وأتجه ألى أندريا قائلا:
" أذا كنت تنوين البقاء مع أسرة باكستر أثناء وجودنا في جولتنا داخل البلاد , فربما من الأفضل يا آنسة فليمنغ أن تتجهي أليهم الآن مباشرة , وأقترح أن نذهب بالسيارة ألى هذه الأسرة الآن".
وردت أندريا في أحتجاج:
" لكنني أفضل أن أبقى هنا وربما لا أجد في نفسي القدرة أن أفرض وجودي على أناس لا أعرفهم ولا يعرفوني , ثم أنني لن أشعر بالراحة بينهم على الأطلاق".
وعقب الدكتور فرغسون على الحديث قائلا:
" الملايو ليست مثل أنكلترا يا آنسة فليمنغ , سوف تجدين أن الأوروبيين هنا بعيدا عن بلادهم يتسمون بروح الضيافة أكثر مما لو كانوا في بلادهم , معظمهم يسعده جدا أستضافة زائرين وخاصة في هذه المنطقة الصغيرة النائية التي لا يتردد عليها الناس ألا نادرا".
وأصرت أندريا على رأيها ونظرت ألى بيتر ليؤيد موقفها ثم قالت :
" في أية حال , أنني أفضل البقاء هنا في الأستراحة".
وألتفت بيتر ألى الدكتور فرغسون وسأله :
" هل هناك سبب يمنع بقاءها هنا يا فرغسون؟".
وهز الطبيب كتفيه العريضتين , وقال :
" لا ......ليس هناك أي سبب أثناء وجودكما هنا معها ,,, ولكن الأمر يختلف بعد أن نغادر المكان , ولذلك فأنني لا أنصح بوجودها هنا".
منتديات ليلاس
وتساءل جوي :
" ولم لا؟ أعتقد أن هذه الأماكن تشبه الفنادق ألى حد بعيد ".
ورد الطبيب قائلا :
" نعم أنها كذلك, لكنها تستخدم بصفة أساسية كأمكنة لمبيت الرجال الذين يعبرون هذه الطريق ليلا فقط والأحتمال هو أن الآنسة فليمنغ أما أن تبقى بمفردها معظم الوقت أو أنه سوف يتسع أمامها المجال للمارسة لعب البوكر وتناول الشراب بدرجة كبيرة".
وقال جوي بطريقة غير مهذبة :
"أن ذلك لن يضايقها , فقد أعتادت على طريقتي العابثة".
وترددت أندريا بعض الوقت ثم قالت في هدوء وحزم :
" أنا آسفة , لكن من السيء تماما أن أبقى هنا , بينما تتوجهون أنتم ألى الأحراش , ألا أنه ليس من الصعب أن تتوقعوا مني أن أفرض نفسي على غرباء , المسألة ليست يوما أو يومين , فقط , سوف تبقون ثلاثة أسابيع..... على الأقل , وأذا لم أستطع البقاء هنا في الأستراحة سأعود فورا ألى أنكلترا , وأنني أعني ما أقوله يا بيتر".
ومضى جوي قائلا:
" وأنا أتفق معها , آندي لم تعد صغيرة , ما زلت على غير أقتناع بالأسباب التي تدعو ألى عدم مواصلتها الرحلة معنا , لماذا أذن لا تأتي؟".
قال بيتر بعد أن فكر مليا عدة لحظات :
" أعتقد أن شقيقتي لها وجهة نظر فكما تقول , سوف نبقى بعيدا لفترة طويلة , وأنه لأمر غير مريح للشخص أن يشعر بأنه مدين للناس".
ورد فرغسون في أيجاز :
" حسنا , ولكنني بالتأكيد سأطلب من أسرة باكستر أن ترعاها ".
وبعد أن أستبدل الجميع ملابسهم أتجه معهم بالسيارة ألى بيت أصدقائه في الريف ,حيث كانوا يتوقعون وصولهم في تلك الليلة لتناول العشاء .
وفي الحديقة الأنيقة كانت أمرأة ترتدي فستانا من قماش منقوش بالزهو تتحدث ألى كيبون وهو صبي هندي وعندما سمعت صوت السيارة أتجهت ناحيتها محيية .
" عدتم مبكرين , لم نكن نتوقع وصولكم ألا عند غروب الشمس , هل كانت رحلتكم موفقة".
" نعم , أشكرك يا مارغريت , كيف حالك؟".
ولأول مرة رأت أندريا أبتسامة الدكتور فرغسون وكان ذلك بمثابة صدمة صغيرة لها , وفجأة رأت أبتسامة عريضة على فمه , وشعرت أنه يبدو شخصا مختلفا تماما.
أما الآنسة باكستر , التي بدت في أواخر العشرينات من العمر , كانت متوسطة الطول , رياضية المظهر , ذات سمات عادية ألا أن شعرها كان معقوفا من الخلف , ولم يكن لديها على ما يبدو أحساس سليم بأناقة المظهر.
وبعد أن تم التعارف بينهم قالت في سرور :
" تفضلوا ألى داخل البيت , أتوقع أنكم بحاجة ألى شراب , هل تفضلون الشاي أو أي مشروب بارد؟".
ظل الحديث الذي دار بينهم لفترة من الوقت حديثا عاما , ولكن بعد أن قدمت أليهم آما وهي خادمة صينية الشاي وكانت ترتدي سروالا من قماش الساتان الأسود وبلوزة قطنية بيضاء , عندئذ دارت بين الرجلين مناقشة حول الرحلة .