانوا قادرين على دفع أي ثمن يطلب منهم للحصول على المواد الضئيلة المتوفرة في الأسواق , أرتفعت الأسعار بصورة جنونية , بحيث لم نعد قادرين أطلاقا على تحملها , وعندما تزايدت العمليات الوسخة التي كان أثرياء الحرب يقومون بها , كجمع كميات هائلة من القمح والدقيق والسكر لبيعها في السوق السوداء صدر قانون يحرم نقل أي مواد غذائية من منطقة ألى أخرى وراحت دوريات الشرطة العسكرية تفتش كل شخص يخرج من قريته أو يعود أليها , بحثا عن أي مواد مهربة , ولكن الأغنياء لم يعانوا كثيرا من جراء تطبيق القانون , بسبب الرشاوى التي كانوا يدفعونها لرجال الشرطة .... المتلهفين لقبضها والمستعدين للقيام بأي شيء لقاء المال , أما الفقراء المساكين الذين تمكنوا بشق النفس من شراء بعض المواد الغذائية وجازفوا بتهريبها لمجرد أطعام أولادهم المتضورين جوعا , ولم يقدروا بعد على دفع الرشوة , فكانوا يسجنون ويعذبون.... بعد أن يصادر منهم رجال الشرطة مشترياتهم لبيعها سرا ألى جنود الحلفاء ".
تنهدت السيدة العجوز بألم , ومضت ألى القول:
"لم يتحمل أبني توريدو رؤية أطفال قريتنا يموتون من الجوع , فذهب وضقيقة الأكبر ألى أحدى القرى البعيدة وأقنعا مزارعا صديقا ببيعهما كيسين من القمح , حملا الكيسين وسارا مسافة شاسعة في مناطق جبلية وعرة للوصول ألى هنا , ولكن أحدى الدوريات المنتشرة في كافة أنحاء المنطقة ألقت القبض عليهما , ومع أنه كان بحوزتهما مبلغ قليل من المال , ألا أن كرامتهما وعزة نفسهما أبتا عليهما اللجوء ألى الرشوة , أخذ الجنود منهما بطاقتي هويتهما وصادروا كيسي القمح , ثم هددوهما بالضرب بأعقاب البنادق أن لم يكشفا عن أسم الشخص الذي باعهما القمح , رفضا بالطبع خيانة صديقهما , وراحا شرحان عوضا عن ذلك الظروف الصعبة لأطفال قريتنا ... ويناشدان الجنود السماح لهما بمتابعة طريقهما لأيصال القمح ألى من هم بحاجة ماسة أليه , ظهر فجأة رجل ومعه بغل محمل بثلاثة أكياس من القمح , فهجم ثلاثة من الجنود عليه ... فيما ظل رابعهم واقفا قرب الشقيقين الأعزلين وهو يصوب عليهما بندقيته السريعة الطلقات , وبشجاعة ورشاقة منقطعي النظير , قفز توريدو بأتجاه الجندي ... موجها أحدى قدميه ألى صدر الرجل والأخرى ألى البندقية , ثم ركض وشقيقه نحو الغابة القريبة , أطلق الجنود النار عليهما فأصيبا بجراح مختلفة , ولكنهما تمكنا من الوصول ألى منطقة الكهوف العالية...التي أصبحت بعد ذلك ملاذهما وملجأهما الدائم".
منتديات ليلاس
نظرت العجوز ألى روزالبا بعينين حزينتين , كأنهما تتوسلان تفهمها وتعاطفها , ثم مضت ألى القول :
" كان توريدو آنذاك فتى مراهقا متهورا , أشتعل قلبه غضبا وسخطا بسبب المعاملة السيئة المهينة التي يتعرض لها المزارعون والفلاحون الشرفاء , ولكنه كان ذا طبيعة حنونة ورقيقة جدا , وهذا ما دفع بوالد توتو ألى أن يضع زوجته الحامل في حماية أبن عمه وتحت رعايته.
كادت الدموع تنهمر من عيني روزالبا حزنا وتأثرا , فوجهت ألى السيدة العجوز سؤالا كأنه يهدف ألى أيجاد المزيد من الحجج والأثباتات التي تؤيد رغبة عائلة ديابولو في الأنتقام , قالت لها:
" كانا يهربان من شخص ما يريد ألحاق الأذى بهما؟".
" طبعا! من الكونت روسيني".
لاحظت روزالبا أن ربة البيت أجابتها بعفوية ودون تردد , فشعرت بأنها مضطرة لتصديقها , ومع أنها لم تكن راغبة في أرهاق المرأة المريضة , ألا أنها أرادت معرفة الحقيقة .... وبخاصة لأن هذا الحديث هو فرصتها الوحيدة لتحقيق ذلك .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, castle of the fountains, margaret rome, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, على حد السيف, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية