السلام عليكم
رواية لحظات ضعف لا تعرف
لا احب ان اتحدث كثيرا ,سأنقلكم الى الاحداث حتى يصل اليكم ما اريد ان اوصله من خلال كتاباتى
الجزء الاول
الدار يا أماه طفل يحترق
هذي ذئاب النار بالأحزان تسرع
خلف حلم يختنق
شرفات منزلنا الصغير
على نحيبك لم تزل
تنشق حزنا.. وألم
والدار يعصرها اللهيب
وصارت الأنفاس فيها كالعدم...
فاروق جويدة
صمتت لتستوعب ما يحدث حولها ,بكاء النساء و صرخاتهم تشدها الى الواقع, الى موتها , موتها!!
كلمات التعزئة ,لباسها الاسود الذى ارتدته .
نعم ,يقولون توفت ,تركتنى؟! ,أحقا؟!
استغفرت (استغفر الله العظيم)رددتها و هى تمسح بيديها وجهها المصدوم,هذا اليوم الثالث للعزاء و هى مازالت غير مستوعبة
نعم امها توفت,تركتها,لم تنزل سوى بعض الدموع فى اليوم الاول و لكنها خشيت عذاب امها بسبب بكائها فأخذت تدعى لها و تتصدق عليها ,تحاول تقوية نفسها .
تخيلت أن هذا اليوم أتى لا محالة منذ مرضت امها مرضها الشديد .
و لكن أن تستوعب انها تركتها شيئا كبيرا,ثقلا كبيرا على قلبها تحسه,الم يستوطنها,فراغ و وحشة تشعر بهم من فقدها .
بعد رحيل النساء دخلت حجرتها وحيدة,لم ترض الى اى من صديقاتها او صديقات امها أن يبيتوا معها تريد ان تتعود على حياتها القادمة القاحلة دون امها,لقد كانت انسيتها ,صديقتها,من تبقى لها .
و لكن هيـــــــهات..........
القاهرة,فيلا بمنطقة الزمالك
العمة حنان:خالد هتجيبها امتى ؟؟
خالد:معرفش,مش عايز اضغط عليها كلمتها النهارده و قلت ادبها انتى عارفه لسانها الطويل حتى موت امها مهدهاش
نظرت اليه العمة حنان بقسوة و نهرته:اتأدب,دى اختك اللى انت بتتكلم عليها,و متنساش ان امها دى كانت صاحبتى اترحم عليها بدل قلة ادبك
صمت خالد و قد جعد وجهه فى حركة انزعاج من كلام عمته ,لم يعجبه يوما تصرفات اخته ,فى الحقيقة هى نفسها لم تعجبه ,لم يقف مع نفسه ثوانى ليستدرك لما و لكن كلام والداته و غيظها من زواج ابوه الثانى زرعته فيه فبات كارها لزوجة ابيه و ابنائها او بالاصح اخوانه (علا و علاء)
بعد وفاة والداه انتقلت زوجة ابيه و ابنائها الى دبى بعد ان اتتها فرصة عمل هناك ,و خالد كان يبعث اليها بنصيبها السنوى و نصيب ابنائها من ارباح الشركة(ميراثهم من والدهم)و لكنه كان حانقا عليها .
و بعد وفاتها انتقل اليه ثقلا اخر غير الشركة و هى اخته طويلة اللسان لم يراها منذ 5 سنوات ,الان عمرها 18 كما يظن,و بات الان ملزم بها و باعادتها حيث تعيش فى كنفه ,لن يستطيع الاعتماد على اخيها علاء فهو فاشل و غير متحمل للمسئولية ,اخد يردد فى ذهنه ان هذه ثمرة ابيه و تربية زوجته.
اليوم الثانى:
استيقظت على اذان الفجر, توضأت و صلت ,قرات اذكار ما بعد الصلاة و فتحت القرأن لتقرأ وردها.
