لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-10, 04:35 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أختارت السيدة أيزابيلا تلك اللحظة بالذات أن تدعو ولديها والأب دومنكو لشرب المزيد من القهوة , أعتذر الكاهن وخوان وتوجها ألى الجانب الآخر من القاعة , فيما ظل رافاييل واقفا قرب ميراندا , ومع أنها كانت تتمنى الأنفراد به أكثر من أي شيء آخر , فقد أرتبكت قليلا ووجدت نفسها تسأله بغباء:
" أليس من الضروري أن تنضم أنت أيضا ألى والدتك؟".
" أنا لست طالبا صغيرا , يا آنسة , أنني قادر تماما على أتخاذ قراراتي بنفسي".
أحمر وجهها خجلا , وقالت :
" أوه , حسنا , أنا آسفة لأنني سمحت لنفسي بتقديم أقتراح بسيط !".
تأملها مليا بعينين جميلتين فاحصتين وقال :
" يبدو لي , يا آنسة , أن لديك موهبة لأجتذاب شقيقي والأب دومنكو على حد سواء , ومن شأن ذلك أن يعوضك عن قلة أهتمامي بك".
عكست عيناها على الفور الأذية التي يتعمد ألحاقها بها , وسألته بأنقباض واضح :
" لماذا تقول مثل هذه الأشياء ؟ لماذا لا تذهب وتنضم ألى والدتك , بما أنني لا أجذبك على الأطلاق؟".
لم يرد رافاييل على الفور , ولكنه تنهد بعد لحظات وقال لها :
" حسنا , حسنا , أنا آسف".
وصمت برهة ثم سألها :
" أخبريني , كيف تسير الأمور مع لوسي؟".
" لم أحقق أي تقدم حتى الآن ".
" ماذا؟".
" أعتقد أنني لن أتمكن أبدا من أنجاز أي شيء معها , ليس هنا , على الأقل".
" ولكن لماذا؟".
هزت ميراندا كتفيها وقالت له بأسى :
" المشكلة هي أن شقيقك يرفض التعاون وتسهيل الأمور".
تنهد رافاييل بقوة وعصبية وقال :
" أعرف , أعرف , هل تحدثت مع الطفلة؟".
" على أنفراد؟".
منتديات ليلاس

رفع رافاييل ألى شعره الكث وبدا أنه يفكر بحل ما , ألا أن أنتباه ميراندا تحول ألى عضلات كتفيه وصدره , وشعرت برغبة قوية في وضع يدها تحت قميصه الحريري.
" ........بعيدا عن القصر".
أستفاقت ميراندا من أحلام اليقظة لتشاهد رافاييل ينظر أليها بأستغراب ويسألها بشيء من الحدة:
" هل سمعت ما قلته لك؟".
هزت رأسها أعتذارا فكرر جملته بهدوء:
" كنت أقول أنه سيكون من الأفضل أن تتمكني من التحدث مع لوسي عندما لا يكون أخي موجودا , ويجب ألا يتم ذلك هنا , بل بعيدا عن القصر".
هزت برأسها وسألته بلهجة جافة تعكس قلقها وأنزعاجها :
" وكيف تقترح أن يتم ذلك ؟ فشقيقك لن يسمح لي أبدا بأخذها ألى أي مكان.... ليس وحدنا في أي حال".
" صحيح , لا أظنه فاعلا ذلك ما لم .... ما لم آخذكما أنا ألى مكان ما".
شعرت ميراندا بأنه متردد في عرضه هذا , وبالتالي فأنها لن تقبل مساعدة شخص يعتبر وجودها أمرا مستهجنا وغير محبب , رفضت عرضه بحزم وتهذيب , قائلة:
" لا داع لذلك , سأفكر بطريقة أخرى".
" ما هي المشكلة الآن؟".
" حسنا , سأجيبك بصراحة! أنت لا تريد حقا أن تأخذني ألى أي مكان , أليس ذلك صحيحا؟".
" أنني على أتم الأستعداد للقيام بهذه المهمة".
ردت عليه بغضب واضح :
" يا للكرم! يا للشهامة! شكرا لك يا سيد , ولكنني لست بحاجة لمساعدتك!".
رافاييل!".
كان ذلك صوت السيدة أيزابيلا التي أقتربت منهما بدون أن يشعرا بها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-10-10, 04:55 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" رافاييل , ماذا يجري هنا؟".
