كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
ألبــــــــــــــارت الثــــــــــــالث
أستوقفني صوته وراااي ..
ألتفتت شفته جالس على سريره شفت دمووع مغرقه وجهه
.هو .. أنتييي مو فاااهمه شيئئ ... انتي غبيييه .... أنااا هاذي مي امي
أنا أمي تطلقت من ابوي وتزوجت واحد ثاني وأبوي خذاني منها بالغصب
مااافي أحد يحبني في البيت ....مافي احد يهتم فينييي ..... حتى ابوووي
مايحس فيني ... كل شغله الشاغل تجميع فلوس ...وزواااج
شفتي انتي اللحين صدقينييي راح يطلقك وراح يجيب بداالك عشره
هي مسألة وقققت .......
ليييه تبيني اتعلم ؟ ..... ولمين أتعلم ....انا مبسوط لحالي ....
مااابي اصحااب ...... أساسا مافي صااحب عرفته ألا وكاان له
مصلحه فيني ..أناا تعبااان
مابي اشوووف احد ... أطللللعييي براااا أتركيني
كنت أنا !!!!!!!!!!!!!!!!
مصدومه ....منه ... من الكلااام ..... من كل شيئ .. تركته علىطوول وطلعت وكلامه براسي يدوور ... أنا وجودي مسألة وقت ؟
هاذي مي أمه ؟ .......أجل أمه مين ؟........
نزلت للدور الخاص فيني شفت ابوناصر ببيت الشعر الخاص فيه
قعدت اقهويه ونا بالي شارد ....
حس علي وسألني فيك شيئ ؟
أنا : ومستغله سؤاله ... أبو ناصر .... ناصر وينها أمه ؟
عرف ابوناصر أنه وصلني الخبر لذلك اختصر التفاصيل كعادت طبعه
وجاوب : أمه انا مطلقها من زمان ... وهدى هاذي هي ماتقصر
متكفله بتربيه ....
كرهت هالرد ..وكرهت هالبرود اللي بأسلوبه ...
وين محبة الأبو الصادقه اللي قاعده ادرسها بالكتب وتضحياته عشاننا
... الأكيد أن ماعاد فيه اب ..وألأكيد ..أن ابوي ...وأبو ناصر ..شوهوا مفهوم الأبوه بعيني .......
أناا بعد تفكير : أبو ناصربطلبك وخايفه تردني ؟
أبو ناصر بحب :حشى مو انا أللي ارفض لحسنا طلب ..
أستحيت من كلامه وطيبته وقلت ... أرجوك رجع الولد لأمه
لاتحرمه منهااا ......
كان يبي يتكلم ..لاكني قاطعته ... بقاطعك يبو ناصر ..
وأنتظرني أكمل .... مابيك تجبر الولد على عيشه مايبيهاا.. شف الولد شلون حالته
مبسوط انت على اللي هو فيه ؟ ... صدقني موكذا يبوناصر
مو بهاالطريقه تخلي الولد يحبك ..انت حاكيه ...أسمع رايه ولومره
وشوف هو وين يبي يختار يعيش .. خله يتخذ قراراته ويتعلم من أخطاءه
...أتركه !
كان هاذا أخركلامي بذيك الليله .... ماحسيت بردة فعل ابو ناصر
أن كانت قبول أورفض ....
.... وماأهتميت ..كل اللي همني أني قلت اللي بخاطري وريحت ضميري
الشيئ اللي شغل بالي هو كلام ناصر يوم يتكلم أن وجودي أنا
بها القصر مسألة وقت ... وأنا آلى اليوم صار لي خمس سنين عايشه
بها القصر هل من المعقول ...بأن نهايتي قربت ....؟؟
وراح أرد للدنيا الظلماء من جديد ببيت ابوي الظالم الله لايذكره بالخير ؟؟! ....
