ونظرت أندريا ألى ذلك الشيء الذي يعلو ذراعها , وأنتابها شعور بالغثيان , كانت تحس دائما بأشمئزاز من الحيوانات الرخوية , وكانت الحشرة من النوع الرخوي الأسود , ثم أستدعى جوي الطبيب الذي طلب أليها أن تكبح جماح أنفعالها , وحاولت أن تمسك الحشرة وتبعدها عن ذراعها ولكن جيمس فرغسون قال بحدة :
" لا تفعلي هذا ".
ثم ألتفتت ألى جوي وقال :
" أشعل سيكارة يا رامزي".
وعندما أشعلها أخذها الدكتور فرغسون ولمس الحشرة بالظرف المشتعل , فسقطت في الحال تاركة وراءها خطا من الدم , وقال الدكتور مفسرا :
" أذا حاولت شد الحشرة فأنها تترك رؤوسها في جلدك ".
وعندما كان الطبيب ينظف مكان الحشرة بمطهر خاص ويضع عليه مسحوق البنسلين , وجد جوي وبيتر أن حشرة مماثلة ألتصقت بأجسامهما , وقال فرغسون وهو ينظر ألى أندريا :
" قد تزحف عليكم حشرات أخرى الليلة عند النوم ".
وشعرت أندريا بالخوف ولكنها تظاهرت بالهدوء".
وبعد أن قطعوا مسافة ميل وصلوا ألى مكان مجاور فسيح حيث أزيلت جميع الأشجارفوق مساحة تبلغ حوالي فدانين , وأحرقت كل النباتات الموجودة في هذه المنطقة وهي منطقة زراعية جديدة , قال الدكتور فرغسون أنه في مكان مجاور لها سوف يعثرون على قبيلة تميار.
وأفراد قبيلة تميار هم من الأهالي الأصليين يختلفون تماما عن سكان الملايو , ويرتدي الرجال الملابس التي تغطي عوراتهم فقط , وتلف النساء قطعة قماش من نسيج القطن حول الجزء الأسفل من أجسادهن , كما أن بعض الفتيات الصغيرات يطلين وجوههن برسوم ويضعن باقات من الأزهار في الثقوب الكبيرة في شحمة آذانهن .
وبعد فترة من التحفظ , أصبح أهالي تميار أصدقاء لهم , وأظهروا لهم أعجابهم بشعر أندريا الأشقر , وأصروا على أن يشاركهم زوارهم وجبة غداء في دارهم , وبعد ذلك أشترك رئيس القبيلة والدكتور فرغسون في نقاش , وظل الرجل السمين يشير ألى أندريا , وتساءل بيتر ماذا يقصد بذلك .
وأوضح الطبيب :
" أنه يعرض علينا سريره الخاص لأستخدامه هذه الليلة , وهذا تقليد عندهم , وأذا رفضنا سيغضب منا".
وقال جوي في حنق :
" أرجو أن تستبعدني , أنني أفضل مكانا في الهواء الطلق".
ونظرا لأن القبيلة كلها كانت تعيش وتعد طعامها في هذه الدار الكبيرة – كانت السقوف مسودة بالسخام , وكان الجو مليئا بالدخان , وقال جيمس فرغسون بدون أي تعبير في صوته :
" قصدت بكلمة علينا , أنا والآنسة فليمنغ !".
منتديات ليلاس
وحدق الجميع فيه بدهشة , بينما أستطرد قائلا :
"رئيس القبيلة البنغولو لديه أنطباع أن الآنسة هي زوجتي ".
وشعرت أندريا أن في هذا التصرف من جانب فرغسون بعض الخبث والخداع .
وقال بيتر في أيجاز :
" حسنا , أبلغه أنه مخطىء ".
" قلت له هذا فعلا , ولكنه غير مقتنع وهو يعتقد أننا لا نريد أن نسلبه راحته".
وربت البنغولو على ذراع أندريا وأومأ لها وكان واضحا أنه يحثها على أن تقنع زوجها بأن يقبل عرضه بأستخدام سريره.
وهزت أندريا رأسها , ثم راودتها فكرة أذ أشارت ألى البنغولو دون أن تتمكن من الحديث أليه – معبرة عن أنها تنتمي ألى بيتر وليس ألى فرغسون .
وللحظة كان يبدو على رئيس القبيلة أنه لا يصدقها , وفجأة عندما تبين الخطأ الذي وقع فيه , أنفجر ضاحكا , وعرف جميع من في الدار بهذه القصة التي أثارت البهجة في نفوسهم , وحتى أندريا كانت ترسم على شفتيها أبتسامة , ألا أن قلبها كان يدق بشدة لأن ما وقع كان أمرا محرجا.
وفي النهاية شاركت أندريا شقيقها سرير البنغولو , وكان جوي والطبيب يرقدان في مأوى خارج الدار , وظلت أندريا تحدث نفسها , ما الذي كان يمكن أن يحدث لو لم تتمكن بنفسها من حل هذ الموقف.
وفي الصباح التالي , قبل أن تستأنف المجموعة رحلتها – أقام الدكتور فرغسون عيادة طبية في الدار لأجراء كشف طبي سريع وعلاج الكثيرين من الشباب ورجال القرية , كان الكثير من الرجال يعانون من مرض جلدي في حين أن معظم النساء كن يعانين من السل , وكانت أندريا ترقب فرغسون وهو يعالج مرضاه بطريقة تختلف كثيرا عن الطريقة التي يعامل بها رفاقه من البيض.