لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-10, 12:14 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178870
المشاركات: 257
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمة33 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمة33 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الرواية كتيير حلوة نحن بالانتظار ياعسل

 
 

 

عرض البوم صور نجمة33   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 11:32 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر خوان ألى ميراندا وسألها بجدية :
" وهل هذه هي رغبتك أيضا , يا آنسة لورد؟".
أرتبكت ميراندا لأن الشاب وأمه وضعاها في موقف لا تحسد عليه , ولكنها حسمت ترددها بالقول :
" أنني........ أنني حقا متعبة , أذ لم أنم جيدا أثناء الأنتظار في جمايكا ".
بدا الأرتياح على وجه الوالدة التي سارعت ألى القول :
" حسنا سترافقك جيزابيل , مدبرة المنزل هنا , ألى غرفتك للسهر على راحتك وتقديم كل ما تحتاجين أليه ".
" أشكرك جدا على أهتمامك ورعايتك , يا سيدتي ".
وما أن ذهبت الأم لأعطاء التعليمات الضرورية , حتى بادرها الأبن بالسؤال :
" أخبريني , يا آنسة لورد , هل أبلغك شقيقي ... عن مدى....... مدى أهتمامي بالصغيرة ؟ لوسي , أليس كذلك؟".
بدا الأرتياح على وجه ميراندا وأجابته قائلة :
" طبعا , وأنا أشكرك على كل ما قمت به أتجاهها , ذكر لي الأب أستيبان في أكثر من رسالة أنك كنت تزورها بأستمرار , وتأتي بها لزيارتكم مرات عديدة ".
" أننا ......... أننا صديقان , أليس كذلك ؟".
" أنا متأكدة من أن أهتمامك بها خفف كثيرا من آلامها وهوّن عليها مصابها , ومما لا شك فيه أنها كانت تفرح جدا بوجودها في المنزل التاريخي الرائع ".
دخلت السيدة أيزابيلا وهي تقول لأمرأة هندية مسنّة كانت ترافقها :
" أرشدي الآنسة لورد ألى غرفتها وقدّمي لها أشهى ما لديك من المأكولات".
" على الفور يا سيدتي , تفضلي , يا آنسة".
شكرت ميراندا السيدة أيزابيلا وأبنها وتمنت لهما ليلة سعيدة , ثم تبعت جيزابيل ألى الغرفة فيما أحد الخدم يحمل لها حقيبتها الزرقاء القديمة.
تنهدت وتقلّبت في سريرها متأففة متبرمة , وهي تعلم أنها أن لم تنم قريبا فسوف يصعب عليها كثيرا الخروج من الفراش صباح اليوم التالي , ولكن كل شيء مختلف عما هي معتادة عليه , بما في ذلك الهدوء المخيّم بصورة تامة تقريبا بعكس الضجيج الذي أعتادت عليه في شقتها الصغيرة بحي تشلسي , وتذكرت بشدّة أعتراض مديرها على ذهابها ألى المكسيك وأقتراحه الطلب من السلطات المسؤولة أرسال الطفلة ألى بريطانيا للتعرف عليها , أنه أنسان بارد وقاسي القلب , ومما لا شك فيه أنه لم لم يغفر لها بعد رفضه الزواج منه على الرغم من جميع مزاياه , فهو شاب وسيم وذكي وذو طموح لا يضاهى وكانت جميع الفتيات في المكتب يحسدنها على كونها سكرتيرته الخاصة .
منتديات ليلاس

وفجأة تذكرت حديثها مع رافاييل في طريقهما ألى مطار بوابلا والأجوبة السلبية الحازمة التي رد بها على سؤالها المتعلق بالزواج , وتساءلت عن سبب ذلك الأصرار والعناد , هل خذلته أحدى النساء في الماضي , أم أنه مجرد أنسان يكره النساء ولا يطيق أقترابهن منه؟ السؤال الأول غير محتمل , وكذلك الثاني! فهو يبدو رجلا بكل ما في الكلمة من معنى , وبالتالي فليس من المحتمل أنه من الأشخاص الذين يكرهون الجنس الآخر , ومع ذلك فأنه لم يعرها أي أهتمام! وتململت في سريرها عندما تذكرت مدى البرودة في معاملته لها , وضعت وسادتها تحت رأسها وعزمت على النوم , غدا , وليس اليوم , ستفكر بأمور الغد.......