" آسف , يا أمي , هل كنت تريدين التحدث معي؟".
أصرت السيدة المسنة على سؤالها وهي تنظر ببرودة ألى ميراندا :
" سألتك عما يجري هنا , يبدو أنكما كنتما ...... تتجادلان !".
زرر سترته السوداء الرسمية ووضع يده وراء ظهره , ثم قال لوالدته :
" أنك مخطئة , يا أمي , أننا لم نكن نتجادل , العكس هو الصحيح , كنا نبحث أحتمال أخذي الآنسة لورد وأبنة أختها ألى البحيرة".
حبست ميراندا أنفاسها ولكن السيدة أيزابيلا لم تلاحظ دهشتها , أذ أنها هي نفسها أصيبت بشيء من الذهول , وسألت أبنها بتشكك :
" أنت , يا رافاييل؟".
" نعم , يا أمي , وأنا متأكد من أن خوان سيسر لتحملي بعض مسؤولياته بضع ساعات , ألا تعتقدين ذلك؟".
تدخلت ميراندا على الفور قائلة بأنفة:
" لا أعتقد أن.........".
قاطعها رافاييل بسرعة وكأنه يكمل جملتها عنها :
" لا تعتقد الآنسة لورد أن أخي سيعارض ذلك".
منتديات ليلاس

لم تتمكن ميراندا من معارضته أمام والدته , فصمتت , ألا أن مجرد أحتمال تمضيتها صباحا بكامله مع رافاييل قرب أحدى البحيرات الجبلية , كان مثيرا بحد ذاته وموازيا من حيث الأهمية لفكرة أنفرادها بأبنة أختها للمرة الأولى منذ وصولها , وعندما نقلت الأم فكرة رافاييل ألى خوان , سارع الشقيق ألى أقتراح ذهاب الجميع ألى البحيرة , وقال :
" سنقوم جميعا بنزهة طويلة ونتناول طعام الغداء هناك".
" كلا!".
قالها رافاييل بهدوء , ولكن بنبرة جادة لا تقبل الأعتراض.
" ولكن لماذا؟ أليست فكرتي جيدة؟".
" أليست هناك أمور عدة في المزرعة تستدعي وجودك وأهتمامك , يا أخي ؟ أنا لا أنكر عليك تعلقك بالطفلة , ولكن ألا تظن أنك تهمل شؤون الممتلكات؟".
أحمر وجه خوان ورد على أخيه بشيء من الأحتقار , قائلا :
" أنت لست في وضع يخولك حق التحدث في هذه الأمور , يا رافاييل".
" لن أجادلك , يا خوان , أنا والآنسة لورد سنأخذ الطفلة بمفردنا ".
" متى؟".
" لا أدري , ليس غدا في أي حال , ربما بعد غد , أن شاء الله".
على أثر ذلك , غادر رافاييل والأب دومنكو القصر معا وودعتهما ألى الباب الخارجي السيدة أيزابيلا وأبنتها كونستانسيا , وما أن همت ميراندا أيضا بمغادرة القاعة ألى غرفتها , حتى أقتربت منها كارى وقالت لها بخبث واضح:
" هكذا أذن , يا آنسة , يبدو أنك قررت تغيير أسلوبك , أليس كذلك؟".
" أفضل ألا أبحث معك هذا الموضوع , يا آنسة , عن أذنك!".
" أوه , ولكنني أصر على ذلك , أنني أجد الموضوع مسليا للغاية , ولكنك تضيعين وقتك مع رافاييل , فهو غير قادر على مساعدتك".
" أعتقد أنني سأذهب ألى الوم , يا آنسة ".
أمسكتها كارلا من ذراعها وقالت لها ببرودة أعصاب مذهلة :
" تمهلي , يا آنسة , وأستمعي أذا شئت ألى هذه النصيحة الثمينة , ركزي أهتمامك ومحاولاتك على خوان , ولكن دعي رافاييل وحده , سحرك القوي وجمالك الفتاة لا يجذبانه أبدا!".
