لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-10, 08:13 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" ها هو دارت آت الينا".
قالت كولبي مستغربة القلق الواضح في صوته ,وما أن توقف دارت قربهما حتى قال:
" دارت , عجوز أخبرني منذ قليل بأنه رأى رجلا وأمرأة يوقفان سيارتهما قرب مركز الحرس القديم".
وعقد دارت حاجبيه بأهتمام قلق:
" ومتى كان ذلك؟".

" رآهما عند الشروق , لكنه لم يستطع الوصول الى المزرعة لأبلاغنا ألا منذ دقائق قليلة , طلبت أليه أن ينتظرك".
" حسنا , أين هو؟".
وقاده مايك الى جذع شجرة يابسة , أستلقى تحتها عجوز حفرت السنوات أخاديد عميقة على خديه , أنحنى دارت على العجوز ودخلا في حوار باللغة المحلية , نهض بعده دارت مسرعا.

" آمل أن نصل اليهما في الوقت المناسب , العجوز أخبرني بأنه رأى الرجل يغادر سيارته ,أما المرأة فيبدو أنها لم تتحرك من مكانها , أن يترك المرء سيارته ليتجول على الأقدام في حر المنطقة النائية , وبدون أن يعرف شيئا عن طبيعة هذه الأرض , جنون قد ينتهي بمأساة , علينا أن نلحق بهما قبل فوات الأوان , من حسن الحظ أن الحر لم يشتد بعد , وأننا نعرف مكانهما بالتحديد ".
" سنأتي معك".

صرخ مايك وكولبي في آن واحد فأصدر دارت تعليماته بسرعة:
" مايك أحضر سيارة الجيب , سنعود أولا الى المنزل الكبير , هيا يا كولبي".
ولن ينطق أحدم بكلمة واحدة , والسيارة تشق طريقها وسط التلال الرملية وعند وصولهم الى المنزل الكبير كانت بيللا تنتظرهم في الشرفة , أحست بحاستها السادسة , التي تكتسبها كل النساء اللواتي يعشن طويلا في المناطق النائية , أن أمرا مهما حدث.

" ماذا حدث يا دارت؟".
" رجل وأمرأة أوقفا سيارتهما قرب مركز الحرس القديم , سألحق بهما".
" من الأفضل أن أرافقك يا دارت".
وأسرعت عئدة الى المنزل
لكن دارت ناداها قائلا:
"سآخذ كولبي معي يا بيللا , الأفضل أن تبقي هنا , للأستعداد لأستقبالهما , أنت تعرفين جيدا ما يحتاجه المرء في مثل هذه الحالة".

" حسنا , تعالي معي يا كولبي لأعطيك حقيبة الأسعافات الأولية ".
وألتفتت الى أبنتها سوزان التي خرجت الى الشرفة برفقة روشيل:
" سوزان أحضري وعاء من الماء وأحكمي أغلاقه".
وقفت روشيل بدون حراك ,وهي تركز كل أهتمامها على دارت:
" وأنت دارت , هل لديك مؤونة كافية من مياه الشرب؟".
منتديات ليلاس
" نعم , وضعتها في السيارة".
" كيف يضع الناس أنفسهم في مواقف كهذه ؟ وكأن لا شغل لك ألا اللحاق بسائحين متهورين لا يقدران عاقبة أستخفافهما بالتحذيرات التي لا بد أن تكون قد وجهت اليهما حول خطر التجول في هذه المنطقة بدون دليل".
" الحمد لله أننا لم ندخل بعد موسم الصيف".
أكتفى دارت بهذا الرد , وألتفت ليساعد مايك في أعداد سيارة الجيب , وعادت كولبي بعد قليل تحمل حقيبة الأسعافات الأولية , ووراءا بيللا تردد بصوت عال:
" الحمد لله أن الحر لم يشتد بعد".