هل من المعقول بأن ابو ناصر يخلف وعده ويطلقني ؟
كانوا هالسؤالين محور أفكاري بذيك الليله اللي تعبت من التفكيرفيها
عروق راسي بدت تتشحن من الألم والصداع النصفي ..لكثرة هذياني بالموضوع وغيره
.. حطيت راسي على الوساده ..جاهدت نفسي على النوم لاكن من دون أي جدوى
... غمضت عيوني ...ساعه .. ساعتين .. ثلاث ... ألى ست ساعات
وجيه كل ألرجال اللي تزوجوني بدت تمر علي كالعاده (بأسوأ ذكرى) .. وجه أبشع من وجه ..
آصواتهم ... أحساس البغض ..الكره .... وكأني شايفتهم بالأمس ...
طفشت وتعبت من السيناريواللي بكل يوم يمر علي ... هم
بنفس البشاعه .. وخباثة الأرواح ....
وجه أبوي ..صوته ..أشمئزازي منه ...كلللل شيئئئ يتسلط علي
بوقت الليل لهااذااا من طفولتي ألى اليوم وأنا أكره هالوقت البغيض
وظلمته ووحشتهـ ... قاومت هالمره ..ماكنت أبي أستلسم للحبه المهدئه
مثل كل يوم............ عروق عيني بدت تتعب .. 12 ساعهـ مرت
وأنا بجهاد مع نفسي ..ألين ماأستسلمت للحبه المهدئه ..بشويش
حتى تسلل علي لعيوني النوم .... كانت مجرد ثواني .. ثواني فقط!
وقمت من فراشي مفزوعه ... الدموع مغسله وجهيي ... وأغلبهاا
طايح على المخده ..... كابوس من أثناعشر سنه مرافقني ومو راضي
ينزاح عني .. ولايترك لي مجال للنوم .......
دموعي اللي تتحجر بكل وقت أحتاجها فيه .أشوفهاا تطلع بغزاره
عند الحلم ......
شــــــاب يفتح علي الباب فجأه ..... ويغيبني عن الوعييي ....
دمووع متواصله .... صحـرااء خاليييه .....وآصواات صراخ ...وثلاث رجال ... وأطفال كثار .....
ومن بينهم طفل ماسكه أيدي بأيده بقووه وأبكيي
..............
......
...
بعد مامرت خمس شهور... بديت آنسى كلام نااصر اللي رميته وراي!
لأن أبو ناصر بكل يوم كان يثبت لي بأني شيئ مهم بالنسبه أليه
لهااذاا .... زدت ثقه بأني مو مثل أي وحده دخلت هالبيت
/
/
حياتي أصبحت عاديه هاديه بعدها ماضاجت ...
لاجديد فيهااا ..على نفس الوتيره ...
متابعه دراستي .. مطيعه تحت رجلين أبو ناصر ... ومستغله
لكل ثانيه تمضي من وقتيي ....
الوقت اللي ماكنت اشوف فيه ابو ناصر ..
الا وهو الوقت اللي يكون فيه
ياعند حريمه يابرا البيت ...
الاوهو الفراغ اللي ماكنت اضيع فيه ساعه آنفتنت بحاجه اسمها كتب!
من كل صنف كنت آقرى ... كتب ثقافات العالم والشعوب ...
العاداة التقاليد .. ألمدن .. العالم ... الغرائب ....التاريخ ..الماضي
الفتوحات ...آلأدب ..الشعر النثر ... حكاياات...... علم النفس ...
مستويات الذكاء ... ألأبداع ... فنون التأمل ........ حتى كونت
لي مكتبه بأحد الغرف .. وصرت اشري وأحط .......
ماكان يضيع من وقتي شيئ .. بكل لحظه كنت أتقدم بعقلي سنه زود
آشبعت عقليتي وغذيتها فكر وآرويتهاا عن سنين العطش (سنين المــاضي ) ....
.... وكأني قاعده اركض بالحياة رافضه اني امشي بمهل .......
