وأرتجف صوتها , فعرفت فورا أنها ضعفت مرة أخرى , سيكون الأمر هكذا دائما مع دارت!
وأنطلقت تركض هاربة منه , كحيوان بري خائف من الوقوع في قبضة الصياد , وتمكن دارت من الأمساك بها في سهولة , أحاطها بذراعيه , فأفلتت منه وعادت تجري , لم تستطع أن تبتعد كثيرا , تعثرت بجذع شجرة يابسة ووقعت باكية في العشب.
أنحنى عليها , ورفعها بين ذراعيه , فخبأت رأسها بين يديها كطفلة صغيرة لا تعرف كيف تدافع عن نفسها.
" لا , لا يا دارت".
وكان جوابه الوحيد على دفعها المستميت قبلة طبعها بحنان على جبينها المبلل بالعرق , لم تتمرد بل أستكانت بين ذراعيه وهي تشعر بأرهاق شديد , أبقاها دارت قريبة من قلبه.
منتديات ليلاس
" ستعودين معي يا كولبي ... أحبك ولن أدعك تهربين مني ,آسف أذا كانت مشاريعك لا تتوافق مع رغبتي , لكنني لن أدعك تبقين بعيدة عني بعد الآن , سأعود بك الى كنغارا حيث تنتمين".
أتسعت عيناها للمفاجأة , يحبها! تكاد لا تصدق ما تسمع.
" تحبني..........؟".
تمتمت الكلمة وكأنها تحلم , الدهشة الطفولية في صوتها جعلت دارت يبتسم بحنان برغم التوتر الذي ما زال يشعر به يهز كل كيانه :
" نعم يا حبيبتي ... نعم أحبك!".
وأحست كولبي بدفء أنفاسه ,وعندما ألتقت نظراتهما أخيرا رأت كولبي في عينيه كل الحب الذي كانت تتمنى , أحاطت عنقه بذراعيها , وألقت رأسها على كتفه بشوق ,وللمرة الأولى منذ أسابيع طويلة راحت تتنفس بعمق ,وبعد لحظات تمكنت أخيرا من القول:
" وعندما أفكر أنني كنت اغار من روشيل".
ونظرت اليه عاتبة , فرأت وجهه يشرق فرحا ... دارت كما عرفته دائما... فارس أحلامها.
" وما العيب في قليل من الغيرة يا كولبي , أعترف أنني ربما أكون قد بالغت قليلا في أظهار أهتمامي بها ,لكنها الآن في طريقها الى الولايات المتحدة , هكذا أخبرتني سوزان , كنت أعلم أن قلبي لا يمكن أن يكون ألا لأمرأة واحدة , نارية الخصلات وحادة الطباع , أحببتك يا كولبي منذ الليلة الأولى التي عدت فيها الى كنغارا".
وأنزل يدها التي كانت تداعب شعره ليعانقها بحنان:
" تبا لك يا دارت! لماذا رضيت لي بكل هذا العذاب؟ آه لو تعرف كم عانيت في الأسابيع الماضية".
وضمها الى صدره بقوة , يريد أن يحمي حبه الصغير من أي ألم.
" كان علي أن أمتحنك بعض الوقت لتمتحني صدق عواطفك أتجاهي , لكنني لم أستطع الصبر أكثر من ذلك , أنا لم أكن أبدا بارعا في الأنتظار , نحن لبعضنا منذ ولادتنا , الطبيعة كلها كانت تنتظر هذه اللحظة , أنت جزء مني يا كولبي ,جزء من قلبي ومن عقلي".
وغردت السعادة في عينيها الخضراوين كم تحبه , دارت .... رجلها.
" وأنت أيضا جزء مني يا حبي الوحيد , ها أنا أعترف لك بشعوري , فلا تستغل الفرصة لتمارس سيطرتك عليّ".
منتديات ليلاس
وعادت تغرق وجهها في كتفه , ولم يتحركا من مكانهما لحظات طويلة , أستغرق دارت في تأمل جمالها
لكنه أفاق أخيرا من نشوته:
" فلنعد الآن الى ريال وباربرة , سنخبرهما ما يتوقعان سماعه".
فأجابته بمرح:
ط بأنني سأعود الى المنزل أخيرا".
أبتسم لها بحنان ... وتملك:
" لا يا حبيبتي ... سنخبرهما أنه سيكون لكنغارا سيدة جديدة , وأن مقاطعة كينغ تنتظر عروسي الجميلة".
النهاية