الجزء الرابع
و أى قلب جامد بارد
أى حياة تحت ظل الخمود
لولا صراخ الزمن الحاقد
لضقت بالعيش و عفت الوجود
نازك الملائكه
اخذت تدور فى جناحها تستكشفه,اعجبها تصميمه,و جلست عالسرير بعد أن بدلت ملابسها,و أخذت تفكر فى وضعها.
لم تعجبها هذه العائلة المسماة عائلتها,لم تسترح عند لقاءهم,دائما عندما تقرأ عن لقاء الاهل بعد غياب تجد أنهم يحبون بعض من الوهلة الاولى,وأنهم يشعروا أن هؤلاء أقاربهم.
كم هى ساذجة لتصدق هذه الخرافات.كيف يحسبون أهلا ؟أنى لم اراهم طوال سنين,لم اسمع عنهم شيئا,لم يحاول احد ان يتصل بنا او يعرف أخبارنا
كيف يظهرون بعد تلك السنين مطالبين بحقوقهم فينا؟متحكمين فينا بحجة أنهم الاهل ؟
أليس الاهل من يقفوا بجانبنا وقت المحن؟! أليس هم من يعتمد عليهم وقت الضيق و المرض؟! أليس هم من يكونوا سندا لنا فى الحياة نشد الظهر بهم؟!
أليس هؤلاء هم الاهل؟! أم اصبحوا أناس أخرين فى هذا الزمان؟!
اكتئبت وضاق صدرها,منذ البداية لم تكن سعيدة لقدومها هنا,و لكن هذا ما قادها اليه تفكيرها المرهق,لم تستطع ان تكون هناك وحدها و هى تعلم أنها ستواجه العديد من المشاكل ,كما أن وجودها هناك سيتعبها,عندما تتذكر والداتها فى كل ركن من اركان المنزل .
ظنت ان قدومها هنا و بداية حياة جديدة حدث سيكون بمثابة مغامرة,و لكن ها هى لم تكمل أكثر من ساعات منذ أن وطأت قدمها ارض وطنها الذى تجهله,لا تعلم ما يحدث له و فيه,لا تعلم شكل شوارعه حتى .
(غريبة عن اهلك و عن وطنك يا علا) هكذا رددت الى نفسها,و هى تخشى ان تصبح غريبة عن نفسها حتى.نامت من التعب والتفكير و هى لا تشعر بشىء.
الصباح,فيلا الزمالك
العمة حنان:نعيمة روحى قولى لعلا الفطار كمان ساعة عشان لو مش جاهزة تجهز
نعيمة:حاضر
سما المستيقظة مبكرا فرحة بقدوم خالد و تريد ان تجلس معه قبل ان يذهب الى عمله:صباح الخير يا حنون
اقتربت منها تقبلها .
العمة حنان:صباح النور يا سمسم (و اضافت و هى مبتسمة)ايه النشاط ده كله النهارده بقالى قد ايه مشوفتكيش كده ؟
(و اضافت و كأنها كانت تفكر)اه من يوم ما سافروا خالد و زياد عشان يجيبوا علا
ابتسمت سما فى خجل و احمرت وجتناها .
اضافت العمة حنان بسعادة:ربنا يسعدكم و اشوف عيالكم
:أمــــــــــــــــــــين
هكذا اردف خالد و هو قادم ليجلس بجانب سما
احست سما انها تريد الارض أن تنشق و تبتلعها لكى تهرب من نظرات خالد ,و تلك الابتسامه الخبيثة التى رافقت وجهه بعد ان امن على دعاء عمته.
العمة حنان:طب سرعوا طالما كده
خالد:ايوه ما انتى عارفه انه كان خلاص فاضل على الحلو دقه
قالهاا و هو يميل على سما بعد ان جلس بجانبها
سما بصوت خافض:خالد
منذ ان سمع اسمه و هى تهمس به بهذه الطريقة و هو يشعر انه لن يقوى أن يأجل زواجه بعد هذا.
خالد:حنون
العمة حنان:نعم
خالد و هو يقلب افكاره:هو لازم نعمل فرح و كده
العمة حنان:طبعا لازم مش اول اتنين من عيالى هيتجوزوا
خالد و قد شعر انه لن يستطيع ان يكمل كلامه بعد تلك النظرة الحنونة التى رأها فى عينى عمته:طب و الحل انا مش هاقدر استنى كمان 6 اشهر عشان وفاة هيا
العمة حنان و قد ازعجها الطارى:خالد قدر الناس و ظروفها ,اختك مش هتستحمل حاجة زى كده راعيها شوية
خالد و قد تذكر تلك العلا:اه صح عندك حق(و تذكر ما اخبرته به عن مرض والداتها)صحيح يا حنون انتى كنتى تعرفى ان مامتها ماتت و هى تعبانة
العمة حنان باستغراب:و هى تعبانة؟ هى مش ماتت عادى؟
خالد و قد تأكد ان لا احد كان يعلم بمرض والداتها:عرفت من علا ان والداتها اتوفت بسرطان الدم اللهم احفظنا
شهقت حنان و قد اتعبها الخبر و اخذت تتخيل صديقة عمرها و هى مريضة ,لم تستطع ان تتمالك نفسها و هى تجهش بالبكاء ,كم ضاعت من السنين على تفاهات و خلافات بسيطة ,خلافات؟!اى خلافات؟!!
و هل تبقى خلافات بعد موت اصحابها؟! و لكن الم تكن هى اللى التى قطعت علاقتها بها بعد ان رفضت المكوث معهم و سافرت بأولادها,الم تكن هى التى تمسكت بحجج و اعذار توفت مع وفاة صاحبها.
تأوهت و هى تشعر بالالم من داخلها على ما فعلته, (لن يفيدك الندم الان) هذا ما خاطبت به نفسها.
كانت تتذكرها دائما و احيانا تهم بأن تتصل بها ,و لكنها ترجع لتذكر نفسها بالمشكلات و الخلافات و يوسوس لها الشيطان فتعرض عن فكرتها.
كم يخسرنا عنادنا و تشبتنا برأيانا ؟ كم تأخذنا العزة بانفسنا -و ما العزة الا لله تعالى- و نتكبر ؟كيف نتجاهل كل الخير الذى يُفعل لنا و بمجرد خطأ واحد نشطب شخص من حياتنا؟
ألا نستطيع أن نعذر؟ألا نستطيع أن نسامح و نحن من يتضرع الى الله لكى يسامحنا؟
كيف نأبى مسامحة شخص و نحن نختبر الاحساس بالذنب؟
كيف نطلب من الله العفو و المغفرة و نحن بنو البشر لا نسامح بعض على اخطاء تافهة و ان كبرت تظل تافهة ,لانها من الدنيا فانية كفناء الدنيا و فناءنا.
تتذكر تعنتها و تكبرها و تبكى ,ها قد فات الاوان ,كانت تتجاهل مكالمة صديقتها حتى يأست منها .
لا تستطيع ان تسامح نفسها و هى ترى كيف كانت ,و لا تستطيع ان تتصور كيف تألمت صديقتها بهذا المرض؟
توقفت عند كلمة(صديقتها !!)
الهى ,و هل يمكن بعد ما فعلته معاها ان تلقب نفسها بالصديقة؟
تجول فى رأسها ألاف الافكار و تتخبط بينها و هى تعض اناملها ندم
<<اخواتى سامحوا لكى تُسامحوا , و لكن كونوا حذرين أن لا يفوت الاوان >>
علا
استيقظت و هى تتلفت حولها , و تتساءل أين هى ؟!
و لكن نظرة حولها و اسعفها تفكيرها و هى تستعيد شريط البارحة ,نظرت و وجدت الشمس مشرقة تتخل اشعتها الحجرة.
قفزت سريعا و هى تستغفر و تتوجه لصلاة الفجر و هى تتساءل أأذن الظهر ايضا ام ماذا؟
بعد أن صلت و قرأت وردها ,تأكدت ان الظهر لم يحين وقته بعد ,فالساعة السابعة صباحا.أخذت تفكر من جديد و انهكها التفكير ,و اتعبتها مشاعرها ,فهى تشعر انه منذ ان طرق بابها خالد و ذاك الزياد و هى اصبحت حقودة ,سواداوية , كارهه للكل.
تمقت نفسها لشعورها هذا الشعور,فلطالما لم تكن لاحد هذا المشاعر و تعود لتفكر ألا تستطيع أن تسامح؟ تفكر كثيرا و تتوقف عند هذه النقطة.
و لكن
(تسامحهم على ماذا؟)
انها لا تعنى لهم شيئا كى يكونوا اخطئوا بحقها و يستحقوا سماح.
دعت الله (أن اللهم انى لا احمل لهم ضغينة ,اللهم انى سامحتهم من اجل وجهك الكريم,لا اريد منهم احسانا ,اللهم مالى بغيرك و انت ربى ,و وكيلى ,اللهم عليك معتمدى,اللهم مالى بدنيا فانية ,اللهم ارزقنى جنتك و اعفو اعنى و اغفر لى ,اللهم احمينى من شر نفسى و لا تكلنى اليها طرفة عين )
قررت أن تستحم لتنتعش لعل و عسى تشعر بتحسن,بعد أن استحمت أخذت تسرح شعرها و قررت ان تسشوره و تهتم به اليوم اهتمام زائد
ربما تريد ان تشغل نفسها عن التفكير الذى اخذ منها كل مأخذ,فأنها تشعر انها اصبحت تدور فى حلقة مفرغة.
و قد كان, اخرجت معداتها و هى تتذكر منى –صديقتها- فقد اشتروا هذه الاشياء معا , كم تفتقدها و تريد أن تحدثها,و لكن لابد لها من خط موبايل من هنا.
ركزت فيما تفعله و هى تجفف شعرها ثم اخذت ترول اطراف شعرها بماكينة الرول و بعد ان انتهت وضعت سبراى الشعر و اصبح شعرها لامعا ,و ضعت كحل و قد قررت انها ستنعش نفسها بشتى الطرق .
انتهت و قررت قراءة كتاب ما ,هى تشعر انها لا تود ان تقابل احد من اهل هذا البيت,فقد قررت ان تلتزم و تستقر بجناحها.
و فى اقرب فرصة ستجلب اكل و اغراض للمطبخ كى لا تضطر ان تنزل ابدا ,و يذهبوا بقوانينهم الى الجحيم.
ما كادت تقرر ,حتى نبهها طرق الباب ,اقتربت بحذر و هى تتساءل مين
نعيمة:ايوه يا انسة علا
ارتاحت ما ان سمعت صوت واحدة,فتحت الباب قليلا و هى تقف وراءه لكى لا يبين منها شيئا و اطلت براسها منه ,اذ انها كانت ترتدى بيجامه من قطعتين (بدى حماله و شورت قصير لا يصل الى ما فوق الركبه بشبر).
اذ ان وجودها فى منزل مع والداتها و غياب اخيها علاء الدائم اعطاها الحرية فى اللبس فى المنزل,لذا تعودت ان تجلس هكذا.و لكن يبدو انها على وشك تغيير عادة.