أديركل شيئ بيديني ... هالحياة نستني اللي خلفونييي
وبدت تشغلني بماهوأهم ..............
بذاك اليوم ... آبو ناصر كانت ملامحه غريبه ...
سألته وشفيك !...
رد علي بأجابه مختصره : ناصر راح يعيش عند آمه ......
للحقيقه مـــاأهتميت !... سوى آني رديت بكم كلمه آنهيت فيهم الحديث
هاذا اللي كان المفروض يصيرمن زمان....
/
مضت آيـــامي...
مر من عمر أبو ناصرمامر ...بدى يكبر أكثر .. وبدت تتردى صحته
بأحد الأيام كان يوم تخرجي من سادس أبتدائي ......
المدرسه كانت منظمه هالحفله للبنات اللي هم بمستوى تعليمي ...
كنت راح أشاركـ بآهم الفقرات .. لأني بالأساس انا اللي منظمه
هاذا الحفل كله بيديني وبترتيبي وخصوصا أن بعمر مثل هاذاا
شيئ طبيعي أكون القائده ... وآمسك زمام التدبير والشيئ اللي كان يساعدني
بهاذاا هوو تعاون المعلماات اللي كانوااا متكاتفين معي مثل الأصابع
بالساعد لاتلامست مع بعضها وأتحدت ..يحاولن بشتى الطرق تشجيعي
من يومي وماحاولن بيوم حتى يستصغروني أو يستحقروني
ونا أتعلم ونا بها السن الكبير .... الا المعامله كانت العكس تماماااا ....
الساعه كانت تسع الصباح ... كنت لابسه ملابس أنثى ناضجه .. فستان أسترش
رصاصي مريح للحركه وبنفس الوقت ماسك على تفاصيل جسمي
ساتر بأكمام طويله منفوخه وممسوكه من المعصم .... ومنسدل من الأكتاف
لبست كعب مريح زادني طوول وأعطاني عمر وحده فوق الواحد وعشرين ... فكيت شعري
اللي كان مسرّح بطريقةالستريت ...ونفخة قصتي
نفخه ناعمه ومسكتها بكرستاله ..حاولت بقد ماأقدر ماتكون أناقتي مبالغ فيها
بحفل مثل كذاا ... لذاا أخترت يكون شكلي هادي جداً ........
شفت من قدامي بنات سادس أبتدائي بعبايات التخرج الحرير المحفوفه
بالحرير الأزرق مبسوطين ..
ومن جنبهم بعض من بنات خامس أبتدائي آغلبهم متحمسين
أنهم بيشاركون بالحفله وبعيونهم حماس عدا بنت ماكان باين عليها الفرح !...
كنت ناويه امشي بأتجاهها ..ولاكن استوقفتني اصوات خلفي...
آلاولى تكلم الثانيه ...
مييين هالحلوه هاذي :هي مُدرسه ؟ ماقد شفتها أبدااً !
الثانيييه : وينهاا ؟.. ايييييييييييه تقصدين هاذي اللي قدامي ...
لااااا وش مدرسه انتي الثانيييه هاذي بنت قرويه فقيره
يقولون خاذااهاا شايب بطران ورفع حظهااا
الآولى وصوتها مصدووم : متزووووجه ..... كللل هالزيين
قرويييه ومتزوجه شااايب ......؟؟؟؟؟؟ قولي كلام بالعقل مستحيييل
..مووو وااضح !!!
الأولى :: مثثل ماني قاعده اقولك بنتي مُدرسه
وهي اللي حكتني قصتهاا كامله ..خذاها شايب من قريتهااا وهي
جاهله وخلاها تكمل تعليمهاا على كبر .. وبعديين شلون موواضح
يختي العز يغسل الفقر والقراوه غسسال ..لهاذا موواضح
.................. مسكت أعصابي بقدرالآمكان ...ولاحتى فكرت أنفعل
الكلام وأن كان جارح يبقى واقع ..والواقع عمره ماراح ينمحي وراح يبقى بسجل عمري غصبن علي
...آلتفتت عليهم بهدوء ... رفعت عيوني بكل غرور .... وتكلمت بأبتسامه كلها قوه
كفوا السنتكم عن سيرةالخلايق ... وآلتهوا بأصلاح أنفسكم آفضل ..