أستيقظت على صوت أنسان يفتح الستائر والنوافذ , غطّت نفسها بسرعة وفتحت عينيها بتأن لتجد أمامها صبية هندية جميلة تبتسم لها وتحييها بالأسبانية الممزوجة بأحدى اللهجات المحلية , ردّت ميراندا على التحية بالمثل وجلست في السرير , فيما كانت الخادمة تحضر لها طبقا عليه أبريق من القهوة الطازجة وفطور الصباح , نظرت ألى ساعة يدها فتبين لها أنها نامت لساعات عدة أذ كان العقربان يشيران ألى ما بعد التاسعة بقليل , شربت قهوتها وقامت من السرير لتفتح الباب المزدوج الذي يؤدي ألى شرفة تطل على الوادي الأخضر , نظرت بأرتياح ألى الأزهار الرائعة الجمال وتأملت النهر الذي يشق طريقه بين الصخور والحجارة في أسفل الوادي , تنشقت الهواء العليل الذي كان يهب بهدوء وسكينة , وراحت تتطلع بعيدا علها تشاهد مبنى الأرسالية حيث تقيم لوسي , هل أخبرها أحد يا ترى بوصول خالتها ؟ ولكن ........ أليس من المعقول أيضا ألا تكون هذه الفتاة أبنة شقيقتها ؟ لا , يجبأن تكون ! وأذا كانت لوسي حية ترزق , فثمة أحتمال بأن والديها لا يزالان على قيد الحياة!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 11:57 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهمّت بالخروج ألى الشرفة ألا أنها أمتنعت عن ذلك في اللحظة الأخيرة , وقالت لنفسها باسمة أن من المؤكد أن السيدة أيزابيلا لن يعجبها خروج ضيفتها نصف العارية ألى مكان يراها منه خدمها....وأبنها العازب! عادت ألى الغرفة ومنها ألى الحمام الداخلي حيث وقفت بضع دائق تحت شلال قوي وبارد من المياه المنعشة , وما أن أنتهت من أرتداء ثيابها حتى سمعت الباب يطرق بنعومة , أستدارت بدهشة واضحة وقالت :
"نعم!".
دخلت مدبرة المنزل المسنّة وقالت لها بتهذيب وأحترام :
" أسعدت صباحا يا آنستي , أبلغتني أيناز أنك بحاجة ألى شيء ما".
أبتسمت ميراندا وهي تجيبها قائلة :
" أنك بالتأكيد تعنين الفتاة التي أحضرت لي الفطور!لا , لا , لم أطلب منها شيئا , كل ما في الأمر أنني سألتها عما أذا كانت تتحدث الأسبانية , التي لا أفهمها".
" أنها فتاة أمية".
أرتبكت ميراندا وحاولت تغيير الموضوع قائلة :
" شكرا على الفطور الرائع".
" هذا من واجبنا , يا آنسة ".
" من المؤكد أن السيد خوان ينتظرني على مضض!".
" ينتظرك يا آنسة؟".
" نعم , كي يأخذني للقاء أبنة........للقاء الطفلة".
" أوه , أوه! لا يا أنسة , فالسيد خوان يتناول طعام الفطور في الحديقة".
شكرتها ميراندا وبدأت تجمع ثيابها التي تبعثرت على الأرض عندما فتحت حقيبتها في الليلة السابقة , تنحنحت جيزابيل وسألتها بأدب:
" هل تسمحين لي يا آنسة بترتيب حاجياتك؟".
منتديات ليلاس

نظرت أليها ميراندا بأستغراب قائلة :
" لا , لماذا؟ يمكنني أنا القيام بذلك".
" لا تزعجي نفسك , يا آنسة , أنا سأهتم بهذه الأمور ".
" هذا لطف منك يا جيزابيل , ولكن......".
" أنه من صلب مهامي وواجباتي يا آنسة".