علا:ايوه
نظرت اليها نعيمه باستغراب و هى تقول:الفطار هيكون تحت بعد ساعة يا انسة
علاو التى كلمة فطار جعلت عصافير بطنها تصدر اصواتا لكى تنبهها :طب هيكونوا تحت كلهم
نعيمه:ايوه كلهم
علا و التى لاحظت ان المرأة تكلمها باستغراب:انتى اسمك ايه؟
نعيمه:نعيمه
علا و قد تذكرت كلام عمر عنها ,و لم تشأ ان تكون وقحة,ابتسمت اليها بصدق :اسفة يا نعيمة مش عارفه افتح الباب عشان محدش يعدى و انا واخدة راحتى فى اللبس ,مش هاعرف هاقولك اتفضلى بس شكرا انك قولتيلى ,معلش تعبتك معايا
نعيمة و التى اكتفت بتفسيرها و استبشرت بطريقة حديثها خيرا,ابتسمت لها ايضا و هى تتمتم:لا شكر على واجب,عن اذنك
ما ان انصرفت حتى اغلقت الباب بالمفتاح و ذهبت لترتدى عباءة ,اذ انها تريد ان تنتهى من مقابلتهم سريعا و تعود لوحدتها.
الصالة
كان الوضع مازال متوترا,اذ ان اعصاب العمة حنان كانت انهارات ,و اخذ كل من خالد و سما يهدؤا العمة ,حتى تراءى لهم ذلك الخيال لشخص يهبط الدرج,و ما هى لحظات حتى بانت لهم علا
اخذ خالد يهدىء العمة حنان و ينبهها ان لا تبين حزنها امام علا ,و لا تخبرها انها علمت بوفاة والداتها.
وقفت العمة حنان متوجهة لحجرتها تهدىء نفسها ,و مرت سريعا بجانب علا و هى تتساءل كيف استطاعت ان تتحمل عبء مرض والداتها وحدها.
تعجبت علا من العمة و هى تمر بجانبها سريعا ,و لمنها كانت تبدو بحالة غريبة,لم تكترث للموضوع ,اذ ان من فى هذا البيت لا يفرقون معاها فى شىء.
وجدت خالد يجلس و بجانبه اخت زياد,لم تستطع ان تتذكر اسمها,هى الوحيدة التى اعجبتها اذ انها تجلس بحجابها ,و لا يبين من شعرها شيئا,و ملابسها واسعة و طويلة,و لكن مازالت تصرفاتها مع خالد تزعجها.
علا:السلام عليكم
خالد و سما:و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اتاها صوت سما رقيقا و هى تسالها:ازيك يا علا,يارب تكونى نمتى كويس امبارح
ابتسمت على نعومة صوت تلك الفتاة و تذكرت صديقتها منى عندما كانت تحاول ان ترقق من صوتها عندما تطلب منها شيئا او تكون قد اغضبتها و تدعى البراءة:الحمد لله
هكذا تمتمت و هى لا تريد ان تفتح مجال للحديث,اذ ان تصرفات تلك الفتاة مع خالد لا تعجبها .
خالد و كأنه شعر بما يجول فى فكراها:علا نسيت اقولك ان سما مراتى
لم تستطع ان تخفى دهشتها و كانها ارتاحت من وضعهم تمتمت :بجد؟,مبروك
سما و خالد:الله يبارك فيكى
سما بصوت خجول:هو بس كتب كتاب لسه الجواز مش دلوقتى
قالت جملتها الاخيرة و هى تنظر الى خالد و كأنها تغيظه
ابتسم خالد و هو يمسك بيدها و يتمتم:حبيبتى,هانت كلها فترة و تعدى
و غمز لها و هو يبتسم ,لاحظ احمرار وجهها الذى يفتنه و قام سريعا,اذ انه يشعر انه فى الاونة الاخيرة لا يستطيع ان يتمالك امامها ,و هى تفتنه بتصرفاتها التلقائية , لطالما كان صعب عليه ان لا يفتتن بها ولكن فى الفترة الاخيرة كان قد تحدد زواجهم ,و لكن بعد ان شعر بدنو الحلم و قرب احالته الى حقيقة,حتى جاء ظرف وفاة زوجة ابيه ليؤجل زواجه, و منذ علم بتأجيل موعد زفافهما حتى اصبح يتحاشى الجلوس معاها كثيرا لانه اصبح خائفا من ان يضعف امامها .
بعد قليل نزل عمر و نوران و هدى و زياد,و اجتمعت العائلة على الفطار,تعجبت علا من نظرات العمة حنان لها و لكنها قررت ان تتجاهلها .
على مائدة الفطار
العمة حنان و قد قررت ان تعوض علا عما تحملته وحدها و تحاول التخفيف عنها قدر الامكان:النهارده كله يفضى نفسه عشان هنخرج علا
نظرت علا اليها باستغراب و قبل ان تتحدث ,اتاها صوت زياد مقاطعا :انا خرجونى من الليلة دى ,النهارده لازم اتأكد ان الشغل ماشى مظبوط,خالد كمان معايا صح؟
خالد:ايوه,النهارده عندنا اجتماع كمان عشان الصفقة الجديدة.
نظرت اليهم العمة حنان بغضب:خالد و زياد هتيجوا النهارده,اعتبروا انكم هتوصلوا بكره من دبى
زياد:اسف يا حنان بس مش هينفع
العمة حنان:زياد خلاص مش هاعيد تانى
قاطعتهم علا ببرود:اصلا مفيش داعى انا مش عايزه اخرج
ما طرأ على بال حنان انها رفضت لانهم رفضوا الذهاب و لكنها لا تدرى انها لا تكترث لهم >>حقا انها لا تعرفها.