شفت آعيونهم مصدومه وملامحهم بدى تبرد من الفشيله
على الأقل شوفتهم بها الشكل هو عزائي الوحيد ....
كملت طريقي للبنت اللي كانت لافته أنتباهي ..هالبنت دائما اشوفها
بممرات المدرسه جالسه لحالها بعمري مافكرت أجي أكلمهاا قد اليوم
من يومها كانت تلفت أنتباهي ولاأدري ليه ولاكن يمكن لأني أحس وجهها مألوف .. ملامحها كئيبه ..
ودائمـا مااأحس النوم بعيونهاا .........
وقفت جنبها..متردده بأي طريقه أبدأ أتكلم ...
شكلها جنبي طفللله وكأني أمها..
نزلت لمستواهاا ..أحاول أدخل معها بمدخل تتقبلني فيه ...
الين ماحسيتها أنتبهت لوجودي وملامحهاا بديت أشوفها تظايقت أكثر
أناا : أممم أنتي من ضمن المشاركين بالحفل ؟
هي : بدون ماتتكلم هزت راسها بلااا
انا : دام مومشاركه ليه واقفه هنا... !
هي : وحسيت وجهها بدى يزداد ظيق أكثر وتحاول تخبي وجههاعني
اللي بانت عليه ترسبات الأوساخ ..والشكل المهمل
... جاتني المديره المسأوله عن التكريم ...بعد ماسمعت سؤالي للبنت
وحبت تجاوب بنفسها ... ..حسنا تعالي
رحت لعند المديره ونا مستغربه الطريقه اللي خذتني فيها من البنت
المديره : هاذي مستخدمه (فراشه ) تشتغل مع أمها ..مو طالبه
وأنا جايبتها حتى أكرّمهـا مع أمها ...
أنااا مصدومه : مستخدممه ؟؟؟
شلوون ... دائما أشوفها بمريول المدرسه ... ومع الطالبات ...
هي :بأبتسامه ... المريول هاذا من صدقات بعض الأمهات أللي
يعطونها أياه وتلبسه للمدرسه وقت ماتشتغل ...
بس حنى برضو مانمنعها تدخل لبعض الصفوف
وتستمع للدروس...مجرد مستمعه يعني وليست مسجله ... ولابطبيعة الحال هاذا شغلها وتآخذ راتب عليه
أنا بظيق : سكتت ... وأنا متابعه تصرفاتها وعيونهاا اللي كانت
تلمع حسره ..وهي تشوف مثيلاتها بالسن مبسوطين بيوم مثل هاذاا
.... شفت أمها (ألمستخدمه ) اللي باين عليها الكبر بالعمر والشرشف
ألأسود على راسها ...تآخذها من أيدهاا ... وتشيلها عن البنات
لأنه قرب وقت آلقاء الأناشيد وبداية ألحفل ...
... ألتفتت من جديد للمديره وسألت سؤال نابع من فضول
: هي شأسمها ؟
المديره : أم عبد الرزاق
أنا : لااا لا قصدي الطفله ... ؟
هي : أسمها رقيه ...
أنا بفضول غريب : رقيه أيش ؟
هي : غريب سؤالك ... بس عموما المسأول عن سجلاتها مو أنا
لهاذا ماقد قريت أسمها كامل ...
أنا : بهدوء ..أها
فجأه شفت آحد المدرسات اللي كان عمرها صغير وطول دراستي كانت هي الأقرب مني
جاتني ووجهها متلون مسكت ايدي وقالت تعالي معي...
أستسلمت لأيدهاا اللي خذتني لغرفة الأدراه ... أعطتني سماعة التلفون
وناآلى الآن مو عارفه شيئ ...