جلس دارت أمام مقود الجيب والى جانبه مايك وكولبي , وما أن أدار محرك السيارة حتى ساد الصمت , لم يكن أحد منهم يعرف ماذا ينتظرهم في نهاية الرحلة
ففي المساحات الرملية الشاسعة والخالية من الأشجار , يسهل على المرء أن يضيع وهو يلاحق سرابا يتلألأ عن بعد , ومياها وهمية يتحامل التائه على عطشه ليصل اليها , فتهرب منه حتى يسقط تعبا فتتلاشى تماما.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-10-10, 08:14 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان دارت يحدق في الطريق أمامه , ويركز على قيادة السيارة , بدون أن يفضح وجهه ما يجول في داخله , وترددت السيارة فوق الأرض الرملية الناعمة , وكادت الأطارات تغرق فيها , فعمد دارت فورا الى زيادة السرعة كي لا تدور الدواليب في مكانها ,وتابعت السيارة طريقها , التوقف في منطقة كهذه يعني الموت البطىء.

وعلى بعد أمتار قليلة رأت كولبي حيوان الكتغارو مستلقيا بتكاسل في ظل بعض النباتات الصحراوية , رفع رأسه بحشرية ليحدق في هؤلاء المتدخلين المزعجين الذين قطعوا عليه قيبولته , ضحك ركاب السيارة فخفت حدة التوتر داخلها.
وكانت الشمس تركض أمامهم لتحول السماء الى درع من النحاس الأصفر , ولم تتمالك كولبي نفسها من التفكير في المرأة التائهة في الصحراء ,هل سيتمكنون من العثور عليها في الوقت المناسب؟ وسرت في جسمها قشعريرة خوف
أحس بها دارت فحوّل نظره لحظة عن الطريق ليطمئنها :
" كل شيء سيكون على ما يرام يا كولبي , الرجل العجوز أجتاز مسافة كبيرة لينذرنا بما حدث , لا تخافي سنجدهما ".
منتديات ليلاس
وتمكنوا فعلا من العثور عليهما بعد ساعة واحدة , كان الرجل في أوائل العشرينات , وجدوه هائما على وجهه , مرهقا , وخائفا , أما زوجته الشابة فكانت مستلقية على المقعد الخلفي لسيارتهما الصغيرة وآثار الدموع ما زالت واضحة في الأخاديد الطويلة التي حفرتها على وجهها المغطى بالتراب.

لم ينبس أحد بكلمة واحدة , لم يكن هناك ما يقولونه , بلل دارت قطعة من القماش , وأخذ ينظف بها وجه ورقبة الرجل المستسلم له , وكأنه طفل في الخامسة من عمره , أما كولبي فأنصرفت للأعتناء بالسيدة الشابة , التي أخذت تبكي بمرارة وهي تهز رأسها بعصبية يمينا ويسارا
وعندما لم تنفع محاولات كولبي في تهدئتها قطع دارت الصمت ليقول بحزم:
" كفى , أنت بأمان الآن , حافظي على ما تبقى لك من قوة".

وأخذ قطعة القماش المبللة من كولبي ,ليكمل المهمة بصب , حدقت المرأة المتعبة في وجه الأسمر الجذاب وفي عينيها تساؤل صامت , أبتسم لها , فتألقت أسنانه البيضاء , لتضفي مزيدا من الجاذبية على ملامحه البرونزية .
" هل تشعرين أنك أحسن الآن؟".
لم تترك عينا المرأة وجه دارت وهي تهز رأسها بالأيجاب:
" حسنا".

وتناول كوب الشاي الذي أحضرته كولبي ليقربه بطء من شفتي المرأة بعد أن أسند رأسها على ذراعه .
" أشربي هذا الآن , وعندما تشعرين أنك قادرة على التحرك , سنعود بك وبزوجك الى المزرعة ".
وأسترق نظرة خاطفة الى خاتم الزواج الذهبي في أصبعها , الذي تزينه ماسة كبيرة.
" أسمي دارتلاند كينغ , أنا من كنغارا , هذه أبنة عمي كولبي , وهذا مايك فاراداي رئيس العمال".

وجال الزوجان بنظرهما من واحد الى الآخر , وسارعت كولبي للأهتمام بالمرأة :
" سأعتني بها الآن يا دارت".
نهض دارت وهو يهز رأسه أيجابا , وعاد الصمت يخيم على المكان , الوقت ليس مناسبا الآن للأسئلة والقصص , سيتركونها حتى يتمالك الزوجان أنفاسهما .
منتديات ليلاس
كان مايك يتفحص السيارة الصغيرة وعلى وجهه شيء من عدم التصديق والشفقة , فأقترب منه دارت:
" لن تصدق هذا يا دارت , السيارة فارغة من الماء والزيت , ولم يجلبا معهما مؤونة كافية من الوقود ومن مياه الشرب".
" هل هناك ما يكفي من الوقود للعودة بها الى المنزل؟".

