وردت أندريا في أخلاص:
" أوه , بيتر , أنني سعيدة جدا لأن الأمور بدأت تسير على ما يرام , أنت أحببت تينا دائما وأنا متأكدة أنك تتوق الآن ألى العودة أليها , فلماذا لا تفعل ذلك الآن , ليست هناك أية أسباب حقيقية لأنتظاري , كما أنه لا داعي أبدا لبقاء جوي , يمكنه أيضا أن يذهب معك".
فقال بيتر بصراحته المعهودة :
" الحقيقة أنني فكرت في ذلك ".
ثم قطب جبينه وهز رأسه قائلا:
" كلا.... أننا لا نستطيع أن نتركك هنا...لن يكون هذا تصرفا صائبا ".
" ولم لا , جيمس يقول أنه قد يمضي أسبوعان قبل أن أستطيع السفر وبالنسبة أليك فأن الأمر يعتبر مضيعة للوقت , في حين تستطيع مساعدة تينا لأعداد الزفاف , وسوف يكون هناك الكثير عليك أن تفعله".
وكان واضحا أن بيتر يميل ألى ذلك.
" ولكن ما الذي ستفعلينه بالنسبة ألى رحلة العودة الطويلة ربما تشعرين بالأرهاق والتعب".
" أوه , هذا هراء , ففي الأسبوع المقبل سأكون متمتعة بصحة جيدة تماما , وحتى لو كنت أشعر ببعض الأنهاك , سيكون هناك من حولي الكثيرون من موظفي الطيران لمساعدتي ".
وأنه بيتر الحوار حول هذا الموضوع بقوله:
" حسنا... سوف أفكر في الأمر!".
وفي صباح اليوم التالي , بعد دقائق من زيارة الدكتور باكستر لأندريا , سمعت طرقا على باب غرفتها , وكانت تأمل أن يكون الطارق جيمس , فقالت :
" أدخل ".
منتديات ليلاس
ولكنها فوجئت بجوي يفتح الباب , وكان آخر من تفكر في أن يزورها , ولا بد أن شيئا من الدهشة وخيبة الأمل ظهر على وجهها لأنه لم يتقدم أكثر من عتبة الباب .
وسألها في هدوء:
" هل أستطيع لقاءك لبضع دقائق؟".
" نعم... بالطبع... تعال وأجلس...".
وكان جوي قد تغير منذ رأته آخر مرة فحلق لحيته وقص شعره , وكان مظهره بصفة عامة يشبه المظهر الذي كان عليه قبل دخولهما الغابة , وقالت له أندريا :
" سمعت أن يدك لم تبرأ بعد , هل تؤلمك؟".
" كلا , أنني أحس فقط بالرغبة في حكها , ولكن كيف حالك ؟".
ومضت فترة من الصمت , ثم قال جوي :
" أندريا , ربما لا أعرف كيف أعبر لك عما في خاطري , وربما لا يكون هناك فائدة من قول أي شيء , ولكنني أعتذر عما حدث بعد ظهر ذلك اليوم".
" حسنا جدا , فلننس كل ما حدث".
وتساءل في صوت خفيض:
" هل تستطيعين نسيان ذلك حقا؟".
" لقد نسيت ذلك فعلا , وعلى فكرة هل حدثك بيتر عن أي أقتراح يتعلق بسفركما قبلي ألى أنكلترا؟".
" نعم ... أبلغني بذلك أمس , ولكنني لا أعتقد أنه سعيد بذلك".
" حسنا , سألت الدكتور باكستر وليس لديه أي مانع ,وأذا أتصل بيتر هاتفيا بمطار سنغافورة قد يجد مقدين خاليين في رحلة الغد , أرجو أن تقول له أنها فكرة طيبة".
وكان جوي يبدو مترددا , ألا أنه بعد لحظات , تماسك مرة أخرى , وقال :
" حسنا , سأتحدث أليه الآن , أعتني بنفسك يا آندي".
ثم غاد الغرفة.
كانت أندريا تعالج يديها بمستحضر للتجميل عندما دخل جيمس ألى غرفتها مساء للأطمئنان عليها , ومعه وعاء فيه مجموعة من الزهور , وقال وهو يضعها على المائدة :
" ربما تريدين شيئا يبعث البهجة في نفسك".
وجلس جيمس على حافة السرير , وقال :
" سمعت أن بيتر وجوي يعتزمان العودة بدونك ".
" نعم لقد وجدا مقعدين خاليين في الرحلة الجوية مساء غد... ولذلك سيتجهان في القطار ألى مدينة أيبوة صباحا , أعتقد أنه لا مانع لديك؟".
" كلا... ما دمت توافقين على البقاء هنا".
" الشيء الوحيد الذي يقلقني أنني قد أسبب ضيقا لأسرة باكستر".
وفي هذه الأثنلء دخلت الخادمة الصينية تحمل صينية الشاي لأندريا , ثم طلب جيمس منها فنجان شاي آخر.
وسأل أندريا :
" كيف شهيتك للأكل؟".
" ليست سيئة , أنني لا أتوقع الشعور بالجوع لأنني لا أبذل أي نشاط".
ولكن يتعين عليك أن تحاولي الأكل قدر ما تستطيعين , فأنت الآن نحيفة جدا ".
وفجأة تناهى ألى سمعهما صوت طرقات على الباب , ثم دخلت مارغريت باكستر وقالت :
" جيمس... لم أكن أعرف أنك عدت؟".
ونهض جيمس عن السرير وأستدار أليها قائلا:
" نعم , قررت المجيء مبكرا اليوم , كنت أعتزم لتوي تناول بعض الشلي مع أندريا سأحضر لك فنجانا".
" كلا , شكرا , فقد تناولت الشاي من قبل في دار الأرسالية , أنني ذاهبة ألى حمام السباحة لمدة ساعة , هل ستأتي ألى هناك أنت أيضا؟".
" نعم , سأحضر ".
وسأل أندريا :
" هل أترك لك هذه الزهور أم لا؟".
" نعم .... أنني أريدها معي , شكرا لك ".
وخرجت مارغريت باكستر من الغرفة , وتبعها جيمس وهو يقول :
" سنراك في وقت لاحق".