نظرت حنان بغضب الى خالد و زياد :عاجبكم كده؟,لا علا خلاص كلنا هنخرج
ابتسمت علا باستهزاء و قد وصلها ما فكرت به حنان ,ارادت ان تقول لها ان اخر همها هو ان تنزعج منهم او ان تكترث لهم حتى و لكنها اعدلت و تمتمت:مش عشان حد انا حاسه انى تعبانه مش عايزه اخرج
العمة حنان نظرت اليها بحنان و الم و ربتت على يدها حيث كانت تجلس بالكرسى على يسارها:حبييتى عارفه ان الظروف و الفترة اللى فاتت كانت صعبة عليكى ,عشان كده انتى محتاجه تغيرى جو
استغربت علا ذلك الدفء و الحنان فى المعاملة و قررت ان تكون مؤدبة هذه المرة :خلاص موافقة بس مش لازم كلنا نروح يعنى خليهم يشوفوا شغلهم مش عايزين نعطلهم و نظرت الى خالد و زياد بخبث و هى تبتسم
التقط زياد تلك النظرة و فهم ما تعنيه ,لم يستطع الا ان يضحك بصوت عالى ,استغرب له من حوله ,اكمل فطاره و هو ينظر اليها و هو مبتسم,تدهشه هى بتصرفاتها ,تمتم فى نفسها انه من المفترض الان ان تكون مؤدبة,و من يسمع كلامها يظن انها حقا لا تريد ان تعطل مصالحهم و لكن نظرتها تقول فلتذهب الى الجحيم ,و خاصة عندما حركت شفايفها بدون صوت و هى تقول له :فى داهية ,و ابتسمت بعدها و اكملت اكلها ببراءة
لم يستطع ان يتمالك نفسه من الضحك,خاصة و لم ينتبه لها احد ,حتى خالد كان مشغول بحديثه مع سما.
عمر:طيب تمام هنروح فين ,التفت الى علا و اردف :لولو حبيبتى عايزه تروحى فين
نظرت اليه باستغراب اذ انه لم يراها الا البارحه و اليوم يدلعها,و لكن انه الوحيد الذى يونسها فى هذا البيت اذ يكفى ان يبتسم حتى تبتسم ,اذ انه يملك تلك الروح التى لا تستطيع ان ترافقها و تكون حزين ,جاراته فى حديثه :مش عارفه,بس خلينا نروح مكان مفتوح يعنى حتة هادية و هوا
عمر بنظرة مشاكسه:يا ناس ماقدرش عالرومانسى انا
انزعج خالد من تصرفات عمر معاها,يعلم انه اخاها و لكنه لا يحب الحديث بينهم بهذا الاسلوب:خلاص يا عم ,اهدى شوية(و نظر اليه نظره ان انتبه الى تصرفاتك)
ابتسم عمر ببرود:براحتى مش اختى ,الكلام ده لو كنت قولت حاجة لسما (قالها و هو يغمز لسما),سما مش بتاكلى كويس ليه اوعى يكون ضايقك عالصبح
سما بابتسامه:لا مين خالد,خالد اصلا مش بيعرف يضايق حد (قالتها و هى تنظر اليه بحب لا يمكن الا ان يبين فى عيناها)
ابتسمت علا باستهزاء و ردت:اه طبعا,كترلى منها دى
ابتسم عمر و همس لعلا :صحيح القرد فى عين مراته غزال ,ال مرايه الحب عميا ,على كده الاكيد انها مش عميا و بس ,(اخذ فترة يفكر ثم اكمل) ياربى حتى مش عارف اوصف حاجة اكتر من العمى
لم تتمالك نفسها من اسلوبه و اخذت تضحك بصوت عالى
نظر اليهم خالد بنص عين :شكل النهارده فى واحد ناوى على نفسه
تجاهله عمر و هو يكلم علا و ينظر اليه بطرف عينه:الا حبيبتى ايه رايك هاوديكى الازهر بارك هتعجبك
العمة حنان:صح طالما عايزه مكان مفتوح و هدوء ,و ماعتقدش هتبقى زحمة النهارده
عمر:خلاص تمام نروح على الساعة 6 كده و الا نتغدى هناك يا حنون
العمة حنان:لا نتغدى هناك احسن بالمره خلاص نتحرك 4و نص
زياد و قد قرر ان يذهب و لا يعلم لما ,و لكن ربما اراد ان يضايقها:لو كده الميعاد ده يناسبنى ,ممكن اجيلكم على هناك
العمة حنان بتغلى :براحتكم
خالد:انا كمان هاجى و امسك بيد سما و اقترب من اذنها ليقول لها شىء,و لم يشعر الا بتلك الضربة التى تلقاها على ظهره من زياد
خالد بغضب و هو يلتفت اليه :ايه ,عايز ايه
زياد و قد قرر ان يتسلى على :ايه انت ,ما تتلم كتبت كتاب اوكى بس مش كده يعنى (و التفت زياد الى اخته سما )و انتى كمان شغاله ضحك و دلع و خلودى مش بيزعل حد (قال جملته الاخيرة و هو يقلد صوتها)احترمى نفسك بقى احترمى نفسك ,عالاقل مش قدامنا
احمر وجه سما بشدة ,اذ ان تصرفات و كلام خالد احرجتها و زادها عليها اخاها
خالد باستغراب وضيق منهم:انت مالك واحد و مراته حاشر نفسك ليه بعدين ايه مش قدامكم دى يا اهبل انت ,انت شايفنى باعملها ايه
تدخل عمر و هو يقول مدعى البراءة:احنا اش عرفنا بتعملها ايه ,هو احنا قاعدين بينكم ,بعدين عنده حق زياد بوظت اخلاقى (و التفت الى العمة حنان باستهبال ) حنون عايز اكتب كتابى و اجيب مراتى تفطر معايا و امسك ايدها كده زى خالد (قالها و هو يشير بيده الى خالد الممسك بيد سما و كانه طفل يشير الى لعبة اعجبته , ثم وضع اصبعه فى فمه كالاطفال و كأنه ينتظر ان يجاب له طلبه).
ضحك الجالسون و همس زياد لعمر:بقى تمسك ايدها ها ,دى اقصى طموحاتك ,بس يبنى قطعت قلبى
نظر اليه عمر و انفجر ضاحكا معه و همس له:لا يا حبيبى بس لزوم الادب
انهى زياد فطوره و قام :يالا سلام ,(التفت الى خالد) خالد متتاخرش و الا (التفت الى سما)بنت متاخريهوش ها (و غمز لها و خرج)
بعد قليل ذهب معه خالد ,و ما هى الا دقائق و تفرق الجمع .