آنا :آلوو !
سواق آبو ناصر (سعودي ) : آلوو ... ياطويلة العمر الشيخ آبوناصر
طلب مني آجي آخذك على وجه الضروره... آذا ماعليكي آمر آستعجلي
آنا منتظر برا ......
... سويت آجراءت الخروج .. وطلبت الآذن بواسطة المديره اللي زوجها على معرفه مع ابو ناصر ..
ركبت السياره من الخلف .....
آناا بأرتباك ... خير ياسالم .. وش اللي صاير ؟
هو كعادته بكتمان : آرجوكي ياطويلة العمر اللحين تروحين وتفهمين كل شيئ
سكتت ...... مضت نصف ساعه ووقفت عند آحد المستشفيات الكبيره
راهية التصميم ... مشيت خلف سالم خطوه بخطوه ... وآنتهيت بالوقوف
ورى نــــــافذه زجاجيه كبيره .... موجود خلفها أبوناصر منسدح
وآلف جهاز وجهاز من حووله...بها اللحظه والثانيه حسيت بأحساس
مرعب آحساس مامرعلي من ست سنين ..آحساس ينذر بأن مصدر
آلآمان بدت تنفذ صلاحيته ... وصار آقرب للهلاك ....
حسيت بنغزه بقلبي ..لما أنسرد الماضي لي بصوره سريعه
آلفقر .. الذل ..آلأستغلال ..آلأهانه ........آلخ
بدت الدنيا تدور فيني ... حطيت آيدي على النافذه آبي آحاول آحفظ توزاني
ثم رجعت رفعت راسي .... للحظه حسيت آني قلبي حجر !
واللي آثبت هاذا هو طبيعة خوفي على ابوناصر عشان الأمان
موعشان الحب !
...صحيح آحترمه وآحس بحنانه ..آلى آن مشاعري مي بأيدي حتى
آجبرها تحب ....
عرفت آنه الجلطه السابعه اللي تصير له ..........
مر آسبوع ...... وماشفت ولاوحده من زوجاته تكرمت وجت تزوره
كل اللي أتذكره أن كل منهم جت مره وحده ... ومابعد جت مره ثانيه ....
وكأن كل وحده خلاص جاهاا تبلد من جلطات آبو ناصر ... ووثوق كل وحده منهم بأنه بسبع آروواح ......
قعد آبو ناصر بالمستشفى آسبوعين ..
على الأقل حسيت أني آلأفضل
لأني قاعده أرد جميل آبوناصر علي ..بأكرامه .. بالجلسه حوله ...
والقيام بواجبه .... كلها آيام وبالفعل قام آبو ناصر .. ورجع زي ماكان
زي الحصان ..للأمانه كنت آحس بالفرحه ...لدرجة آن التفكيرالمتواصل
اللي كان يجيني من كل شكل ولون ويغربلني ... تلاااشى ...
ووشلون مايتلاشى ... والقوه ردة لي !
اليوم خروجه من المستشفى ... ورجوعه جديد للبيت
خليته يرتاح على فراشه ... وقلت ثواني وأجهز شيئ خفيف تآكله
عشان صحتك ..
أستوقفني وطلب مني أقعد ..
هو : ماأبي شيئ ... أقعدي بتكلم معك
أنا مستغربه قعدت .... وقلت سم ..هاذا أنا اسمعك
هو ..... بعد صمت طووويل ... اليوم الله كتب لي حياة من جديد
..بكل مره كنت أطيح فيها كنت أقول راح تكون آخر مره
ألا أني حسيت الله مصرّ يكتب لي حياة حتى أقولك سر أندفن
معي من سنين ...
أنا .. ومستمره أسمع وبعدي مافهمت مغزى كلام أبو ناصر ...