قررت ميراندا عدم الأسترسال في المجادلة , وبخاصة لأنها متشوقة جدا لرؤية أبنة شقيقتها , وراحت تتخيل الأرتياح الذي سيبدو على وجه الطفلة عندما ستشاهد خالتها الحبيبة وتتذكر الأيام الحلوة التي أمضتها معها , تركت جيزابيل تهتم بالغرفة وتوجهت ألى القاعة الرئيسية , وفجأة , شاهدت أمامها صبية سمراء جذابة تحمل ملامح عائلة كويراس المميزة , وعندما لاحظت أن الفتاة المكسيكية لن تستهل الحديث , بادرت ميراندا ألى القول :
" صباح الخير , أنا ميراندا لورد , وأنت بالتأكيد قريبة السيد خوان , هل بأمكانك أرشادي ألى مكان وجوده الآن ".
ردّت الفتاة بشيء من الغطرسة قائلة :
" أنا كارلا كويراس وخوان شقيقي , ثم ....... أنني أعرف من أنت".
تضايقت ميراندا من الجملة الثانية , التي قيلت بشيء من الأحتقار , وشعرت بأن عليها توجيه كلمات بالقسوة ذاتها , ولكنها أكتفت بالقول :
" قيل لي أنه يتناول فطوره في الحديقة , وأنا أود ملاقاته".
دلتها كارلا بقلة أكتراث , فشكرتها ميراندا بكلمة واحدة وتوجهت نحو الحديقة وهي تشعر بشيء من العصبية والأنزعاج ,وسألت نفسها عما أذا كان للشقيقين اللذين ألتقتهما أمس أي شقيقات أو أشقاء غير هذه الفتاة المتغطرسة ! ولاحظت بأنقباض أن خوان هو الشخص الوحيد الذي تحدّث أليها بأرتياح وتودد منذ وصولها ألى المكسيك , وصلت ألى الباب المؤدي ألى الحديقة فرأت خوان يجلس ألى طاولة زجاجية كبيرة , يدخن غليونه ويشرب القهوة , وما أن أحس بوصولها , حتى هبّ واقفا وأستقبلها بحرارة صادقة قائلا:
" آنسة لورد! كنت أفكر بك لتوي , تفضلي بالجلوس , هل تريدين فنجانا من القهوة ؟".
" لا , شكرا لك يا سيد .... أعني , يا سيد خوان ! جئت لمقابلتك , كي... كي أستفسر منك عن كيفية الذهاب ألى الأرسالية ".
" ولكن يا آنستي , أنا سأوصلك بنفسي".
برقت عيناها أرتياحا وسألته بلهفة :
" حقا ؟ وهل هي بعيدة من هنا؟".
" بعيدة ؟ لا يا آنسة , أنها في الجزء الآخر من الوادي".
" أوه , عظيم!".
" هل نمت جيدا يا آنسة؟".
" بأرتياح تام , شكرا".
ثم نظرت حولها وقالت له بأعجاب:
" أنه مكان جميل للغاية ".
" هذه المنطقة هي ملك لعائلة كويراس منذ ....... منذ........".
أكمل جملته بالأسبانية وسألها بحياء كيف تترجم ذلك ألى الأنكليزية , أبتسمت وقالت بهدوء :
" منذ أجيال عديدة".
" نعم , منذ أجيال عديدة , آسف , لأن لغتي الأنكليزية ليست جيدة".
ضحكت ميراندا وقالت :
" أنها أفضل بمئة مرة من لغتي الأسبانية ".
أبتسم خوان بأرتياح وقال :
" ولكن رافاييل , أخي , يتحدث الأنكليزية بطلاقة ..... أليس كذلك؟".
أنتظر جوابها ولكنها أمتفت بهز رأسها علامة الموافقة بدون تعليق, لم تشأ التفكير برافاييل كويراس , فهو مسؤول عن أنقباضها وتململها في الليلى السابقة , وقررت خلال الصباح محو صورته من مخيلتها , ألا أن مجرد ذكر أسمه أعاد زرع صوته بقوة مزعجة , وسرّت كثيرا عندما حوّل تفكيرها بتوجيه سؤال كانت معظم كلماته بالأسبانية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 03:08 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" هل تعني أنني أحب تعلّم اللغة الأسبانية؟".
صفق لها بأعجاب وقال :
" عظيمّ !عظيم ! أنها ليست لغة صعبة أو معقدة وسوف يساعدك رافاييل كثيرا , أذا سمح له وقته بذلك".
" أوه , ولكن ذلك ليس ضروريا ,أعني.... أعني أنه لا يمكنني أزعاج شقيقك بمثل هذه الأمور البسيطة".
" ماذا تقولين ؟ أنه يمضي معظم وقته بعيدا عنا وهذه هي فرصة طيبة كي نجعله يمضي المزيد من الوقت معنا , سوف أتحدث أليه بهذا الصدد".
" أوه , لا , أرجوك......".
قاطعها خوان مبتسما وهو يوجه أليها سؤالا بالأسبانية , منتظرا منها أن تفهم معظمه أو على الأقل بعضه , ألا أن معلوماتها كانت ضعيفة جدا فظلّت تحدّق به وتنتظر منه أيضاحا أو تفسيرا , ألى أن سمعت صوتا ناعما يقول لها :
" يسألك شقيقي , يا آنسة , عما أذا كنت متشوقة لرؤية الطفلة".
أستدارت ميراندا بدهشة لتشاهد الصبية التي تحدثت معها قبل قليل , يبدو أنها أستبدلت ثيابها كما أنها تحدثت معها بلهجة تقل عنفا وقسوة عن السابق , يا لهذا التحول المفاجىء! أبتسمت لها ميراندا وشكرتها بأمتنان على مساعدتها , فيما كان خوان يقوم من كرسيه ويقول :
" آسف , يا آنسة , كنت شارد الذهن! ولو لم تنقذني شقيقتي المترجمة البارعة لكنت أوقعت نفسي بورطة لغوية ".
ثم نظر ألى أخته وقال لها :
" كونستانسيا , تعالي أعرفك على ضيفتنا الجميلة ".
كونستانسيا ؟ ماذا يقول خوان ؟ أليس أسمها كارلا؟
" كيف حالك , يا آنسة لورد ؟".
صافحت ميراندا اليد الممدودة أليها وهي تقول بدهشة وأستغراب:
" ولكن...... ولكن ألم نلتق قبل قليل ؟ في القاعة؟".
قطبت الفتاة حاجبيها وهزت برأسها نفيا ,ثم أنفرجت أساريرها وقالت :
" لا شك أنك ألتقيت شقيقتي كارلا , يبدو أنها أنتهت من ركوب الخيل لهذا الصباح".
منتديات ليلاس

أبتسمت ميراندا بحياء قائلة :
" آسفة لهذا الأشكال ! أنكما تشبهان بعضكما ألى درجة مذهلة!".
" أنني أكبرها بخمس عشرة دقيقة فقط".
قالت ميراندا لنفسها أنه كان عليها معرفة ذلك , فمع أن هذه الفتاة تشبه رافاييل كثيرا من حيث الجاذبية والوسامة , ألا أن شخصيتها ومظهرها الخارجي هما أكثر نعومة ورقة , هذا , في حين أن كارلا تشبهه أكثر من حيث التصرف ومعاملة الآخرين , وقطع عليها خوان حبل تفكيرها عندما سمعته يقول لشقيقته:
" أننا ذاهبان ألى الأرسالية , يا كونستانسيا , فلماذا لا تأتين معنا ؟ سيكون وجودك ........ مفيدا لنا".
ترددت كونستانسيا وقالت بتهذيب :
" سيسرني ذلك , أذا لم يكن للآنسة لورد أي أعتراض على هذا الأقتراح ".
" أرجوك أن ترافقينا , لوسي , أو بالأحرى الطفلة الموجودة هناك , تعرفك ,وحتى لو كانت أبنة شقيقتي , فأنها قد لا تعرفني بسبب فقدانها الذاكرة".
" حسنا , أمهلاني خمس دقائق".
توجهوا ألى الأرسالية بسيارة خوان الزرقاء المكشوفة التي كان يقودها بنفسه , مع أنه أقر لميراندا بأنه لا يحب كثيرا قيادة السيارات ويفضل عادة الجلوس قرب سائقه المتمرس , وفي الطريق ,كانت كونستانسيا تشرح لضيفة العائلة بصبر وأناة عن الأزهار البرية الجميلة التي كانت تثير أعجاب الزائرة البريطانية , وشاهدت ميراندا عددا كبيرا من الأكواخ التي يسكنها العمال , بالأضافة ألى مخزن ومرآب وعيادة طبيب , وظنت في وقت ما أنها شاهدت سيارة رافاييل أمام أحد المباني , ولكنها لم تتأكد من ذلك , ومع أنها لاحظت أفتقار تلك الأكواخ ألى الكهرباء وقساطل المياه , ألا أنها أمتنعت عن التعليق مخافة أغضاب خوان وخسارة صداقته , وما أن غابت الأكواخ عن ناظرها وبدأت السيارة تتجه صعودا , حتى أشارت كونستانسيا ألى دير صغير أبيض قائلة :
" هناك! ذاك هو المكان الذي تقيم فيه الصغيرة , أنه الدير الذي ينطلق منه الأسقفان استيبان ودومنيكو لمساعدة أبناء هذا الوادي".
" أسقفان فقط؟".
هزت كونستانسيا رأسها وردت على أستغراب ميراندا بالقول :
" من المؤسف جدا أن معظم الأساقفة الذين كانوا يعيشون هنا توفوا ولم يبق من الرعيل الأول سوى الأب أستيبان , تغيرت الأيام ولم تعد المنطقة كما كانت , أخذت الآلة تحل محل الأنسان و........".
قاطعها خوان وهو يكمل جملتها بشيء من الحدة قائلا :
" وأخذ رافاييل يرسل الشبان ألى المدينة !".
" يقول لهم أن الأوضاع المعيشية هناك أفضل من هنا , كما أن دخلهم في مصانع المدن أكثر بكثير مما تعطيهم أنت , يا خوان ".
" هراء ! فالوادي أرضهم وموطنهم".
" أنهم لا يشاركونك هذا التعلق بالأرض , يا عزيزي , لا تلمهم أن هم حاولوا السعي وراء حياة أرغد ووضع معيشي أفضل ".
" أنا لا ألومهم , يا حبيبتي , ولكن رافاييل هو الذي يجعلهم متذمرين وغير قانعين !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 03:36 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أبتسمت كونستانسيا وهي تنظر ألى ميراندا وتقول لها :
" كما ترين , فلكل من الشقيقين العزيزين وجهة نظر مختلفة بالنسبة ألى الناس , كل منهما محق بعض الشيء في رأيه , فخوان مثلا يصر على أن الأنسان لا يمكن أن يفتقد الأشياء التي لا يملكها أو لا يعرفها , في أن أن رافاييل يفكر ....... يفكر كطبيب , فهو لا يرى ألا المرض والحرمان , أنه لا يعبأ أبدا بأنجازات آبائنا وأجدادنا الذين زرعوا هذه البراري وأعتنوا بها حتى أصبحت على ما هي عليه الآن ..... واحة من الخصب والمدنية , أنه يعتبر أن هذه الأنجازات ما هي ألا أقطاعية بغيضة متوازنة منذ مئات السنين ومبنية على أستغلال السكان الأصلين من الهنود".
تدخّل خوان بحدة وعصبية قائلا :
" أنه أنسان لا يبالي بالتراث والتقاليد والأرض ".
" لا يا خوان! أنه أنسان ذو مثل عليا يعيش بموجبها ولا يتخلى عنها".
" هذا كلام منمق لا يعني شيئا ".
" لا , يا أخي! أنه يعني أن رافاييل يعتقد أعتقادا راسخا بأن الأنسان أهم من الأرض والممتلكات , وهو لا يعترف بنمط حياتنا الذي يعتمد المادة فوق كل شيء آخر ".
قال خوان جملة غاضبة بالأسبانية ثم سأل شقيقته بلغة الضيفة :
" وأنت , يا عزيزتي , هل تؤمنين بهذه المثل العليا؟".
خرجت كونستانسيا من السيارة الفخمة وهي تجيبه بهدوء قائلة :
" لم أقل أنني أوافقه الرأي , فأنا كسولة وأتمتع جدا بهذه البحبوحة المادية المتاحة لدي بدون أي جهد أو عناء , بحيث يصعب عليّ مشاطرته معتقداته ألى درجة الموافقة التامة , ومع ذلك , فأن أقتناعه بهذه المثل وقدرته على تطبيقها يثيران في نفسي الأحترام والتقدير .... والأعجاب".
منتديات ليلاس

كانت ميراندا تصغي بأنتباه لحديثهما بدون أن تحاول التدخل أو حتى التعليق بشيء , ماذا كانت الفتاة تعني عندما قالت أن رافاييل يفكر كطبيب ؟ هل هو حقا طبيب؟ أرادت أن تسأل , ولكن أقترابهم من الدير وأحتمال مشاهدة لوسي طردا جميع الأفكار الأخرى من رأسها كانت متشوقة جدا لرؤية لوسي ,ورفضت بالتالي الأعتراف بالخوف الذي أعتراها من أحتمال ألا تكون تلك الطفلة فعلا أبنة شقيقتها , وأحست ميراندا رغما عنها بجو من الحزن والكآبة يسيطر عليها , وما هي ألا لحظات , حتى خرج رجل وطفلة ووقفا أمامهم , أنها هي! أنها لوسي التي لم ترها منذ ثمانية عشر شهرا ! هذه هي حركاتها السريعة والعصبية ألى حد ما , التي ورثتها بالتأكيد عن والدتها! رباه , أنها أبنة أختي! ولكنه بدا أن لوسي لم تعرف ميراندا , أذ أنها حيّتها وكومستانسيا بأبتسامة مجاملة وهرعت نحو خوان فاتحة ذراعيها ورامية بنفسها عليه , وقالت له بحماس ظاهر , فيما كانت تعانقه بحرارة:
" عمي خوان , عمي خوان! أخبرني الأب استيبان أنك ستأتي , هل ستبقى ؟ هل ستأخذني معك ألى البيت؟ ستأخذني , أليس كذلك ؟".
" أهدأي يا صغيرتي!".
قالها بالأسبانية وبلهجة آمرة , ولكنه كان يبتسم بزهو وأنتصار , أليس هذا اللقاء المؤثر أستعراضا مجانيا للضيفة الكريمة كي تشاهد بنفسها مدى تعلّق الطفلة به؟ عادت الطفلة ألى السؤال , فرد عليها بهدوء وحنان :
" سوف نرى , يا عزيزتي , سوف نرى!".
" ولكنك وعدتني! قلت لي.......".
" لحظة واحدة يا حبيبتي ! أحضرت معي شخصا لمقابلتك ........".
" عمتي كونستانسيا ؟ أعرف....".
" لا يا عزيزتي , ليس فقط العمة كونستانسيا , أنظري ......هناك ! هل تعرفينها ؟ السيدة التي تقف قرب كونستانسيا ؟".
أحسّت ميراندا بأن الدماء جمدت في عروقها وبأن دقات قلبها تسمع في كافة أرجاء الدير والوادي , وبعد أن تأملتها لوسي لبعض الوقت, سألت خوان وقد نفذ صبرها :
" ربما , ربما".
تدخلت ميراندا على افور قائلة للطفلة وهي تقترب منها على مهل :
" طبعا يجب أن تعرفيني , يا لوسي! ألا تتذكرينني؟".
لم تترك الطفلة جانب خوان والأسوأ من ذلك أنها لم تظهر أي أهتمام أو أنفعال بكلام هذه السيدة .... الغريبة , بل سألتها بشيء من الحدة :
" لماذا تطلقين عليّ مثل هذا الأسم ؟ لوسي! هذا ليس أسمي! لا أحد يعرف أسمي!".
أصرت ميراندا بهدوء وروية على الأستمرار بمحاولتها شبه اليائسة , قائلة :
" أنا أعرف أسمك , يا لوسي , أنه لوسي كارمايكل".
نظرت الطفلة بهلع وذهول نحو الأنسان الذي يهتم بها ويرعاها وهي تردد :
" لا......لا , أنه ليس........".
وضع خوان يديه على كتفي الطفلة مطمئنا ومواسيا , فيما كان يقاطعها قائلا لميراندا :
" أعتقد أن عليك عدم أخافتها على هذا الشكل , يا آنسة لورد , ربما كان من الأفضل أن تتبعي أسلوبا آخر في...".
توقف خوان عن أتمام جملته عندما دخل رجل طويل اقامة ساحة الدير بصورة مفاجئة وسأل شقيقه بلهجة قاسية :
" ما بك , يا خوان , هل أنت خائف من أن تستعيد الطفلة ذاكرتها ؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, dark sunset, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رواية عنيد, pale dawn, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t149826.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ظ‡ ط§ظƒط«ط± ظ…ظ† This thread Refback 06-09-14 02:12 AM


الساعة الآن 12:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية