كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وسألته وهي تعد القهوة :
" أحقا ليدك بعض الوثائق التي قد تهم أبي؟".
" بالطبع .... وألا لما قلت ذلك أذا لم تكن عندي؟".
" حسنا , كان أسلوبك وأنت تحدث كخبير في علم دراسة المحار".
" كلا , على الأطلاق ...... قلت فقط أنني أدرس الرخويات البحرية , وهذا صحيح , وأعرف عنها الآن أكثر بكثير مما كنت أعرفه عندما كنت هنا في المرة السابقة".
وقدم لأوليفر بعض الحليب المحفوظ وأخذ يسرب قهوته.
وقالت شارلوت :
" كيف أحبك ؟ أنت يا من.........".
وأكمل لها :
" أنجح في التعامل مع كل الناس ".
" حسنا , ربما تتهمني بالوقاحة , ولكنني لم أكن أقصد ذلك , فقط أقصد القول أن أبي عادة لا يحب أي شخص غريب , ولم أكن أعتقد أنك ستشذ على القاعدة لأنك أنت وهو على النقيض , قطبان متنافران".
" بالنسبة ألى المرض الذي أشارت أليه أمك والذي قال أبوك أنه شيء تافه .... ماذا كانت أعراضه ؟".
وسردت شارلوت ما سبق أن أخبرها به أخوها وما شهدته بنفسها ثم قالت :
" ولم تسأل ؟".
منتديات ليلاس
" لأنني أحسست أن أباك يعاني من حالة قلق ومن الضروري أن يهتم بوضعه الصحي , وأرى أن تقنعوه بأن يضع نفسه تحت الرعاية الطبية".
" أنه عنيد للغاية , حاولت أمي ذلك , ولكنه لا يقتنع , لا أريد أن أتحدث عن أبي هكذا .... فأنا أحبه كثيرا وكلنا نحبه".
وشرب ليام قهوته بدون أن يترك فيه بقية , ثم قال :
"نسيت أن أحضر لك الأوراق..... سأصعد لأحضرها الآن ".
وعندما رجع قال :
" لدي أرتباطات بالذهاب ألى المدينة اليوم يا شارلوت , ويؤسفني أنني لا أستطيع أن أدعوك لتناول الطعام ".
كانت شارلوت تتوقع أن تمضي اليوم كله على الجزيرة , ولم تستطع أن تخفي أحساسها بالأحباط.
وأعطاها المظروف الكبير الضخم المحفوظ في حقيبة من البلاستيك وسارا معا ألى البحيرة وقال لها عند حافة الماء :
" تعالي كلما أستطعت ذلك , فأنا لا أخرج كثيرا ومرحبا بك دائما ".
وأبتسمت وهي تقول :
" حسنا ... أشكرك... ألى اللقاء يا ليام!".
وهذه المرة لم يحملها ألى زورقها وأكتفى بأن قال :
" وداعا".
وأخذ يخوض في المستنقع , وأعتلى قاربه وقال :
" أنت أولا .......".
وكان يعني بذلك أنها ينبغي أن تسبقه بقاربها عبر القناة .
وأحست شارلوت أحساسا لا يكذب أن قصة أرتباطه بالذهاب ألى المدينة لم تكن ألا كذبة بيضاء أنتحلها للتخلص منها ..... وأنه ربما قام بجولة قصيرة في القرية ثم عاد ألى الجزيرة , كانت في حيرة بسبب تلك المناورة وهي تعبر المنطقة المعروفة بأسم أولدمانز بوينت لتقترب من الميناء فلم تلحظ شبحا يخرج مسرعا من بيت مارتن ويهرول ألى الشاطىء ليقابلها , كان الشبح فيوليت تقول في صوت غريب أجش:
" أسرعي يا حبيبتي ...... أسرعي!".
وأكتشفت شارلوت أن فيوةليت كانت تبكي وترتعد في تأثر بالغ , وصاحت شارلوت:
" ما الخبر؟ ماذا حدث؟ ".
وساعدت شارلوت لتصعد ألى الميناء ثم أمسكتها بين ذراعيها وقالت في صوت غالبه الحزن :
" أنه أبوك يا طفلتي ..... ساءت حاله بدرجة كبيرة ونقلته سيارة الأسعاف ألى المستشفى , وذهبت أمك معه ثم أخذت فلافيا الأولاد في سيارة تاكسي , وهناك تاكسي آخر في أنتظارك يا عزيزتي .. ليس أمامنا وقت ....... سأذهب معك!".
مات رافاس مارتن قبل الغروب بدون أن يستعيد وعيه بعدما أصيب بالنوبة القلبية الثانية التي كانت أكثر خطورة من الأولى ودفن ظهر اليوم التالي , وعادت أسرته التي فاجأتها الصدمة ألى البيت.
ظلت هيلين مارتن لأيام عديدة تبدو كأنها لم تتأثر لوفاة زوجها , كانت تؤاسي الأطفال وفيوليت وتقوم بأعمالها العادية أو تجلس على الشرفة تحدق نحو البحر في هدوء غير طبيعي بعينين لا تدمعان.
وفي أحد الليالي أيقظ كيث شارلوت باكيا يقول :
" ماما تبكي! ماذا نفعل؟".
وأيقظت شارلوت فلافيا وذهب الثلاثة ألى غرفة أمهم , لكن الباب كان مغلقا ولم تسمح لهم بالدخول ووقفوا لفترة طويلة أمام الباب يستمعون بلا حول ولا قوة ألى نحيبها المكتوم وأخيرا ذهبوا ألى الفراش , وأخذت شارلوت تعانق كيث وتطمئنه حتى نام بين ذراعيها.
كان وجه هيلين في الصباح التالي يبدو وقد أنهكه الحزن , لكنها تخلصت من النظرة الشاردة في عينيها , وأحست شارلوت بأن تلك النظرة كانت أكثر أقلاقا من النحيب العنيف طوال الليل.
وذهبت هيلين ألى غرفة مكتب زوجها بعد الأفطار ومكثت هناك تفحص أوراقه حتى وقت الغداء.
|