اصبحت الساعة السادسة ..اغلقت المصحف وتوجهت للبحث عن اخيها و لكنها لم تجده ,رددت فى نفسها (لم يبت فى البيت و هذه بدايتها..)لطالما كرهت تصرفات امها وتدليلها لاخيها و اجابتها لكل مطالبه حتى اصبح عديم المسئولية و لا يهمه سوى تحقيق رغباته بغض النظر عن كيفية هذا .
تنهدت بضيق تعلم انها لا تستطيع العيش معه فهم دائما على شجار و لكن ما العمل؟؟
هل تذهب لتعيش مع اخاها الاخر ؟ابتسمت بالم ,اى اخ هذا انها لا تستطيع تذكر ملامحه حتى و لو ارادت
تذكرت مكالمته لها يأمرها فيها بالعودة لمصر للعيش فى كنف عائلة والداها ,و لم ينس ان يلمح عبئها الثقيل عليه خاصة ان اخاها لا يستطيع تحمل مسئوليتها
كم كرهت علاء فى تلك اللحظة لانه احسسها بالنقص,نقص الامان و الحماية و عدم وجود رجل تشد الظهر به رغم انه شيئا تعودت عليه منذ زمن ,منذ وفاة والداها,منذ حرص والداتها ان لا تفتعل مشاكل مع احد خصوصا انهم فى غربة و ليس لديهم من يحميهم,لطالما حرمت من كثير بسبب هذا و لطالما عانت منه ايضا.
لكنها تعودت ان لا يكون لها ظهر الا ظهرها ,تعلمت ان تاخد قرارت عاقلة و منطقية و تعلمت تحمل مسئولية هذه القرارت على عكس اخيها.
و ها هى الان تأخذ قرار مصيرى و لابد ان تقرر.
القاهرة,بيت العائلة
خالد :مسافر و لا ايه؟ قالها و هو يرى التذكرة بيد ابن عمه
زياد بسخريته المعهودة :كلك نظر
خالد:انت مش هتبطل اسلوبك ده ,عموما خلاص اتعودنا على فين العزم المرة دى
زياد و هو يجلس و ينظر الى عمته التى تستمع الى الحديث الدائر و لم تعلق بعد:دبى
خالد قطب حواجبه و قد تذكر اخوانه:ليه؟الصفقة مش كانت كملت؟
زياد و علامات الضيق قد ارتسمت على وجهه:حصلت مشاكل هناك و طلبوا منى اجى ,هاروح و اشوف الوضع هيوصل لفين
العمة حنان و قد هداها تفكيرها الى امر ما:خالد سافر معاه
نظر اليها خالد باستغراب من طلبها و نظر الى زياد الذى اجاب بدوره:ليه هو انا عيل صغير يعنى
العمة حنان :لا ماشاء الله عليك و على لسانك الطويل,عشان يجيب اخته
نظر اليه زياد بعجب :اخته؟ اخته مين
صمتت العمة حنان و قد بدا الغضب واضح على محياها
خالد:اختى من ابويا يا غبى ,هتكون مين يعنى
زياد:اها ,و تجيبها ليه؟
العمة حنان:عشان امها اتوفت ,لو كان عندك وقت لينا كنت عرفت ,و منعته بيدها من الحديث و هى تقول :عارفه الشغل فوق دماغى
ابتسم زياد و ذهب للجلوس بجانبا و قال لها و هو يشد خدها برفق:شاطرة يا عمتى ,شاطرةمن يومك
نظرت اليه شزرا ,فضحك و لم يرد
تحدث خالد الذى كان يفكر بمسألة سفره:شكلى هسافر معاك ,لان شكلها مش هتيجى بالذوق
نظرت اليه العمة حنان :كلمها باسلوب كويس ,سمعتك و انت بتكلمها باسلوبك البايخ بدل ما تقولها عظم الله اجركم و تراعى نفسيتها بعد ما امها اتوفت ,اكيد دلوقتى منهارة
نظرت بغضب الى خالد و زياد :انتو حتى مروحتش عشان توقفوا معاها فى دفن امها و لا تخلصولها الاجراءات و لا حاجة
صمت زياد بينما رد خالد:اخوها موجود بعدين مشكلتهم مش مشكلتى
العمة حنان:غلطان و ليك عين تتكلم ,مش عايزه كلام كتير تروح و مترجعش غير بيها
صمت خالد و زياد.لطالما كانت اوامر عمتهم تنفذ ,فهى التى ربتهم و جلست بدون زواج لتراعى شؤونهم بعد وفاة زوجات اخواتها .