عند هدى التى كانت تغلى من تصرفات زياد اذ انه بدا مرحا اليوم على غير العادة , و لم تستطع ان تجد سببا لتغيره الا وجود علا , خاصة و قد راتها تهمس له بشىء جعله يضحك مقهقها على غير العادة
نظرت اليها بحقد و هى تتحدث مع عمر و تضحك معاه , تريد ان تذهب لتهزئها و تجرحها ,تطردها من بيتهم و تخرجها من حياتهم ,اذ انها ترى و ان لم تختلف معاملة زياد لها الا انه لم يكن هكذا و لكنها الان باتت خائفة من ان يعجب بها و يحبها ,و لا تعلم ماذا تفعل لتبعده عن طريقها.
نوران التى اصبحت تفيق منذ قليل ,اذ انها عندما تستيقظ لا تستطيع التركيز بشىء و لا تتحدث مع احد حتى يمر عالاقل ساعة و تبدا تلتفت و تعى ما يحدث حولها ,لذا هى دائما تجلس على الفطور ُمشاهدة فقط :ما شفتوش سما ؟
عمر:اظن راحت تنام لان شكلها صحيت بدرى
هدى بتدخل:طبعا مش حبيب القلب هنا
عمر:عقبالك و نستريح منك
نظرت اليه هدى بغضب اذ ان كلامه ازعجها ,هى ترفض كثير ممن تقدم لها من اجل زياد ,و رغم انها تشعر باليأس منه اذ انه لا يشعر بها ,الا انها فضلت العيش معه فى بيتهم حتى و لو لم يشعر بها على ان تتزوج من احد وتبعد عنه ,بل و تصبح مطالبة بعدم الشعور ناحيته بشىء الا الاخوه ,هكذا هى مزهدة فى حب لا يُرجى منه شيئا.
انقضى النهار على الكل كما المعتاد ,و لكن عند علا قد اخذها عمر فى جولة ليريها القصر و حديقته
القاهرة ,الازهر بارك
توجهت العائلة الى هناك و تفرقوا ما أن وصلوا على أن يجتمعوا فى مطعم البحيرة
العمة حنان:خالد متاخودكوش اللحظة و تنسوا ها
ابتسم خالد:و الله ما اضمنش ,اصل اللى يقعد معاها لازم ينسى كل الدنيا مش نفسه بس
صفرت له نوران و عمر ,اردف عمر و لم يستطيع الا ان يعلق:اووه خالد و الله بقى يجى منك,الله يرحم لما كنت بتقولها ازيك و وشك بيحمر
خالد و هو يتذكر الفترة الاولى :خلاص يا حبيبى ولت الايام دى ,و الجاى اعظم
عمر التفت الى العمة حنان:حنون قلتلك هيبوظ اخلاقى ,شايفه بيقولى ايه
العمة حنان:انت بتتلكك ,انت اصلا اخلاقك بايظه ,اكتر من كده مش عارفين اخلاقك هتبوظ ازاى ,خالد روح يلا ربنا يسعدكم
تركهم خالد و ذهب مع سما ليتمشوا وحدهم
جلست نوران تغيط بعمر ,اذ انها لا تستطيع الا ان تشاكسه ,و هدى تنظر فيما حولها بشرود و الافكار تتلاعب بها ,اما عند علا فقد كانت تتأمل اسلوبهم مع بعض ,لم تعلم لم احست بأنها حاقدة عليهم اكثر ,ربما لانها وجدت بينهم ما كانت تتمناه ,تلك الحميمية بينهم و بين بعض.
كان كثيرا ما يضايقها وحدتهم و سفرهم ,كثيرا ما اشعرها حديث صديقاتها عن عائلاتها بالنقص خاصة فى الاعياد و المناسبات و ايام جمعه الاهل لديهم ,و الان و هى ترى ما حرمت منه لا تستطيع ان تظفر به ,لا تستطيع ان تبقى طبيعية معاهم ,تتخيل صديقاتها مكان نوران و سما و هدى و كيف اسلوبهم مع بعض ,تتخيل سعادتهم , و أين هى من كل هذا ؟!
تعبت من افكارها ,انها لا تستطيع ان ترتاح ابدا,تريد ان تبتعد عنهم ,ارادت ان تتمشى وحدها و تتركهم اذ ان المكان يبدو جميلا و انواره مضاءه و واسع حيث السماء فوقهم ,و لكنها لا تعلم به شيئا ,قررت ان تذهب و تسأل حتى تصل الى المطعم الذى اتفقوا على الذهاب و التجمع عنده.
علا:انا هاقوم اتمشى شوية
العمة حنان:لوحدك؟
علا:ايوه حابه امشى لوحدى شوية
عمر و قد لاحظ حزنها :استنى انا هامشي معاكى
العمة حنان باطمئنان:خلاص يا عمر فرجها عالمكان و نتقابل هناك زى ما اتفقنا
و هكذا كان ,اخذ عمر يلف بيها المكان و هو يحدثها و لم يخلو حديثه من التعليقات على البنات فى الحديقة حتى استقروا بمكان عالى يروا من خلاله القلعة و ما حولها
و ما ان جلسوا حتى التفتت اليه علا :شكلك بتاع بنات
عمر و هو يتصنع الصدمة و يشهق:انا !!
