كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتكهن جوي وهو مسترخ تماما فقال :
"أعتقد أن الرجل نموذج للباحث الذي يمضي نصف وقته وأحدى عينيه لصيقة بالمهجر , والنصف الآخر في كتابة نظريات عميقة مبهمة عن أسباب وطريقة علاج مرض البري بري أو ما تعانون منه ...أن نظرياته تستوعب كافة الأنواع ".
وأثناء الفترة الصباحية حضر مندوب صيني من مجلة ستريتس تايمز ليجري معهم حديثا صحفيا وبعد أنتهاء الحديث توجه جوي وأندريا للتسوق.
ونظرا لأنهما لم يعتادا على جو الظهيرة الشديدة الحرارة , فأن أحدا منهما لم يستطع أن يتناول أكثر من ساندويش وكوبا من الشراب المثلج عند الغداء , وقد أمضت أندريا فترة بعد الظهر في صالون للتجميل مكيف الهواء في الفندق , تديره ثلاث فتيات صينيات ذوات شعر أسود يرتدين أردية من النايلون لها ياقات عالية.
وعندما لحقت أندريا بالرجلين لتناول الشاي في القاعة كان شعرها مصففا ألى أعلى على الطريقة الفرنسية , وكانت أظافرها , ورجليها قد تم طلاؤها بطلاء وردي لامع.
ولم يلحظ بيتر تسريحة شعرها أو أظافرها , أما جوي فقد تنبه لذلك وقال في أعجاب:
" أنك تبدين جميلة جدا , من الذي تعتزمين أستهواءه , هل هو الزميل فرغسون؟".
وضحكت أندريا وهزت رأسها قائلة:
" لن أخرج لأستهواء أحد بالذات , أحسست فقط أنني أمضي آخر ليلة من حياتنا المتمدنة , وهذا كل شيء , من يدري فقد لا نعود أبدا.....".
" أنه تفكير مشجع.......".
قالها جوي ساخرا ثم أضاف متسائلا في سخرية :
" ما الذي تتوقعين حدوثه لنا؟".
" أنني لا أتوقع , ولكن هناك دائما أحتمالا قائما في أن شيئا قد لا يسير على ما يرام , قد نضل طريقنا أو قد يصيبنا المرض وقد تهاجم الأفيال المخيم الذي نقيم فيه , هناك أكثر من مائة أحتمال وأحتمال".
وكانت أندريا تتحدث في مرح , بما لا يدل على أن شيئا من هذه الأحتمالات يشغل بالها.
منتديات ليلاس
وبعد أن تناولت الشاي توجهت ألى غرفتها ووضعت معظم حاجياتها في حقيبتها كي توفر الوقت في الصباح , والواقع أنه لم يكن هناك داع لأن تطلي أظافرها , لأنه سيتعين عليها غدا أن تزيله وأن تقص أظافرها , ألا أنه من حقها من ناحية أخرى أن تعتني بمظهرها حتى اللحظة الأخيرة وأن السماء وحدها تعلم كيف سيكون حالها بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وهي تعيش في الأدغال.
وفي السابعة ألا ربعا- أي قبل موعد حضور الدكتور فرغسون بخمس عشرة دقيقة أرتدت فستانا أبيض دون أكمام بدا نسيج القماش كأنه حريري , كان ثوب يناسب الجو الحار من النوع الذي لا يتكرمش وكان للفستان بطانة , ولذلك لم يكن ضروريا أن ترتدي أي شيء تحته ألا الملابس الداخلية.
وأحست أندريا بالراحة لأنه لم يكن ضروريا أن تضع حول خصرها حزاما ضيقا , كما لبست في قدميها صندلا ذهبي اللون من الطراز الهندي , وأرتدت أسوارة فيروزية حول معصمها , وبعد أن فحصت حقيبتها وبسطت مروحتها العاجية التي أشترتها من أحد المتاجر أصبحت جاهزة تماما.
وكان بيتر وجوي في ذلك الوقت قد جلسا ألى منضدة عند مدخل القاعة , وعندئذ خرجت أندريا من المصعد وأقبلت عليهما , ألا أن الساعة لم تكن قد قاربت السابعة ولم يكن الدكتور فرغسون قد وصل بعد.
وسألها جوي بعد أن جلست على أحد المقاعد المصنوعة من الخيزران :
"أي شراب تحبين؟".
" عصير أناناس من فضلك".
" ألا ترغبين في مشروب أقوى , كنت أعتقد أنك تودين أن تجعليها ليلة وداع؟".
" لا , ليس هذا النوع من الليالي".
قالتها أندريا وهي تتابع بنظرها زوجين من الهنود ,المرأة ترتدي ساريا هنديا حريريا غاية في الجمال , وتتجه خارجة لتستقل سيارة أجرة في أنتظارها.
وعندما أخذت تتجول بنظرها ألى جوي شهدت رجلا يصعد السلم عند المدخل الرئيسي , وعندما تعرفت على شكله الطويل ذي الكتفين العريضين , تصلبت في مكانها ,كان هذا الرجل هو نفسه الشخص الذي صمم على أصطحابها الليلة الفائتة , وسارعت أندريا بنشر مروحتها مستخدمة أياها لتخفي بها وجهها عنه , وكانت تشاهده وهو يعبر القاعة ألى مكتب الأستقبال في الفندق , يرتدي سترة تناسب وقت العشاء وهي مصنوعة من قماش الشاركستين الأبيض وبنطلونا غامقا ضيقا.
وساءلت نفسها في حيرة ترى هل جاء الرجل ليصطحب شخصا ما , أو أنه ينوي تناول العشاء في الفندق , ترى هل سيتعرف عليها , وأذا حدث فهل سيبدي ما يدل على أنه يعرفها , وأذا فعل فهل عليها أن تخبر بيتر بأنها خرجت في الليلة الفائتة؟
|