كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وكانت تحدث نفسها في تساؤل هل صحيح أن الفتيات لا يستطعن الخروج بمفردهن ؟ أو أن بيتر يريد فقط أن يكون متشددا معها , أو أنه يبالغ في حمايتها؟
فرغم أنها بلغت العشرين من عمرها , ظلت تشعر بأنه ما زال يعاملها كأنها لم تتجاوز طور المراهقة , والواقع أنه لولا مساعدة جوي لها لما كان من الممكن أن تكون في سنغافورة على الأطلاق , تذكر أنها كانت لا تزال في السابعة عشرة طالبة غير متحمسة في أعمال السكرتارية في لندن عندما تمكن شقيقها بيتر عالم الحيوان , وجوي المصور التلفزيوني من تدبير الأموال وفيلما لحسابهما عن الحياة البرية والطب البدائي في الأحراش في جزر البهاما , وفي ذلك الوقت توسلت أندريا أن تذهب معهما كرفيق طريق , وكان الرفض في البداية ولكن جوي أرتأى فيما بعد أنهما قد يستفيدان بها في أعداد الفيلم وهي تذكر قوله:
"أنها ليست رفيقا سيئا يا بيتر , كما أن أي قدر من الفتنة يساعد على ترويج أي شيء".
وأضاف موضحا:
" أنها بهذا القوام الجذاب , يمكن أن تصبح نجمة أخرى ".
ألا أن بيتر الذي لم يكن يفكر بالصبغة التجارية مثل جوي رفض هذه الفكرة التافهة , وفي النهاية وافق على أن تقوم أندريا بمصاحبتهما في تلك الرحلة.
والوقع أن الفيلم الذي أعد في نطاق ميزانية محدودة جدا , والذي ظهرت فيه أندريا في لقطة واحدة قصيرة حقق نجاحا فاق كل توقعاتهم.
منتديات ليلاس
وعرضت هذا الفيلم أولا شركة أقليمية لكنه حصل فيما بعد على جائزة دولية , وبيع ألى شبكات أوروبية عديدة على أن النتيجة الأكثر أهمية لهذا الفيلم هي أنه أدى ألى توقيع عقد لتصوير سلسلة مكونة من ستة أفلام مدة كل فيلم منها ثلاثون دقيقة , والآن وبعد مضي ثلاث سنوات , يجري عرض فيلم آخر لرحلة لهم في بتسوانا أثناء الوقت المخصص لعرض أهم الأفلام والليلة يتأهبون للقيام برحلة أخرى تبدأ في الغد.
أما هدفهم هذه المرة فهو التوصل ألى بعض الكهوف في أعماق أحراش الملايو وتصويرها – كهوف من المأمول أن تحتوي على بعض النقوش الصخرية البدائية البالغة الأهمية التي لم يتم أكتشافها أبدا في جنوب شرقي آسيا.
الساعة بلغت الثامنة والنصف مساء عندما أحست أندريا أنها غير قادرة على التركيز في قراءة كتاب كان معها , وأنه ليست لديها الرغبة للحاق بجوي في حانة الفندق , وأزاء ذلك رأت أنها لن تكون قادرة أبدا على النوم ما لم تقم بنزهة على الأقدام , وفي أية حال تذكر أنها لم تقطع وعودا لأحد كما أنه بالتأكيد لن يكون هناك أي ضرر لو خرجت على مسؤوليتها نصف ساعة طالما أنها ألتزمت السير في الشوارع الرئيسية.
وبعد أن أستبدلت حذاءها ذا الكعب العالي بآخر مسطح وغطت رأسها بوشاح حريري , أوصدت باب غرفتها وغادرت الفندق من أحد الأبواب الجانبية حتى تتجنب المرور أمام حانة الفندق , حيث يجلس جوي.
وفي الخارج كانت حرارة الجو أنخفضت عشرين درجة , وكان نسيم خفيف يداعب أوراق شجر البلوط في ساحة الفندق وكانت السماء صافية ولامعة بالنجوم الجنوبية , وعند البوابة الرئيسية مر أحد الصبية – وكان راكبا دراجته التي يطلق عليها أسم ( تريشا) وأقترب من الرصيف لأجتذاب أنتباهها فأبتسمت أندريا وهزت رأسها له , ثم أنطلق الصبي في الطريق.
ورغم أن المتاجر الكبيرة ذات النمط الغربي كانت مغلقة في ذلك الوقت ألا أن معظم المحلات التجارية الصينية كانت لا تزال مفتوحة وكانت المدينة تموج بالحياة والحركة وكأن الوقت في عز النهار.
أفتتنت أندريا بالجلبة الصادرة عن أنغام أصوات الكانتونيين والرائحة اللاذعة لعصي الجس المحترق وكل الأشياء الغربية المعروضة للبيع , والشموع الشعائرية القرمزية الطويلة , والأكياس المملوءة بالأسماك المجففة ذات الرائحة النفاذة , والسارنغ وهو اللباس الرئيسي لسكان المنطقة , وظلت تتمشى على طول الأرصفة ذات الأعمدة والتي تقي المترددين على المتاجر من أية سيول أستوائية مفاجئة , ألا أنه كان واضحا أن السماء لم تمطر لبضعة أيام ,وذلك لأن مصارف المياه الموسمية العميقة كانت جافة تماما.
وعند بوابة أحد البنوك كان حارس معمم وذو لحيةطويلة رمادية يغط في نوم عميق على فراشه ,وقد تعجبت أندريا كيف يكون في أستطاعته النوم وسط الضجة وصيحات البائعين المتجولين , وضجيج أجهزة الراديو.
|