كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم يكن أحدهم فيما قبل قد أعتاد أن يأخذ نقودا لينفقها كما يشاء , وحصلت فلافيا على المبلغ الأكبر , وشارلوت على أقل قليلا , والأولاد بما فيهم الصغير كيث على مبالغ تتناسب مع أعمارهم .
وأنفقت فلافيا كل نقودها في اليوم التالي , فأشترت فستانا وزوجا من الأحذية الأنيقة وبعض الأقراط ومجلتين أمريكيتين للأزياء , وعاد الصبيان أيضا برزم متنوعة , وأحتفظ كل منهم ببعض النقود , وعادت شارلوت برزمة كانت ترفض فتحها , وظهر فيما بعد أنها بلوزة مطرزة , وعلّقت أمها:
" ولكنها فضاضة وكبيرة عليك يا حبيبتي ! لماذا لم تقيسيها في المحل؟".
وأجابت شارلوت :
" أنها هدية الوداع لفيوليت , أتظنين أنها ستعجبها ؟".
" بالتأكيد , أنها تلائم ذوقها ".
وسألها ليام :
" هل هذا كل ما أشتريته؟".
" نعم , فقد فكرت في أن أدخر الباقي".
ونظر ألى أمها , وقال :
" كان عليك أن تسمي هذه الفتاة حكيمة".
وأمضى أفراد الأسرة بقية الأسبوع في الجزيرة يطلون جدران غرفهم .منتديات ليلاس
وفي اليوم المحدد للأنتقال تناول أفراد الأسرة أفطارهم قبل الفجر وأحسوا بالحزن وهم يأكلون وجبتهم الأخيرة في البيت الذي كان مسكنا لهم لسنين عدة برغم أنهم كانوا على عتبة حياة جديدة.
وحضرت الشاحنة بعد الشروق مباشرة لتنقل الدفعة الأولى من الأثاث , وقام روب وبيتر بمساعدة ليام والسائق في عملية الشحن , وعند العصر كان البيت قد أصبح خاليا تماما كما كان عندما حضرت هيلين وأبنتاها وزوجها ليسكنوه منذ زمن بعيد , وعندما حانت لحظة الرحيل , أخذت فيوليت تبكي وتشهق لأنها لن تقع عيناها عليهم مرة أخرى.
ولم ينس ليام ما عاناه طيلة اليوم من جهد في نقل الأثاث والأمتعة بطريق البحر من القرية ألى الجزيرة , أن يعد لهم وجبة العشاء , وطلب أليهم بعد العشاء أن يخلدوا ألى الفراش.
وقالت هيلين :
" ولكن ينبغي أن نغسل الأطباق أولا".
وعلّق ليام قائلا:
" سوف أعنى بها .... ولا بد أن ترتاحوا فهناك عمل كبير ينتظرنا غدا , طابت ليلتكم!".
كانت شارلوت بعد العشاء بحوال عشرين دقيقة تقف في النافذة المطلة على الجزيرة وقد سطع عليها ضوء القمر عندما تسلل كيث ألى حجرتها يقول :
" أريد أن أنام معك.... لا أريد أن أنام وحدي".
وعانقته وقالت :
" سوف تعتاد ذلك يا كيث ......سريعا".
" أخشى أن يكون البيت مسكونا كما قالت فيوليت ".
" لقد نام ليام هنا لأسابيع عديدة , ونحن في أمان معه".
وأكتفى كيث بأن ألتصق بها :
" ستنام معي .... ولكن الليلة فقط".
وفي أحد الأيام في فترة ما بعد الظهيرة , وكان قد مضى عليهم أسبوع في الجزيرة , ذهب ليام ألى الشاطىء ولكنه لم يعد كما وعد في الرابعة مساء.
وعندما رجع قالت هيلين :
" بدأنا نتعشى بدونك ..... أرجو ألا تتضايق".
" على الأطلاق ...وقد أحضرت معي شخصا .... هل لديكم طعام نقدمه أليه؟".
" عندنا فائض كبير .. من حضر معك".
وأشار ليام ألى شخص خلفه:
" فيوليت !".
وقفز الجميع من أماكنهم ليرحبوا بها , وأمتلأ المكان بالضجيج وسكّتت هيلين أولادها وسألت:
" هل حضرت لتقيمي معنا يا فيوليت؟".
وأومأت فيوليت وقالت :
" قال السيد ليام أن سعادتكم لا تكتمل بدوني .... وأنا كذلك غير سعيدة بدونكم , فأنتم بمثابة أسرتي , ولن يسمح السيد ليام بأن يقع سوء لأي منا ".
لم يمض شهران حتى تغيّرت الجزيرة تماما , وبرز المنزل للرؤية من جهة البحر , وكانت شارلوت كلما سنحت الفرصة تبحر في الفتحة التي تم توسيعها بواسطة الديناميت , لتحدق من بعد في واجهة القصر الجميلة , وأعمدته التي طليت حديثا , والحواجز التي تسطع بطلائها الأبيض في ضوء الشمس.
وكانت النوافذ تتلألأ ليلا بالأضواء التي تستمد الطاقة من المولد الجديد , وكان على كيث أن يدور في البيت ليغلق نوافذ السلك الضيق قبل الغروب لمنع الحشرات الطائرة وغيرها من الدخول , وكان هناك صندوق تثليج وحلة كهربائية وخلاط وكلها تدور بالطاقة من المولد , أعجبت بها هيلين وفيوليت كما أعجب الولدان الأكبر سنا بالرافعة الكهربائية .
|