علا و هى تضحك على ردة فعله:بس خلاص صدقتك صدقتك
التفت اليها و هو مبتسم:لا و الله,بس اتعودت ارتيق لكن كحب و ارتباط و كده لا
علا :لا و الله ها,بقى عايز تقنعنى انك مصاحبتش
ابتسم عمر :ياه ,علا انتى قديمة اوى ,بقى اسمها ما اتربطش(ثم خبط جبهته بكفه و كأنه نسى)ياربى دايما بانسى قصدى مارتبطش
ابتسمت له علا :ما اختلفناش عالمصطلح
ابتسم:مش باقولك قديمة ,بصى مش هاكدب عليكى انا فى فترة فيها طيش بس انا جربت و الوضع معجبنيش الصراحة
علا:من ناحية
عمر:كله ,اصلا البنت هى اللى مظابطنى
علا:لا و الله ,و انت اى واحدة تظبطك ترتبط بيها
عمر:لا لا طبعا ,البنت كانت جامدة ,ايه اى واحدة دى
خبطته فى كتفه و هى تقول :قليل ادب
عمر:الله ,مش عايزه الحقيقة
ابتسمت علا و اكملت:طب ها ظبطتك ازاى
عمر :ابدا كانت ايام الامتحانات بتاعه 2 ثانوى و فى الاخر المستر بيجمعنا فى سنتر كده ,.بس فجيت متأخر و قعدت ورا (اكمل و هو يحلف )و الله ما كان فى بالى حاجة ,انا كنت مركز مع المستر ,و فترة امتحانات بقى ,لكن نقول ايه صحيح ان كيدهن عظيم ,تخلوا ابليس ينط فى دماغ الواحد ,المهم لقيتلك واحدة بتكلمنى و تقولى لو سمحت ,(قالها و هو ينعم صوته)
ابتسمت علا و اكملت :كمل يا ابو نية صافية
عمر و هو يبتسم:ابدا, بابص لقيتلك بنت جامدة ,صاروخ كانت (نظرت اليه علا بشزر )
علا:يبنى اتلم بقى
عمر:مش باحكى ,خلاص ما علينا المهم قولتلها نعم ,و رسمت نفسى مؤدب بقى البنت عجبتنى ,لقيتها بتقولى ممكن تقول للمستر يوطى التكييف شوية ,ينهار على يوطى التكييف شوية ,ايه البت دى ,عليها طريقة كلام ,طبعا انا عملتلك ابو زيد و قلتلها طبعا نقوله ,يا سلام بس كده
بس و خرجت و معايا نمرة موبايلها
علا :لا و الله
عمر:اه و الله ,بس مليت ,هى اه شكلا حلوه بس ماحبيتهاش ,فقررت مش هادخل فى حوار بعد كده لjust انى اهيس
نظرت اليه علا :تهيس!!
ابتسم عمر :ايوه يعنى اهزر و ماخدوش اجد
علا :اها ,احسن برضه ,و اهو يوم ما تلاقى بنت الحلال اللى هتوقعك ابقى تقدم و ربنا ييسرلك
عمر:ربنا ييسر ,بس لسه بدرى
نظر الى ساعته فجأة :ينهار حنون هتقتلنا يالا يالا
توجهوا الى مطعم البحيرة و كانوا قد تأخروا ربع ساعة ,التفتت علا ,و اعجبها المكان اذ انه بدا جميلا بتصميمه ,و لكن العمه لم ترحمهم على تأخيرهم خاصة انهم طلبوا الطعام ,فجلسوا و طلبوا هم ايضا و كان زياد قد اتى قبلهم و يتحدث مع هدى عن احوال البلد ,و مازال خالد و سما على همسهم ,و كانت نوران تتحدث بالموبايل مع احد
بعد قليل اتت نوران و جلست :علا علاء بيسلم عليكى
نظرت اليها علا باستغراب :انتى كنتى بتكلميه؟؟
نوران:ايوه اتصل يطمن عليكى ,و قالك لما تجيبى الخط الجديد ابقى اتصلى عليه منه
ابتسمت باستهزاء من تصرفه و كأنه خائف عليها,انه حتى لم يطلب محادثتها هى ,تنهدت و هى تتذكر انها لم تستطع ان تكون معه طبيعية بعد اخر خلاف حدث بينهم ,و تشعر انها لن تستطيع ان تعود معه ابدا,اذ انه تغير كثيرا بعد ان علم بمرض والداتها ,و بدلا ان يتحمل المسئولية ,تمادى اكثر فى لامبالاته .و الان تشعر ان لا احد معها , اذ ان علاقتها بالجميع بها عله ما ,و لكنها رددت على نفسها انها لا تحتاجهم و لا تريد قربهم ,شعرت بانها مراقبة فرفعت عيناها و وجدت زياد ينظر اليها ,فنظرت اليه بسخرية و اشاحت بوجهها بعيدا عنهم جمعيا حتى صادفت عيناها ذاك الجالس وحيدا على المائدة بجوارهم .
لم تستطع ان تخفى صدمتها ,توسعت عيناها و هى تنظر اليه جيدا لتتأكد منه ,نعم ,انه هو (هو يــــــــوسف)
هى ثوانى و ومضت ذاكرتها و اخذت تسترجع جميع الاحداث,نظرت اليه جيدا و هى ترى حاله ,و كيف اصبح مهمل بنفسه ,(الهى ارحمنى) تمتمت بهذه الكلمات , مضى سنتان ,و يبدو انه مازال يذكر
خالد:علا علا
نبهها صوت خالد , فالتفتت اليه :ايوه
خالد:كلى ,(و نظر الى وجهها الشاحب)مالك؟فى حاجة ؟
علا و قد اربكها ما راته:لا لا مفيش حاجه
و اخذت تلتهى بالاكل عن عيونهم و كانها توقف الكلام ,و ربما توقف ايضا عقلها عن التفكير .و لكن هيهات كيف لهذا الموقف ان يمر دون ان تستغله هدى التى لاحظت نظرات زياد اليها و نظراتها الى الجالس بجانبهم
هدى و هى تدعى البراءة:علا يا حبيبتى فى حاجة؟
علا باستغراب من اسلوبها:لا مفيش
اكملت هدى :لا يكون الراجل اللى جمبنا ده ضايقك ,شوفتك بصيتله و اضايقتى
ما ان انهت جملتها ,حتى التفت انظار العائلة كلها باتجاهه , ثم نظروا اليها ,و كأنهم يطالبونها بتفسير ,و لكن كل ما قالته و قد اغاظها اسلوبها :لا مضايقنيش , محدش يقدر يضايقنى اصلا
عم الهدوء بعد كلمتها ,و اكملت اكلها , متحاشية الالتفات حولها ,و هى تتساءل عن اسلوب هذه الهدى و هل كان متعمد ؟ام انها لم تقصد شيئا . استغفرت ربها مذكرة نفسها ان بعض الظن اثم ,و لكنها جزمت بانها لا تحبها ,اذ انها تشعر بشىء غير مريح ناحيتها.
