وأخذ يتطلع في أنحاء الغرفة ثم أغلق الباب خلفه .
وقال في هدوء :
" مرحبا يا أندريا.......".
وكانت الصدمة التي أصابتها عند رؤيته شديدة لدرجة أنها لم تستطع الرد عليه , أحست وكأنها أصيبت بالشلل والخرس .
وأستطرد قائلا :
" حصلت على عنوانك من شقة شقيقك".
وأخرج جيمس منديلا ومسح به رذاذ المطر عن وجهه , ثم قال :
" هل أستطيع أن أخلع معطفي ؟".
وبدأت أندريا تسترد وعيها مرة أخرى وتمتمت قائلة:
" نعم.... نعم .... بالطبع !".
وخلع معطفه وتطلع في أنحاء الغرفة ليجد مكانا يعلقه فيه , ثم وضعه على مشجب وراء الباب .
ومضى يقول :
" أعتقد أنك أنتقلت ألى هنا منذ فترة قصيرة".
" نعم.....صباح اليوم... ما الذي جاء بك ألى لندن الآن؟".
" أنني في زيارة عابرة .... فرغت من مهمتي في الملايو ,وسوف أتوجه بعد ذلك ألى البرازيل لأقضي هناك عامين".
" أوه...فهمت...".
وسادت فترة من الصمت , بينما كان كل منهما يتطلع ألى الآخر , وكان الصوت الوحيد المسموع هو صوت رذاذ المطر على زجاج النافذة .
" هل ترغب في فنجان قهوة , أنني أسفة , فالمكان كما ترى لم يتم ترتيبه بعد.. أنه يبدو أفضل أثناء النهار , وهناك أيضا منظر جميل , فأنا أعتبر نفسي محظوظة بالحصول على هذا المسكن".
وفجأة بدأت الكلمات تتدفق من فمها , ولكنها فكرت وتراجعت , وقالت لنفسها : لا تجعليه يعرف شيئا , أو يفهم شيئا ! , وأستدارت وأتجهت مسرعة ناحية الموقد , وهي تقول :
" سأصنع الشاي فورا".
منتديات ليلاس
ألا أن يديها كانتا ترتجفان من هول المفاجأة لدرجة أنها لم تستطع أن تخرج عود الثقاب من العلبة وتشعله , وظلت واقفة في مكانها , وسمعت جيمس من خلفها يقول بوضوح :
" أنني أحبك ".
وسقطت علبة الكبريت من يدها , وتبعثرت أعواد الثقاب على الأرض , وأحست بيدي جيمس على كتفيها , قويتين دافئتين , وجعلها تستدير لتواجهه , وأمسك بذقنها حتى لا تتحول بعينيها عنه , ثم قال :
" أنني أحبك يا أندريا ".
قالها مرة أخرى , وكانت عيناه ونبرات صوته مشحونة بالدفء والعاطفة على نحو لا يصدق , وهالها ما أحست به من سعادة – فمسحت أنفها , وتمالكت نفسها مرة أخرى وقالت وهي تتلعثم :
" أنني آسفة .. أنني لا ...... أقصد أنها كانت مجرد.. أوه يا جيمس".
وقال جيمس بهدوء :
" أرجوك يا عزيزتي , لا تبكي مرة أخرى , تعالي وأجلسي , وأهدئي وأشربي هذا الكوب وسوف تشعرين أنك أفضل الآن".
وعندما أستعادت بعض هدوئها , أخذ يديها بين يديه الدافئتين وقال :
" هل تتزوجينني يا أندريا وترافقينني ألى البرازيل؟".
" أنت تعرف أنني أوافق.....".
وضغط على يديها وأحست أنه لم يكن واثقا من ردها .
وقال هامسا:
" يا ألهي.... كيف مضت تلك الأسابيع؟".
" ولكن لماذا ؟ لماذا لم تقل لي ذلك في الملايو ؟ في ذلك اليوم الأخير المحزن .... أنني لا أفهم ....لقد قلت....".
وتوقفت بعد أن ترك يديها , ونهض واقفا فجأة ... ووضع يده في جيبه وقال :
" أنا أعرف أنني كنت قاسيا معك ,أليس كذلك..... ولكنني أعتقدت أنني أفعل الشيء المناسب".
وصمت برهو , بينما قالت له :
" من فضلك يا جيمس , لا تبتعد عني .... أنني لا أصدق حتى الآن أنك معي هنا ".
وأبتسم جيمس وقال بعد لحظة :
" أحسست أننا نتبادل الأعجاب.... وكنت أفكر طوال الوقت في لقائنا الأول في سنغافورة .... عندما كنت ترتدين ذلك الفستان.....".
" أعتقد أنك تعترض على ذلك الفستان ........ تصورت ذلك من نظراتك".
ولاحت علامات المرح على وجهه , ثم أضاف قائلا في جدية :
" ولكن ألى جانب هذا الرداء الأنيق , فلقد كانت هناك ثقافتك ,وعملك ".
" لو عرفت أنني أحببتك".
" الحب وحده لا يكفي يا أندريا , أنني أحبك كثيرا , ولكنني لا أستطيع أن أتخلى عن عملي حتى من أجلك , وأذا جئت معي ستجدين أن هناك أشياء كثيرة لا بد أن تضحي بها".
" حسنا , كما ترى , فهذه ليست شقة فاخرة , يعني لن أقدم تضحية كبيرة ".
" أنها في أية حال أفضل من الغابة ".