هو وبدأ يتكلم .. ويقطع صمته : لما كان عمري 23 ..كنت أسافر مع أبوي لوين ماكان يروح
العراق ..ألأردن ... البحرين .. الصين ..ألمانيا ...وغيرها
كان يسافر حتى يستورد بضايع وبنفس الوقت كان يخليني أرافقه
حتى أتعلم على الصنعه وأصير تاجر مثله بكل شيئ ....
سكت شوي وحسيته بدى يتعب من الكلام
أنا :أبو ناصر ... تقدر تقول هالكلام بعدين آللحين ارتاح أنت تعبان
هوو بتعب ووجه منهد : محد يضمن يعيش للساعه اللي بعدهاا
لذا خليني اكمل
أنا ..سكتت محترمه طلبه ..وبفس الوقت فضوليي شجعني أسكت
عشان يكمل ..!
هو .... بأحد المرات تعب أبوي من السفر .. وطلب مني
أسافر بروحي.. منها أعتمد على نفسي ... ومنهاا خلاص أتحرر منه
وأعرف أدير أموالي بنفسي ......
وفعلا ... سفره .. تبـعتهاا آلف سفره .. وصرت زي أبوي
أهيم بكل مدينه وأسافر .... كونت لي رفقه فاسده يعينوني
على السفر .. تجار مثلي ... وشباب ودهم يعيشوون الحياة ....
كل شيئ كنا نسويه هناكـ من دون أي ممنوع يوقف بوجيهنا .. يكفي أسامينا
وحدها تخلي الحرام بشرعنا مباح ...
رجع سكت من جديد .......... وأناا بدت الدنياا تكرهني فيها زود وكأني فهمت راس المغزى
هو مكمل : بأمريكا .. جذبتني بنت كانت تدرس هناك ... بديت أحبها
أو بالأصح بديت أوهم نفسي أني أحبهااا ..... كانت هي أصعب حرمه قابلتهاا لذا تعلقت فيها
.... حاولت أجيبها بشتى السبل ماقدرت
ومالقيت ألا أني ...أطلبها للزواج ... بعد أصرار مني قدرت تلين
وتحبني ... ووافقت ....
هي كانت يتيمه وعايشه بروحها هناك تدرس ...وأنا للأسف أستغليت
يتمها وظروفهـا ....
سكت لثواني ثم رجع أكمل ... جبت بفلوسي واحد يدعيّ أنه عاقد أنكحه عندها حتى تصدق ... وجبت ثنين
من أصدقائي ... وكأني كنت أسوي مسرحيه وألعبها بأيدي بخبث
... وهي المستغفله بيننا... تزوجتها بالحرام ... بعقد وهمي
عشت معهـا ..شهر ... وبعدها طابت نفسي منهاا .. وشطبت عليهااا
البنت ..طلبت مني الطلاق ..
وأنا بكل جبروت قعدت اضحك .. وقلت لها ليه انا تزوجتك عشان أطلقك
أنهـارت وقالت انها حامل مني .....كانت المره الأخيره اللي شفتها
فيها بحياتي ..لأني أول ماسمعت منها هالخبر
قصيت تذكره للمملكه وتركتهـا ... وذيك كانت أخر سفره
ومن بعدها بطلت ألسفر وحاولت أستقيم وأعقل ...
... بعد مرور سنين تزوجت من أم ناصر .. وأنجبت منهاا ...
وبعدهاا بسنه بالضبط سويت الحادث ..وفقدت قدرتي على الأنجاب
كنت متأكد أنها حوبة لولوه اللي تركتها ... لهاذاا رجعت أدور عنهاا وعن ولدي أو بنتي أللي من صلبي .
..أن كانوا موجودين ... وأبيهااا هيي ...حتى تســــامحني ..... تسامحني بسس ..
أنلجمت مفجوعه من اللي سمعته ..شيئ فوق الفهم ... وحاجه أدهى
وآمر من الظلم نفسه ....
شفت ابو ناصرالدموع مغرقه لحيته ... صورة الشايب اللي يبي يلحق
التوبه قبل لايمووت ....
دنقت راسي من دون رد ....... شفت أيده تمسك أيدي بترجي
أوعدينيي تلقينهاا ياحسناا..أن ماقدرت ألقاهاا ... أوعدينييي
أنا وصوتي غايب وماني قادره أشيل حمل ثقيل مثل هاذاا :.................
ماكان عندي رد ..غير أني قلت ... الله يطول بعمرك وتلقاهاا ...
هو : ياحسنااا ...محدن عرف هالسر غيركـ ....ومحد راح أئتمنه
على ألأوراق اللي تثبت زواجي فيها بالتزوير غيركـ ...
سكتت ........... ومارديت .,’
وآنتهى ذاك اليوم .,’
..................
/
بعد شهر أسترد أو ناصر عافيته .... ومعد تناقشنا بقصة لولوه أبداً..
ذاك اليوم كنت بالمطبخ آسوي آكله شعبيه يحبها أبو ناصبر ...
واقفه بجلابيتي الزيتيه ..وقاعده أحاول آركز بالمقادير ..
بعد ثلاث ساعات آنهيت كل شيئ وروضت الأكله بين يديني
حتى صارت ريحة بخارها يجبر الجايع يآكل.... حطيتها بصينية زجاج..
وقدمتهـا .......
قعد آبو ناصر يآكل منهاا ويمدح آلياحد ماحسيت آنه ماافي بالكون يطبخ
بمثل طبخي ...
آناا ونافخه راسي وخشمي وكلي كني دجاجه مغروره من كثر الترفيع اللي
جاني ... آبوو ناصر وشرايك تخليني أفتح مطعم ..وتخليني أصك
سوق أبوالمطاعم العالميه كل أبوهاا ...
ضحك علي ثم قال ..... لاتصكين ولاأحد يصك عليكي ..آنتي يدينك
ماتطبخ ألا لأبو ناصر وبس .....
آنا ... بأبتسامه .. هالأبو ناصر على عيني...بس والله الملل بالعطله
بداء يقعطني وفكرت آستغل هالهوايه بشيئ ينفعك ..وينفعني بنفس الوقت
قاطعني وهو يقوول بحنان : الله معطيني من واسع وفضله ووماني محتاج
زياده .. لاكن أن رضيت برضى عشانك تبين هالشيئ ...
أنا وقمت أقبل راسه : عسى عيني ماتبكيك
هوو وحسيته سكت شوي وبملامحه زعل ..
آنا : بخوف ..زعلتك بشيئ يبو ناصر ؟!
هو .. وبعد صمت . ..رفع عيونه بمهل بأتجاهي ..
ياليتني ملتقي بك بشبابي ياحسنا حتى بيديني آمسكك وآدور بك العالم والكون كله اللي ماشفتيه
وماأجعل قليبك يذوق طعم الكدر اللي سبق وعشتيه..
لاتحسبيني مبسوط
ونا اشوفك بعز شبابك!! ..ونا بعز مشيبي وبيننا سنين .....!!
بها الكلام لمس أبو ناصر الوتر الحساس لي ..وله ...
مسك موطن الجرح عنده وهو كبر عمره ...
وموطن الجرح عندي ..ماضييي ...
دنقت راسي ونا أبتسم على غباء الحياة .. وغرابة الأقدار..والآماني !
رفعت راسي ثم قلت بأيجابيه ... أن تحصل على شيئ ما.. تريده متأخراً
خير من آن لاتحصل عليه آبدا ..
رد آبتسم لي ...وحط آيده على شعري ثم قال ... عندي لك هديه
راح تنبسطين منها بأذن الله ..روحي للغرفه وآفتحي الخزنه راح تلقين
قدامك الهديه..جيبيها ... آنا قايم أغسل يديني ... ورايح للجلسه الشعبيه
ألحقيني هناك ..
آنا بنشوة وفرحه ... حاظر ...
وقف ... ووقفت أنا معه وكنت راح أشيل الصحون بيديني ..