و انصرف تفكيرها الى ذاك الجالس بمقربة مرة اخرى و هى تتساءل فى نفسها اتحدثه ام لا ,امتد نظرها اليه مرة اخرى دون ارادتها و اخذت تقارن بين حاله الان و ما كان عليه, لقد كان زوج صديقتها و جارهم .
صديقتها المقربة تقى , كانت كثيرا ما تزورها و تجلس عندها ,و حدث بينهم مواقف جعلتها تحبه و هو يتعلق بها , حتى بعث باخته لتسأل علا عن تقى اذا كانت مخطوبة او شيئا و عندما استفسرت منها علا قالت انهم يريدون خطبتها , تتذكر حتى الان صوته عندما قابلها و هى صاعدة الى بيتهم بعد ان ابلغت اخته بأت يتقدموا لخطبتها ,و هو يمزح معاها و يقول:ربنا يطمن قلبك ,ادعيلى تكون من نصيبى .
و تمت الخطبة , تتذكر فرحتهم ببعض و حبهم ,(و من يستطيع ان يعرف تقى و لا يحبها )هكذا خاطبت نفسها .
كانوا كثيرا ما يخططون أن تأتى تقى لزيارة علا ,و يسترقوا بعض اللحظات يتحدثوا فى العمارة ,او فى الاصانصير ,و كم كان ممتنا لها اذ انه كثيرا ما كان يمزح و يخبر تقى انه فور ان يتزوجوا حتى سيأتى لها بعريس من اصحابها,و لكنها كانت تمزح معهم و تقول له ألا يحلم ,يكفى هو تزوج بصديقتها.
حتى اتى ذاك اليوم الموعود , كان قد تبقى على زفافهم 3 ايام ,و خرجت تقى مع اخاها حتى تأتى بفستان عرسها التى ما فتأت المصممة ان تنتهى من تصميمه,و قد كان المكان بعيدا و الوقت متأخر ,و شاء الله ان تتعطل سيارة اخيها و هم قادمون فى احد الاماكن المتطرفة ,حتى ظهر 3 شباب سكارى ,و بدل ان يساعدوهم , ضربوا اخاها حتى غاب عن الوعى و اغتصبوها ,و تركوها فى حالة يرثى لها .
لم تستطع الا ان تدمع عيناها و هى تتذكر الموقف,وجدوهم ثانى يوم فى الصباح و لكن بعد ماذا , كانت قد توفت لما فعلوه بها ,و اخاها ايضا.تتذكر اى فاجعه كانت ,حال والداتهم و اباهم ,و حاله هو يوسف , لم يستطع ان يصدق فى البداية , تتذكر المه ,و عندما رأها فى المستشفى بعد ان علموا بموتها , تتذكر عندما اخذ يطلب منها ان تنفى له هذا الخبر, تخبره بانهم سيتزوجوا , انه بقى يومان و تزف اليه بفستانها , ذلك الفستان الذى ذهبت لتجلبه ,و لكن ............
دائما تبقى ولكن لتجبرنا ان نستدرك انفسنا و لا نتأمل.هذه مشيئة الله و ما شاء الله كان. كل ما سمعت به بعد ذلك الوقت , انه سافر الى مصر مقررا انه يستقر هنا.
كان ذلك اليوم كثيرا عليها , كأبتها من وضعها مع عائلتها, و تذكرها لتوتر علاقتها مع من حولها ,و كلام علاء ,و شوقها لمنى , حتى اتى هذا و اكمل عليها , تشعر انها تريد ان تصرخ , تقف على تلك الربوة المرتفعة و تصرخ باعلى صوتها , تنفجر فى البكاء .
و لكن لم يحدث شيئا من هذا , اخذت تذكر نفسها انها امامهم و لا يجب ان تبكى , اخذت تستغفر و تذكر الله و تطلبه ان يعينها و يصبرها ,اكملت اكلها و هى لا تشعر بطعم شيئا ,و قد ارتسم الحزن على وجهها ,و احمرت عيناها من حبسها للدموع, رفعت وجهها و هى تفتح عينيها لكى لا تهبط دموعها , كأن الجميع يتحدث و لكن ينظروا الها متعجبين من حالها.و خصوصا عمر الذى اخذ يتذكر اذ كان شيئا ما ازعجها و هم قادمون لهم , و لكنه لم يتذكر شيئا سوى انها بدت مبسوطة و اخذت تضحك معه ,و لكن عندما لاحظ نظراتها المسترقة الى ذلك الرجل , حتى علم ان هناك شيئا ما بشأنه.
لم تسطتع الجلوس اكثر معهم , ارادت ان تسأله عن اخباره , تواسيه و هو يبدو سارحا ,شاردا بفكره ,و لكنها تخشى ان تذكره ,تساءلت فى نفسها اذا كان قد نسى من الاساس ,و قررت الذهاب اليه ,و قفت و قد نست انها وحدها , اذ ان استغراقها فى التفكير انساها كل شىء , لم تنتبه الى الجالسين يناظروها باستغراب خاصة و لم ينده احدا منهم عليها , اذ انهم لم يعتقدوا انها ستذهب لتحادثه
علا :السلام عليكم
رفع راسه ليرى من يخاطبه,و اذا به يتفاجأ به , يحاول ان يتأكد , جاء صوته و كأنه من الماضى السحيق, بدا متالم كايام ذلك الماضى , موجوع كصاحبه فى ذالك الوقت : علا!!
