فأستراح الجميع بأنتظار الصباح .
فاجأهم الفجر وهم يشقون طريقهم وسط التلال بحثا عن دينغو , رآه بن الساعة الثالثة صباحا تقريبا وأنطلقوا فورا في أثره , كان الرجل العجوز يترجل عن جواده بين الحين والآخر ليلاحق الآثار التي تركها الحيوان على الأرض الندية.
أرتفعت الشمس تدريجيا في السماء , حتى سارت تحرق ظهورهم بأشعتها اللاذعة , تقدم دارت وبن المجموعة , يحملان بندقيتين من نوع ونشتسر , مايك وستيفن لازما كولبي , واحد الى يمينها والآخر الى يسارها
ليدافعا عنها في حال حدوث أي هجوم مفاجىء , كان دينغو في مكان قريب ,يتسابق معهم في رحلة الموت هذه , مرات عديدة تمكن من الأفلات من قبضتهم بمكر وحكمة , كان يختار فريسته في أرض وعرة , بحيث تصبح ملاحقته شبه مستحيلة
وعلى طرف منطقة التلال الرملية شاهدوه للمرة الأولى , يا له من حيوان ضخم , قوي العضلات , أنه بحجم الأنسان تقريبا , لونه الأصفر البراق , والنقاط الحمراء على حنجرته فضحا مكانه.
أطلق بن جواده بأقصى سرعة ,وشهر دارت بندقيته وحصانه الأسود يسابق الريح , ترددت طلقة دارت قوية في سكون الطبيعة فخر الحيوان أرضا من الرصاصة الأولى , وعندما وصل دارت وجده جثة هامدة.
وأنتظرت المجموعة في مكانها عودة دارت الذي ذهب برفقة بن للبحث عن لورا أنثى دينغو , التي عرفها السكان الأصليون منذ عرفوا دينغو , ففي مملكة الحيون , كان دينغو من الفصائل النادرة التي تلازم أنثاها طوال العمر
وفي حين ماتت قبله لا يتخذ شريكة أخرى , الوفاء الجرأة والذكاء هي كلها أبرز صفات هذا الحيوان ,وتمكنت لورا من الفرار , وأختفت في أعالي التلال , الطيور وحدها كانت تعرف مكانها , لكنها رفضت الأفصاح عنه.
منتديات ليلاس
ونظر دارت الى بن:
" أعتقد أننا أنهينا عملنا لهذا اليوم ,أليس كذلك؟".
لم يكن وجه العجوز يعبر عن أي أنفعال:
" نعم , سنضيع وقتنا أن حاولنا ملاحقة لورا".
وأشار بيده الى أعلى التلال .
" من الصعب عليها أن تبقى هناك بدون ذكرها الذي كان يؤمن لها الطعام والحماية".
" فلنعد الى المزرعة أذن".
أنتهى أمر دينغو وهو مسرور جدا لذلك , بقي عليه أن ينتظر رد فعل لورا , هل ستهاجم القطيع وحدها سيتبين ذلك , وعادا الى المجموعة المنتظرة بصمت .
فسأل ستيفن بأهتمام:
" هل عثرتما على لورا؟".
" لا , يكفي أننا تمكنا اليوم من القضاء على دينغو , لورا حتى الآن لم تشكل خطرا على القطيع , ولا سننتظر ردة فعلها قبل القيام بأي هجوم".
ولاحظ دارت أنفعال كولبي وتأثرها .
" الحرارة أرتفعت كثير , كولبي سيعيدك ستيفن الى المنزل , أما نحن فسنذهب الى المزرعة , أشعر بحاجة قوية الى فنجان قهوة , ما رأيك يا مايك؟".
" سأحضر القهوة بنفسي".
وألتفت الى كولبي:
" ما رأيك يا آنسة كينغ بمرافقتنا ".
أحست كولبي أن مايك كان يراقبها طوال النهار بنظرات فيها معان أكثر من الأهتمام العابر بأبنة عم الرئيس:
" لم أتلق منكم دعوة رسمية بهذا الشأن !".
ضحك مايك عاليا وـألتفت الى دارت يطلب موافقته:
" حسنا يا كولبي ,تستطيعين مرافقتنا شرط أن تحضري أنت بنفسك القهوة لنا".
" أوافق على الشرط".
وشكرت كولبي مايك بأبتسامة رقيقة , ونقل دارت بصره بينهما وهو يلوي فمه بسخرية , أبنة عمه الصغيرة تبدو اليوم برقة الزهور , كم هي جميلة ومشرقة! لن يكون مايك بشرا أن لم يلاحظ ذلك.
وقطب دارت حاجبيه وهو في طريق عودتهم الى المزرعة.
نهاية الفصل التاسع