" نعم , لكنني سأحاول أولا تحرير الأطارات الغارقة في الرمل".
" حسنا , سنتحرك فور أنتهائك , الحمد لله أن سوءا لم يحصل لهما , قليل من الخوف فقط".
وعندما وصلوا أخيرا الى المنزل , كانت بيللا بأنتظارهم , هي أيضا لم توجه سؤالا واحدا بل قادت الزوجين الى غرفة الضيوف المعدة لأستقبالهما , وخيم السكون على المنزل الكبير.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-10-10, 08:16 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قدم العشاء في ساعة متأخرة من المساء , وروى الزوجان للمرة الأولى قصتهما , وكيف وصلا الى هذه المنطقة النائية ,كانا من نيوزيلندا , أقتصدا أشهرا طويلة ليتمكنا أخيرا من قضاء شهر العسل في قلب أستراليا الميت الذي يختلف تماما عن جزيرتها الصغيرة بقساوته وصلابته.

تجربتهما المريعة أصبحت الآن مجرد ذكرى , فالعناية الساهرة التي أحيطا بها منذ قدومهما الى المنزل الكبير , أنستهما مرارة الساعات لطويلة التي ذاقا فيها طعم الوحدة والخوف والضياع.

كانت السيدة هاريسوت تتألق حيوية وهي تروي تفاصيل الرحلة المأساوية , فحتى الدقيقة التي جفت فيها الحياة تماما عن محرك السيارة , كانت السيدة الشابة تنظر الى الأمر كله على أنه مغامرة مثيرة ستحكيها لاحقا لصديقاتها , أحتواهما العالم الشاسع الجديد بصمته وقساوته ,فوقعا تحت سيطرته حتى كاد يقضي عليهما.

" كانت تجربة غنية".
وبدت السيدة هاريسون وكأنها تتوجه الى دارت وحده , أما زوجها فكان ينظر اليها بحنان , وهو سعيد لأنها أستردت حيويتها ومرحها , كان من الواضح أن العنصر الأهم في الرواية التي ستقصها كاتي هاريسون لصديقاتها سيكون الفارس الأسمر الذي أنقذ حياتها.
وهمس مايك في أذن كولبي:
" أعتقد أنها تغلبت على تعبها , أليس كذلك؟ بل أظن أن السيدة الشابة لن تمانع في تكرار المغامرة , في حال تأكدت أنها ستجد الرجل المناسب لأنقاذها ,دارت رجل جذاب فعلا".

" لا أنكر ذلك".
أحست بسحره يتغلغل في أعماقها طوال السهرة , أي أمرأة تستطيع أن تقاوم كل هذه الجاذبية .
" يبدو أن روشيل غير سعيدة بعملية الأنقاذ هذه , لا تحب أن يشاركها أحد أهتمام دارت".
ورفعت كولبي رأسها أثر كلمات مايك لتتأكد مما تقول , فألتقت عيناها بعيني دارت , ورأت فيهما مرحا مداعبا وشيئا من التحدي.

بيللا وسوزان كانتا مستغرقتين في حديث مع جون هاريسون محاضرة طويلة عن مخاطر السفر في هذه الأرض المتوحشة , والصعوبات التي عليهما توقعها , وكيفية مجابهتها
فكثيرة هي القصص التي تروي عن أناس قضوا حتفهم لأنهم لم يحملوا مؤونة كافية من مياه الشرب , أو أفقدهم الخوف قدرتهم على التمييز , فالذي لم يألف المساحات الرملية الشاسعة يغلبه الخوف والوحدة والقلق
ورغم تحذيرات البوليس والسكان الأصليين يخاطر بعض السواح بترك سياراتهم , عندما ينفذ منهم الماء ,ويذهبون لطلب المساعدة سيرا على الأقدام , وهنا تكون المأساة.
منتديات ليلاس
وبعد أن أنتهى دارت من حديثه , نهض ليتصل بجهازه اللاسلكي , وسياة الأتصال الشائعة في هذه المنطقة , بأصحاب المزرعة التالية ليوصيهم بالزائرين , وهم بدورهم سيتصلون بأصدقائهم لتسهيل رحلة آل هاريسون , وهكذا سيكون دائما أحد ما في مكان ما يسهر على سلامتهما , وعندما سيصلان أخيرا الى بلادهما , سيصبح بأمكانهما أخبار أصدقائهما أنهما أجتازا قلب أستراليا الميت بدون خوف أو خطر.

وفي صباح اليوم التالي , وبعد أن تنازلا طعام الفطور , ركب الزوجان سيارتهما , المزودة بكل ما يمكن أن يحتاجانه من مؤونة , وودعا الجميع , وقبل ثوان من تحركهما
أخرجت كيتي هاريسون رأسها من نافذة السيارة لتبتسم لمضيفها قائلة:
" هل تسمح لي؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-10-10, 08:17 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رن صوتها طفوليا خجولا , فأحنى دارت رأسه مبتسما:
" طا لما لا يمانع جون!".
فأسرع الزوج يقول مداعبا:
" هيا , كنت محظوظا لأنني وضعت خاتم الزواج حول أصبعها قبل أن تلتقي بك ".

قبلت كايتي هاريسون خد دارت , وأستلقت في مقعدها والدموع تملأ عينيها , شكرها للمعاملة الطيبة التي تلقتها عبرت عنه بالدموع بعدما عجزت الكلمات عن ذلك.
وزودهما دارت بتعليماته الأخيرة , قبل أن يبتعد عن السيارة وهو يلوح لهما مودعا
تنفست روشيل بأرتياح:
" أخيرا رحلا! هل رأيتم كيف تصرفت؟ كيف تسمح لنفسها بذلك وزوجها جالس بجانبها".

فأجابتها كولبي ساخرة قبل أن تلحق بسوزان وبيللا الى دخل المنزل:
" أليس من الأفضل أن تتصرف كذلك بوجوده بدل أن تنتظر غيابه!".
وألتقت العائلة في غرفة الجلوس , جلس دارت قرب روشيل , وأخذ ينظر الى كولبي التي كانت منشغلة عنه بالضحك وستيفن.
منتديات ليلاس
وهمست روشيل بصوت محمل بالمعاني الخفية:
" أنهما يتفقان كثيرا برغم قصر المدة التي مرت على تعارفهما , أعتقد أنه التقارب في السن".
وسمعها ستيفن برغم أستغراقه في الحديث
فلم يتمالك نفسه من التعليق بسخرية:
" كلماتك هذه تدل على قلب طيب يا آنسة تينانت".
وعاد يركز أهتمامه على كولبي.

" أنا معجب بالطريقة التي أعتنيت بها بالسيدة هاريسون يا كولبي , هل تعرفين أنني كنت أحلم بأن أصبح طبيبا في يوم من الأيام , لكن الظروف لم تسمح بذلك".
وأستغلت روشيل هذه العبارة لتنتقم من سخرية ستيفن السابقة بها :
" حسنا فعلت, عودتك عن قرارك أنقذت حياة الكثرين".

روشيل , روشيل , أظهري قليلا من الأحترام للناس ,لن تجدي زوجا بهذه الطريقة".
وعضت روشيل على شفتها السفلى وهي تحترق غيظا , وأنقذ الموقف دخول ميني المفاجىء وهي تحمل باقة من الزهور الصفراء وضعتها في أناء جميل وكان من الممكن أن يمر دخولها هذه المرة على خير , لولا أن لاحظت روشيل تسرب بعض قطرات الماء من أسفل الأناء
فصرخت:
" لا تضعيه على المائدة , ستفسدينها".

أرادت أن تحمي ما تعتقد أنه سيكون لها مستقبلا , صوتها الآمر أخاف ميني , فأسقطت الأناء من يدها كما توقعت كولبي , وتناثر الزجاج المحطم على السجادة
أسرعت كولبي الى ميني تهدىء من روعها.
" عودي الى المطبخ يا ميني , لا تخافي لن يغضب أحد منك لم تكن غلطتك".

وخرجت الفتاة الصغيرة ترتعش خوفا وهي تسمع روشيل تقول بغضب:
" لا أعرف لماذا لا تتخلصون من هذه الفتاة الطائشة , أنها خطر متحرك".
ولم يجبها أحد, أنحنت كولبي تجمع الزهور الصفراء عن الأرض , وفجأة تأوهت بصوت خافت ,وسالت الدماء من قدمها , داست على قطعة زجاج كبيرة أخترقت أحدى فتحات حذائها الصيفي.

وأسرع اليها دارت بعدما لاحظ شحوب لونها ,كان يغمى عليها دائما عند مشاهدة الدم وهي طفلة , رفعها بين ذراعيه بينما كان ستيفن يربط الجرح بمنديله النظيف
وحاول أن يهدىء من روعها :
" آل كينغ كلهم شجعان".

" قلت لك سابقا أن لكل قاعدة أستثناء".
رددتها بضعف وهي تشعر بالأشياء تتمايل حولها , وحاولت السيطرة على نفسها , لماذا تتصرف بهذا السخف!
سألتها روشيل وفي عينيها تأنيب واضح:
" هل تتصرفين دائما بهذا السوء لدى رؤية الدم؟".
" نعم".
هزت كولبي رأسها بضعف وأستراحت على كتف دارت.

" لا تتصرفي كطفلة يا كولبي , سأنظف الجرح , هل تستطيعين تحمل ذلك؟".
أجلسها على المقعد وذهب ليحضر بعض الأسعافات الأولية من غرفة الحمام, نظرت كولبي الى منديل ستيفن المخضب بالدم , وأرغمت نفسها على التصرف كأنسان بالغ ,لم تعد طفلة , وعليها أ تجعل مخاوف طفولتها تتغلب عليها , عضت على شفتيها ,وحاولت التفكير بأمر يسعدها.

وعندما عاد دارت , عرضت عليه روشيل أن تساعده بتضميد الجرح , فرفض مبتسما , عقدت حاجبيها بأستياء وأنصرفت عنهما غاضبة , أنها لن تحب كولبي هذه أبدا , يا لها من طفلة مدللة!
وبدأ دارت بتنظيف الجرح كان عميقا لكنه تمكن من وقف النزيف ,ومن ثم ضمد قدم كولبي بعد أن تأكد من عدم وجود أي بقايا زجاج.

شكرته كولبي معتذرة:
" آسفة لم أتوقع حدوث هذا".
" على المرء أن يتحمل حدوث هذا".
وضحك مداعبا , وفجأة أنحنى عليها ليقبل وجنتها
فأحست كولبي بسعادة لم تعرفها من قبل:
" لماذا فعلت ذلك".
منتديات ليلاس
فأجابها ساخرا كعادته:
" ظننت بأنني ربما سأفقدك".
ولم تستطع روشيل البعاد عنهما وهي ترى عن بعد المودة السائدة بينهما :
" عزيزي دارت , ألا تعتقد أنه من الأفضل ألا ترافقنا كولبي في نزهة بعد الظهر , لا أظن أنها تستطيع تحمل الرحلة".

" لن يمنعني أي شيء من مرافقكما".
ونهضت فورا لتثبت قولها , فضحك دارت.
" فتاة شجاعة فعلا! أرتاحي الآن ,علي أولا أن أنجز بعض الأمور".
ووضع يده على كتف روشيل.
" روشيل أنت تعرفين ما سنحتاجه لهذه الرحلة , على فكرة , أتصلي بوالدك وأخبريه أنك ستمددين أقامتك ليومين أو أكثر".
وأشرق وجه روشيل , أما كولبي فأضطربت وخرجت مسرعة الى الشرفة لتداري أنفعالها , الألم لم تعد تشعر به في قدمها وحسب بل أيضا في قلبها , لكنا لن تحاول أن تحلل مشاعرها الآن.

نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-10-10, 08:18 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6_ أشواك الغيرة
*************************
فاجأهم المغيب وهم يشقون طريقهم الى التلال الرملية , دارت وروشيل في المقدمة , سوزان ومايك في الصف الثاني , وأخيرا كولبي وستيفن يتحدثان ويضحكتن بصوت عال.
وأشار لهم دارت بالتوقف.
" أين تريدون نصب الخيام لقضاء الليلة؟ على التلال أم في الوادي؟".
وأجابت روشيل وسوزان بصوت واحد:
" على التلال".