ثم أبتسمت بلؤم وخسة وهي تنهي حديثها بالقول :
" ما من أمرأة في العالم , مهما كانت , تتمكن من جذبه أليها وأيقاعه في شباكها!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-10-10, 06:10 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- سوف أطلب الغفران

نامت ميراندا تلك الليلة , مع أنها لم تتوقع ذلك أطلاقا , ضايقتها جدا كلمات كارلا , ولكن النعاس كان أقوى من الأنقباض , ولم تستيقظ صباح اليوم التالي ألا على صوت لوسي وهي تقفز وتعدو في الحديقة تحت شرفة غرفتها , فتحت عينيها بكسل واضح لتشاهد فطورها على الطاولة الجانبية , من المؤكد أن الخادمة أيناز أحضرته لها قبل قليل , ولكنها لم تزعجها , على ما يبدو , بناء على تعليمات من السيدة أيزابيلا .
شربت القهوة على عجل وخرجت ألى الشرفة , بعد أن أرتدت عباءة حريرية بيضاء , كانت لزسي تلعب مع أحدى الشقيقتين , وترددت ميراندا لحظة قبل ألقاء التحية , ولكنها شعرت بالأرتياح عندما بان لها وجه كونستانسيا المحبب.
" ما بك , أيتها الكسولة ؟ ألا تعرفين أن الساعة تجاوزت العاشرة؟".
أبتسمت ميراندا لسماعها تلك الكلمات وقالت :
" أعلم أن الوقت متأخر , أمنحاني بضع لحظات كي أرتدي ثيابي وأنضم أليكما".
ثم حوّلت أنتباهها ألى الطفلة التي كانت تصغي أليهما بدون تعليق, وسألتها بمحبة :
" مرحبا , يا لوسي , كيف حالك هذا الصباح؟".
هزت لوسي كتفيها بدون أن تجيب , فقالت لها كونستانسيا :
" لوسي , حبيبتي! قولي صباح الخير للآنسة!".
أمتعتضت ميراندا بعض الشيء عندما رفعت لوسي نظرها أليها وقالت :
" صباح الخير يا آنسة".
أحست ميراندا بعقم محاولاتها لأقناع الطفلة بأستبدال تلك الكلمة الجافة بكلمة أرق وأعذب ........ خالتي , أو بالأسم الأول فقط , حتى كونستانسيا اللطيفة والطيبة .... تصر على أستخدام الرسميات!
عادت ألى الغرفة ثم أخذت حماما باردا وتناولت فطورها , وبعد ذلك , أرتدت ثيابها المعتادة وغادرت الغرفة , وما أن وصلت ألى أسفل الدرج , حتى ظهر أمامها خوان الذي قال لها على الفور :
" آه , آنسة لورد! هل تسمحين بدقيقة من وقتك؟".
هزت برأسها بالموافقة فدعاها لدخول مكتبه , تطلعت حولها بأهتمام لأنها لم تكن قد شاهدت تلك الغرفة الفسيحة من قبل , أشار بيده ألى أحد المقاعد الوثيرة وقال لها , فيما كان ينظر ألى مجموعة من الأوراق أمامه :
" أريد أن أطلب منك ...... خدمة , يا آنسة , أمامي الآن عدد كبير من الرسائل التي لم أتمكن بعد من الأجابة عليها , مع أنني تأخرت كثيرا في ذلك , وقد أبلغني الأب أستيبان أنك تعملين كسكرتيرة في لندن ,أليس كذلك؟".
أستغربت ميراندا سؤاله ولكنها أجابته بهدوء:
" نعم , يا سيد أنا أعمل كسكرتيرة لأحد رجال الأعمال الذين يتعاطون الشؤون المالية والمصرفية".
" عظيم! أذن , هل بأمكانك مساعدتي ؟".
" كيف؟".
منتديات ليلاس

" كما ترين , لدي مجموعة كبيرة من الأجابات التي ينبغي أعدادها".
" وهل تريدني أن أكتبها لك , يا سيد؟".
" أتمنى.... أتمنى أن تطبعيها لي يا آنسة , أرجوك! هل أطلب منك الكثير؟".
" لا , طبعا لا ".
لقد قبلت ضيافته وعليها رد الجميل , ولكنه يعلم أن حجرزها في مكتبه يحرمها من أي فرصة قد تجدها للتحدث مع لوسي أو الأنفراد بها.
" متى تريدني أن أبدأ ؟".
" أوه ..... حسنا .... الآن , يا آنسة !".
" بما أن النتيجة واحدة , يا سيد , فأنني أفضل العمل في المسا , ليس لديّ أي شيء أقوم به في المساء , ولذلك........".
توترت أعصابه قليلا وهو يقاطعها قائلا :
" أنا لا أوافقك على هذا الرأي يا آنسة".
" لم لا؟".
لاحظ خوان أنها مستعدة لمجابهته أذا أستدعى الأمر , فقرر أستخدام أسلوب مختلف , قال لها مبتسما :
" لأن ذلك ليس مناسبا , يا آنسة , هيا , هيا , فلسنا بحاجة ألى وقت طويل".
" هل الأجابات معدة سلفا؟".
" سنستخدم الأختزال , أليس ذلك أفضل؟".
أخفت ميراندا أمتعاضها , فالنهار , لا يزال في بدايته , ستنهي عملها اليوم كي تتفرغ غدا للقاء لوسي ....... ورافاييل!
ولكن اليوم التالي حمل منذ بدايته أمطارا موسمية غزيرة , وكان جو القصر متوترا , حضر فالديز مراقب العمال لأجراء مباحثات عاجلة مع خوان , ولكن أحدا لم يذكر أسم رافاييل , من الواضح أنه لن يأتي في هذا الجو الماطر والعاصف , ولكن , أين هو الآن يا ترى؟ هل يجلس آمنا مرتاحا في بيته الحجري الصغير؟ أم يساعد القرويين والعمال على أنقاذ أكواخهم وحاجياتهم؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-10-10, 06:34 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أمضت ميراندا معظم ذلك الصباح في التأمل والتحليل , وبخاصة أنها لم تحرز حتى الآن أي تقدم مع لوسي مع أنه مضى على وجودها هنا أكثر من أسبوع , ولكن ماذا عساها أن تفعل؟ ماذا بأمكانها أن تفعل؟ هل تأخذ الطفلة بالقوة , أذا دعت الحاجة ألى ذلك؟ لا يمكنها التنكر لحقيقة جلية , وهي أن الطفلة سعيدة جدا من خوان , ولكن , كم ستدوم سعادتها أذا بدأ خوان يمل منها ؟ أذا تزوج ورزق أولادا؟
خفّ المطر بعد الظهر وتوقف تماما في المساء , ومع توقفه وزوال الخوف من مصائبه , نزلت ميراندا ألى قاعة الجلوس وهي تأمل في أن يكون اليوم التالي صاحيا كي تتمكن من لقاء أبنة أختها , وما هي ألا دقائق معدودة , حتى وصل رافاييل وقد بدا عليه التعب والأرهاق , أقترب منها وقال :
" لن أبقى طويلا , يا آنسة , لم أحضر ألا لمقابلتك , ولكي أسألك عما أذا كان الغد يناسبك ".
حبست ميراندا أنفاسها لحظة ثم سألته بلهفة :
" للذهاب .... ألى البحيرة ........مع لوسي؟".
" طبعا".
" عظيم , شكرا".
هز رافاييل رأسه وكان على وشك العودة عندما قالت له :
" أنك مبتل للغاية , ماذا كنت تفعل؟".
" جرفت السيول أحد عمال أخي ألى النهر وتمكنّا , لحسن الحظ , من رمي حبل له وأنقاذه , والمؤسف حقا أن أحد منقذيه لم يكن له حظ مماثل".
سألته ميراندا بلهجة حزينة :
" هل تعني أن أحدا غرق هذا اليوم؟".
منتديات ليلاس

" ألم يخبرك خوان ؟ لا , ربما لا , ألا أن هذه هي الطريقة التي تجري بها الأمور هنا , والآن ........ الآن يجب أن أذهب وأجفف نفسي ".
" أنت بحاجة ألى حمام ساخن , لماذا لا تستحم هنا ؟ من المؤكد أن لدى خوان بعض الملابس التي يمكنك....".
توقفت عن أتمام جملتها بعد أن تنبهت ألى السهولة القصوى التي وجدتها في أستخدام الأسم الأول لشقيقه , ورد فعله المحتمل على ذلك , ألا أنه كان يصعد ألى سيارته وهو يقول لها :
" يوجد لدي ماء ساخن في بيتي , يا آنسة".
عادت ميراندا ألى القاعة الكبيرة فألتقت كونستانسيا , التي سألتها بأستغراب :
" هل كان ذلك رافاييل , يا آنسة؟".
" نعم , لم يتوقف أكثر من دقائق معدودة , أتى.... لمجرد أبلاغي بأنه سيأخذني ولوسي غدا ألى البحيرة".
بدا التملل واضحا في صوت الشقيقة عندما سألت للمرة الثانية :
"هل كان ذلك كل شيء , يا آنسة؟".
