الجزء الثالث
أُريدُ الرحيلَ
لأرضٍ جَديدةْ
لأرضٍ بَعيدةْ
لأرضٍ وما أدرَكَتْها العُيونُ
ولا دَنَّستْها ذُنوبُ البشَرْ
أُريدُ التَّنقُّلَ بينَ الكواكِبِ
يومًا أُسافرُ بينَ النجومِ
ويومًا أنامُ بِحِضنِ القمرْ
وحينًا أُغني كمثلِ الطيورِ
وحينًا أُظلِّلُ مثلَ الشجرْ
أُريدُ الرحيلَ لأرضِ المحبَّةِ
أرضِ التسامُحِ
أرضِ السلامِ لكلِّ البشرْ
عبد العزيز جويدة
تعريف بالشخصيات
العمة حنان:48 سنة,تولت مسئولية اطفال اخوانها عقب وفاتهم و وفاة زوجاتهم
اولاد الاخ الاكبر محمد(ابو زياد)
محمد:متوفى
سميرة زوجته:العمر 44 تزوجت بعد وفاته و انتقلت للعيش مع زوجها بامريكا ,تاركة اطفالها للعمة حنان تربيهم و تراعى شئوونهم
زياد:الابن الاكبر,28 عاما ,درس ادارة اعمال بالجامعة الامريكية ,يعمل فى شركة والداه و اعمامه ,و لكته يسعى الى فتح مكتب خاص به
سما:22 عاما,خطيبة خالد,درست الادب الانكليزى بجامعة القاهرة , حالمة و رومانسية
نوران:18 عاما ,الابنة المدللة ,حياتها مع الاصدقاء ,حفلات و خروجات
اولاد الاخ الاوسط محمود(ابو خالد)
محمود:متوفى
الزوجة الاولى منى:متوفية,الزوجة الثانية هيا:متوفية بسرطان الدم
خالد:ثمرة الزواج الاول,28 عاما,درس مع زياد نفس التخصص ادارة اعمال ,يعمل بشركة والده و اعمامه ,حياته تتمحور حول العمل.
علاء:20 عاما ,الثمرة الاولى للزواج الثانى,يدرس الهندسة المدنية بدبى ,لا يتحمل سوى مسئولية نفسه,مهتم بدراسته على الرغم من سفراته و خروجه مع اصحابه الذى لا ينتهى ,اولوياته فى الحياة ان يمتع نفسه دون النظر الى اى شىء اخر ,اصحابه هم اعلى مرتبة بعد نفسه,لا يصدق عليهم شىء رغم ما قد يبدى منهم ,لا يحب ان يفكر كثيرا بما يحدث حوله طالما لا يؤثر عليه ,كان فى الاجازات يقيم فى بيت العائلة بمصر و نوران هى من يفضلها من ذاك البيت اذ انهم نفس العقلية الامبالية
علا:18 عاما,الثمرة الثانية من الزواج الثانى,و قد تعرفنا عليها
اولاد الاخ الاصغر احمد
احمد:متوفى
الزوجة فاطمة:توفت بعد ولادة ابنها الاصغر
هدى:21 عاما,درست الاعلام و انتهت من دراستها,تعمل محررة باحدى الصحف,تحب زياد و لا تستطيع ان ترى غيره احد وقد تقتل من قد يجرؤ على الاقتراب منه فهو لها حلم الطفولة و الصبا,تحاول ان تجذب اهتمامه اليها و لكنه مهتم بعمله و بالنسبة اليها الافضل ان يهتم بعمله من ان يهتم بامرأة اخرى,ستنتظره الى متى ,الله اعلم
عمر:18 عاما,اخو علا بالرضاعة ,اذ ارضعته هيا مع علا بعد وفاة والداته و هى تضعه ,مرح ,لا يحب الكأبة,نادرا ما يجلس بالمنزل,اهتماماته بالفن و الموسيقى و الرقص بالغة,حتى انه تلقى بعض الدروس بها ,ينوى دخول كلية فنية اذ ان الرسم عنده هو الحياة و هو فنان موهوب حقا و لكنه لم يقرر بعد اذ ان جميع اهل المنزل يعارضوه فى دخول هذه الكلية
العائلة كلها تعيش بمنزل واحد عفوا قصر واحد .
الزمالك ,6 مساءا
العائلة بانتظار الضيفة الجديدة
العمة حنان:بصوا بقى مش عايزه حد يضايقها ,البنت هتاخد فترة عقبال ما تتاقلم معانا,حاولوا تكونوا كويسين معاها ,اظن ده مش هيتعبكم
نوران:يارب تطلع روشة مش كئيبة ,عشان اعرفها على اصحابى و الاقى حد فى البيت يخرج و يدخل معايا
عمر باريحية:ده على اساس انك مش بتخرجى يعنى ,ده انتى كده هتخربى اخلاقها ,مش كفاية انتى فى البيت
العمة حنان تنهرهم:بس انت و هى مينفعش تقعدوا شوية من غير خناق
نوران بدلع:هو اللى بيضايقنى انا مقولتلوش حاجة
عمر يقلدها و هو يعيد جملتها الاخيرة ثم يعود لصوته الطبيعى:حتى طريقة كلامك سخيفة
نوران و عمر لا يمكن ان يتفهما ابدا فنوران متحررة فى تعاملاتها و اسلوبها بالحياة ,دلوعة فى كلامها ,و تنتظر ان تطلب ليجاب لها طلبها
عمر يكره نوعيتها من البنات ,لا يحب دلعها مع الاولاد,ولا صديقاتها اللاتى حولن اللايقاع بيه فى شباكهن ,و لا خروجها الكثير ,معارض لها دائما و لا يتفقان اذ ان نوران تراه close minded و لا يمكن التعامل معه.
سما التى تنتظر قدوم خالد بفارغ الصبر اذ انها فوجئت بسفره و لم يعلمها:خلاص يا عمر و انتى يا نوران شوية هدوء بقى
هدى التى اهلكها التفكير بزياد و انتظاره,تهكمت:على اساس انهم ممكن يقعدوا هاديين
عمر:لا يا شيخة انتى و هى ,عموما انا ماليش مزاج اناقر,اخذ يفكر قليلا ثم: حنون هى علا دى وحشة و لا حلوة
العمة حنان:و انت مالك بيها,بعدين دى اختك فى الرضاعة فلو فى دماغك حاجة مترسمش
نوران و هى تضحك و بدلعها:حنون بصى عليه حطمتى احلامه حرام
عمر و هو ينظر الى نوران باحتقار:silly ,ما انا عارف انها اختى,بس لو طلعت جامدة هتقهر اوى ,بعدين ايه يا حنون مترسمش دى ده انا الف بنت تتمنانى متعرفيش انتى بس ابن اخوكى مدوخ البنات ازاى
نظرت اليه العمة حنان بابتسامة و لم ترد اذ ان قدوم علا اقلقها و لا تعلم كيف سترى الوضع هنا
هدى:حاسب قلوبنا يا رشدى
نوران باستغراب:رشدى مين؟
هدى بطولة بال:رشدى اباظه يا لاماحه
نوران و قد فهمت :اها
عمر:لاماحه لاماحه يعنى
بالمطار
بعد انتهاء الاجراءات ,توجه خالد و زياد و علا الى السيارة المنتظرة لهم بالخارج
جمال(سائق العائلة من زمن بعيد):اهلا اهلا,البلد نورت
خالد و هو يعاونه فى حمل الشنط:منورة بيك يا عم جمال (ثم التفت الى علا ليعرفها بيه)علا ده عم جمال ,عم جمال علا اختى
نظرت علا الى خالد بحمق و هى تردد بداخلها يا لتنازله و هو يقول اختى ,التفتت الى الرجل الذى ترك الزمن بصماته على وجهه بابتسامة ,اذ انها احست بطيبته :اهلا يا عم جمال
عم جمال و هو ينظر الى الطفلة التى غدت شابة :اهلا يبنتى ازيك,كبرتى يا علا ما شاء الله (و مد يده ليصافحها)
علا التى استغربت ان يعرفها اذ انها لا تذكره و لكن ربما رأها و هى صغيرة كانت سترد عليه و لكن احرجتها يده الممدوة اذ انها لا تصافح و لم تعرف ما العمل و لكنها قررت ان تكون حازمة من البداية:اسفة يا عم جمال لكن مش باصافح
جمال و قد احرج ارجع يده الممدوة:و لا يهمك يا بنتى ,ربنا يكملك بعقلك
نظر اليها زياد نظرة تهكم و همس لها :على اساس الادب و اللسان اللى مبينطقش غير سكر مقطع بعضه
ابتعدت عنه فور ان وعت لمدى قربه و قالت بنرفزة و قد ازعجها اقترابه منها بهذا الشكل و كلامه:اسمع ,حدودك متتعدهاش ,و متتكلمش معايا تانى فاهم ,و راعى فى مسافة بينا متتجاوزهاش
خالد الذى ازعجه صوتها العالى و حديثها امام عم جمال:فى ايه مالك مينفعش تصبرى شوية من غير ما تزعقى لحد
ردت بنرفزة و قد ازعجها خالد الذى يهاجمها دائما دون حتى معرفة السبب:اعرف ابن عمك المحترم الاول عمل ايه
تركتهم و توجهت لاحد الابواب و فتحتها و بعد ان استقرت بجلستها رزعت الباب باقوى ما لديها
انتفض العم جمال مما حدث و وجه كلامه الى خالد و زياد الذى اعماهم الغضب من تصرفاتها:اهدوا يا جماعة خير ان شاء الله ,اكيد تعبانة من السفر بس ,و يلا عشان منتأخرش
ركب خالد بجانب علا,و زياد بالمقعد الامامى بجانب عم جمال و توجهوا للفيلا
الزمالك
نفذ صبرها و هى تنتظر اتصلت للمرة الثالثة بالعم جمال لتسأله عن قدومهم و هى تتمنى ان يكون رده مختلف و لكن فاجأها جرس الباب الذى يرن معلنا وصولهم ,و نعيمة(الخادمة) التى ذهبت لتفتح الباب
نعيمة :اهلا يا استاذ خالد ,اهلا يا استاذ زياد ,حمدالله عالسلامة
تمتم خالد و زياد بعبارات مقتضبة و دخلوا ليسلموا على العمة الجالسة.
منذ خروجهم من المطار و قد انقلب مزاجها,ولم تستطع ان تنظر حولها و هم يسيرون بطرق القاهرة,اذ ان غضبها من زياد و خالد قد بلغ اوجه و لا تعلم لما اصبحت بهذه العصبية على اقل كلمة او موقف ,و قد زاد على هذا انها علمت ان العائلة كلها تعيش بمنزل واحد,و هذا معناه انها ليس فقط لن تاخذ راحتها,بل ستضطر الى مقابلة وجه زياد كل يوم و هذا فوق طاقتها.
حسنا من يعلم ما ستكون عليه شاكلة الاخرون!!
وقفت السيارة و ترجل منها خالد و زياد تبعتهم و هى ترى الفيلا (كتمت شهقتها بداخلها اذ انه قصر ,عادت لمزاجها و هى تردد يا لتواضعهم اهذه فيلا؟ )نظرت بفضول حولها لترى الورود المصطفة على الجانبين كممر ,دخلت ورائهم مشت قليلا و صعدت ال 5 درجات و انتظرت فتح الباب و هى متوترة مما سوف يواجهها هنا
سمعت الصوت المرحب و المهلى و سلام خالد و زياد الفاتر,توجهت بعدهم وجدت الكثير من الاعين المحدقة بها بفضول
استقبلت العمة حنان زياد و خالد و توجهت باتظارها نحو الواقفة على الباب تخشى المضى قدما ,تقدمت اليها و هى تتفحص ملامحها:اهلا ازيك يا علا ,خشى واقفة ليه
تقدمت علا و هى تنظر بحذر الى محدثتها ,علمت انها عمتها حنان ,التى كانت صديقة والداتها ,علمت عنها الكثير عندما قرأت مذكرات والداتها و صور قد وجدتهم و هى تجمع اشيائها و اشياء والداتها و على الرغم مما قراءته لكنها حقدت عليها لعدم سؤالها عن والداتها
لم ترد عليها ,اذ انها لم تخاطبها بعد
العمة حنان التى كانت منهمكة بدراسة تفاصيل وجهها ا(انها لا تاخد الكثير من والداتها و كذلك لم تاخد الكثير من اباها و لكنها جميلة .هكذا رددت العمة بداخلها )افاقت على نظرات علا المستغربة:ازيك يا علا
علا بهدوء:الحمد لله
العمة حنان و قد استغربت موقفها اذ انها لم تمد يدها حتى لتسلم عليها :مش عارفانى؟
علا:لا عمتى حنان تقريبا (اضافت الكلمة الاخيرة لتبين لها مدى هشاشة علاقتهم)
العمة حنان و قد ازعجتها الكلمة الاخيرة:ايوه حنان من غير تقريبا(علمت فى نفسها انها سوف تتعب فى التعامل معها)تعالى اعرفك على العايلة
تقدمت لتنظر اليهم و هم كذلك و بعد تعريف العمة حنان جلسوا الجميع بالصالة
تقدمت نوران ببنطالها الجينز و البدى الذى يصل لمنتصف ذراعها لتجلس وسط خالد و زياد:خلودى عامل ايه؟
نظر اليها خالد و بابتسامة:الحمد لله
ثم التفتت الى زياد:زيزو جبتيلى اللى وصيتك عليه
زياد بملل من طلباتها:ايوه ارتاحى بقى
وقف خالد و اتجه ليجلس بجانب سما التى كانت تعاتبه بنظراتها:مش هتسلمى عليا كويس
سما التى ما ان يحدثها خالد حتى تنسى كل شىء حتى زعلها منه رددت برقة:ما انا سلمت عليك
خالد:سما زعلانة منى؟عارف انى متكلمتش معاكى قبل ما اسافر بس الوقت كان ضيق و مجاتش فرصة
(و كأنها لا تجلس معه بنفس المنزل) و لكن هيهات ما ان يكلمها خالد بتلك النبرة الهادئة حتى تنسى زعلها منه
سما:لا خلاص مش زعلانة,اهم حاجة سلامتك
ابتسم خالد اليها و هو يمسك بيدها
كانت تنظر اليهم مستغربة وضعهم ,اذ انها بعد تعريف العمة حنان لهم ,سئولت عن احوالها و تمتموا ببعض الكلمات ثم اخذوا يتحدثون مع خالد و زياد.
لم تعى الوضع بعد و ارادت ان تسال ثانية ,اليست نوران هذه اخت زياد لم تجلس اذن بدون حجاب امام خالد و عمر,و خالد من تكون له سما حتى يمسك بيدها بهذه الطريقة ,و تلك المدعوة هدى الا ترى ان طرحتها قد نزلت على اكتافها
صمتت بهدوء تحملق بهم ,حتى قفز امام وجهها وجه اخر,انتفضت و خرجت من افكارها و هى ترجع الى الوراء
لتجد عمر يضحك و هو يقول لها:شكلك خوافة شجعتينى انى اعمل فيكى مقالب
نظرت اليه و هى لم تستطع بعد مجاراته فى الحديث ,وجدته عفوى و هو الذى لم يراها سوى من 5 دقائق ,حاولت ان تكون طبيعية:لا بس كنت بافكر و انت خضتنى
نظر اليها بنص عين و هو يقترب زيادة:يعنى مش خوافة
ابتعدت قليلا و هى مستغربة تصرفاته ,علمت انه اخاها بالرضاعة من مذكرات والداتها التى كانت تحبه و لكنها تريد احد ان يؤكد لها هذه المعلومة
و كأن احد ما دخل الى عقلها,رددت العمة حنان:علا ,عمر اخوكى بالرضاعة ,فمتستغربيش تصرفاته
عمر ضحك باريحية
نظرت اليه باستغراب و هى تردد:اه عارفه
فوجئت بمن يقفز ليجلس بجانبها ,يبدو ان هذه العائلة لها طريقة خاصة فى التحدث الى احد
نوران التى ذهبت لتجلس بجانبها و تحادثها عندما رات عمر يضحك,استغربت عبائتها السوداء السادة الواسعة :انتى لابسه كده ليه
نظرت اليها علا باستغراب من سؤالها:نعم
نوران و هى تحاول ان توضح سؤالها:باقولك لابسه كده ليه انتى مش قدى ,لابسه ليه اللبس العويجزى ده
نظرت اليها علا بصدمة ,و رددت بداخلها (الهى ارحمنى)لم تشأ ان تكون وقحة معهم منذ اول يوم و لكن هم من يجلبوه لانفسهم .رددت و هى تحاول ان تكون صبورة:ليه لابسى مش عاجبك فى ايه
نوران و هى تنتقدها اذ ان الفرصة اتيحت لها,فقد شعرت ببعض الغيرة من جمال علا:لبسك مفيهوش اى ذوق,اسود كده خالص و ايه دى عامله زى الخيمة
علا بصبر:انتى محجبة؟
نوران و قد استغربت سؤالها:ايوه طبعا ,هو زياد كان هيسيبنى كده ده بيطلع عينى فى اللبس,متلبيسيش ده ,ده قصير,ده ضيق خنقنى
ابتسمت علا باستهزاء و هى تتساءل ان كان هكذا زيها و زياد مطلع عينها كما تقول و هى الجالسة امام خالد و عمر دون حجاب ,فماذا يا ترى شكل حجابها الذى لايرحمها زياد عليه
وجهت اليه ابتسامة ساخرة ,و وجدته ينظر اليها بغضب و قد فهم ما ترمى اليه,حسنا ان لم يكن الكلام فهى لغة العيون.
و قبل ان تجيب وجدت المدعوة هدى و هى تقول:عندها حق نوران ,واضح ان معنديكش ذوق خالص فى لبسك(هكذا رددت و هى تنظر الى ملابسها ,و هى بداخلها مقهورة من النظرات بينها و بين زياد,اذ انه لم ينزل عينه من عليها منذ قدومهم ,و عندما بادلته النظر لم تستطع ان تكبح لجام لسانها السليط)
فوجئت علا بحديثهم و من نظرة هدى كان صبرها المتبقى نفذ ردت ببرود:و الله كل واحد حر فى رأيه ,بعدين انتو زى ما شايفين انى محجبة ,عاوزنى اخرج بايه قصاد الناس او حتى اقعد بايه قدام ناس مش محارم ليا ,نظرت الى نوران و هى تقول,بجينز و بدى ,ثم توجهت بانظارها الى هدى,و الا اوقع الطرحة عن شعرى ده ميبقاش حجاب
وقفت و هى تعلن بذلك انتهاء حديثها:انا تعبانة لو سمحت عايزه اعرف هاقعد فين عشان ارتاح شوية
و قبل ان يجيب احد ,وجدت عمر و قد وقف بسرعة عن مقعده :تعالى معايا هاوريكى اوضتك
ما ان ابتعدا بخطوات حتى وجدت عمر يلتتفت اليها و هو مبتسم
عمر:جدعة و الله,بصراحة عجبتينى ,من زمان و انا مقهور من لبس نوران قدامى ,سما كمان كانت كده بس خالد بعد ما خطبها غيرت لبسها,و هدى بقى غلبت معاها فى الطرحة بتاعتها اللى علطول بتتزحلق
ابتسمت من كلامه ,احسته طيب
تقدمها و هو يفتح لها باب حجرة بالدور الثانى :اتفضلى (و انحنى و هو يكمل)يا مولاتى
ابتسمت له و هى تتقدمه ,
سالها:عجبتك,حنون مجهزهالك مخصوص
رددت:جميلة و مريحة (ثم سئلته)حنون دى اللى هى حنان
عمر:اينعم ,قالها و هو يريها غرفة نومها
مش باقولها غير حنون,ثم اكمل حديثه بنبرة جدية ,حاولى تبقى لطيفة معاها متعرفيش عملت ايه عشان عايزه تريحك و تخليكى مبسوطة معانا
استغربت تبدل شخصيته و ابتسمت اليه و هى تشعر انها ارتاحت اليه رددت:ان شاء الله,ثم سألته,صحيح فين الشنط؟
وقف عمر :تعالى هاوريكى باقى الجناح
تبعته علا بهدوء,فتح لها باب الحمام
, و هناك مطبخ صغير به ثلاجة صغيرة و بعض الاشياء على الرفوف و لكنها قررت ان تتفحصها لاحقا,و فوجئت عندما فتح لها دولاب حجرتها
انه لم يكن كالمعتاد بل كان باب لحجرة الملابس دخلت و وجدت اشياءها موضوعة و قبل ان تتساءل اجابها عمر:نعيمة و البنات رتبوا حاجاتك,نعيمة دى مربينا من احنا و صغيرين ,هتحبيها
نظرت اليه باستغراب:لحقوا؟
عمر:yup ,هم ما شاء الله كتير
عمر سألها و هى تنظر للغرفة من حولها :عجبتك؟
علا التى اعجبتها الغرفة :اه اوى, جميلة
عمر :كنت عايزاك تبقى فى الاوضة اللى جمبى ,بس حنون مرضيتش قالت انك هتنزعجى من الدوشة اللى باعملها و عشان دى اوسع
علا و هى تبتسم له:ليه بتعمل ايه؟
عمر اتكأعلى السرير و هو مبتسم:بارسم و باشغل حاجات اسمعها انا و بارسم
صمتت علا قليلا ,فبالنسبة لها حسنا فعلت عمتها اذ انها لا تستمع الى الاغانى ,يبدو ان اهل البيت ينقصهم اشياء كثيرة و ستحاول معاهم
خلعت حجابها ,فقد اتعبتها رقبتها و هى بحاجة لتدلكها,ما ان خلعت حجابها و فكت شعرها لتحرره اذ انها كانت ربطته بشدة قبل ان تسافر من توترها و غضبها حتى احست فروة راسها تؤلمها
سمعت تصفيرة ورائها و ما ان التفتت حتى وجدت عمر ينظر اليها باعجاب:ما شاء الله شعرك جميل و طويل (قالها و هو يقف ليمسك اخر شعره الذى يصل اسفل خصرها بقليل)و شكلك احلى كده
احرجت من كلماته ,علاقاتها مع علاء لم تكن تلك العلاقة الطبيعية حتى يتحدثوا بعفوية فاحرجها حديث عمر الذى بدا عفويا تمتمت :شكرا
نظر اليها عمر و ما هى ثوانى حتى انفجر ضاحكا:علا انتى احمريتى ,ايه الادب ده كله
ابتسمت اليه و قد تبدل مزاجها:ايوه طبعا ليه قالولك فاصخة الحيا
نظر اليها باستغراب من كلمتها الاخيرة:ايه؟ايه فاصخة الحيا دى؟
ابتسمت عندما تذكرت صديقاتها السعوديات:امممم يعنى معنديش حياء
ردد:اها
وجدت الباب يطرق ,التفتت اليه و هى تقول مين,فاتاها صوت خالد مجيبا,فتحت له الباب,دخل و هو يسالها:عجبك المكان؟
استغربت اهتمامه و ردت :اه شكرا
خالد:شكرا على ايه من هنا و رايح ده بيتك
نظرت اليه ببرود و لم تجيب ,لا تعلم لما تستفزها كلماته حتى لو بدت عفوية لا يقصد بها شيئا,فوجىء خالد بعمر:انت لسه قاعد معاها
عمر:ايوه عندك مانع قاعد مع اختى
خالد:مقولتش حاجة بس تعال معايا عشان ترتاح شوية قبل العشا
علا و هى تريد ان تنام فقط:لا شكرا انا تعبانة هاخد دوش و انام علطول
خالد بهدوء:علا لازم تعرفى ان هنا وجبات الاكل لازم الكل يتجمع عليها ,احنا بنظبط مواعيدنا على اننا نبقى فى البيت فى مواعيداها و حنان مبتقبلش بغير كده
علا بطولة بال:ماشى ماشى بس النهارده اول يوم ليا هنا ثم انى تعبانة يعنى مش شايفه فيها مشكلة
عمر بتدخل:خالد سيبيها على راحتها كفاية شدة اعصابها الفترة الاخيرة ,صحيح اسف يا علا عظم الله اجرك
ابتسمت بتهكم و هى تردد:اجرنا و اجرك.
انه اول واحد من اهل هذا المنزل يعزيها فقدان والداتها ,حتى عمتها لم تقل لها شيئا بعد,خرج خالد و من بعده عمر الذى قال لها :sweet dreams
ابتسمت له برقة ,وجدته يمسك قلبه و هو يردد:لا لا براحة عليا مقدرش عالرقة دى
زادت ابتساماتها و هى تدفعه بره الحجرة ضاحكة ,لكن توقفت ضحكتها عند ذاك الذى مر من امامها و هو ينظر اليها باستغراب,بحركة سريعة اختفت ورا الباب لانها ليست بحجابها ,و وجدت عمر يحدث زياد:زياد خد بالك بعد كده ,ادى اى اشارة قبل ما تدخل عشان تلبس حجابها
و اغلق بابها عمر و لم تستطع ان تسمع رد زياد.
زياد "استغربت مما حدث ,فبعد وصولنا و استقبال العائلة لعلا كنت متعب و ما ارداته منذ وصولى هو الذهاب الى الحجرة و النوم ,النوم فقط ,فقد كانت تلك الايام فى دبى متعبة لتنظيم سير امور الصفقة ,كما لابد ان اذهب غدا الى الشركة لاطمئن على مسير الامور و لتفحص بعض الاوراق.
و رغم تعبى لم استطع ان افوت فرصة مشاهدة تصرفات تلك العلا ,لم يعجبنى تصرفها مع حنان اذ بدت باردة و ردها على نوران و هدى لم يعجبنى ,و تلك النظرة المستهزئة التى رمقتنى بها كم تغظينى هذه الفتاة اذ لم تطلق علي لسانها السليط ,فتقوم عيناها بالمطلوب .
بعد ان صعدت مع عمرو تحدثت الى حنان التى بدا عليها الضيق و ربما لو تحدثت اكثر معاها لبكت ,اذ انها تشعر انها مقصرة فى حقها ناحية تلك العلا و ترى تصرفاتها طبيعية لانها لم تراهم ,لم يعجبنى ان تأخذ لها عذر ,لن ينقص منها شىء ان تعاملت مع الناس باحترام و كفت اذاها و لكن يبدو انها تحتاج اعادة تأهيل.
صبرت حنان بكلمتين و طمئنتها بأنها تستطيع تصحيح الامور معها و انا فى الحقيقة لا اعلم ماذا ستكون ردة فعل تلك العلا اذ انها بدت لا تأبه لاى علاقة جيدة مع من فى هذا المنزل ,يبدو اننا سنرى اياما مليئة بالاحداث .
علمت من حنان انها ستسقر بالجناج الذى بجانب جناحى ,لم اكن مسرور من هذا الترتيب اذ انى اخترت هذا الجناح و اسسته بنفسى بعد عودتى من امريكا ,و اخترته لانه بجانب وحده حيث يسود الهدوء و لا اعلم من اى نوع تلك العلا اذ انى لا استطيع تحمل الضجيج.
صعدت لتبديل ملابسى قبل العشاء و انا فى طريقى شاهدت علا و هى تدف عمر من حجرتها و هى تضحك و ذاك الاخر يبدو فرحا مشاكسا,لم اعلم لما اغتظت ,
ربما لاننى علمت ان لها وجها اخر يضحك و يبدو طبيعيا و لكنها لا ترينا غير العبوس و الكلام السام .و ربما لانها بدت جميلة بابتسامتها هذه !!
حسنا يبدو ان التعب قد حل بعقلى اننى بالطبع غير معجب بها ,قد اعلنت شعار الراحة من عذاب القلب و الحب منذ زمن طويل ,ما ينتابنى هو انى لاول مرة اواجه فتاة تتعامل معى بهذه الطريقة ,نعم هذا هو ,انها تستفزنى فقط و لكننى لا اكن لها اى مشاعر,اذ ان ما احسه تجاهها لا يشبه قط تلك المشاعر التى اختبرتها من قبل و اسميتها حبا.
وجدتها ما ان رأتنى حتى كشرت بوجهى و وجدت عمر يلتفت الى و هو يغلق بابها و يخبرنى ان افعل شيئا.
حسنا هذا النوع من الازعاج بالظبط الذى كان ينتظرنى ,ان استئذن قبل ان اقدم على اى تصرف ,لم اجيبه بشىء توجهت لجناحى و اغلقت الباب و انا لا اريد ان افكر بأى مما حدث.