ألتفت دارت الى كولبي :
" الوادي أليس كذلك؟".
كان عرف تماما مكانها المفضل , لكنها لم تشأ أن تفرض خيارها على الآخرين :
" أي مكان يرضيني يا دارت , أترك الخيار لك".
" سنخيم في الوادي أذن".
وضحكت روشيل لتخفي أستياءها الواضح من أهتمام دارت برغبات أبنة عمه.
" حسنا لنذهب الى الوادي".
منتديات ليلاس
وبعد عشرين دقيقة كانوا يضربون خيامهم قرب الينبوع الصغير في وسط الوادي , وأنصرفت الفتيات الى أعداد أماكن النوم ونصب الخيام, أما دارت ومايك فأخذا يجمعان الأغصان اليابسة لأشعال نيران المخيم.
وبعد فترة تحملقوا حول النيران يتنشقون رائحة الشواء الذي أعده ستيفن بسرعة , حتى يسكت صراخ معدته المتقلصة جوعا.

تناولوا طعامهم بصمت وكأنهم لا يريدون تعكير سكون هذه الليلة الحالمة , أحسوا براحة عميقة تتسلل الى كيانهم , فيها مزيج من الخشوع والسعادة ,وفجأة أنطلق صوت كولبي يغرد بحنين أغنية وطنية تعلمتها في طفولتها
شدهم صوتها الملائكي الرخيم فأصغوا بأهتمام الى لحن الحب الذي تنشده للطبيعة والخير والجمال , وعندما أختفت آخر نغمة في عتمة الليل , فق الجميع أستحسانا , حتى روشيل عبرت عن أعجابها بحماس مفاجىء.

ونظر دارت الى أبنة عمه بفخر وحنان ,كم تبدو رقيقة وجميلة ! لا! لن يضعف , وألتفت الى روشيل.
" ما رأيك بنزهة قصيرة؟".
" طبعا دارت بكل سرور".
وأبتعدا ببطء وهما يتسامران همسا , أخفت كولبي ألمها بأبتسامة باهتة
وأنتهز مايك فرصة جلوسها بمفردها ليقترب منها:
" صوتك رائع يا كولبي ,, كل شيء فيك رائع".

" هل تستعمل هذا الأسلوب دائما للتقرب من الفتيات يا مايك؟ وسامتك وحدها كفيلة بذلك!".
وأحست فجأة بجسم لين يصطدم بوجهها ويطير هاربا , أنه وطواط ليلي
أرتعدت كولبي خوفا وأشمئزازا وأمسكت بذراع مايك بحركة لاشعورية :
" يا ألهي , لم يكن ينقصني ألا هذا!".
" وأنا أيضا لم يكن ينقصني ألا هذا!".
منتديات ليلاس
وأنحنى مايك ليقبلها في شعرها وجبينها ,وقبل أن تنطق كولبي بكلمة واحدة , أنصرف عنها عندما سمع سوزان تناديه لمساعدتها في أمر ما.
عضت كولبي على شفتيها وهي تراه يبتعد عنها بسرعة , كيف سمح لنفسه بتقبيلها! وأحست بوجود شخص ما وراءها , فألتفتت لترى دارت يحدق فيها بقساوة.
" ما بك هذه المرة يا دارت! يبدو أنني لا أستطيع أبدا الفوز برضاك مهما فعلت!".

ولم يحاول دارت السيطرة على غضبه , بل أجابها بحدة:
" العمل في هذه المنطقة قاس جدا , ومن الصعب العثور على عمال أكفاء يرضون العمل في ظل هذه الظروف القاسية , ومن المستحيل أيجاد شخص بمهارة مايك".
" لا أفهم ماذا تقصد؟".
وقبض على معصمها بعنف ,فكادت تصرخ ألما:
" دعني يا دارت ,أنت تؤلمني ".
" لا تتحديني يا كولبي , أنت فتاة جذابة , وأنا لا أريد أن أخسر مايك , أنا بحاجة اليه".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت واي, king country, margaret way, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, صرخة البراري, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:46 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية