وحاولت كولبي جاهدة السيطرة على رعشة يديها :
" أنا لم أفهم شيئا بعد , فيما يختص بدارت , أعرف أنني أستطيع البقاء هنا الى الأبد , أنه لا يقول مثل هذه الأشياء بخفة , لكنني أعدك بأنني سأرحل من هنا فور تمكني من ذلك".
ورقصت عينا روشيل فرحة بالأنتصار .
" أنا أمرأة يا آنسة كينغ ,... أمرأة تعرف ماذا تريد , وكيف تحصل عليه ,وأنا أريد دارتلاند كينغ , الأمر بهذه البساطة ,لن أقبل بقائك هنا , ولا بمعاملتك السخيفة لدارت ,وكأنه بطل أو مثال أعلى".
منتديات ليلاس
وتوقفت عيناها برهة على حمرة الخجل التي لونت وجه كولبي :
" نعم تنظرين اليه وكأنه شخص مقدس ,هل تعتقدين بأننا لم نلاحظ ذلك؟ دارت أول من تنبه للأمر , ولا بد أنه يشعر بالحرج من جراء ذلك , طبعا لم يقل لك ذلك, نحن النساء نتعامل فيما بيننا بأسلوب آخر , لنتصارح أكثر ولا نستعمل الأساليب الملتوية لنقول رأينا".
وصمتت قليلا لتراقب أثر كلماتها على وجه كولبي , ولا بد أن النتيجة أعجبتها لأنها تابعت قائلة:
" من الأفضل أن أعترف بأنني لا أنوي الأنتظار حتى شهر آذار(مارس) , لنعلن خطوبتنا دارت وأنا , حاولي أختراع حجة ما للأبتعاد عن طريقنا , ما رأيك بأمتهان التمريض؟ قد تصلحين لذلك ! لا , ربما لن تصلحي لأي شيء , الى اللقاء ! كوني عاقلة يا كولبي وذلك لمصلحتنا مع".
وخرجت روشيل مسرعة من غرفة الأستقبال , فأصطدمت ببوكا الذي كان يسترق السمع خلف الباب , كان من واجبه حماية الآنسة الصغيرة ,ومراقبته لها في تلك اللحظة كانت تنفيذا لأوامر سيده.
أمسكت روشيل بكتفي بوكا وأخذت تهزه بعنف.
" كيف سمحت لنفسك بدخول المنزل , أغرب عن وجهي فورا".
ومن وراء شلالات الورد , ظهر فجأة كولبار جو , نظرت اليه روشيل نظرة واحدة وأسرعت بأتجاه سيارتها , أغلقت الباب بحدة , وأدارت محرك السيارة
أسرع الحيوان الغاضب يلحق بها ,فقادت السيارة بسرعة خاطفة وصدمته ,طارت كولبي الى مكان الحادث , لم يكن بوكا يستطيع الوقوف على قدميه ,كان ينقل نظره بين صديقه الملقي على الأرض وبين وجه روشيل المتشنج غضبا
وبين كولبي التي لم تكن كيف تصرف , وفجأة فر هاربا , وهو يصرخ عاليا على غرار السكان الأصلييت في المأتم.
أنزلت روشيل زجاج السيارة
لتنفث آخر سمومها:
" أتمنى أن يكون هذا الحيوان اللعين قد لاقى حتفه , لن يجديك وضع اللوم علي , كان الأمر مجرد حادث بسيط , حاولي أن تتذكري ذلك يا حضرة الآنسة الصغيرة , أستعيني بأحد العمال ليخلصك من الجثة".
وأنطلقت روشيل وهي تلعن عاليا الحيوان وكولبي وبوكا.
وعندما أصبحت كولبي بمفردها , مررت يدها بخوف على جسم الحيوان المسكين , كان ما يزال حيا , لا بد أنه فقد الوعي لفترة بسيطة! ماذا تفعل الآن؟ ليس لديها أي خبرة في تقديم الأسعافات الأولية للحيوانات؟ وركضت فورا الى الأسطبل لتبحث عن أحد العمال , وبعد دقائق عادت برفقة أثنين منهما , لتجد كولبار جو واقفا على قوائمه يهز رأسه بأسى كبطل مهزوم.
" يا ألهي, شكرا لك".
منتديات ليلاس
وتنفست كولبي الصعداء , قبل أن تلتفت الى العاملين لتشكرهما بأبتسامة عرضة.
وبعد ساعات ثلاث كان كولبار جو قد أسترد كامل عفيته , لكت بوكا ظل مختفيا , فلم يعرف أن صديقه العزيز ما زال حيا , وتوجهت كولبي الى الحظائر لتبحث عنه بعدما يئست من العثور عليه بمفردها , سألت عنه العمال كلهم , فكان الجواب دائما بالنفي , لم يره أحد منذ الصباح
أقترب منها مايك متسائلا:
" مابك يا كولبي؟ تبحثين عن بوكا؟ لا تقلقي غالبا ما يختفي ساعات طويلة في أحضان الطبيعة , سيعود قريبا".