منعني .. ورجع قال... هاذي وظيفة الخدم ..أنتي يدينك يحرم عليها
تتعب
ثنيت راسي خجل ... ثم رجع قال ... عسى الله بس يعطيني عمر
وآعوضك ... أبتسم لي ... ومشى .....
آخر جمله زرعت فيني الآرتباك .... ولاأدري ليه وكأن قلبي بدى يصير
ترمومتر قياس ... يحس بالشيئ قبل يصير ......
طردت الآفكار السلبيه من راسي... ورحت للغرفه اللي كانت بعيده عن صالة الأكل ...
رحت بلهفه وفضول آبي آعرف وش الشيئ الموجود
بالخزنه ... فتحتهاا ..لقيتها مي مقفله ..
رفعت عيوني لقيت قدامي كيس مخمل آسود فتحته وطلعت منه تذكرتين سفر !!ذهاب وآياب لمدة شهر لماليزيا .!
... مافرحت ..؟؟
كانت مجرد آبتسامه آنرسمت على محيا وجهي ...!
خذيتهم بأيديني ...
ورحت قعدت على الآرض الرخام ... وتكيت ظهري على السرير ....
برود جاني .... ومعه خلى نبضاتي توقف ....من دون آحساس ...
حطيت التذاكر جنبي على الأرض
سفر ! .... طياره .... كذاا من دون مقدمات يبوناصر
آستغربت من نفسي ومن فرحتي اللي غابت .... رغم أنه المفروض
أتشقق وناسه لأني بعمري ماعتبت آرض هالمدينه وطلعت خارج السعوديه
أو حتى داخلها .... وبعمري ماوطت رجليني أرض طياره !!!!
خذتني الأفكار وهي تشرقني وتغربني ... آجبرتني آقعد آفكر بالشيئ الموجود ورى نهـــاية هالحلم !
حلم آبو نـــــاصر ؟ ......
متى راح أصحى منه ...؟
ومتى راح أرجع ياترى لحسنا القديمه....؟
هالتفكير من يومه وهو مثال رعب .. ماني قادره أطرده
حسيت أني طولت بالتفكير والجلسه الغلط اللي أنا قاعدتها...
شلت التذاكر معي ...ونا أحاول أرسم وآتصنع الفرحه عند آبو ناصر
.... وطوول ماأنا أمشي قاعده أدرب ملامح وجهي كيف تضحك مبسوطه
.... بقى كم خطوه وآوصل القعده الشعبيه ..وقفت خذيت نفس ورسمت
سمايلي واسع على وجهي ... وتقدمت ...
آناااااا ... وضحكت ضحكه أصطناعيه ودخلت ...... آبووو
ثم وقفت !!!!!!!!!!!!!!!!!!
كل الليى شفته آبو ناصر منسدح على احد الجلسات الحمراء....
بصووره آفجعتني,,,,,
عيونه كانت مفتوحه علىى الأآآخييير ....
ومن أفمه طالعه كميه من الزبد الآبييض اللي مغرقه لحيته البيضااء كلهااا بشككل مقزز ومرعب ... وعامة وجهه آلأبيض قالب آصففر
........... آزدادت دقات قلبي بشكل رهيب .... صرخت أبوو ناصر ..
حركته ... ناديته ...بتكرااار ..مررره وأثنييين وثلااااث ....
لاحسس ولاصووت ولاحركه بدرت منه ... جثه جااامده بين يدينييي
البييييت كلله فااضي ....محد حوولي .... الخدم بعييدييين ... الصووت مومسموووع ...... حسييت بصدااااع فضيييع مسكت شعريي
أبي أتمااسك ..أبي أصحى من اللي قاعد يصييير ...........
دارت الدنيـــــــأ فيني .......... غمضت عيوني ...
ومــا فتحتهـا ..آلا وآنا بمستنقعة الواقع ...... بالسجن النسائي ...متهمه بقضية قتل !
/
/
|