علا و قد اتعبها حاله, خاصة تلك النظرة المتألمة التى مرت عليه:ازيك يا يوسف
نظر اليها بتعب و هو لا يصدق بعد انها امامه , يرى بها صورة عروسه , يعود اليه الماضى مرة اخرى بوجعه و المه و كانه للتو ,اردف بتعب و هو يمرر يده بشعره:الحمد لله, ماشى حالى
صمتا لبرهة و هما الاثنان يتذكرا
يوسف و هو يحاول الهروب من افكاره:ازيك انتى ؟ غريبة ايه اللى جابك هنا
علا بهدوء:ابدا هادخل الكلية هنا
يوسف و هو لا يعلم بوفاة والداتها:هتستقروا هنا يعنى ,(ثم لاحظ انها واقفة) فقال لها علا اقعدى (ثم استدرك نفسه) اسف , اقولك تعالى انا هاسلم معاكى على الوالدة ,وحشتنى و الله
لم تتحرك من مكانها , يحدثها و كانه طبيعى ,و هى التى تعرف المه , تعرف كيف تفقد عزيز ,فقدت صديقتها و والداتها فكيف لا تعلم و لكن هو فقد زوجته ,انه نوع الالم الذى يختلف ,و لكن يبقى الوجع واحد , الشوق و الحنين الى الايام مع ذالك العزيز واحد , و ايضا حقيقة انه لن يعود تبقى واحدة , ثابتة
نظرت ايه بعينان بدتا ضائعتان و اردفت :انا هنا مش مع ماما ,انا مع عايلة بابا
يوسف و قد استغرب وضعها اذ انه يعلم بمدى قوة العلاقة بينهم اذ انها كانت ترفض من يتقدموا اليها لتجلس مع والداته , كم حكت اليه تقى عن علاقتهما , تقى!! ,ها نحن نعود .اردف: سبتى مامتك لوحدها هناك؟
لم تستطع الا ان تدمع عيناها , اذ ان وقع كلماته بدا ثقيلا , كثقل الهموم على قلبها الصغير , نست من هو ,نست من حولها , بدت ردة فعلها كالاطفال بسبب كلمته:انا ماسبتهاش هى اللى سابتنى , سابتنى و ماتت
هكذا اردفت و عيناها تدمعان , نظر اليها بصدمة و هو متالم من جراء ما قاله , لا يعلم ماذا يقول لها , كيف يواسيها و هو الخبير فى ان ليس هناك من كلمات تقال لتخفف من المنا جراء هذا.
اخذ يحرك يديه و هو لا يعرف ماذا يفعل , كانت تبدو له دائما قوية و خاصة من احاديث تقى ,و لكن ها هى الان و الالم و الحزن لا يتركان بها قوة , تشتت نظرتها حول المكان لتتفادى النظر اليه و كانها تحاول استدراك الوضع, يعلم هو هذا الشعور ,يعلمه جيدا!!
اراد ان يمسك بكتفيها و يضمها اليه كى يهدئها , كى يمحى تلك النظرة من عينها , انها تلك النظرة المتألمة التى بدت فى عينيها هى ما جعلته يفكر فى هذا , اخذ يحرك يده و كانه يريد ان يهدئها و لكنه لم يقترب منها , لا يستطيع يعلم من هى و من هو , نعم يحسبها كاخته ,و لكنها ليست كذلك لكى يفعل هذا.
يوسف يصوت متلم :علا , اسف , عظم الله اجرك
رفعت راسها مرة اخرى كى تمنع دموعها ان تهبط , هى تتحاول ان تتماسك بعد ان تدراكت الوضع , افاقت من كلامه و الحالة الغريبة التى كانت تلفهما , افاقت انه كان يريد ان يمسك بكتفيها ليهدئها و لكنه ابتعد ,تدراكت نفسها هى ايضا و هى تقول له : اجرنا و اجرك
ارادت ان تذهب و تتركه , تذهب بعيدا عن كل هذا التفتت اليه لتقول له بصوت ضعيف هامس:يوسف خلى بالك من نفسك ,و ارحمها. لو تقى عايشة مش هتحب تشوفك كده .
قالت كلماتها و هى تذهب و تتركه بعد ان ذكرته بوفاتها و حاله ,لم تعود الى الطاولة اذ انها لا تريد ان تقابل احد ,توجهت بعيدا لكى تهدأ من نفسها .مضى 10 دقائق ,و قررت ان تعود اذ انها ان جلست مع افكارها فقد ينتهى بها الامر الى شىء لا يرضاه الله ,تنهدت و هى تتذكر انها تركتهم و ذهبت لتحادثه و لا تعلم ماذا سيقولون و اين ذهبت بعد هذا قررت ان تقول انها ذهبت الى التويلت و تسكتهم .
و ان تحدث معاها احد ستخبره بانه جارهم و ذهبت لتسلم عليه و تساله عن اخبار عائلته و فقط ,لن تسمح لاحد ان يتحدث اذ انها تشعر بانها ستقتل من يحاول ان يحدثها الان.
عادت اليهم و فور ان اقتربت من مكان جلستهم حتى تراءت لها وجوههم باختلاف ردود افعالهم.
توقعاتكم يا حلوين
عايزاكم تقولولى الاول رايكم بالشخصيات فى البيت الجديد
و تتوقعوا ردود فعلهم ايه خاصة انهم كانوا قاعدين قريب و شافوا اللى حصل
خالد , العمة حنان,زياد,عمر,نوران,هدى ,سما
يا ترى هيقولوا ايه