لم تعرف ميراندا ما أذا كان عليها أبلاغ الفتاة الأخرى عن حادثة الغرق أم لا , هزت برأسها وقالت :
" نعم .... نعم , كان.... كان مبتلا للغاية وأعتقد أنه ذاهب ألى بيته ليجفف.......".
قاطعتها كونستانسيا قائلة :
" هذا هو بيت أخي , يا آنسة".
وأثناء العشاء أخبرت كونستانسيا بقية أفراد العائلة أن رافاييل حضر في المساء وقابل ميراندا ثم عاد على الفور , وبدا الأستغراب على وجوه الجميع ,وبخاصة الوالدة , لأنه لم يعلن عن حضوره , وشعرت ميراندا بأن أفراد العائلة يعتبرونها مسؤولة عن ذلك , وسرّها جدا أن ينتهي العشاء وتذهب ألى غرفتها , القصر جميل جدا ولكنها ......... ليست سعيدة فيه.
أستيقظت ميراندا باكرا صباح اليوم التالي , وكانت الشمس ساطعة والطقس رائعا , أرتدت ثيابها ونزلت ألى المطبخ كي تعد لنفسها فطورا مبكرا , كانت جيزابيل تعمل منذ بعض الوقت في أعداد ما يلزم أعداده وأعطاء التعليمات لبقية الخدم .
حدقت بها جيزابيل أستغرابا وسألتها عما يريد , فردت عليها ميراندا بأنها ترغب بقليل من القهوة , نظرت أليها السيدة القصيرة ذات الشخصية القوية بمزيد من الأستغراب وسألتها:
" وهل تريدين القهوة .... هنا , يا آنسة؟".
" هنا , أو في أي مكان آخر , أن لم يكن لديك مانع".
تطلعت جيزابيل ألى الصبي المذهول الذي كان يساعدها في المطبخ وأعطته أمرا , ثم أستدارت نحو ميراندا وقالت لها بتهذيب وهدوء:
" تفضلي! هل ستذهبين اليوم مع السيد رافاييل ألى البحيرة , يا آنسة ؟".
" نعم! ولكن...... كيف عرفت ذلك ؟ كان يفترض بنا أن نذهب أمس!".
أبتسمت جيزابيل كاشفة عما تبقى من أسنانها وقالت :
" سمعتك تتحدثين مع السيد رافاييل مساء أمس , يا آنسة , أنه يعجبك , أليس كذلك؟".
دهشت ميراندا لذلك السؤال المفاجىء ووضعت مرفقيها على الطاولة, ثم أخفت خديها بين يديها لأخفاء أحمرارهما وقالت :
ط السيد رافاييل طيب جدا , وعرض أن يأخذني و......".
" والصبية! نعم , نعم , أعرف ذلك يا آنسة , هل كل شيء على ما يرام؟".
قبلت ميراندا القهوة بأمتنان وقالت :
" نعم يا جيزابيل , شكرا لك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-10-10, 09:50 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تلهت مدبرة المنزل بعملها لبضع دقائق , فشعرت ميراندا بشيء من الأرتياح , فهي , على الرغم من أعجابها بالسيدة , المسنة , لكنها لم تكن راغبة في الأسترسال معها بحديث يتناول أفراد العائلة المضيفة , وقبل أن تعود جيزابيل ألى الثرثرة , فتح الباب فجأة ليدخل منه رافاييل , رفع حاجبيه أستغرابا لرؤيته ميراندا في المطبخ وحيّاها بلهجة جدية:
" أسعدت صباحا يا آنسة ".
ثم أبتسم لجيزابيل وقال لها بالأسبانية :
" كيف حالك , أيتها العزيزة ؟".
تمنت ميراندا من صميم قلبها معرفة فحوى الأحاديث التي تبادلاها , وبخاصة لأنها لاحظت من حركات جيزابيل أنها هي موضوع الحديث , وأنتبهت أيضا ألى رافاييل كان يتجنب الرد على بعض الأسئلة وهو يهز رأسه باسما , وبعد دقائق معدودة , صب لنفسه فنجانا من القهوة وأعتذر لجيزابيل ثم أقترب من ميراندا وسألها :
" ماذا يقولون هنا , يا آنسة ؟ هل صحيح أنك لم تتمكني من النوم جيدا؟".
" أستيقظت باكرا , وكنت أظن أننا قد نذهب ألى البحيرة في وقت مبكر".
" أوه!".
