ونظر فرغسون ألى أندريت في تمعن فاحصا وقيما كل جزء فيها من الرأس حتى قدميها في تمعن فاحصا أظافرها ذات الطلاء الوردي اللامع , ظلت تعبيرات وجهه جامدة كأنه يفحص شريحة تحت مجهر ,ولكن أندريا أحست رغم ذلك بموجة من حمرة الخجل تسري في عنقها حتى جبهتها , وقبضت يدها في محاولة لضبط مشاعرها التي بدأت تجتاحها وفجأة ولأول مرة في حياتها فهمت أي نوع من الكائنات كانت المرأة قبل أن تحرر , عندما كانت محكومة بقوانين يصدرها بعض الذكور المتغطرسين ذوي القلوب القاسية , كانت هذه الأفكار بمثابة نظرة ألى داخلها ملأتها بمشاعر الحنق العنيف.
ألا أنها قبل أن تتمكن من الحديث , أتجه الدكتور ألى شقيقها مرة أخرى وقال مكررا :
" آسف , فربما لا أستطيع تحمل مسؤولية أصطحاب شقيقتك في هذه الرحلة ويتعين عليك أن تقبل رأيي بالنسبة ألى المسألة وفي أي حال فبدلا من تركها بمفردها في سنغافورة أقترح أن تبقى مع بعض أصدقاء لي داخل البلاد , وسوف يسعدهم أن تقيم معهم وأذا أمتد أجل الرحلة عما تتوقع فلن تقلق عليها ".
منتديات ليلاس
وألقى نظرة على ساعته وهبّ واقفا وهو يقول:
" لا أعتقد أن هناك شيئا للمناقشة , أستأذنك في الأنصراف , فلدي موعد آخر في العاشرة وسوف أصطحبك غدا في الساعة السابعة , طبتم مساء".
وأومأ فرغسون برأسه ألى جوي وأنحنى نصف أنحناءة لأندريا وأنطلق مسرعا.
وبعد أن ذهب وجّه جوي حديثه بطريقة ساخرة ألى أندريا فقال :
" حسنا , أن ذلك يضعك في مكانك المناسب يا عزيزتي ...... فلنتريث , ولا داعي للأنفعال وأستطيع أن أقول أنه في أمكاننا أن نعيد النظر في الموقف".
ونظرت أندريا أل شقيقها وهي تكتم مشاعرها , وقالت :
" لا أحسب أنك ستتركه يتصرف هكذا".
وتجهم وجه بيتر وقال في أسى :
" أنه لموقف صعب , ولو أراد فرغسون أن يصر على رأيه فلن نستطيع أن نفعل شيئا في مواجهة ذلك يا آندي , كان من الصعب في بداية الأمر أقناعة بالموافقة على أصطحابنا , وبدونه , لا يستطيع أحد منا التحرك".
" أوه يا بيتر .......كيف توافق على رأيه؟".
" أنا لا أوافقه , أنني فقط أواجه الحقائق ,أنه يضعنا في مأزق , ولا بد أن تقدّري ذلك".
وقال جوي مؤيدا وجهة نظر أندريا :
" ولكن موقفه غير معقول تماما , أنا لست بالضبط من نوع الرواد الأقوياء , ولو صممت على القيام بهذه الرحلة , فأعتقد أن آندي تستطيع هي الأخرى أن تفعل , ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها مواقف صعبة".
ورد بيتر متشككا :
" أعرف ذلك , ألا أنه كما يقول فرغسون, فهذه المنطقة جديدة تماما بالنسبة لنا , وقد يكون على صواب, وقد تكون هذه الرحلة صعبة جدا بالنسبة أليها , في أي حال , سأحاول التحدث أليه مرة أخرى صباح غد, وربما أستطيع أن أغير رأيه".
وأستفسرت أندريا :
" وأذا لم تستطع ذلك؟".
وأجابها بيتر مترددا :
" كل شيء في وقته".
ونهض بيتر عن كرسيه واقفا , ووضع غليونه في جيبه و وقال :
" سأخرج ألى النزهة لمدة نصف ساعة , هل ترغبان في الذهاب معي؟".
وهز جوي وأندريا رأسيهما أعرابا عن عدم رغبتهما في الخروج معه , وعندما توارى بيتر ألى الداخل , قالت أندريا في حنق:
" أوه , يا له من رجل لا يطاق! أنا واثقة أن بيتر لن يستطيع حمله على تغيير رأيه , لقد أتخذ قراره وأنتهى الأمر".
وفرغ جوي من شرابه ونظر أليها قائلا:
" كان ينبغي ألا ترتدي هذا الفستان يا عزيزتي , فربما شعر أن وجودك سيجعله غير قادر أن يركز على عمله".
" بالتأكيد أنا لم أجتذب أنتباهه أثناء العشاء , بل تجاهلني تماما".
" صحيح أنه لم ينتبه أيك كثيرا , أليس كذلك , ولكنني في حيرة لماذا فعل هذا".