دبى
حمدت الله على الراحة التى احستها ,فقد دعت ربها يلهمها الصبر و يرضيها بوفاة والداتها و قد كان.
عندما تفكر فى الامر تجد ان وفاتها راحة لها بدل عذابها و مرضها فقد كانت مصابة بسرطان الدم (اللهم يحفظنا و يحفظكم), و شوقها لها و احتياجها حاجة طبيعية و لكن الاهم راحة والداتها و قد عادت الى بارئها ,كل ماتستطيع فعله الان التصدق و الدعاء لها.
ها قد عاد تفكيرك المنطقى و روحك الجافة يا علا .هكذا رددت فى نفسها تعلم انها قاسية القلب ,تستطيع ان تغلب عواطفها التى قليلا ما تتحرك ,فبرأيها من تستحق ان تتحرك القلوب لاجلهم هم اصحاب المصائب اطفال الصومال الذين لا يجدون قوتهم,الاسر المتضررة من الحروب ......
ما تسببت بيه الطبيعة ,و لكن ان تحزن لمن اتى بالمصائب لنفسه فلا تستطيع ,اقصى ما قد تفعله هو ان تقدم حل منطقى بصوت اسف و لا يصل الاحساس بالاسف الحقيقى الى قلبها ابدا.
تقرا الروايات الرومانسية و تحبها و لكن على ارض الواقع ,تنزعج من تصرفات صديقاتها المراهقات المعجبات بشباب لا يعرفون عن شخصياتهم سوى اسمائهم و شكلهم الجذاب ,هكذا هى متناقضة احيانا حالمة و عاقلة جدا ,حسنا انها ايضا قد تعجب بمظهر احدهم ولكن ليس لدرجة تجلها تتوهم ان اشياء قد تحصل ,كل ما يمكنها فعله ان تعجب بشكل خلقه الله به.
هكذا تبرر تصرفاتها ,و هكذا ستسير حياتها,لطالما كرهت فكرة الزواج ,ليس تمردا و لا عصيانا
لكنها لم ترى مثالا لزواج اعجبها ,تقهرها تفاهات تصرفات الزوجين و اسباب المشاكل بينهم و لكنها تردد فى نفسها ان لابد من وجود زيجات جيدة, كما ان لابد من وجود اسباب لتصرفات الازواج التعساء هذى باختلاف انواع هذه الاسباب.
لقد كانت متفوقة دراسيا ,طموحة,خططت لمستقبل مشرق وعمل مزدهر و دراسات عليا و دكتوارة
هذه السنة ستدخل الجامعة,تعلم اى قسم تريد كما تعلم ان مجموعها سيخولها ان تظفر بهذ القسم
و لكنها الان لا تعلم كيف سيستقر الوضع بعد وفاة والداتها.
افاقت من افكارها ,ارتدت فستان اسود ربع كم ,طويل يصل الى كاحليها ,و يتوسع من عند الصدر
الى اسفل.سرحت شعرها الاسود الناعم الذى يصل الى اسفل خصرها و قدجمعته فى ذيل حصان حتى بات شعرها يصل الى خصرها.