لاحظت ميراندا أنه يسعل بقوة , فسألته بهدوء:
" كيف حالك هذا الصباح يا سيد؟".
شرب جرعة من القهوة ثم قطب حاجبيه بسبب السعال شبه المتواصل , وقال :
" يبدو أنني مصاب بالبرد والزكام , ولكن الأمر ليس خطيرا ".
" لا أستغرب ذلك على الأطلاق , فقد أبقيت عليك ثيابك المبللة فترة طويلة!".
تأمل رافاييل وجهها المتوتر بضع لحظات وقال :
" كان لا بد لأحد من أن يبلغ زوجة الغريق بما حدث , وبيتها ليس بعيدا من هنا , أوه , جيزابيل , هل قطع الخبز الفرنسي هذه جاهزة؟".
منتديات ليلاس

أعدت جيزابيل المائدة بسرعة وقالت له , فيما كانت تدفعه بقوة وأصرار ألى الكرسي :
" سوف تتناول الفطور أنت والآنسة , أليس كذلك؟".
" أنك قطعة حلوى كبيرة , يا جيزابيل ! شكرا! ".
لم تتمتع ميراندا بفطورها وبوجودها قربه , وذلك بسبب ما حدث سابقا ..... ولأن جيزابيل كانت تروح وتجيء , خلفهما كحارس أمين , وعندما أنتهيا من تناول طعامهما , شكر رافاييل السيدة العجوز ثم سأل ميراندا :
" هل أنت مستعدة , يا آنسة؟".
" طبعا!".
" حسنا , سنمر على الصغيرة في طريقنا ".
" ولكن..... ولكن يجب أن أترك خبرا".
" سوف تتولى جيزابيلا أبلاغ أمي بالأمر , تعالي! فهذه هي أفضل ساعات النهار".
ودّعتهما جيزابيل وكانت تبدو على وجهها ملامح الأرتياح , هل لذلك علاقة بما قالته كارلا من أن رافاييل غير مهتم بالنساء ؟ ولكن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحا ! أنه ليس من ذلك النوع من الرجال , وهي مستعدة للمراهنة على ذلك بحياتها , أضافة لذلك , فقد شعرت أحيانا.... وأحيانا فقط بأنه يشعر بوجودها ........
وقررت فجأة طرد تلك الأفكار من رأسها , فهي ليست هنا لتحليل علاقتها الوهمية مع رافاييل , بل لتمضي ساعات عدة مع لوسي وتحاول بالتالي أختراق الأمطار , فسألت رافاييل بلهفة صادقة:
" هل تلفت محاصيل هذا العام؟".
" تلف البعض وسلم البعض الآخر , أنها....... كما يقولون...... أرادة الله عز وجل , هؤلاء الناس سعداء لأن حياتهم سلمت , ألا توافقين معي على أن ذلك هو الأمر المهم , يا آنسة؟".
نظرت أليه لبضع لحظات ثم أبعدت وجهها عنه وهي تقول :
" أعتقد...... أعتقد ذلك".
" أنت لا توافقين؟ طبعا لا , فأنت من مجتمع مادي يقاس فيه الأنسان بما يملك".
" هذا ليس صحيحا تماما.......".
"كلا؟ هذا ما يواجهه العالم بأسره اليوم , يا آنسة , أنا لا أدين مجتمعك أكثر من مجتمعي , وبالتأكيد فأن نقاطا أيجابية توجد في أي من مجتمعات العالم , أنا أؤمن بأن حياة الأنسان.... أو بالأحرى قيمتها... هي الشيء الهام , ولكن أولئك الأطفال الذين يولدون ثم يموتون......".
" بسبب الأوضاع المعيشية ....".
" أنها أسوأ بكثير في أماكن أخرى , يا آنسة , فبلادي على الأقل لا تمزقها حروب أهلية أو خارجية , كما يمكن للأنسان هنا أن يتأكد..... ألى حد ما على الأقل ...... من أنه سيعيش حتى منتصف عمره".
" أثارت كلماته أعجاب ميراندا , فسألته بهدوء:
" ألهذا أخترت أن تكون طبيبا ...... وليس أقطاعيا , أو على الأقل سيد قصر وصاحب ممتلكات؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, dark sunset, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رواية عنيد, pale dawn, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t149826.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ظ‡ ط§ظƒط«ط± ظ…ظ† This thread Refback 06-09-14 02:12 AM


الساعة الآن 10:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية