كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبعد دقائق عادت كولبي الى غرفة الجلوس , فتاة مختلفة تماما , فستانها الأخضر جعلها تبدو كزهرة صحراوية برية , كانت روشيل تروي طرفة لجمهورها المتجاوب
لكنها توقفت فجأة عند دخول كولبي لتعلق ضاحكة:
"لم أعرف أنك حمراء الشعر".
" أنت روشيل طبعا , أنا سعيدة لمعرفتك".
" أخبريني يا آنسة كينغ عن السبب الذي دفع بك لأجتياز كل هذه المسافات ؟ لا بد أنك ستجدين المكان مملا بشكل مخيف ! ستشتاقين الى أضواء المدينة ووسائل اللهو المتوفرة هناك".
أبتسمت لها كولبي ببراءة مصطنعة , وهي تجيبها مداعبة:
" أعتقد أنني سأجد رجالا أكثر هنا يا روشيل ! أرجوك ناديني بكولبي , الجميع يفعلون ذلك".
" أنت أنسانة صريحة جدا , أليس كذلك؟ لكن لم تجيبي عن سؤالي بعد".
منتديات ليلاس
وهبت بيللا لمساعدة كولبي , ضايقها أن تخاطبها روشيل بهذا الأسلوب.
" هذا كان بيت كولبي ,وسيبقى ما دامت ترغب في ذلك , بعض فتياتنا تجذبهن أضواء المدينة لفترة , لكنهن يعدن دائما الى الجذور , فلهذه المنطقة النائية سحر خاص بها , يأسر كل الذين عاشوا فيها وسواء أحبها المرء أم كرهها فلا بد أن يعود اليها".
وتأثرت كولبي من محاولة بيللا ترطيب الأجواء , وتساءلت عن السبب الذي جعل سوزان تتعلق الى هذه الدرجة بصديقتها روشيل , لقد شعرت بغريزتها الأنثوية أن هذا النوع من النساء لن يكون أبدا صادقا مع واحدة من بنات جنسه.
كانت روشيل تتمتع بجمال أخاذ , شعرها الأسود المتموج الخصلات سرحته بعيدا عن جبينها عند أعلى رأسها بعقدة أنيقة , بشرتها الصافية كانت تميل الى سمرة برونزية , وفي حركاتها اللامبالية رشاقة كسولة
أما عيناها الداكنتان فضيقتا الفتحة وتلمعان ببريق ساخر , كانت روشيل تتكلم بشيء من التعالي وألى جانبها سوزان مأخوذة بما تقوله صديقتها
وهي بادية السعادة بالزائرة الجديدة :
" سوزان هل لك يا عزيزتي بجلب كوب من الشراب البارد , حلقي جف من طول الطريق".
كان صوت روشيل آمرا , فأطاعت سوزان بسرعة , ووجدت كولبي نفسها تنظر الى بيللا بتساؤل فأبتسمت قائلة:
"روشيل ستبقى معنا ليومين أو أكثر , وهكذا يتسنى لكما لمعرفة بعضكما بشكل أفضل , ربما يستطيع دارت أن يرتب نزهة الى أقصى البلاد , هذا أذا لم يكن مشغولا".
وعادت سوزان الى الغرفة تحمل صينية عليها ثلاث أكواب من الشراب المثلج
فرفعت بيللا حاجبيها:
" وأنا أيضا أريد كوبا من الشراب يا سوزان".
وتلعثمت سوزان وهي تقول بأضطراب:
" لكن يا أمي....".
" شكرا لك يا عزيزتي".
منتديات ليلاس
تضايقت بيللا من قلة ذوق أبنتها , ستتكلم معها لاحقا في هذا الشأن
,ونقلت روشيل أهتمامها الى كولبي:
" علينا أن نعمل على جعل أقامتك ممتعة بيننا , في أي حال سبعة أشهر تمر بسرعة , أتصور أنك تريدين الأستقلال الذاتي في أسرع وقت ممكن , دعي الأمر لي , سأكلم دارتلاند".
كادت كولبي تضحك , لكنها تمكنت من السيطرة على نفسها (دارتلاند) لم تسمع أحدا من قبل يناديه بهذا الأسم , حتى والدته.
خرجت بيللا من الغرفة لتداري أنزعاجها من تصرفات روشيل , قالت أنها ذاهبة لتشرف على اللمسات النهائية لطعام الغداء
أغلقت الباب وراءها وهي تسمع روشيل تقول لأبنتها سوزان:
" عزيزتي سوزان عليك أن تفعلي شيئا في شأن بشرتك؟".
وتلمست سوزان وجهها وهي تصغي بأهتمام الى روشيل تصف لها بعض العلاجات الخاصة بالبشرة الجافة , ولم تتحمل كولبي مزيدا من ذلك , نهضت من مقعدها , أعتذرت من الفتاة وخرجت الى الشرفة.
|