" في أي حال , بأمكان الخال رافاييل أن يخلع قميصه , كما أن سرواله سيجف.......".
قاطعتها ميراندا بحدة قائلة :
" خالك رافاييل بحاجة لأرتداء ثياب جافة , وبخاصة لأنه مصاب بالزكام وتنتابه بين الحين والآخر موجات قاسية من السعال ".
" كان عليك ألا تلعبي على ذلك الجذع السخيف ! كان عليك كأنسانة راشدة ألا ترتكبي مثل هذه الحماقات و...".
" أخرسي يا لوسيا!".
قالها رافاييل بحدة , فيما كان يخلع قميصه ويمد يده نحو الطفلة الصغيرة لمساعدتها على تسلق الصخور التي تفصلهما عن اللاندروفر , ثم أضاف قائلا :
" سوف نذهب على الفور , وبأمكان الآنسة.....خالتك .... أن تخلع ثيابها المبللة وتلف نفسها بالسجادة الرقيقة والخفيفة التي أحتفظ بها في السيارة , أما أنا فبأمكاني الأنتظار حتى وصولنا ".
أرادت ميراندا أن تحتج على ذلك , لأنه هو بحاجة أكثر منها لتجفيف نفسه فورا , ولكنها أدركت أن أحتجاجها سيذهب هباء لأنهرجل عنيد لا يقبل الأعتراض ..... وبخاصة منها هي بالذات!
وفي طريق العودة , تألمت ميراندا كثيرا لأن سعاله أزداد حدّة ووجهه أزداد أصفرارا , أرادت أن تقول له شيئا , أي شيء , لتظهر له أنها مهتمة بأمره وبما حدث له.... بغض النظر عما يشعر هو به أتجاهها , ولكنها خافت من رد فعل عنيف , فظلت صامتة حتى وصولهم ألى باحة القصر , وما أن نزلت ميراندا ولوسي من السيارة , حتى قال كلمة وداع وحيدة وغادر على الفور , وتذكرت ميراندا أن ثيابها المبللة لا تزال في صندوق سيارته! توترت أعصابها وتمنت ألا تلتقي أحدا وهي في مثل تلك الحالة!
دخلت الفتاتان ألى القاعة صامتتين , وكان التمرد والحنق باديين بوضوح على وجه لوسي الصغير , ولم تحاول أن تحدثها بشيء , أذ أن تلك الرحلة الصباحية كانت أشبه بالكارثة من جميع جوانبها , ركضت لوسي نحو قاعة جانبية بدون أن تقول شيئا مع أن خالتها عرفت السبب ...... وما أن رأت خوان حتى أستدارت ميراندا بسرعة لتصعد ألى غرفتها قبل أن يراها أحد وهي تلف جسدها شبه العاري بسجادة رافاييل.
" آنسة لورد!".
سمرتها لهجة والدته المذهولة في مكانها , ثم أدارت وجهها رغما عنها نحو مضيفتها قائلة:
" أسعدت صباحا , يا سيدة أيزابيلا".
تجاهلت السيدة المسنةتحيتها الصباحية وراحت تمطرها بوابل من الأسئلة التي تعكس صدمتها ودهشتها :
" ما هذا ؟ , يا آنسة؟ كيف تفسرين وضعك هذا ؟ أين كنت؟ ماذا كنت تفعلين ؟ وأين الصغيرة؟".
تنهدت ميراندا وشدت تلك القطعة جيدا حول صدرها , ثم قالت :
" وقعت ..... وقعت في البحيرة".
" أنت...... وقعت.... في البحيرة؟ هل كنت ......مع رافاييل؟".
منتديات ليلاس
" نعم , ألم تعلمي بأننا ذهبنا ألى البحيرة ؟ ألم تخبرك حيزابيل ذلك؟".
" وأين أبني , يا آنسة؟".
" ذهب , يا سيدتي , فهو أيضا كان مبتلا".
أزداد توتر سيدة القصر وبدا أنها تريد معرفة كافة التفاصيل , أذ سألتها بحدة عن السبب , تنهدت ميراندا وقالت لها بهدوء:
" سأخبرك كل شيء , ولكن , هل تسمحين لي أولا بأن أجفف نفسي وأرتدي ثيابي؟ هذه السجادة الصوفية ليست مريحة أبدا كما تعلمين , يا سيدة أيزابيلا".
حدقت بها مضيفتها ببرودة , وبدا واضحا أنها غير مكترثة على الأطلاق براحة هذه الشابة الغريبة , ولكن شعور الضيافة والمجاملة أرغمها على أن تقول لها بعد فترة من الصمت المزعج :
" حسنا , ولكن يجب أن تعودي بسرعة لأبلاغي بما حدث , لدينا ضيوف هذا اليوم.... خطيبة أبني , الآنسة فارغاس ووالديها , ومن الطبيعي ألا نتحدث بهذه الأمور أمامهم ".
" طبعا , يا سيدة أيزابيلا ".
"والصغيرة ؟ هل أعيدت ألى الدير؟".
" لا , أعتقد أنها تبحث الآن عن خوا... أعني السيد خوان ".
" أوه , أنه لأمر مزعج للغاية! يجب أن أجدها على الفور , أذ لا يمكن السماح لها بألهاء أبني عن حديثه مع خطيبته ووالديها , سأذهب الآن لأيجادها , سوف تعيدها أيناز ألى الدير حالا".
" ولكن.... ولكن ألا يمكن أن أتناول وأياها الطعام معا.... في غرفتي؟ أعني..... أن من شأن ذلك أن يمنحنا بعض الوقت على أنفراد ......كي نتعرف أكثر ألى بعضنا ".
فكرت اسيدة أيزابيلا مليا ثم قالت لها :
"لما لا , فهذا التعرف قد يساعد على حل المشكلة , صحيح أن خوان يريد بالتأكيد بقاء الطفلة هنا , ولكن فالنتينا ..... الآنسة فارغاس ....قد ترى غير ذلك تماما , أضافة ألى ذلك , فأن والديها سيعارضان بشدة قيام وضع كهذا , سوف أرسل لكما طعام الغداء ألى غرفتك , يا آنسة".
" شكرا , يا سيدتي".
كانت موافقة ربة البيت تنازلا بسيطا من جانب عائلة كويراس , ومع ذلك , شعرت ميراندا للمرة الأولى منذ وصولها ألى المكسيك بأنها ترغب في الأستسلام للوضع القائم.... للأمر الواقع , وقالت لنفسها بأسى بالغ أنها تشك كثيرا في أن لوسي ستجدها بديلا مناسبا ..... للخال خوان!