نظرت الى نفسها فى المرأة,ملامحها الحادة توحى بشخصيتها ,عينيها الحاديتين الجميلتين برموشهم الطويلة و لونهم الغامق خادع لونهم كصاحبتهم ,كثيرا يظنهم الناس سودواين و هم بنيتين
انفها الحاد المستقيم ,شفتيها الممتلئتين باثارة,و تلك الحسنة التى اسفلهم , سمارها .
ابعدت وجهها عن المرأة ,سمعت صوت اخاها و هو يدخل ,نظرت وجدت الساعة العاشرة صباحا خرجت له ,نظرت الى عينيه الحمراوتان من السهر و قالت:بدرى يا استاذ علاء
ردد لها بسخط:بدرى من عمرك,لتكونى هتاخدى دور الام و تقوليلى انزل امتى و ارجع امتى ,اصحى مامتك خلاص ماتت.
جفلت من كلامه المرير و ردت و هى تتمالك اعصابها:خدت حريتك يعنى,عموما اتطمن بس اقل واجب انك تبات معايا فى البيت و انت عارف ان مفيش حد
علاء:ليه حد هيجى يخطفك يعنى , يريحنى حتى
مطار دبى
احطت الطائرة و هبط خالد و زياد و بعد ان انتهوا من الاجراءات و خرجوا ,اخذوا يرتبوا جدولهم
خالد:ميعادك امتى مع الشركة؟
زياد:المفروض بكره بس ممكن اروح النهارده اشوف شوية حاجات فى مكتبنا اللى هنا
خالد:طيب تعال معايا نروح نشوف الاوضاع عند علا ازاى
زياد وهو يحاول التركيز بالاسم فلم يكن يذكره:دلوقتى؟و لا هنريح وبعدين نروح
خالد:لا خلينا دلوقتى عشان نريح مرة واحدة ,خاصة انها بتكون زيارة تقيلة الدم
زياد و ملامحه بدت بالامتعاض:يا ميسر ,يلا عشان ما تقولش بستندل ,معاك العنوان؟
خالد:ايه رايك يعنى,عمتى اديتهونى
ركبوا مع سائق الشركة الذى قد اعلمه زياد بقدومه لينتظره ,و اعطوه العنوان و انطلقوا
فى الشقة:
مازال الشجار مستمر و لكنه لم يصل اوجه
قال علاء و هو يحاول ان يتملص من مسؤلية اخته:اسمعى تحملى بعمرك ,لا تكونى فاكرنى هاشيل مسؤليتك و مسئولية البيت و الحوارت دى ,لا يا شاطرة انا اصلا طالع سفارى مع اصحابى قريب ,اقولك اتجوزى اريحلك
نظرت اليه بصدمة و هى تستعجب من ترتيبه لاموره و كأن لم يعش معهم احد فى هذا البيت و قد توفى ,غلبها الشعور بالحزن على امها و لكن شعور المرارة من حديثه و من ما أل اليه غلب حزنها و رددت:امورى انا هاتحملها زى ما كنت دايما ,و مالكش دعوة اتجوز اقعد كده,انت مش بتصرف عليا من فلوسك
علاء ببرود:براحتك,اصل واحد من اصحابى خطبك منى
نظرت اليه بغضب و هى تعلم عمن يتحدث: يخسى الحيوان (اكملت بتهكم)بعدين يوم ما اخلص منك اخد واحد اخس منك
غضب من طريقة كلامها عن صديقه:احترمى نفسك ده صاحبى اللى بتتكلمى عنه
علا و قد اعماها الغضب و ذكرياتها مع هذا الولد قد عادت اليها:صاحبك ده حاول كذا مرة يكلمنى , و اتحرش بيا فى بيتنا و انت نايم على ودنك ,فالح بس تجيبه هنا و تعزمه و هو مش مراعى حرمة البيت
علاء و قد تنرفز من كلامها و لم يصدقها:كدابة انتى عايزه تخربى بينه و بينى
علا و قد مسها الجنون صرخت باعلى صوتها من برود و تفكير اخيها و مدى سيطرة صديقه عليه حتى باتت الان خائفة مما سيحدث:انت غبى هتبلى على نفسى عشان خاطرك ,اهبل انت
فى هذا الوقت قد وصل خالد و زياد الشقة التى اوصلهم اليها البواب ,تناه اليهم صوت صراخ فنظر خالد للبواب
خالد:انت متاكد ان دى الشقة
البواب:ايوه و تركهم و نزل
نظروا الى بعض زياد و خالد و قد اصبح صوت البنت اللى تتكلم بصراخ اوضح لهم
بالداخل
علا بصراخ:امشى اطلع من بيتى مش عندك شقتك ايه اللى جابك هنا؟
علاء و قد امتلكه الغضب:انا حر دى كمان شقتى
علا: لا غلطان ماما كتبتها باسمى ,و انا مش هاستناك لما تيجى و تجبيلى اصحابك هنا و يحصل لى حاجة و انت فى دنيا تانية ,سامع؟؟
صرخت و هى تقول اخر كلمة و قد مسها الجنون حقا لما تخيلته حتى بات شكلها مخيف الى علاء حتى
و لم تعلم اى شيطان تملكها حينما دفعته بيديها و خبطته فى صدره بعد ان صفعها ,
علا:بتمد ايديك عليا ,لا يا بابا انا مش عشان يتمية هاسكتلك
دفعت يدها باقصى قوة لديها لتخبطه مرة اخرى فى كتفيه حتى وقع على الكرسى الذى خلفه
اكملت و الغضب معميها:اوعى تفتكر انك هتستقوى عليا , و وقعت عيناها على ذلك النصل الحاد القابع بجانب طبق الفاكهة على الطاولة بجانب علاء
مدت يديها لتاخد السكين ,و نظرت اليه و قد تحولت الى لبوة :لو مديت ايديك عليا انا ممكن اقتلك
خاف علاءمن شكلها الهستيرى ,يعلم انها لا تسكت عن حقها ,فهذه ليست اول مرة يصفعها و ليست اول مرة تثور و تدفعه هى الاخرى و لكن ان تصل للسكين ,هو يعلم انها فى لحظات شرها لا تستطيع ان ترى و لا تعقل الامور
اكملت بصراخ و يديها الحاملة للسكين ترتجف من فرط عصبيتها:هاقتلك ايوه ,ما هى خسرانة خسرانة
انا مش يتيمة تستقوى عليا (هكذا اخذت تردد ثلاث مرات و هى لاول مرة تستوعب وقع هذه الكلمة ,لم يعد هناك من تستند اليه,و قد جعلت الظروف الان من تستند اليه تستجير منه ,
ما اقساها من دنيا!! حينما تهرب من من يجب ان تستند اليه و تلجأ اليه
ما اقساها حينما تشعر انك وحدك ,لطالما كانت والدتها بجوارها و لكن الان قد رحلت ,علمت الان و الان اكثر من اى وقت مضى انها لابد ان تكون قوية و لا تسكت عن حقها,انه لن ينصرها احد سواها ,و لن ياتى بحقها الا ذراعها ,نعم ذراعها هى فقط)
نظر اليها بهلع و هو يراها فقدت سيطرتها و تقرب السكين من رقبته و هى تصرخ ان لا احد يستطيع ان يستقوى عليها و ردد بصوت متفاجىء:علا ؟هتقتلينى؟
علا :اطلع بره ,وقفت له وهى تهدده بالسكين
علاء و قد استوعب انها قد جنت,انتهز الفرصة و قرر ان يخرج فهذه جنت لا محالة لقد جرحته بنصل السكين فى رقبته
فتحت له الباب و هى ممسكة بالسكين و تصرخ فيه:بره ,مش عايزه اشوف وشك
و لكن كانت الصدمة على الوجوه الاربعة